البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزة النصر

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1483


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


والله، لأقلّ ما أثلجت صدرنا به معركة المقاومة الفلسطينية أخيرا تذكيرنا بشهدائنا في الوطن الذي عزته من عزة دينهم. أليس عقيدة الشهداء في فلسطين وغيرها واحدة، لقد ماتوا جميعا في سبيل الله، والله تعالى سمى نفسه الحق ، فكل شهيد هو شهيد الحق، وكلهم عند ربهم فرحون و((وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ)) ليكبر صفهم ويزدادوا عدداً في سبيل نصرة قضيته بما كُتب لها من شهيد حتى تنتصر. ألم يكتب الله للجزايرييين أكثر من مليون ونصف المليون شهيد لتحرير بلدهم من ربقة الاستعمار الفرنسي، الذي لم تعتذر دولته الى الآن.

وعقيدة الدفاع عن الحق المقدس تسمى المقاومة وفي آخر مطافاتها الجهاد الإسلامي أو ما الى ذلك من المسميات، أما حق الدفاع عن النفس، الذي أباحو به لإسرائيل فليس بحق لمن ظلم، لأنه يكون كمن يدافع عن ظلمه. فما فائدة القانون الدولي، بل كل قانون إذا جوزنا للخصم أن يقتص لنفسه من خصمه دون مرجع نظر أو قضاء عادل.

وليس بمسغرب أن يكون رئيس الولايات المتحدة الامريكية هو من صدع بهذا القانون الهمجي بل أباح به لإسرائيل لتدمير غزة على رأس حماس والمقاومة في كافة الأرض المحتلة والقدس والشيخ جراح، مع ما فيه من اعتداء على حقوق الفلسطينيينن، وتلاه عدد من القادة الأوروبيين. و هذا غير مستغرب منهم إلا أن تكون النزعة الامبريالية أو الاستعمارية لا زالت مسيطرة على أذهان هؤلاء المسؤولين، أو هم مع كل معركة لإسرائيل يجددون حنينهم للصهيونية التي باركوها كفكرة رتقا للفتق الذي لم يندمل بعد مآسيهم بطرد اليهود من بلدانهم والاقتراح عليهم تعويضاً بدولة لهم في قلب مستعمراتهم القديمة، ولكن، لا دولة مستقلة لليهود وحدهم كما فكر هرتزل، بل تتسع للفيف اليهود المتصهينين مثله، من المهجّرين من كافة أقطار أوروبا بنزعة معاداة السامية. فتصبح مستعمرة مثل جنوبي إفريقيا تحت الاستعمار الانقليزي بطبيعتها التدمييرية

ومنه هدف التدمير من كل معارك إسرائيل مع العرب والفلسطينيين بدرجة أولى، التدمير لاغتصاب الأرض، والحلول محل صاحبها. فأين من هذا الهدف العدواني عقيدة الدفاع عن الحق المقدس عند الفلسطينيين بالمقاومة وبالجهاد.

فإسرائيل في المنطقة حليفة استعمار أوروبي، وربيبة استعمار أمريكي تدميري انتهازي بالأساس هو الآخر.

وبعد صفقة القرن جاءت قاصمة الظهر من غزة، كريح عاصف لنسفها. وبعد هذا الرد الرباني المؤيد للفلسطينيين كل شيء سيصبح متغيراً. وفي المقدمة زيادة تحرر الامريكيين أنفسهم من ضغوط الصهيونية مثلهم مثل عدد من الساسة في أوروبا الذين استمعنا اليهم أخيرا، بأن هذه الدولة اليهودية المناهضة بالأساس لجميع دولهم والتي ولت ظهرها إليهم بصفقة القرن التي عقدتهامن وراء ظهورهم،مع ترامب وبعض دول الشرق الأوسط مستقوية بتقدمها العلمي وسلاحها النووي، قد تدفع بهم الى الانتحار معها إذا أرخوا لها الحبل متجاهلين رهبة عالم عربي إسلامي هو الآن أقوى من كل وقت مضى بحركاته المسلحة ودوله المركزية الوازنة، وقواه الاستراتيجية الكامنة.

. وليس أولى باليهود من أنفسم لاجتناب انضوائهم تحت أنظمة أمريكية أو أوروبية تعود بهم الكرة كما حصل لهم في السابق، أو حتى أخيرا بصفقة القرن تحت نظام ترامب، فكانت المقاومة الفلسطينية عليهاهذه المرة أقوى وأشد وأشمل.

لأنه لا أحد من الحكماء بإمكانه أن يقنعن اليهود بأن نظام المسلمين آمنُ لهم وأعدل بهم، أليس المسلمون وحدهم هم الذين برّأهم قرآنهم من قتل عيسى عليه السلام وصلبة، كما فسر بعضهم الآية الكريمة:((وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ)).

وبعضهم هذا، ما هو إلا واحد من دعاة النهضة في تونس، وما رأيت من تجرّأ على هذا التفسير غيره، ربما تطبيعاً أو مودة، لأنه كان يتحدث في معرض تذكير أي تذكير اليهود بأن المسيحيين ما عادوهم طوال تاريخهم إلا لما فعلوه بنبيهم عيسى عليه السلام. وسمعت هذا بأذني فى حوار له بإحدى قنواتنا الإذاعية في الأيام الأخيرة من العدوان الإسرائيلي على غزة.

ولا أدري إن كانت أُذن اليهود ستكون صاغية لتغيير سياساتهم نحو المسلمين أو نحو الآخرين بصورة عامة.

فاليهود لم يرضوا بحكم المسيحيين لهم داخل دُولهم في الماضي فمن الصعب أن يرضوا به وهم خارجهم،في أرض الميعاد كما يقولون، في دولة مستقلة منافسة لهم في العلم والجاه والتسلح، أحرار في التصرف في شؤونهم ولا يبيحون لأحد الحد من سلطتهم على من دونهم أو توجيه سياساتهم العدوانية مع دول الجوار لهم بنية التخريب والتدمير والحلول محل.

------------------
تونس في ٢٤ شوال ١٤٤٢ه‍‍
٥ جوان ٢٠٢١م



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

غزة، إسرائيل، قصف غزة، القدس، الإحتلال، إيران، سوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-06-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة
  من وحي قلم الشيخ محمد الصادق بسيس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، محمد الياسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، العادل السمعلي، محرر "بوابتي"، محمد أحمد عزوز، صالح النعامي ، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، عبد الغني مزوز، صلاح الحريري، د. خالد الطراولي ، سلوى المغربي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، سلام الشماع، عواطف منصور، د- محمد رحال، صفاء العربي، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، سفيان عبد الكافي، كريم السليتي، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، تونسي، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، سعود السبعاني، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، يحيي البوليني، الهيثم زعفان، فوزي مسعود ، مراد قميزة، رمضان حينوني، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن الطرابلسي، عبد الرزاق قيراط ، فتحي العابد، عراق المطيري، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، مصطفي زهران، محمود سلطان، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، سامح لطف الله، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الطرابلسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، أنس الشابي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، محمد شمام ، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، أحمد النعيمي، أبو سمية، د. عادل محمد عايش الأسطل، عمر غازي، مصطفى منيغ، د. أحمد بشير، علي عبد العال، علي الكاش، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سيد السباعي، وائل بنجدو، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر، مجدى داود، المولدي الفرجاني، فهمي شراب، فتحي الزغل، د- جابر قميحة، د. أحمد محمد سليمان، محمد العيادي، ياسين أحمد، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، د. صلاح عودة الله ، سليمان أحمد أبو ستة، ضحى عبد الرحمن،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة