وليد رباح - أمريكا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3642
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
... والقرد .. يتميز عن الانسان بان له استا حمراء من غير سوء نظيفة تلعقها له زوجته عند الصبح والمساء .. بحيث تبدو كالبدر في سمائه ..لذا فقد خطرت لي فكرة ان اصبح قردا .. بعد ان نظرت الى مؤخرتي في المرآة فرأيتها مثل دبابة جيش عربي دون ذخيرة .. وقد قررت ان (انرفزك) في هذا الصباح .. فانصحك .. لا تقرأ هذه الكلمة .. وذنبك على جنبك ان قرأت
*****
القرود انواع .. تماما مثلما هو الانسان .. فاذا ما اردت التحول فتلك بسيطة بساطة الماء عندما يجري في المرىء .. فقط .. وافق .. واقرأ كتاب .. القرد في عين امه غزال .. تصبح بقدرة قادر قردا .. فأول ما يحولك الى قرد في هذه الدنيا هي امك .. عندما تكون اسنانك مثل المسامير في نعوش الموتى .. وكما هي رجلاك مثل مناسيس الحراثة في غيط قل ماؤه .. ونضب نفعه .. ومثلما هي عيناك اللتين تقبعان في مقدمة رأسك احداهما تنظر يمنا والاخرى يسارا .. وكما هي رجلك اليمنى اقصر من اليسرى بحيث تسير معوجا .. فانت في كل ذلك قردا في نظر من يراك من الناس .. لكن امك عندما تستيقظ في الصباح .. تنظر الى وجهك فتراه مثل البدر .. والى عينيك فاذا بهما عينا غزال .. والى رجليك فاذا بهما تقودانك الى الجنة .. والى وجهك الوضاء فتراه امك مثل البدر في حال اكتماله .. فهذه طريقة مضمونة لكي ترى نفسك انسانا سويا مع ان القرود عندما تنظر الى وجهك تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .. هذا اولا ..
اما ثانيا : استدر واحضر مرآتين .. وقف امام احداهما .. احن وجهك الى ان يصل الى ما بين رجليك ..بحيث تظهر متكورا على نفسك ككرة القدم التي هي افيون الشعوب في هذا العصر .. وبحيث ترى الاشياء امام ناظريك عكسيا .. وانظر الى استك في المرآة فان رأيت احمرارا بها فانت قرد دون ان تقرأ التعليمات .. وان رأيت فيها كما هي است آدمي فانت بحاجة الى قراءة كتاب امك مذ كنت طفلا وحتى اينعت فيك الشنبات .. فان كنت الاول فاذهب الى الغابة من توك لكي تتفقد بنو جنسك وتنضم اليهم .. وان كانت الثانية .. فانت بحاجة الى أن تقرأ كتابا اسمه المدلول في تعديل الذيول .. ولسوف تجده في مكتبة العرب في اصول اصابتك بالجرب .. ولا تحزن .. فالعرب في اول الزمان كانوا من صنف الانسان .. اما اليوم .. فانهم ادنى درجة من القرود .. فالقرد لا يقتل اخاه القرد الا اذا نظر الى زوجته .. أما انت .. فانك تقتل الناس على الهوية .. بل وحتى دون هوية .. فان نفسك تستهويك وتصاب بالانتعاش ان رأيت الدم يجري شلالا ..وهذه اولى الدلائل التي تعطيك انطباعا انك انسان.. وتلك سبة وشتيمة ..
وثالثا : تخل عن شعورك انك انسان .. فهذا يساعدك كثيرا على ان تكون قردا .. فالقرد لايصفق لمن لا يستحق التصفيق .. ولا يدفع الضرائب .. ولا يصفق لحاكمه ولا يداهنه .. ولا يجوع او يعرى لانه خلق بعلامة مميزة .. فانت ترى حمرة استه عن بعد يجاوز الاميال .. وليس بحاجة الى ان يهاجر من موطنه في الغابة الى بلاد ترامب او غيره .. كما انه ليس فلسطينيا ولا سوريا او ليببيا او يمانيا حتى ولا عراقيا .. ويتبرأ عادة من غابات العرب فلا يسكنها .. بل يستوطن بلاد واق الواق .. ولا يأكل الا من خشاش الارض .. أما انت ان لم تأكل فانت مستعد ان تذبح كل الناس لكي تحشو معدتك .. فان لم تجد من تذبحه ذبحت نفسك .. اضافة الى انك لن توصم بالارهاب عندما تصبح قردا ..
ورابعا : الوصفة العليا لذكر القرد فقط .. اما انت يا سيدتي فان (كنت انثى) فهذه الوصفة لك وحدك .. ولا تقوليها لجارتك خشية الغيرة والحسد .. ولا حاجة بك الى ان تضعي على وجهك الاصباغ .. فانت منذ الصغر قد قرأت كتاب امك كما هو الذكر .. فترين في المرآة وجه الموناليزا .. وفي القوام دقة صنعة نفرتيتي .. وفي عنقك الطويل ( مع انه قصير) مثلما هو حوريات الجنه .. وفي العجز والصدر كأنما هما قادمان من الجنة مع انهما مترهلان تضمرهما المشدات بشىء من الدعادير التي تبين ما تحتها عند النوم .. والولوج الى حضن زوجك الذي يتمنى ان يصبح قردا عندما يرقد في فراشه وانت بجانبه ..
وخامسا : اعان الله القرد عندما يقرر الانسان ان يصبح قردا .. فتلك في نظره سبة وشتيمه .. وليس لك بعد ما ورد من البراكين الا ان تستعيذ بالله مما قرأت .. فكاتب هذه السطور لا يعفي نفسه من ان يكون قردا .. ولكنه من نوع البابون الذي هو اكثر بشاعة من القرود .. ومع هذا فهو يستذكر كتاب امه عن جمال الشكل ودقة الصنعة .. والى حديث آخر .. تصبحون على قرود الغابة وهي تجتاح دولكم المتهالكة .. فتصفقون لملك القرود الذي يحكم بني الانسان .. ودمتم .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: