قام المدعو ( آفي ليبكن ) وهو كما عرف عن نفسه كضابط استخبارات إسرائيلي متقاعد، بإلقاء عدة محاضرات في سويسرا وغيرها من الدول الأوروبية بدعوة من منظمة مسيحية مشبوهة تدعى ( أصدقاء إسرائيل ) ، ولقد استمعت لكلمته التي سجلت والتي ألقاها في مدينة برن أملا أن نعطى فرصة للرد أو التعليق، وحيث قد منعنا من ذلك فلقد قررت أن أعلق على ما جاء في كلمته وأبدأ بأهم ما ورد فيها:
● بدأ المحاضر كلمته بالآية رقم 51 من سورة المائدة (رقم5) والتي فسرها مخالفا للحقيقة – بأن القرآن يأمر المسلمين بألا يتخذوا اليهود والنصارى أصدقاء ورغم أن المحاضر اقتبس هذه الآية من هذه السورة، فإنه تغاضى وتعامى تماما عن آيات أخرى في نفس السورة، تتكلم بكل محبة واحترام عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى وتحل للمسلمين الزواج منهم واكل طعامهم ومن أجل إيضاح هذه النقطة نبدأ في موقف الإسلام العام من الإنسانية عامة وأهل الكتاب بصفة خاصة.
بعث الرسول عليه السلام إلى البشرية كافة هاديا ومبشرا. يقول القرآن الكريم في سورة الأعراف رقم 7 آية رقم 158 : (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا اله إلا هو يحيي ويميت )) ، ويخاطب القران الناس عامة فيقول في سورة الحجرات رقم 49 آية رقم 13 : (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ))، وفيها يقرر انه خلقنا من قبائل مختلفة لتتعارف – لا لتتقاتل – وان المفاضلة هي بالعمل الصالح لخير الإنسانية والتقوى، ثم يقرر الإسلام أن الاختلاف في اللون واللسان والمعتقد هو سنة من سنن الله تعالى – وهو وسيلة لاثراء الإنسانية وتقدمها فيقول في سورة الروم رقم 30 آية رقم 22 : (( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ))، ويقول انه جل وعز لو شاء لجعل الناس كلهم أمة واحدة – مسلمين أو نصارى أو يهود – ولكن تعدد المعتقد هو من سننه الثابتة فيقول في سورة هود رقم 11 آية 118 : (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون مختلفين )) .
ويقرر الإسلام حق الإنسان في أن يؤمن أو لا يؤمن. يقول في سورة الكهف رقم 18 آية رقم 29 : (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) .وكما يقرر مبدأ حرية الاختيار يحرم تماما الإكراه لاتباع الدين فيقول في سورة البقرة رقم 2 آية رقم 256 : (( لا إكراه في الدين )) والإسلام وهو يعني السلام مع النفس والسلام مع الغير، السلام مع الطبيعة والاستسلام لارادة الله خالق هذا الكون وصاحبه، وهو يعتبر كل الديانات السابقة – إسلاما.
وفي هذا يقول القران في سورة آل عمران رقم 3 آية رقم 84 : (( قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على ابراهيم واسماعيل ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون )).
ويتكلم الاسلام بشكل خاص وبكل توقير وتبجيل عن اليهودية والمسيحية، وهو يعتبر هاتين الديانتين جزء من مشروع الهداية الالهية التي انزلها على البشرية في فترات زمنية مختلفة فيقول في سورة المائدة رقم 5 أية 44 : (( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور ))، ويقول في نفس السورة آية 46 فيقول : (( وقفينا على اثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الإنجيل فيه هدى ونور )).
ويتكلم القرآن بكل محبة وتوقير عن أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) فيقول في سورة رقم 3 آل عمران آية رقم 199 : (( وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل اليكم وما انزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بايات الله ثمنا قليلا اولئك لهم اجرهم عند ربهم )).
وللمكانة الكبيرة التي يتمتع بها اهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) في القرآن فلقد اباح الله للمسلمين الزواج من اهل الكتاب فقال في سورة المائدة رقم 5 اية رقم 5 : (( اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب )).
ويقول في الزواج في سورة الروم رقم 30 اية رقم 21 : (( ومن اياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )).
والزواج مؤسسة هامة في الاسلام يتم عن طريقها التقريب بين الشعوب والحضارات واشاعة السلام والتعاون ولقد تم نشر الاسلام في اندونيسا (200 مليون مسلم) عن طريق التجارة والتزاوج ولم يطأ ارضها جيش مسلم قط.
هذا هو موقف الاسلام من اهل الكتاب فكيف يمكننا ان نتزاوج ونتصاهر معهم ونتبادل الهدايا ونشاطرهم الافراح والاحزان – ونحن كما يبدأ المحاضر الإسرائيلي كلمته بان القرآن يامرنا الا نتخذهم اصدقاء، بل أعداء يجب قتلهم كما ورد في الاية رقم 51 من سورة المائدة رقم 5 والتي استشهد بها المحاضر .
ولايضاح هذه الاية، يجب ان نعرف ان القرآن الكريم نزل على الرسول عليه السلام في 23 سنة وان القرآن الذي جاء بالتشريع الجديد كان ايضا يعالج بعض المشاكل الاجتماعية والسياسية والعسكرية ويجيب على كثير من أسئلة الناس. ومن المعروف انه كان يسكن الجزيرة العربية بعض القبائل النصرانية في الشمال وبعض القبائل اليهودية بجوار المدينة وكانت اطراف الجزيرة تخضع لنفوذ الفرس من الشرق ونفوذ الروم النصارى في الشمال. ولقد حدث ان نقضت قبيلة خيبر اليهودية والتي كانت جزء من دولة المدينة الإسلامية العهود والمواثيق التي وقعتها مع الرسول عليه السلام، وانضمت الى الوثنيين في غزوة الاحزاب ضد المسلمين. كما انضمت بعض القبائل الى الروم النصارى في غزوة تبوك وجاءت هذه الاية : (( لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء ))، أي لا تتخذوهم حلفاء ضد المسلمين..وتفسير (بعضهم اولياء بعض): أي ان المصالح المشتركة لليهود والنصارى تتقارب ضد المصالح الإسلامية.
وعليه فان هذه الاية نزلت في احداث معينة وفي سياق سياسي عسكري حتمته ظروف تلك الحقبة، وليست تعميما ضد جميع اليهود والنصارى في كل الظروف والاحوال، وعدم اتخاذهم اولياء هو بسبب عدوانهم وليس بسبب دينهم فلقد امر الرسول عليه السلام اتباعه بالهجرة الى الحبشة ليجدوا المأوى عند ملكها المسيحي الذين احسن استقبالهم وووفر لهم الحماية…
ولقد تزوج الرسول عليه السلام من ماريا القبطية المصرية وكانت هدية من المقوقس ملك مصر المسيحي كما تزوج السيدة صفية اليهودية..
كما تحالف هارون الرشيد مع شارلمان ملك الفرنجة وتبادلا الوفود والهدايا، وكان طبيب صلاح الدين يهوديا، وأم السلطان التركي محمد الفاتح كانت مسيحية. وهكذا نرى ان اساس التعامل مع اهل الكتاب هو المحبة والاحترام والتزاوج والتعاون وحسن الجوار وهذا ما حكم العلاقات معهم دائما الا في حالات الحروب التي شنها الفرنجة باسم الصليب على العالم الإسلامي وحتى في هذه الظروف فان العداء كان فقط لهؤلاء الذين ارتكبوا العدوان دون غيرهم وهذا مصداقا للآية الكريمة من سورة العنكبوت رقم 29 أية رقم 46 : (( ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون )).
● الادعاء بان الاسلام يقسم البشرية الى دار الاسلام – بلاد المسلمين – ودار الحرب وبهذا فان الاسلام كما يدعي المحاضر يعتبر الهندوس والصينيين واليابانيين بالاضافة الى اليهود والنصارى وكل شعوب العالم الغير اسلامية محاربين واعداء يجب قتلهم وان عدم فعل ذلك هو بسبب ضعف المسلمين الحالي، ولقد كذب المحاضر تماما – فالاسلام فيه دار العهد وهي الدول التي بينها وبين المسلمين معاهدات ثم دار الأمان وهي الدول التي تؤمن الجاليات الإسلامية وتوفر لهم العدالة والحرية ولقد أمر القرآن المسلمين بالولاء لأوطانهم الجديدة وحبها والدفاع عنها في السلم والحرب، فقال في سورة الأنفال رقم 8 أية رقم 73 : (( وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق )). ولقد تمكن المسلمون من حكم الاندلس 800 سنة وبقي فيها المسيحيون واليهود الذين شهدوا – وباعترافهم - عصرهم الذهبي في الحرية والمساواة، وكان هناك ملايين المولودين من مسلمين واسبان مسيحين يعيشون في ظل تسامح فريد. ولما سقطت آخر قلاع المسلمين - وخلافا لكل العهود والمواثيق الموقعة مع المسلمين باحترام حقوقهم ودينهم - تم القضاء على جميع المسلمين إما بالطرد أو التنصير حتى لم يبق فيها مسلم واحد، ولا زالت آلات التعذيب التي استخدمتها محاكم التفتيش موجودة حتى الآن في متحف مدينة كاركاسون الفرنسية. ومن الجدير بالذكر ان المسلمين في شمال افريقيا وتركيا استقبلوا اللاجئين اليهود الذين طردوا من الاندلس وهذا باعتراف مؤرخيهم انفسهم.
● اما الادعاء بان الاسلام لا يعرف المحبة وان كلمة الحب ليست موجودة في القرآن وان حب الجيران لم يذكر في القرآن الكريم فهذه مغالطة من المحاضر فالقرآن مليء بحب الله وحب الرسول وحب المؤمنين من المسلمين ومن أهل الكتاب، وحب الجيران موثق في ال&;;;#1587;نة وفي احاديث الرسول الكريم عليه السلام : ( لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ) رواه البخاري.
ولقد مرت جنازة فوقف الرسول عليه السلام ومعه الصحابة وقالوا له يا رسول الله هذه جنازة يهودي فقال أو ليست نفسا بشرية.؟
● اما محاولة الصاق تهمة الارهاب بالاسلام، واتهام المسلمين بنسف مبنى الادارة الفيدرالية في اوكلاهوما عام 1994 فلقد قبضت الشرطة الامريكية على الفاعلين وهم من الامريكيين المسيحيين البيض وحكم على كبيرهم (ماك في) بالاعدام وقد اشيع وقتها ان الموساد كان وراء هذه العملية لالصاقها بالمسلمين وتحريض الرأي العام الامريكي ضد الاسلام ومحاولة المحاضر الاسرائيلي الان اتهام المسلمين بهذه الحادثة يؤكد هذا الظن.
اما حادثة سقوط الطائرة TWA في المحيط، والتي ربطها المحاضر بالارهاب الاسلامي ، فلقد استبعد مكتب التحقيق الفيدرالي الامريكي أي عمل تخريبي في الحادث، واما عن قنبلة النجف التي قتلت 180 شيعيا من المصلين، والتي ادعى ان المسلمين السنة هم الذين فجروها فلقد اتهم حسن روحاني عضو مجلس الأمن القومي الايراني وكذلك الشيخ حسن نصر الله الموساد الاسرائيلي بتدبيرها ومحاولة المحاضر الاسرائيلي الصاقها بأهل السنة يؤكد هذا الاتجاه.
ولعل في حرص رجل الموساد الاسرائيلي الصاق تهمة الارهاب بالمسلمين محاولة إخفاء الحقيقة الثابتة بشهادة المؤرخين اليهود، بأن اسرائيل قامت أساسا على الارهاب والتطهير العرقي كما تمثل في مذابح دير ياسين والقبيه كفر قاسم والطنطورة...يقول البروفسور اسرائيل شاحاك استاذ الكيمياء في جامعة تل ابيب وهو صهيوني من الرعيل الاول في كتابه المشهور :(التاريخ اليهودي والديانة اليهودية –طبعة pluto لندن) في صفحات 26 و27 و28 ان جذور كل ما يحصل للفلسطينيين من تطهير عرقي وسرقة الأراضي وتدمير الممتلكات في سادية كبيرة توجد جذوره في الكتب اليهودية المقدسة التي تعتبر كل غير اليهود حيوانات.
ويقول ابرهام بورج الصهيوني ورئيس الكنيست السابق في مقال نشرته الصحف العبرية والامريكية وتناقلته وسائل الاعلام جاء فيه ان دولة اسرائيل تقوم على الظلم والقهر والفساد وان مصيرها الى الزوال وان جيله ربما يكون اخر جيل صهيوني في البلاد.
● ولقد تناول المحاضر الاسرائيلي صدام حسن وقال انه قتل مليون شخص وان المسلمين يضطهدون المسيحيين في الشرق الاوسط وان نسبة المسيحيين انخفضت في القرن الماضي من 25 % الى 2 % وان المسلمين يطردون المسيحيين من فلسطين وان الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس قال في اخر خطبة له يوم 12 /9/03 انه يجب قتل كل المسيحيين واليهود ونتحداه ان يثبت هذه الكذبة، اما صدام فقد كان صديقا للغرب ولأمريكا وهي التي زودته بالاسلحة الكيميائية ليحارب بها ايران ومما هو ثابت ان وزير الدفاع الامريكي (رامس فلد) زار صدام عام 1982 للتنسيق معه في ادارة الحرب ضد ايران.
اما عن اضطهاد الاقليات غير المسلمة في بلاد المسلمين فباعتراف المؤرخين النصارى واليهود ان الاسلام هو دين التسامح. يقول المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون : لم يعرف التاريخ أرحم من العرب. ويقول المفكر اليهودي اسرائيل شاحاك في كتابه التاريخ اليهودي ان المسلمين لم يضطهدوا اليهود ولم يقوموا لهم بالمذابح. ولقد حكم المسلمون الشرق الاوسط اكثر من الف سنة ولا زالت الاقليات المسيحية تنعم بالرخاء والاستقرار ولو ارادوا لأبادوا هذه الاقليات كما ابيد المسلمون في الاندلس والهنود الحمر في امريكا. ولم يكونوا مثل هتلر وموسوليني وتشرشل وستالين الذين اداروا الحرب العالمية الثانية والتي هلك فيها اكثر من 50 مليون نسمة من المسلمين.
● ثم اشار المحاضر في خبث شديد وتحريض واضح الى التحول الديموغرافي في الغرب، وان المسلمين يشكلون 20 % من سكان النمسا، 17 % من سكان فرنسا ، وانه في ظرف عقود قليلة سوف تتحول ملكية هذه البلاد الى المسلمين، ثم سألهم في خبث ولكن هل تريدون ذلك ؟.
ولقد تناسى المحاضر ان حركة التاريخ كانت نتيجة هجرات كبيرة للشعوب والقبائل والافكار والعقائد، وتاريخ اوروبا بالذات يعرف هجرات القوط والكلت والوندال…وان المسلمين شاركوا بدمائهم في تحرير اوروبا وتوحيدها كما ساهموا في بناء اقتصادها الذي دمرته الحروب. كما أثرى عشرات الآلاف من العلماء والمفكرين والمخترعين المسلمين دول اوروبا بعلومهم وارائهم وخبراتهم.
وان المسلمين في اوروبا لا يرغبون في السيطرة على هذه البلاد وانما في العيش في محبة وسلام مع الاخرين ولا يطالبون الا بالمساحة التي يتمتع بها الجميع ومنهم اليهود. ولو تم طرد المسلمين من اوروبا كما يوحي المحاضر لتوقفت عجلة الاقتصاد وانهارت كثير من الدول، فالتقارير الرسمية المنشورة في الوثائق الاوروبية تؤكد حاجة اوروبا المستمرة لهجرة ما لا يقل عن نصف مليون مهاجر سنويا لتحافظ دول الاتحاد على بقائها.
● ثم تكلم المحاضر عن التهديد الإسلامي للعالم، فقال ان السعودية تملك صواريخ بعيدة المدى وانها اشترت عدة قنابل نووية من باكستان – في تحريض واضح ضد باكستان – وان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي وانهم يستعدون للمعركة الفاصلة لابادة اليهود والنصارى حين يظهر المسيح او المهدي المنتظر عند المسلمين ، وقال متسائلا هل نسمح لهم بذلك .؟
وفي الحقيقة ان المحاضر يريد ان يلفت الانظار بعيدا عن الترسانة النووية والكيميائية والبيولوجية الاسرائيلية المعدة للسيطرة على الشرق الاوسط..وفي هذا يقول البروفسور اسرائيل شاحاك الذي كشف عن الترسانة النووية الاسرائيلية، كتب يقول ان اسرائيل ليست فقط تهديدا للشعب اليهودي ولا للدول العربية ولا للشرق الاوسط وانما للعالم اجمع… وشهد شاهد من اهلها.
إبراهيم صلاح
المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الفيدرالي للمنظمات الإسلامية بسويسرا
01-03-2008
el3amal.net
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 793