د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3249
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تتعالى الأصوات بطرد هذا أو ذاك، أو برحيل هذا أو ذاك من قيادات الحزب في ”نداء تونس” حسب العبارة الموروثة عن الثورة.
هذه الأصوات غير المقدّرة لمسؤولياتها في الحركة، كلُّ يزايد بعدد الجماهير الى جانبه المنادية بهذا الشعار، بعكس الملتزمة بالتحفظ بشأنه لمصلحة الحزب، خصوصاً في ظل رئيسه المؤسس الرئيس الشرفي له حالياً الأستاذ الباجي قايد السبسي، الذي لا يفتأ بصفته تلك، يدعو أبناء الحزب الى تقديم الأهم على المهم، وأحياناً ربما المهم على الأهم كقضية المؤتمر والهياكل الوقتية، في سبيل رأْب الصدوع المتولدة عن استحقاقات المرحلة؛ ولا يبخل برفع العتْب على بعض القيادات التي رأت في الانتخابات الماضية أو توزيع المهام وتحديد الاختيارات للكفاءات في المواقع الحساسة من المسؤولية هضماً لجانبها أو تأخيراً في المنزلة، واضعةً خلْف ظهرها الاعتبارات التكتيكية أو الاستراتيجية التي تتوخاها القيادة في قرارتها.
غير عابئ للمصلحة العامة بانقلاباتها المزاجية ودافعاً إياها للتصالح وتأجيل البتّ بحق إساءاتها غير المغتفرة للحزب أو لرئيسه أو لرموزه في عيون الكثيرين من الغيورين، الى حين قيام الهياكل الديمقراطية للحركة.
وتقديرنا أن موضوع الأشخاص يجب أن تبتّ في مشروعيته الهياكل الحزبية عن طريق الاقتراع السري في مؤتمراتها، وبانتظار ذلك يجب أن تسمو المبادئُ على الأشخاص، وينضبط الجميع للرئيس المقرّب للأطراف من موقعه كرئيس للدولة وكأب للأمة وكمنتَج أكبر للديمقراطية المباشرة (الرئاسية) التي تعلو على كل ديمقراطية تمثيلية، برلمانية أو غيرها، بفضل حزبه الذي استمد تاريخيةَ شرعيتِه الشعبية في الانتخابات الأولى بعد الدستور الجديد على رأس الدولة وعلى رأس البرلمان.
والحالة الطبيعية التي يعيشها ”نداء تونس” من التجاذبات الداخلية تحت مسمى استقالات وانسحابات وعَوْدات، لا تسمح بما سوى إغضاء النظر عنها، لأنها حالة مخاض واختبارٌ للكفاءات وتمحيص للعزائم وتطهير للنفوس. وستشهد الأحداث عودةَ الروح له، لأن مواعيد الاستحقاقات القادمة هو نفسه عَجْمٌ لعُوده واستعادةٌ لنبضه الصحيح.
وصوت العقل: لا نفرّق بين أحد من السبسي في الحزب كلّنا أبناؤه. وليت كثيرين يسمعون له وينطبعون به للتخفيف من غلوائهم واجتذاب احترام ناخبيهم والرأي العام لهم.
تونس في ١٤ أكتوبر ٢٠١٨
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: