البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تونس: مَحَلَّكْ سِرْ

كاتب المقال نور الدين العلوي - تونس   
 المشاهدات: 4455



نقطة ضوء في الظلام التونسي الحندس. لقد تم إصدار قانون يحمي الأشخاص المبلغين عن الفساد في مواقعه. بحيث يمكننا أن نحلم بدولة خالية من الفساد. إنه لأمر يسرُّ النفس أن يقوم مواطن واع بدوره في إعانة الأجهزة القانونية من أمن وقضاء على حماية المؤسسات والحرص على المال العام. لكن نقطة الضوء شحيحة ولا تكفي للزغاريد المتفائلة فالأمر يتجاوز الفساد الموضعي إلى دولة فاسدة.

لا يمكن محاصرة آليات إنتاج الفساد والإفساد فيها فبعض هذا الفساد بل أكثره يعرف كيف يحمي نفسه بالقانون فيكون التبليغ عنه كيدا يرتد على المبلغ لقد كان بن علي فاسدا ولكنه كان يحسن تنظيف الطريق أمامه وخلفه بجيش من المشرعين الأذكياء الذين يعرفون كيف تصاغ النصوص المحكمة فلا يجد فيها القاضي فجوة لاجتهاد. الدولة فاسدة وتنتج نصوصا فاسدة لغايات فاسدة وهذا كلام عاطفي نعم لكن لم نجد له بديلا يسمح بتنسيبه

طاحونة الشيء المعتاد

لم نفتأ نكتب عن فقر الحكومات إلى خيال تنموي فعّال يعيد طرح منوال تنموي جديد يقدم الاستثمار في الزراعة العصرية على انتظار سوق السياحة الكاسدة. لكن نعرف أن حكوماتنا أعجز من ذلك فهي حكومات قصيرة اليد قاصرة العزيمة تنتظر دوما أمرا من جهة ما كي تتحرك ولا تتحرك إلا في إعادة انتاج فشلها. لذلك لن تحل مشاكل البطالة والفقر المستشري فبنسبة نمو لم تتجاوز الواحد بالمية سنة 2016 لن تكون سنة 2017 أفضل. هذا الوضع منتج للهشاشة الاجتماعية والتفقير وفي غياب إعلام وطني مستقل ومنتم لهموم الناس فعلا فإن المهمشين وقد خرجوا من الشارع وتركوه للحكومات يصيرون عرضة لكل الموبقات التي يخلقها الفساد.

الجميع الآن يتحدث عن الرشوة الفاشية في الإدارة وهذا فساد يحطم امبراطوريات لا دولا صغيرة فقط. وهو الفساد لا يمكن التبليغ عنه لأنه جزئي ومفتت والراشي فيه مستفيد لذلك يشهد حتما ضد المبلغ ويقف مع المبلغ به لأنه قدم له خدمة ولو بشكل فاسد. هذا النوع من الحلول الفردية هو الذي يشكل قاعدة سلوك عامة في تونس ولا يبدو أنه في وارد التوقف أو الانحسار. مما يجعلنا نستنتج أنه في غياب منوال تنموي جديد سيظل الأفراد يحلون مشاكلهم بطريقتهم وليس أمامهم إلا الحلول الفاسدة بواسط إدارة فاسدة لا يمكن اصلاحها إلا بإفقادها صلاحيات التحكم في أرزاق الناس

الإدارة التونسية فاسدة ومفسدة

هذا أيضا كلام عام وانطباعي وليس عليه دليل من أرقام وهو فوق ذلك يظلم موظفين أفاضل في هذه الإدارة غير أن الأفاضل لا يفلحون في الحد من فساد الماكينة الإدارية سواء على المستوى الفردي (مستوى خدمة الشخص للشخص) أو على المستوى الأعلى خدمة الدولة للمؤسسات.

إن أي معاملة إدارية بسيطة مما يمكن أن ينجز في ساعة من الزمن تأخذ بين يدي الموظفين أياما وأحيانا شهورا لكن إذا دخل المواطن من بوابة "نظام افرح بي" فإن مطلبه يتحقق بسرعة قياسية. نظام "افرح بي" هو نظام الرشوة وهي تسمية روجها زوار تونس من اللبيببن خاصة عندما يتعرضون لمعاملات الرشوة في بوابات العبور إلى تونس ولنأخذ مثالا بسيطا من قطاع الصحة الحيوي.

يوجد في مستوى المستشفيات العمومية الكبرى ترتيب يسمح لاساتذة الطب باستعمال المستشفى العمومي وأدواته وأعوانه لمصلحتهم الشخصية (وقد حصلوا على هذه المكرمة تحت التهديد الدائم بالاستقالة وعدم تعليم طلبتهم من الأطباء المبتدئين) وعندما يأتي المريض لعلاج يجد أمامه خيارين إما انتظار الفحص ضمن الترتيب العام فيمنح موعدا بعد ستة شهور قد يموت فيها أو أن يفرح بالممرض والقيم على المشفى فيسرع علاجه بمقابل رسمي يوضع في جيب الطبيب البروفسير وبمقابل غير رسمي لمن يشتغل مع الطبيب من المساعدين الطبيين. هذا فساد مقنن حاول وزير الصحة في عهد الترويكا القضاء عليه فسقط الوزير وحكومته وبقي الفساد طبعا بمساعدة جبارة من النقابة التي تعلن الحرب على الفساد.

ومن آيات الفساد في تونس "بولة الشرطة" ففي سياسة مقاومة المخدرات يحصل أمر مستطرف إذ يعرض المتهم على الفحص الطبي لمعرفة مصداقية التهمة فتأخذ الشرطة عينه من بوله للتحليل المخبري لكن في خلوة الإيقاف يقوم الشرطي بيع عينة البول النظيف للمتهم فيكون التحليل سلبيا فينجو المستهلك ببول الشرطي ويكون خيرا للطرفين وخرابا للمجتمع. في هذا السياق يعرف مجال القضاء أحاديث كثيرة يخفي الجميع أدلتها لتستمر كبقعة للصيد فسنة السجن مقدرة عند بعض القضاة بألف دينار. ويشتغل بعض المحامين وسطاء رشوة بين المتهمين والقضاة.

هل يمكن مقاومة هذا الفساد بقانون حماية المبلغين؟ لا نملك إلا أن نتفاءل فرب عملية واحدة ناجحة قد تخيف الكثيرين فيرتدعون. أما الحل فليس بالقانون وحده بل بتغيير جذري في عملية بناء الاقتصاد الذي يغني الأفراد عن ذلة الرشوة

المدخل العسير إلى الحوكمة الرشيدة

مفردة الحوكمة الرشيدة تجري على ألسنة الناس في تونس مجرى الماء ولكن متى تبدأ وكيف وهل الأشخاص الماسكين بزمام التطوير الإداري المحوكم جديرون بمناصبهم وقادرون على إنجاز المطلوب يعسر عليّ الإجابة بنعم وإن كنت أود ذلك فالعلامات الصادرة حتى الآن لا تبشر بخير.

ما نسمعه عن حديث التعيينات في المناصب الخارجية والوظائف السامية خاضعة لمبدأ الولاء الحزبي والنقابي ولا علاقة لها بالكفاءة والمقدرة. يكتشف الموظفون العموميون كل يوم زملاء جدد يلتحقون بالعمل دون مناظرات. من أدخلهم ومن وجههم؟ لا أحد يجيب لكنهم يدخلون ويكتمون الخبر عن الواسطة. تلعب النقابة القوية دورا سلبيا جدا في هذا وقد وصل بها الأمر إلى فرض تقنين التوريث الوظيفي في القطاع العام ويجري الآن صراع قانوني في المحكمة الإدارية لإبطال نتائج تلك الانتدابات بعد أن تحولت إلى مكاسب للعاملين.

وقد كان تعيين المعتمدين (مسؤولون محليون) في شهر يناير فضيحة إدارية وأخلاقية للحكومة وللدولة فبعض الأسماء التي تسربت الى المواقع لم تحصل حتى تعليما يسمح لها بكتابة مذكرة إدارية من سطرين. وقد كانت تأثيرات الأحزاب فيها جلية وعلى أساس الانتماء الحزبي (وهو أمر غير مرفوض من حيث المبدأ لكن فقر الأحزاب إلى الكفاءات جعلها تلتقط من قارعة الطريق)وهذا فساد هيكلي في الاحزاب التي تعلن مقاومة الفساد فتستعمل فاسدين.

البلاد حابسة وتمركي

كتبت سابقا تحت هذا العنوان كناية عن عداد التاكسي الذي يواصل الحساب إذا انحشرت السيارة في اختناق مروري يدفع ثمنه الحريف الراكب. تونس لا تزال في نفس الوضع بنسبة نمو أقل من واحد بالمية. هناك إيهام بالحركة كإصدار قانون مقاومة الفساد لكن ذلك يتحول في ظل وضع اقتصادي كارثي إلى نكتة لا تضحك حتى قائلها.

ما الحل إذن؟ تفتق ذهن الرئيس وحاشيته على تعديل قانون استهلاك المخدرات بحيث تسقط العقوبة السجنية عن المستهلك لأول مرة. وانحرف النقاش بعيدا عن الاستحقاقات السياسية والاقتصادية للمرحلة. هذا النقاش الخارق في تحريف النقاش تخصص حكومي تونسي بامتياز. ففي كل معضلة حاسمة تخلق السلطة موضع توتر في مكان آخر تكون مهمته حرف التركيز على مشاكلها. ها نحن الآن بعيدون عن محاربة الفساد فعلا وعن جر الحكومة إلى مربع تحقيق أهداف ثورة الحرية والكرامة. لكن كثير منا صار يرى الحرية في استهلاك المخدرات بلا عقاب. لم يكن هذا يوما على جدول أعمال الثورة لكنه صار ويصير فيصير الفساد بعض من حياتنا اليومية وسنفرح بنا طبقا لقانون "افرح بي" فنحن نقدم لأنفسنا وبأيدينا رشوة الغفلة كي نشعر بالسعادة. إذن لندخن الماريغوانا في حفل جماعي ونحسن الظن بالحكومة وهذه أول آثار الزطلة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة المغدورة، راشد الغنوشي، بقايا فرنسا، قانون الزطلة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-02-2017   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، فوزي مسعود ، صلاح المختار، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، حسن الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، نادية سعد، د. أحمد محمد سليمان، وائل بنجدو، مراد قميزة، إياد محمود حسين ، يزيد بن الحسين، عواطف منصور، حسن عثمان، طلال قسومي، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، العادل السمعلي، علي عبد العال، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، رافد العزاوي، تونسي، جاسم الرصيف، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، إيمى الأشقر، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، أحمد الحباسي، عبد العزيز كحيل، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، الهادي المثلوثي، حاتم الصولي، أبو سمية، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، مصطفي زهران، فتحي العابد، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، سلام الشماع، فهمي شراب، خبَّاب بن مروان الحمد، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، المولدي اليوسفي، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، د. أحمد بشير، د. عادل محمد عايش الأسطل، صفاء العربي، أنس الشابي، د. طارق عبد الحليم، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود سلطان، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، د. صلاح عودة الله ، محمد شمام ، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، رشيد السيد أحمد، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمر غازي، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد عمر غرس الله، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، رافع القارصي، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، علي الكاش، محمد اسعد بيوض التميمي، كريم السليتي، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، بيلسان قيصر، محمد الطرابلسي، سعود السبعاني، محمد يحي، صلاح الحريري، محمد علي العقربي، مجدى داود، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، مصطفى منيغ، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، د - صالح المازقي، عبد الله زيدان، ضحى عبد الرحمن، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد النعيمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز