د- أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9432
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مِنَ المعروف عند علماء الاجتماع العسكريّ في الولايات المتحدة، أن القوات المسلحة تمثِّلُ اختيارًا ضعيفًا لمَنْ يرغبون في الالتحاق بها، فهم يجدون فيها ملاذًا للهروب مِنْ مجتمعٍ يقوم في بنائِهِ على المنافسة الحرة، التي لا يستطيعون الدخول في حلبتها، و مكانًا للحصول على متطلباتهم الأساسية، بالإضافة إلى دَخْلٍ عالٍ لا يتمكَّنُون مِنَ الحصول على نَظِيْرِهِ في الحياة المدنية؛ و لهذا يكون مِنَ المنطقيِّ أنْ يفكر الجنود الأمريكيون في الانتحار، في ظلِّ ظروف قتالية صعبة، يعانون فيها مِنَ الخوف و الذعر، مِنَ الموت في كلِّ لحظة، و لا يَرَوْنَ حولهم إلا القتل و الدمار و النيران و القنابل. و هذا يعنى بالنسبة إليهم أنه يُلْزِمُهم أنْ يدفعوا ثمنًا باهظًا؛ لتحقيق أهدافهم التي التحقوا مِنْ أجلها بالقوات المسلحة، أمَّا أن يُقْدِمَ هؤلاء الجنود على الانتحار حتى بعد الخلاص مِنْ هذا الجوِّ القتاليِّ العنيف، و بعد العودة إلى بلادهم حيث الهدوءُ والسلامُ والحياة المدنية التي تتناقض تمامًا مع الحياة العسكرية، فهذا غير منطقيٍّ، و يحتاج إلى وقفة.
في مقالته بتاريخ 13 مِنْ ديسمبر2007 م، بعنوان " موجة انتحار الجنود الأمريكيين العائدين مِنَ الحرب"، كتب الباحث الاشتراكي الأمريكي " جو ماكاي" يقول: " مِنْ بين الآثار الدرامية لتفجر العسكرية الأمريكية، هو هذا الارتفاع الحادُّ في معدلات الانتحاريين الجنود الأمريكيين، سواء بين الذين يقومون بأداء الخدمة الفعلية، أو الذين سُرِّحُوا مِنَ الخدمة و عادوا إلى موطنهم. إنَّ هؤلاء الجنود قد أصابهمُ الذُّعْرُ و الهَلَعُ لما شاهدوه، و ما أُجْبِرُوا على فِعْلِهِ في العراق و أفغانستان، ولمَّا لم يجدوا مِنَ الدولة اهتمامًا يساعدهم على تَخَطِّي الأزمات الصحية و النفسية التي يعانون منها - قرَّرَ العديدُ منهم أن يُنْهِيَ حياته بنفسه ".
تَعَرَّضَ " ماكاي " في مقالتِهِ السَّالفة الذِّكْر، لما دار في جلسة استماع لجنة شئون الجنود المُسَرَّحِيْنَ، و لشهاداتِ أُسَرِ الجنود المنتحرين، و خبراء الصحة العقلية، و العديد مِنَ الشهود الآخرين، لما وُصِفَ " بوباء الانتحار" بين الجنود العائدين من الحرب. و أوضح " ماكاي" أنَّ هذا الاستماع، كان استجابةً للتقارير التي أطلقتها محطة " سي بي إس" الإخبارية، و التي أخذت على عاتقها، و لأول مرةٍ محاولة إحصاء أعداد هؤلاء الجنود، و أعلنتِ المحطة أنَّ هذه الأعداد، ليست صادرة عَنِ الجيش الأمريكي، الذي لا يُحْصِي إلا أعداد الجنود المنتحرين أثناء أداء الخدمة فقط، و أكدتِ المحطة أنَّ الأعداد التي أحصتها، قد تحصلَّتْ عليها مِنْ خمسٍ و أربعين ولاية، مِنْ مجموع الولايات الخمسين في الولايات المتحدة. و كشفتِ المحطة أنَّ أعداد الجنود العائدين مِنَ الخدمة في ميدان الحرب، و قاموا بقَتْلِ أنفسِهم يبلغ 6256 منتحرًا، بمعدل 120 حالة كلّ أسبوع، بواقع سبعَ عَشْرَةَ حالةً كلّ يوم. و جميع حالات الانتحار هذه كانت بين الجنود الشبان، الذين قاتلوا في العراق و أفغانستان، و تتراوح أعمارهم من 20 إلى 24 عامًا. و أوضحتِ المحطة كذلك أنَّ معدلات الانتحار بين الجنود العائدين، تزيد عَنْ معدلاتها بين جنود الخدمة الفعلية، من 2.5 إلى أربع مرات. اقتبستِ المحطة في تقريرها السابق كلمة " بول سوليفان " - مسئول الجنود العائدين أمام لجنة الاستماع - و هي: " تُبَيِّنُ هذه الأعداد بوضوح أنَّ هناك وباءً منتشرًا بين الجنود العائدين، اسمه اختلال الصحة العقلية".
" مايك لوبان " والد " تيموثي " و هو أحد الجنود المنتحرين العائدين مِنَ العراق فى عام 2005 م، أدلى بشهادته أمام اللجنة المذكورة، و انتقد موقف لجنة شئون الجنود العائدين من تقرير المحطة، و قال: " إنه كان أَحْرَى باللجنة بدلاً مِنْ أنْ تنتقد الكيفية التي أظهرت بها المحطة أعداد الجنود المنتحرِيْن، أنْ تتبنى هذا التقرير، و أنْ تستخدمَهُ كوسيلةٍ تساعد على تحسين أمور الصحة العقلية و النفسية داخل إدارتها " . و امتدح " لوبان " جهود المحطة، و قال: " إنها قامت بما لم تَقُمْ به أية جهة حكومية، بإحصائها أعداد الجنود المنتحرين؛ مما ألقى الضوء على هذا الوباء الخَفِيّ؛ يكون الشعب الأمريكي على دراية بالموقف". تحدَّثَ " لوبان " في شهادته عَنِ ابنه " تيموثي"، و قال: " إنَّ حالة ابنه مشابهة للعديد مِنْ حالات أقرانه الجنود المنتحرين. التحق " تيموثي " بالحرس الوطني عام 2003 م؛ ليتمكن مِنْ جَمْعِ المال الذي يكون به قادرًا على استكمال دراسته الجامعية؛ و لكي يجمع رصيدًا ماليًا يبدأ به مسيرته في الحياة. ذهب "تيموثي" إلى العراق، و رجع منه في عام 2005م شخصًا مختلفًا تمامًا، كان يضع نظارة على عينيه، و يُحَمْلِقُ على بُعْدِ ألف ياردة؛ باحثًا عَنْ متمرِّدٍ عراقيٍّ. لم يتلقَ " تيموثي " و لا عائلته أيّة مساعدة صحية تساعدهم على تَخَطِّي الأزمة النفسية العقلية، الناتجة عَنْ ضغوطِ مرحلةِ ما بعد العودة مِنَ الحرب، و حسم " تيموثي " الأمر بأنْ أطلق النار على نَفْسِه،و لم يتخطَّ عمره وقتها ثلاثة وعشرين عامًا ".
و يرى " جون ماكاي" أنَّ أهم الشهادات التي كانت أمام اللجنة المذكورة، هي شهادة " ييني كولمان "، مؤلفة كتاب شهيرعَنِ الاختلالات العقلية و النفسية لمرحلة ما بعد العودة مِنَ الحرب. حاولت " كولمان" في شهادتها أنْ تكشف عَنِ الأسباب الاجتماعية لارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود العائدين مِنَ الحرب.
انتهت " كولمان " مِنْ تحليلاتها، إلى القول بأنَّ آثار الانهيارات العقلية المتزايدة بين الجنود الأمريكيين، يجب ألا يُنْظَرَ إليها فقط في حدود ميلهم أنفسهم إلى الانتحار، و لكن يجب أن يُنْظَرَ إليها كذلك، في حدود الجرائم التي ارتكبها هؤلاء الجنود ضد الشعب العراقي، فحينما ظهرت صور التعذيب في سجن " أبو غريب " في عام 2004 م، انهار جدار الصمت في الصحافة عَنْ جرائمِ الجنود الأمريكيين في العراق، انكشف المستور مِنْ حالات القتل و التعذيب و العنف ضد المدنيين، و أظهرت التقارير الأخرى فيما بعد، حالات عنف مِنْ نوع آخر، ارتكبها الجنود العائدون مِنَ الحرب ضدَّ مواطنيهم الأمريكيين. فَسَّرَتْ " كولمان " هذه الفوضى مِنْ حالات القتل، على أنَّها ناتجٌ حَتْمِيٌّ، خرج مِنْ رَحِمِ احتلالٍ لبلدٍ، صُوِّر َفيه
مواطنوه على أنهم أعداء. كما أنَّ التطورات الحديثة في التدريب القتالي الأمريكي، عمدت إلى فَصْلِ المُجَنَّد عَنْ هويته المدنية؛ بهدف الوصول بكفاءة و فاعلية الجندي في قَتْلِ العدو إلى حدِّها الأقصى؛ و مِنْ ثَمَّ كانتِ الأساليب الوحشية في إذلال المدنيين العراقيين و إهانتهم، و قَتْلِ مَلْيون عراقي، و تَحَوُّلِ أربعة ملايين إلى لاجئين، و تدميرِ مجتمعٍ بأَسْرِه - مرةَ إعادة برمجة المجنَّدِيْن، وَفْقًا لمجموعة جديدة مِنَ الاستجابات المُتَعَلَّمة، التي تحقق أهداف الصفوة السياسية العسكرية الحاكمة.
تقول " كولمان ": إنَّ هذا المشروع البربريَّ لهذه الصفوة الحاكمة، لا بُدَّ أنْ يترك تأثيره النافذ على الصحة العقلية للجنود، الذين لا يزالون بَشَرًا. و لكي يمكن التغلب على هذا الجانب الإنسانيّ في الجنود، الذي قد يمنعهم مِنْ قَتْلِ بشرٍ مثلهم؛ كان لا بُدَّ مِنْ تحويلهم إلى مرضى، عَنْ طريق زَرْعِ استجاباتٍ لديهم، أساسُها الوحشيةُ و القسوةُ، و هي أمرٌ لازمٌ لكلِّ قوى احتلال. هذا بالإضافة إلى إشعارهم المستمر بالخوف مِنَ الموت الذي يسبِّبُ - وحده - لهم مشاكل نفسية حادة.
و تستمر" كولمان " في تحليلاتها فتقول " إنَّ الانتحار في حدِّ ذاته مكسبٌ لإنسانية الجنود، و ليس دليلاً على ضعفهم؛ فقد وجد الجنود رجالاً و نساءً، أنه مِنَ الصعب عليهم أنْ يستمروا في هذه الحياة، بعدما رَأَوْه و فَعَلُوه في الحرب ".
و هناك عوامل أخرى ساهمتْ في رَفْعِ معدلات الانتحار طوال فترة الخدمة الفعلية في الحرب؛ منها: إعادة تجنيد بعض الجنود لفترة أطول، بالرغم من ظهور اضطرابات نفسية و عقلية عليهم، و منها استخدامهم المكثَّف للأدوية المقاومة للاكتئاب؛ بحثًا عَنْ علاج قصير المدى لما يعانون منه من اضطرابات، و كذلك تجنيد الأفراد الذين يعانون أصلاً مِنَ اضطرابات نفسية سابقة.
ضربت " كولمان" مثالاً بحالة الملازم " إليزابيث هوايت سايد " كرمزٍ يُبَيِّنُ الطريقة التي يتعامل معها الجيش الأمريكي مع جنوده المنهارين في الحرب. كانت " إليزابيث " تقوم بحراسة أحد السجون، و إِثْرَ حالة مِنَ الشَّغَبِ قام بها النُّزَلاء، بعد إعدام " صَدَّام حُسَيْن " في ديسمبر 2006 م ، أُصِيْبَتْ باضطرابٍ حادٍّ؛ فلَوَّحَتْ ببندقيتها في الهواء، و أطلقتِ النار على السقف ، ثم أطلقتِ النار على نَفْسها. شَخَّصَ الأطباء النفسيون العسكريون حالتها - بعد أنْ تعافت - على أنها عانتْ من اضطرابٍ عقليٍّ حادٍّ، ربما سَبَّبَتْه ضغوطُ الحرب الشديدة عليها، لكنَّ رؤساءها صمَّموا على محاكمتِها، و اعتبروا أنَّ هذا الاضطراب الذي تَدَّعيه إنَّما هو بمثابةِ اعتذارٍ عَنْ سلوكها الإجراميّ .
و لا يبدو - في تصوُّرنا - أنَّ تحليل " كولمان" مقنعٌ، بل نرى فيه محاولة تبريرية لتصرفات الجنود في الحرب، و كذلك لتبرير انتحارهم أيضًا، و إلقاء اللوم كلّه على الصفوة السياسية العسكرية الحاكمة، على أساس أنها هي التي دفعتهم إلى ذلك. كما نرى في هذا التحليل محاولةً أخرى للتركيز على أنَّ الجانب الإنسانيَّ، هو الأصل عند هؤلاء الجنود، و أنَّ انتحارَهم كان مِنْ باب تأكيد هذا الجانب الذي توقَّف بسبب الحرب .
أغفلتْ " كولمان " تمامًا أنَّ الصفوة السياسية و العسكرية الحاكمة في الولايات المتحدة، و هؤلاء الجنود هم نِتَاجُ ثقافةِ خاصةٍ، هي الثقافة الأمريكية، هذه الثقافة التي لها خصائصها المُمَيَّزَة، و أَوَّلُها أنها ثقافة تُصَوِّرُ الحياة على أنها المنفعة فقط، و النفعية عند هذه الثقافة ( كما وضع أُسُسَها جريمي بنتام في عام 1863 م ) هي مقياس الأعمال، و هي المفهوم البارز في النظم الغربية جميعها، و مفهومها الخاص عَنِ السعادة؛ هو إعطاء الإنسان أكبر قِسْطِ مِنَ المتعة الجسدية، وتوفير أسبابها له، أما الناحية الروحية فهي فردية بحتة، لا شأن للجماعة بها، و تعزل هذه الثقافة عَنِ الحياة كلَّ قيمة، إلا القيمةَ المادية و هي الربح، و يقوم جوهر هذه الثقافة، على أنَّ الإنسان هو الذي يضع نظامه في الحياة، و له مُطْلَقُ الحرية في سلوكه الخاص، و مَنْعِ كلّ ما مِنْ شأنه أن يُعِيْقَ ذلك، و له أنْ يفعل بنفسه و جسمه ما يشاء، و له أن يُكَيِّفَ حياته بالشكل الذي يحلو له. و في ضوء هذا الفَهْمِ لهذه الثقافة، يمكن تفسير كلّ ما نعتقد أنَّ " كولمان" قد حادتْ عَنْ تفسيره؛ فقد ذهبتِ الصفوة الحاكمة إلى العراق و أفغانستان طبقًا لمبدأ المنفعة، و ذهب " تيموثى" و " إليزابيث " و آلاف الجنود الآخرون إلى الحرب، وَفْقًا لنفس المبدأ، و إنِ اختلف قَدْرُ المنفعة بقدرِ حجمِ المنتفِع؛ فالحياة العسكرية لمَنْ يلتحق بالجيش، قد تكون مهربًا مقبولاً اجتماعيًا مِنَ المشاكل العائلية، أو الوظيفية التي يعانون منها، و قد تكون ملاذًا للهرب مِنْ حلبة التنافس الاجتماعي في الحياة المدنية، بالإضافة إلى أنها تضمن موردًا اقتصاديًا لمَنْ يجدون صعوبة في الحصول عليه خارج الجيش، أما المنحرفون مِنَ الشباب، فقد يستفيدون مِنَ الجيش في بَدْءِ حياة جديدة مختلفة. و مِنْ ناحية أخرى، تَعَامُل الجنود الأمريكيين مع العراقيين بهذه الوحشية و القسوة، ليس بسبب ما تدَّعيه " كولمان" مِنْ نوعية التدريب الجديد الذي تَلَقَّوْه، و إنما لأنَّ هذا العدو هو الذي يقف حجر عَثْرَة في سبيل تحقيق المنفعة المُنْتَظَرَة لهم. و لما أدرك الجنود أنَّ انتشارهم في العراق ليس مشابِهًا لانتشار زملائهم في ألمانيا و دول أوربا، و أنَّ الحرب هناك هي حرب حقيقية، و ليست نزهة –انقطعتْ آمالهم في السعادة المستقبلية المرجوَّة، فهم يسارعون في سَحْبِ المصابين مِنْ زملائهم، و يحملونهم إلى الطائرات التي تطير بهم إلى القواعد الأمريكية في ألمانيا، و يَرَوْنَ بأعينهم التوابيت التي تضمُّ القتلى و أشلاءهم، و طالما أنَّ ثقافتهم قد منحتهمُ الحرية بأنْ يفعلوا في أنفسهم و أجسامهم، التي تعلموا أنها مِلْكٌ لهم يفعلون فيها ما يشاءون - كان منطقي إذًا بعد فترة مِنَ الاضطراب النَّفْسي و العقلي، الذي ترتَّب على فقدان الهدف الذي جاءوا مِنْ أجله إلى العراق - أن يضعوا بأنفسهم نهاية لهذه الحياة.
أما هؤلاء الذين عادوا إلى موطنهم، كان بإمكانهم أنْ يبدءوا حياة جديدة، لكنَّ ذكريات الموت و الدمار و القنابل و النيران ظلَّتْ تطاردهم، و لم تمنحهم ثقافتهم مقومات استمرارية الحياة، فالموت الذي يفرُّون منه قد يحدث، و إنِ اختلفتْ صورته في الحياة المدنية، و الاستمتاع بأقصى قَدْرٍ مِنَ اللذة، تُعَوِّقُهُ الإصابةُ الجسدية أو النفسية أو العقلية التي عادوا بها مِنَ الحرب، و ليس هناك مِنْ عقيدةٍ صلبة تمنحهم هدفًا و غاية لهذه الحياة، أو تمنعهم مِنَ الانتحار أو تهددهم بعقاب أُخْرَوِيّ. أما قول " كولمان" بأنَّ الانتحار في حدِّ ذاته مكسبٌ للجنود، و دليلٌ على إنسانيتهم، فهو قَوْلٌ يعبِّرُ عَنْ تعاطُفٍ نَسَوِيٍّ أكثر منه معبِّرًا عَنْ حقيقة، فالثقافة التي نشئوا عليها علَّمتهم أنَّ التبعية ليست فردية، و الحساب ليس بشخصيٍّ، فكلُّ ما فعلوه مِنْ جرائمَ في العراق، يكفيهم الاعتراف به؛ ليتحملَّها آخرون عنهم، و كلُّ ما نستطيع أنْ نشاطر به" كولمان"، هو القول بأنْ لوِ افترضنا أنَّ الإحساس بالذَّنْبِ قد تحرَّك في نفوس هؤلاء الجنود، فهو إحساسٌ فطريٌّ، طمسته الثقافةُ التي نشئوا فيها، و التي تقف دائمًا حائلاً دون تنميته و تطوُّرِهِ.
----------------------
الدكتور أحمد إبراهيم خضر
دكتوراه فى علم الإجتماع العسكرى
عضو هيئة التدريس السَّابق بجامعات القاهرة ،و الأزهر ، و أمِّ درمان الإسلامية ، و جامعة الملك عبد العزيز
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
7-05-2008 / 14:47:04 ابو سمية
تحليل متميز لظاهرة الانتحار
تحليل جيد فعلا لعمليات الانتحار، وهو ولان كان متناولال للحالات الخاصة بالجنود الامريكيين العائدين من العراق، فانه يبقى صحيحا لتفسير ظاهرة الانتحار عموما سواء لدى المجتمعات الغربية او تلك العربية التي تتسم بالتفكك الاجتماعهي الذي يعني من بعض الاوجه غياب الضوابط العقدية التي تعطي اهدافا لحياة الفرد
7-05-2008 / 14:47:04 ابو سمية