د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4176
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في أمريكا حكماء ولكن من يسمع لهم. وإذا كانت حكوماتها بعنوان تمجيد الإرهاب لا تسمع لغيرهم ممن يُحذرها من النار المقدسة أن يقربوها، فأمريكا اليوم تحت لسان أحد كبار ساسة بلجيكا قد حمّلها مسؤولية تصدير حربها على الإرهاب الى القارة العجوز الحكيمة الى حد ما بما خبَرته من حروب المقاومة الإسلامية التي ذاقت ويلاتها في تلك الشعوب ذاتها التي تحاول أمريكا اليوم أن تُنكس لها راية أو تضغط على صدرها برجل.
فالمسؤول البلجيكي يكاد يشير بالإصبع الى من وراء تفجيرات هذا الصباح في قلب العاصمة البلجيكية زينة العواصم الآمنة عادة في أوروبا، الى الإدارة الامريكية المهووسة بقوتها وليس الى صلاح عبد السلام وبوليس الإرهاب المدجج يُوقعه أرضاً تحت وابل من رصاص القبض عليه حياً لا ميتاً، ليعرف من وراءه من جهات تقف بالدعم والتحريض لإشاعة الفوضى الهدامة في العالم مقابل الفوضى الخلاقة التي نظرّت لها وزيرتها للخارجية لاستباحة خير الدول في القارتين العظيمتين العجوزتين الأخريين في الأرض مهد الأديان والحضارات.
إن الإنسان ليتفطّر قلبه للقتلى والجرحى تحت عيون الكاميرا والمنكوبين في أهلهم وذويهم الذين حصدهم التطرف والحقد والإرهاب الذي أصبح وقد لا تُعلم له جهة، حتى من يقاومونه أصبحوا متهمين به أو يَشُبّون ناره بدل أن يطفوها.
فهل من سبيل الى هذا المؤتمر الدولي للارهاب ليُسمع الى صوت الحكمة فيه طالما أعلى هيئة دولية للأمن والسلام في الأمم المتحدة، تُعْوز المتحكّمين فيها الجرأة على إدارة شؤون العالم إلا على مزاج أمريكا أو عدد من الدول أقل من أصابع اليد، لا يزالون يُمعنون على تجاهل بقية الأمم للتثميل الأعدل الى جانبهم فيه.
فكل ضربة يضرب بها الإرهاب في قلب هذه العواصم إلا ونقول سوف لا يرجعون الى استهزائهم بالأرواح فيحقنوها بدل أن يسفحوها في التحدي العقيم.
-------
تونس في ٢٢ مارس ٢٠١٦
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: