البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشاباك: استلام نشطاء حماس، نقطة تحوّل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3737


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تقول إسرائيل، إنه وعلى الرغم من الإجراءات الصارمة، التي تقوم بها حركة حماس باتجاه ضبط الحدود لمنع تسلل المقاتلين من وإلى قطاع غزة ، بناءً على اتفاقات أمنيّة مع المخابرات المصريّة، كان تم التفاهم بشأنها خلال الآونة الأخيرة، إلاّ أن جهادييّن من فلسطينيي القطاع، تمكنوا من الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية، وذلك عبر الأنفاق الحدودية الواصلة بين الحدود المشتركة، بغرض القتال تحت قيادة ولاية سيناء، التابعة للتنظيم.

ويأتي السؤال، وهو المتعلق فيما إذا كان انتقال هؤلاء صحيحاً أم لا؟ وفيما إذا تم انتقالهم عن إرادتهم بمفردهم، أو أن هناك جهات معنيّة سعت في أمر تجنيدهم، وفي ظل حدود منضبطة بشكلٍ غاية في المراقبة والإحكام، بهدف تطبيق عمليّات استدراجيّة باتجاه مطلوبين لصالح إسرائيل.
وإذا قمنا بالتسليم، بأن جهات، قامت بافتعال حوادث كهذه، فإننا نستطيع التسليم أيضاً، بأن هذه الجهات هي نفسها، أو جهات معنيّة أخرى، هي التي قامت بتجنيد نشطاء يتبعون كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – وخاصةً العاملين في حفر وتجهيز شبكة الأنفاق- كي يتم نقلهم إلى إسرائيل، وإن بحجّة الانضمام إلى مقاتلي الولاية، بسبب أن تلك الحوادث تكاد تكون مرتبطة ببعضها البعض، وسواء من حيث الزمان أو المكان أو الظروف أيضاً.

كنّا قد استمعنا لحكاية إسرائيلية في هذا الصدد، تحكي عن أن نشطاء كبار من القسام، هم من قاموا – فُرادى-، وبمحض إرادتهم، باجتياز الحدود إلى إسرائيل، بعدما دخلوا إليها عبر أحد الأنفاق التابعة للحركة، ومن ثمّ قاموا بتسليم أنفسهم طواعية للجيش الإسرائيلي، حيث قاموا بالكشف أمام جهاز (الشاباك)عن أسرار استراتيجية نادرة، وأفاضوا عن معلومات جوهريّة حاسمة، تتعلق بمسارات الشبكة، وإجراءات العمل الخاص بوحداتها المختلفة.

وكان قد حرص الشاباك على إفهام الكل، بأن (هروب) النشطاء وإدلائهم بتلك المعلومات، كان بمثابة نقطة تحوّل عملاقة، نحو تحقيق نجاحات مُبرمة باتجاه محو الشبكة والخلاص منها، باعتبارها، هي من شكّلت الكابوس الأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل، كونها تُمثّل الجزء الأكبر والأكثر خطراً من خطّة حماس، والتي تفترض بأن أي مواجهة قتال قادمة، ستكون داخل الأراضي الإسرائيلية.

من جملة الإعدادات الإسرائيلية، الخاصة بمكافحة الأنفاق، هو الوصول إليها عن بواسطة الأجهزة المخابراتيّة كطريق أقرب وأيسر من بقيّة الإعدادات الأخرى، كالإعدادات العسكرية والتكنولوجية، إلى جانب ابتهالات الحاخامين الدينيّة على التي يقومون بترتيلها بمحاذاة الحدود بين الفينة والأخرى، باعتبارها إعدادات (مؤلمة، مُكلفة، غير موثوقة) على التوالي، ولذلك فقد تم الاعتماد على تلك الواسطة وحتى هذه الأثناء، والتي كانت قد حققت نجاحاً على ما يبدو.

لكن، وحذفاً للجزء المهم الوارد في الحكاية الإسرائيلية وتفنيداً لمضموناتها، فإن أحداً من النشطاء لم يقُم بتسليم نفسه هكذا، كما ومن البداهة، فإن (الشاباك) لم يحصل من خلالهم، على معلومات جوهريّة كافية بخصوص الشبكة أو بما يتصل بها، كما سعى جهده في تضخيمها، إذ لا يُعقل أن تمرّ حكاية كهذه، على من لديه حفنة من عقل، بسبب جُملة من الارتباطات المانعة، والتي تحول دون حصولها كحقيقة دامغة، بحيث من غير الممكن إغفالها أو الفرار منها.

وحتى في حال تمّت زراعتهم منذ أن كانوا في حضانة أمهاتهم، ولم يكونوا قد انغمسوا في صفوف الحركة بعد، وإلاّ لَما احتاجت إسرائيل لكل تلك التكلفة- باعتبارها الأعلى على النطاق الأمني-، وسواء تلك التي شُوهِدت من خلال بذل الجهود ورصد الأموال، ومضاعفة الإعدادات التجهيزيّة الأخرى، ولكانت تمكّنت إسرائيل من القضاء على شبكة الأنفاق أولاً بأول.

لا ريب، وإلى جانب التعاونات المصريّة – الإسرائيلية الكثيفة، في مجال مكافحة الإرهاب، فإن منطقة سيناء تعج بالعاملين والمقيّدين على قوائم أجهزة الموساد والمخابرات الإسرائيلية، والتي يعملون بمعزلٍ عن الأجهزة المصريّة، وهو الأمر الذي يُمكن التمسك به، باعتباره يُقرّب إلى الأذهان، بأن وصول نشطاء حماس إلى إسرائيل، كان عن طريق استدراجهم بواسطة عاملي تلك الأجهزة، ومن خلال سيناء، وليس بطريق الأنفاق المصوّبة باتجاه إسرائيل، وأن النُشطاء تم تسليمهم باليد، وفي إطار عمليات مدبّرة.

وكما أنّه لا يُمكننا نُكران أن الشاباك، قد حقق نجاحاً في الحصول على نشطاء، ومن حَفَرةِ الأنفاق تحديداً، وسواء كان النجاح قد حققه بمفرده، أو بمعاونة جهات أخرى، فإن ذلك النجاح لا يُعدّ سوى نجاحاً وهميّاً ولا وجود له، سيما وأن الدّارس له والباحث في أمره، يظنّه يقبع في أدراج الفشل، بسبب أن حماس التي لم تشأ التعقيب عليه، قد اعتبرته وكأنّه لم يكن، وعزز ذلك ما أكّدته تلك الأجهزة بنفسها في أوقاتٍ لاحقة، من أن أعمال الحفر التي تشُنّها حماس ضدّ إسرائيل، لا تزال جارية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، الإحتلال الإسرائيلي، ناتنياهو، فلسطين، تل أبيب، القدس، الشاباك، حماس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد يحي، د.محمد فتحي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، عبد الله زيدان، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الغني مزوز، رافع القارصي، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، د. خالد الطراولي ، د- هاني ابوالفتوح، عمر غازي، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، خبَّاب بن مروان الحمد، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، فهمي شراب، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، بيلسان قيصر، رضا الدبّابي، صلاح المختار، نادية سعد، فتحي الزغل، سليمان أحمد أبو ستة، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، تونسي، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، طلال قسومي، د- جابر قميحة، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بن موسى الشريف ، حاتم الصولي، الهيثم زعفان، منجي باكير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد الحباسي، سلام الشماع، سفيان عبد الكافي، جاسم الرصيف، أبو سمية، عبد العزيز كحيل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فوزي مسعود ، فتحي العابد، الناصر الرقيق، حسن عثمان، رمضان حينوني، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، علي عبد العال، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، سامر أبو رمان ، كريم فارق، محمد أحمد عزوز، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، محمد شمام ، سعود السبعاني، كريم السليتي، خالد الجاف ، المولدي اليوسفي، ضحى عبد الرحمن، د. طارق عبد الحليم، عواطف منصور، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، صفاء العراقي، عبد الله الفقير، يحيي البوليني، طارق خفاجي، د. أحمد بشير، علي الكاش، محمد علي العقربي، صالح النعامي ، سيد السباعي، مصطفي زهران، أحمد ملحم، إياد محمود حسين ، صلاح الحريري، محمد اسعد بيوض التميمي، المولدي الفرجاني، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، أحمد النعيمي، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، أ.د. مصطفى رجب، د. صلاح عودة الله ، إيمى الأشقر، ياسين أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، د - مصطفى فهمي، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلوى المغربي، د. عبد الآله المالكي، محمود طرشوبي، مجدى داود،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز