البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

في الأقدر على تشكيل الحكومة

كاتب المقال د - المنجي الكعبي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1827


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


انتقلنا الى الفصل الموالي من الدستور الذي يعهد لرئيس الجمهورية بتكليف الشخصية الأقدر على تأليف الحكومة..

فهل من الجائز أن يعرّف الأقدر بنفسه كما جوز ذلك فقهاء الإسلام، اقتداء بيوسف عليه السلام في قصته مع عزيز مصر، (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ).

وأنكر ذلك بعضهم لقوله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه واسمه عبد الرحمن بن سمُرة وقد طلب الإمارة:((يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة. فإنك إن أُعطيتها عن مسألة وُكِلت إليها، وإن أُعطيتها عن غير مسألة أُعنت عليها)).

ولم يسبق في حوليات الثورة مشاورات من هذا النوع أفضت الى اتفاق على شخصية مقترحة لرئاسة الحكومة، بدليل ظهور مهدي جمعة في أعقاب مارطون الرباعي ثم يوسف الشاهد في قرطاج ١.

إذ من المستبعد اتفاق الفرقاء على من يرضيهم جميعاً، إلا أن يُستدرجوا الى الرضى المتناسب مع أقدارهم في المسؤولية والتمثيلية، أو بالتصويت عن طريق الاقتراع السري.

ومن المؤكد أن تشكيل حكومة الأقدر هذه المرة سيكون لها في نفوس الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية طعمٌ غير طعم تشكيل الحكومات في السابق. وخاصة مع رئيس جمهورية يختلف كلياً عن المعهود ويحظى بكاريزما أسطورية تقريباً.

فلا نتوقع منهم حبك السيناريوات التي تقدمت مع رئيس الحكومة المكلف سابقاً لتكوين حكومة وانتهت تحت وابل من رصاص المصوتين ضدها بدوافع مختلفة سياسية وغير سياسية.

وعكست حالة اضطراب الدوائر التي رشحته ولم تُعفها دعوى شخصية مستقلة من عدم التصويت له بأغلبية كاسحة، مثلتْ استفتاء جديداً على ضعفها، وانطلاق خصومها مباشرة لحزم أمورهم للمعارك القادمة. وأولها التحسب لحكومة الأقدر برئاسة جمهورية قيس سعيد، إذا صح التعبير.

وربما تنجح هذه المجموعة العددية الهامة إذا لم تشقها الخلافات السابقة في التماسك والخروج بالموافقة على حكومة الأقدر، ولو بعد مشاورات صورية مع رئيس الجمهوية، حتى لا تنزل عليهم غضبة صناديق لاقتراع، إذا انسدت الطريق، واستمر المجلس في صراعاته الداخلية، وقيام أحد احتمالين، الاستفتاء لحل المجلس أو الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة.

فدون التصويت لحكومة الأقدر المنبثقة من حرم الرئاسة يزداد الخوف والمصير المجهول. إذ ستنكشف طبيعة الأطراف السياسية المناهضة أصلاً للرئيس سعيد، باعتباره سرق الأضواء من قياداتها في انتخابات الرئاسة، لأسباب إيديولوجية ربما أكثر منها لوجستية أو فايسبوكية.

إلا أن تكون هناك مراهنة من تلك الأطراف على نقض جميع نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية الماضية، لاغتصاب السلطة من جديد كما اغتُصبت في السابق بشرعيات مزورة أو افتعال فتن واغتيالات بتواطئ خارجي.

لكن الشباب الذي تخرّج على دروس الثورة، وأبلى في الانتخابات الأخيرة لا نظن أنه ينسى الدفاع عن إرادة شعبه القاهرة، أو يغفر للسياسيين مغامراتهم الفاشلة.

فإذا كانت لنا مشاكل متأتية من الدستور ونظامه الانتخابي وهيئاته الدستورية غير المستكملة، فلأن التأسيسي ونواب التشريعية السابقة، معظمهم قدّموا رؤى وصياغات تكرس بقاءهم في السلطة أكثر من تكريسها حق التداول الديمقراطي السليم عليها. فقدّموا إراداتهم الحزبية على إرادة الشعب لاحتمال الإدالة بهم عند عجزهم عن إدارة شؤون بلد بثورة مزلزلة بحجم ثورة البوعزيزي. بدليل عدم استفتائه ولا مرة منذ الثورة الى الآن!

والأحزاب التي ربما تتذيّل مرحلياً حتى تترأس فيما بعد سيكون رهانها على ما بعد نيل الثقة لحكومة الأقدر، ما دامت لم تقدر على إفشالها.

وقياساً على الحديث الشريف المتقدم، فحكومة الأقدر ما دام أعطيَها البرلمان عن غير مسألة ولكن فرضها الدستور عليه، يجب ربط الثقة بالنسبة اليها بالإعانة عليها وليست كحكومة البرلمان موكولة اليه.

تونس في ١٤ جانفي ٢٠٢٠


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، تشكيل الحكومة، إسقاط الحكومة، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-01-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  على هامش الانتخابات الرئاسية القادمة صدور كتابين تاريخيين في طبعة جديدة
  حل الدولتين في مأزق النقض
  فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
  المرحوم قاسم بوسنينة مثال نادر من الرجال المخلصين
  فعل المستحيل، أو بعبع حق النقض في يد إسرائيل بالتناظر لأمريكا
  أفكار يجرفها الطوفان
  كل ما تخسره إسرائيل بتطاول مدة الحرب تكسبه حماس
  يهود العالم في ولايات متحدة أمريكية صهيونية
  هدنة تفتح على حل دائم وإلا عودة لحماس أشد بأسا
  معركة الأسرى أقوى من معركة السلاح وفتيل النار
  كل الغثاء حمله الطوفان
  رب درس تأخذه من عند غير مدرس ولو من طوفان
  في غزة طوفان دموع اختلط بطوفان الأقصى
  فرنسا من المعاداة للسامية إلى المؤاخاة للصهيونية
  قمة العرب والمسلمين لمساندة طوفان الأقصى في غزة بما أوتوا من قوة الإختلاف والإئتلاف
  فلسطين بطوفان الأقصى دخلت حرب التحرير بالمعنى الجزائري الفريد
  إهلال الإسلام على الكون الجديد
  "‏الفيتو" الأمريكي البريطاني الفرنسي ملطوخ في غزة
  ‏إسرائيل تقتل نفسها عرقا عرقا في غزة
  إسرائيل «غريبة» أوروبا في الشرق الأوسط
  هذه حرب ظالمة لا حرب دفاع عن النفس
  مال الإسلام إرهاب
  الصراع الأمريكي الإسرائيلي
  ‏تركيا وإيران ومصر
  حل الدولة الواحدة
  التهور مزلة والإقدام عن تبصر مأمون
  الموقف التونسي
  ‌على أنفاس غزة
  لمحات شابية
  نيتشه الموت والحياة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
طلال قسومي، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، منجي باكير، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، د- محمد رحال، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، نادية سعد، مصطفي زهران، مجدى داود، د - عادل رضا، أنس الشابي، سعود السبعاني، العادل السمعلي، صفاء العراقي، محمد شمام ، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الرزاق قيراط ، تونسي، عبد الله الفقير، محمود فاروق سيد شعبان، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، محمد عمر غرس الله، فوزي مسعود ، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صلاح الحريري، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، صباح الموسوي ، فتحي العابد، مراد قميزة، سلوى المغربي، ياسين أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، د - صالح المازقي، أ.د. مصطفى رجب، إياد محمود حسين ، علي عبد العال، عراق المطيري، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حميدة الطيلوش، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، د - المنجي الكعبي، محمد العيادي، محرر "بوابتي"، كريم السليتي، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، د- هاني ابوالفتوح، صلاح المختار، صفاء العربي، يزيد بن الحسين، عمار غيلوفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، رشيد السيد أحمد، أحمد الحباسي، حاتم الصولي، رافع القارصي، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، عبد الغني مزوز، كريم فارق، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، يحيي البوليني، رافد العزاوي، عبد الله زيدان، عمر غازي، فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، محمد يحي، د. أحمد بشير، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، المولدي الفرجاني، أبو سمية، أحمد بن عبد المحسن العساف ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة