ردا على مقالة افضل علاج للمحاصصة قيام دكتاتورية السنة
خالد عزيز الجاف - برلين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10006
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
خضير طاهر كاتب عراقي محترم مخلص في قلمه ، ونقي الضمير لوطنه وشعبه ، ولكن لي عليه بعض العتب وقليل من المخاصمة ، واحاول أن ارد على مقاله الذي عنوانه افضل علاج لمشكلة المحاصصة والفوضى قيام حكومة دكتاتورية بقيادة السنة العرب) أن من يقرأ عنوان هذا المقال يعتقد أن أهل السنة كانوا ظالمين للشيعة في العراق طوال عهودهم في الحكم ، وانه يفضل رجوع هذه الدكتاتورية مرة أخرى لكي يعود النظام والامن والاستقرار . لايااخي الكاتب لااعتقد أن كل حزب عقائدي اذا استلم الحكم في العراق سيمارس الدكتاتورية بحق شعبه ، وباقي الاحزاب المعارضة ، ولا اعتقد مطلقا أن الدكتاتورية هي السبيل الوحيد أو العلاج الافضل للقضاء على المحاصصة ، بل العكس اننا نرى ألان وفي عراقنا الحالي المحتل تمارس الدكتاتورية المذهبية في تكريس الفرقة بين طوائف الشعب ، وتنشر الفوضى الطائفية باسم المظلومية التي مضى عليها عشرات القرون ولم تنتهي . اعطاء الحرية للشعب في التعبير عن ارائه وافكاره الدينية والسياسية ضمن القانون هي التي تقضي على الفوضى والفساد وعمليات المحاصصة الطائفية . حزب البعث كان يؤمن بالحرية ، وهي جزء لايتجزء من منطلقاته النظرية ، ولكن المشكلة هنا منذ أن استلم الحكم في العراق تكالبت عليه القوى شر والتأمر من صهيونية وصليبية وصفوية للقضاء على تجربة البعث . فكيف إذن يستطيع البعث في ممارسة الحرية وهذه القوى تحيط به من كل جانب ؟.
ويستمر الأخ الكاتب خضر قائلا ( بعد فشل الاحلام بأقامة دولة عراقية تقوم على مباديء العدالة والمساواة وحقوق المواطنة، والتعامل مع المواطن على أساس الكفاءة والانتماء والاخلاص للوطن، وبعد هزيمة حلم الديمقراطية في العراق، وفشل نظام المحاصصة، وانكشاف عيوب المجتمع العراقي الكارثية .. أصبح لزاما البحث عن علاجات واقعية وليست مثالية، واصبح الانصياع لمتطلبات هذا الواقع واجبا وطنيا رغم قساوة العلاج. لايمكن بقرار مستعجل إلغاء هوية العراق المعروفة منذ أكثر من ألف عام كدولة سنية عربية، فالعراق ..... محكوم بمحيطه العربي السني ولايمكن سلخه بجرة قلم أستجابة لأوهام رومانسية تنادي بمفهوم (( الأمة العراقية )) ودولة المواطنة للجميع.) قول جميل وهو الواقع الذي يعبر عنه الكاتب خضر بكل صراحة وجدية ، أن بقاء الشيعة في الحكم معناه بقاء البكاء والنحيب واللطم على ماضي لن يعود ، حكم الشيعة معناه استمرار هذه المسيرات الدينية الفلاحية التي يطلقون عليها المليونية بأتجاه كربلاء والنجف . وماذا ستقدم هذه الاحتفالات والتأبينات الدينية التي تقام على مدار السنه للحفاة والجياع من الشعب العراقي المسكين المخدوع بهذه المسيرات التي لاتغني ولاتسمن من جوع الذين يسيرون على اقدام زحفا إلى مراقد الائمة ؟ هل هذه المناسبات الدينية تشفع لهم وتخفر ذنوبهم وتدخلهم الجنة بلا حساب ؟ .
( والمعضلة العراقية لاتنطبق عليها شروط الاغلبية والاقلية، صحيح ان الشيعة أكثرية في العراق، وبالنسبة للسنة العرب فرغم انهم أقل عددا قياسا الى الشيعة الى انهم يعتبرون أكثرية ساحقة قياسا الى ارتباط العراق العضوي بالمحيط العربي وبالتالي يجب هنا الخضوع لقوانين الواقع الذي يشير الى ضرورة عودة هوية العراق السنية العربية.) الظاهر أن الكاتب خضر قد صدق أيضا مقولة الاكثرية الشيعية بدون تقديم دليل علمي ، أو ربما ليس لديه اطلاع واسع بالاحصائيات التي ذكرت في العهود السابقة ومنها الاحصائية التي قدمتها وزارة التجارة في عهد النظام الوطني السابق . سبق وان ارسلت له مقالة مطولة حول تعداد الشيعة والسنة في العراق . ارجو أن يكون قد وصله المقال .
يقول الكاتب خضير طاهر ( من المفارقات العجيبة التي تخالف قوانين المنطق ان دكتاتورية الطائفة السنية أستطاعت ان تبني دولة عراقية قوية مستقرة فيها قدر معقول من سبل العيش المقبولة ، فالعراق منذ زمن الدولة العباسية قبل أكثر من الف عام بما فيها فترة الاستعمار العثماني السني كانت لديه دولة قوية مسيطرة على فوضى الشعب وغوغائيته وميله للتدمير الذاتي، وقد أستمر هذا الوضع حتى في ظل حكم ( كلمة بذيئة رفعناها من مقاله ) صدام حسين الذي لاينكر انه بنى دولة قوية فيها أستقرار داخلي كبير رغم نظامه الاجرامي ) اللهم اشهد أن صدام الشهيد لم يقتل الأبرياء من الشعب حسب الهوية الطائفية مثلما تجري ألان في العراق ، ولم يعتقل الأبرياء ويعدمهم بدون سبب إلا الخونة والمتأمرين منهم ، ارجو من الكاتب أن يقدم لنا عراقيا بريئا كان جالسأ في بيته وجاءت قوات النظام السابق واعتقلته واعدمته بدون سبب أو تقديم الدلائل والاثباتات في محاكم عادلة تثبت على اجرامه . عجيب هذا المنطق الغريب .
عندما يقول الكاتب ذاكرا عبارات المفارقات العجيبة التي تخالف قوانين المنطق معتبرا أن أهل السنة قاموا بممارسة الدكتاتورية لبناء دولة عراقية قوية ، على كل حال هذه وجهة نظره وهو حر مايكتبه ويقوله ، وانا احترم افكاره ومايطرحه من ايجابيات في مقالاته ، واعلم أن رواسب الماضي التي مازالت متعلقه في طروحاته وكتاباته ستختفي يوما ما ويصحى ضميره النقي الصافي الشريف ، ويرجع يتصفح مجلدات التاريخ من جديد بحيادية تامة ، سيجد أن هذا التاريخ العربي الإسلامي كتبه اجدادنا العرب من شيعة وسنة بدماءهم الزكية على ارض العراق ، مثلما خط الشهيد صدام القرأن الكريم بدمائه الزكية . ارجو أن لايقول البعض أن التاريخ كتبه أهل السنة حسب مزاجهم الديني والسياسي بدون مشاركة أهل التشيع .
لقد بدأت الصحوة الضمير تظهر مفعولها من خلال عباراته التالية التي يمكن تقيمها ايجابيا لصالح حزب العبث . فالعبارات التي سطرها في مقاله تقول ( بنظرة نقدية بعيدا عن العاطفة نجد معظم نشاطات احزاب المعارضة لم تكن مشروعة، وكانت عبارة عن أستفزازات صبيانية متهورة دفعت السلطة الى الرد عليها بقسوة وهمجية ، وتحركات الاحزاب الشيعية والكردية والحزب الشيوعي.. لم تكن منطلقة عن أهداف وطنية لصالح العراق وتمتلك الوسائل الناجحة للتغيير، فالاحزاب الشيعية كانت تنفذ مخططات ايرانية محضة وكانت تغرر بأبناء الشعب البسطاء وتقودهم الى المعتقلات والمشانق، وكذلك الاحزاب الكردية كانت تقوم بأعمال تخريبية لصالح ايران وغيرها وهذه الاحزاب مسؤولة عن كافة الاضرار والخسائر المادية والبشرية، اما الحزب الشيوعي فمعروف انه حزب ذيلي تابع الى موسكو ثم الى الاحزاب الكردية وسورية وايران وكان طوال مسيرته وتاريخه يمارس التخريب وزعزعة الامن والاستقرار في العراق.)
( الحمد لله لقد اصاب كبد الحقيقة ، ولم تكن السلطة هي المسؤولة في هجومها على هذه الاحزاب العميلة لايران ، فأاعمال هذه الاحزاب لايمكن اعتبارها استفزازية صبيانية متهورة مطلقا وبكل الاحوال . انها اعمال ارهابية مدروسة بدقة ومخطط لها من وراء الحدود الشرقية . فهل يمكن أن تعتبر القاء القنابل على الجامعة المسنتصرية ومقتل بعض الطلبة اعمال استفزازية متهورة ؟ ، وثم الهجوم على المسيرة التي شاركت في تشييع الشهداء اعمال صبيانية ؟ وهل يصبح اعدام القاتل سمير الايراني الذي ألقى بالقنابل على المسيرة شهيدا عند هذه الاحزاب الشعوبية الطائفية بعد الاحتلال ، فكيف يصبح القاتل الارهابي شهيدا ، وعندما اقدمت السلطة الشرعية بأعدام هذا الارهابي اصبحت هذه السلطة دكتاتورية في مفهوم هؤلاء الشعوبيين الطائفيين . الكاتب خضير يطالب بأهمية عودة دكتاتورية الطائفة السنية لقيادة العراق مرة أخرى وبأشراف الولايات المتحدة الامريكية ، والمقاومة تريد العكس تريد عراقا ديمقراطيا قائما على نظام الانتخابات الدورية ومشاركة كل الاحزاب النظيفة والمخلصة للعراق وللشعب ، وليس لها ارتباطات مشبوهة بدول الجوار ومخابراتها ، المقاومة العراقية تريد نظاما تعدديا فقط لكل الاحزاب الوطنية والقومية والإسلامية التي شاركت في المقاومة . والحزب الذي يفوز بالانتخابات هو الذي يحكم وفق الدستور الوطني المرتقب للعراق القائم على اسس العدالة والمساوات بين كا اطياف الشعب . ارجو أن لاتجعل فكرة دكتاتورية السنة أن تعشش في افكارك ، أهل السنة لايملكون دكتاتورية ، ولايقبلون بديلا عن نظام الانتخبات الحرة للشعب في اختيار ممثليه الحقيقيين في ادارة شؤون البلد بعد انتصار المقاومة ، فهذا هو البديل الوحيد من نظام المحاصصة .
وان كنت تعتبر أن الشيعة غير مؤهلين لقيادة انفسهم لانهم يعانون من مرض مزمن اسمه ( طقوس اللطم والبكاء في عاشوراء والخضوع لسلطة المرجع.) فأننا قادرين أن نوضح لهذا الشعب المسكين ونكشف له الخداع الذي يمارس عليهم من قبل أصحاب العمائم السوداء . انتم المثقفون الشيعة العرب الشرفاء عليكم واجب تثقيف هذا الشعب المخدر بمورفين هذه المرجعية والملالي وغيرهم من أصحاب العمائم ، ونكشف لهم الطريق ، ونجعلهم يتحملون المسؤولية الكبرى ، ومقارعة الباطل وعمليات الخداع ، وعدم الاستمتاع بمشاعر الفشل والاحباط . نعم لقد أظهرت التجربة بعد احتلال العراق الفشل الذريع للشيعة اذ سرعان هرعوا يبحثون عن سلطة ما للخضوع لها فأرتموا في احضان المرجعية الايرانية، وسلموا بلدهم الى المخابرات الايرانية!. اذا كنت تلاحظ انه هناك فوارق بنيوية بين السنة والشيعة العرب فأنت مخطأ في هذه الناحية ، من الذي حارب ايران وانتصر عليها ، أليس هذا النصر تم بجهود وكفاح ونضال العراقيين من السنة والشيعة العرب على السواء ؟ . نعم أن السنة انتفضوا وبرزوا وشعروا بوطنيتهم وكرامتهم ووطنهم المحتل ورفعوا السلاح واخذوا يقاتلون قوات الغزو ، ويقدمون قوافل الشهداء ، واصبحت السجون مليئة برجالهم الشجعان ، ولكن هذا لايعني اننا نرفع انوفنا عاليا على اخواننا الشيعة ابدا ، فالروحية الوطنية والقتالية متأصلة أيضا في الشخصية الشيعية العربية ، ويقدمون الشهداء أيضا دفاعا عن وطنهم . وان كانت الروح القيادية والوطنية متأصلة في الشخصية السنية ، فأن الروح البطولية والشجاعة متوفرة أيضا في الشخصية الشيعية العراقية الاصيلة .
واخيرا اقول أن وحدة الشخصية الوطنية السنية - الشيعية قادرة في الانتصار على عملاء ايران ، والتصدي للأطماع الانفصالية لخونة شعبنا الكردي في شمال العراق ( القيادة البرزانية العشائرية والطالبانية الانتهازية ) والحفاظ على وحدة العراق واستقراره. وارجو من الأخ الكاتب خضر الابتعاد عن تريد نغمة دكتاتورية السنة قبل أن تتطور بمرور الزمن إلى اسطورة مثل اسطورة الهولوكوست الطالباني البرزاني الانفالي والحلبجي .
فلابد هنا من الانصياع لقوانين التاريخ وضرورات الواقع اذا أردنا المحافظة على ما تبقى من العراق وظلم دكتاتورية السنة العرب المسلمين أفضل بكثير من ظلم دكتاتورية المجوس والامريكان والصهاينة والرافضة الصفويين و من ضياع الوطن كله .