ضحى عبد الرحمن - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 1012
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
وافقت الأمم المتحدة بتأريخ 15/3/2022 على مشروع المقترح الذي تقدمت به دولة اسلامية (الباكستان) لمكافحة ما يسمى بالإسلاموفوبيا. حيث إعتمدت جميع الدول الأعضاء في الجمعية العامة (193 دولة)على تحديد يوم 15/آذار بإعتباره يوم مكافحة الإسلاموفوبيا العالمي، ورغم ان البيان غير ملزم إلا أنه أوجب على الدول الأعضاء" تعزيز الجهود الدولية لتشجيع حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات مبنيا على قيم الحرية واحترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات". ومدينا في الوقت نفسه جميع أعمال العنف والقمع ضد الأفراد على أساس الدين والمعتقد والجنس والعنصر وكذلك تهديدهم شخصيا أو أماكن عبادتهم.
هذا البيان الأممي يذكرنا بقرار معاداة السامية علما ان هذا الأخير ملزم على الدول ويُجرم من لا يلتزم به، على عكس القرار الجديد، مع انه كان من الأجدى ان يجرم القرار جميع الأحزاب السياسية المتطرفة بغض النظر عن جنسيتها ودينها ومكانها ومذهبها، وكذلك الأحزاب التي تحمل اسم الله تعالى والإسلام والإسلام بريء منها، فهذه الأحزاب اساءت الى الله تعالى والى الإسلام ورموزه، بل شوهت الإسلام بما لا يقبل الجدل، وعاثت في البلدان التي حكمتها او تواجدت فيها أشد انواع الفساد والخراب والإلحاد، والعراق وايران ولبنان واليمن شواهد حالية تؤيد قولنا.
أليس من المفارقة ان يكثر الإلحاد في دول تحكمها احزاب اسلامية؟ وما يعني هذا؟ الا يمثل صورة مسخة للإسلام يتم نقلها للعالم الخارجي بقصد مبين؟
انظر ما فعلت الاحزاب الاسلامية في ايران والعراق ولبنان واليمن والجزائر وتونس وغزة؟ هذه كلها شواهد حية بأن الأحزاب الاسلامية لا تصلح للحكم، والعيب فيها، وليس في الإسلام الذي يؤكد على قيم السلام والأمن والتسامح ومكارم الأخلاق. لقد زرعت بذور الفساد والخراب، وحصدت رقاب الناس والأمن والإستقرار في العالم.
ان قادة هذه الأحزاب يعملون لدنياهم وليس لآخرتهم، والإسلام ليس سوى قناع تنكري يتم خلعه مع تًسلم دفة الحكم. وكما يقال في المثل (التجربة أكبر برهان)، ويخطأ من يظن ان هذه الأحزاب بعد فشلها وافتضاح امرها تقوم بتجديد نفسها عبر دعوات الاصلاح، فهي لا تختلف عما تفعله الأفاعي عندما تبدل جلدها المتهريء بجلد جديد. فهي تداري فشلها وما تركته من خراب ودمار بالدعوة الى الاصلاح دون اي يطرأ اي تغيير على ايدلوجيتها، فالجوهر ثابت غير قابل للتغيير، وانما دعوة الأصلاح عبارة عن سراب اعلامي يُوهموا به الناس وجماهيرهم المستحمرة.
الأحزاب الإسلامية منذ القرن الماضي ولدت جميعها من رحم حزب الأخوان المسلمين، وهم أخوان للشياطين وليس المسلمين كما تبين للعقلاء من خلال ممارساتهم العدوانية من قتل واغتيال وسرقات وارهاب وفساد، ولذلك فأنه على الرغم من تباين الأديان والمذاهب والشعارات والبعد الزماني والمكاني لكن المنبع واحد، والمصب واحد.
قارن مثلا بين ولاية الفقيه الإرهابية وتنظيم داعش الإرهابي، كلاهما متطرفان دينيا، والولي الفقيه وزعيم داعش كلاهما يتسمى بأمير المؤمنين، وكلاهما يحمل ايديولوجية عابر للحدود، فتنظيم داعش الإرهابي (يتمدد) والثورة الإسلامية (تتوسع)، وكلاهما لا يعترف بالحدود الدولية، وكلاهما يمارس الإرهاب ضد من لايؤمن بشعاراته، وكلاهما دمر الشعوب، وكلاهما لا يتورع عن الإغتيال والخطف والقمع، وكلاهما يستحوذ على اموال الشعوب ويتصرف بها بلا وجه حق، وكلاهما يؤمن بالعنف كوسيلة لنشر أفكاره المتطرفة، وكلاهما يقود جيشا من الجهلة والحمقى والمستحمرين.
لو رجعت الى كتب منظر الثورة الإسلامية الخميني ستجد انه إستمد أفكاره من كتابات منظر الأخوان المسلمين سيد قطب، منبع الإرهاب، وما يزال مرشد الثورة الخامنئي عاكفا على إكمال ترجمه ما تبقى من كتابات المقبور سيد الإرهاب، اذا لم يكن مستغربا ان يُطلق اسم سيد قطب وخالد الإسلامبولي الذي إغتال الرئيس المصري أنور السادات على شوارع في العاصمة طهران، وكذلك الأمر لتنظيم القاعدة وربيبه داعش الإرهابيين، فأصولهما الفكرية تعود الى منظري الإخوان المسلمين سيد قطب وحسن البنا، لذا المنبع واحد والنتيجة واحدة ارهاب ديني ومذهبي يتمدد في المنطقة والعالم.
لاحظ العراق اليوم، لقد حولته الأحزاب الاسلامية الحاكمة الى ولاية ايرانية وداعشية لأن هذه الأحزاب الولائية منبعها الولي الفقيه الخامنئي وحرسه الإرهابي، اقرأ بعض ما قاله بعض قادة هذه الأحزاب لتعرف الحقيقة بلا مواربة، فقد أوضح القيادي في منظمة بدر حامد الموسوي في 17/12/2021 إن" خامئني أوعز إلى هادي العامري بضرورة إحياء البيت الشيعي وضم التيار الصدري له وتشكيل الحكومة المقبلة بين الإطار التنسيقي والتيار، ان إيعاز خامئني ستكون خارطة طريق لتشكيل الحكومة المقبلة حكومة توافقية وفق منهج خامئني". و صرح عضو تحالف الفتح، غانم حميد في 17/12/2021 " ان مرجعية النجف بزعامة محمد رضا السيستاني ستتدخل في فتح الانسداد في مجاري السياسة، وهي صاحبة القرار النهائي في الموافقة على رئيس الوزراء المقترح ترشيحه كما في الحكومات السابقة بعد 2003 ". هل عرفت من يتحكم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، اما الولي الفقيه او تابعيه من اخوان الشيطان.
الحقيقة كما أفضحت عنها السيدة المجاهدة مريم رجوي وهي لا يوجد أمن وسلام واستقرار في العالم مع وجود نظام الملالي، وهذه هي الحقيقة التي يجب ان يفهمها العالم ويتفهمها بعمق، من خلال متابعة المسيرة التأريخية لنظام الملالي منذ عام 1979 ولحد اليوم سيجد المعالم ان ما تفضلت به السيدة رجوي يمثل الحقيقة بلا مواربة، والعاقل من يتعظ.
-------------
ضحى عبد الرحمن
العراق المحتل
نيسان 2022
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: