د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4390
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
رجل عظيم طواه الموت ولكن لن تطوي ذكره الأيام، بما خلده من جليل الأعمال التي يفخر بها كل تونسي عربي مسلم.
رجل دولة بما قدمه في ظلها بعد النضال والاستقلال على رأس الكثير من مصالحها وأجهزتها، للنهوض بالفرد والمجتمع، في ثقافته وتكوينه وفي إدارة شؤونه وإعزاز مجتمعه ودينه. فعرفته المنابر والمحافل الرسمية مسؤولاً حازماً وخطيباً محاضراً ومنافحاً قوياً على القيم والمقومات. مستقيماً استقامة الحق في ميزان العدل، مسارعاً للخيرات، مِسماحاً كريماً متجاوزاً عن المساءات.
ما رأيتَه إلا ووجه البشاشة على محياه. من الذين يؤثرون ولو كان بهم خصاصة. يلين سمعه للموعظة الحسنة وتطرب نفسه للحسنات.
الكرم هو حاتمه والقول الصدْق هو ساعده والعمل الصالح هو صانعه. لا عجب أن بستدعيه الموت الى رحمته شهوراً بعد وفاة أكبر الأوفياء اليه والذي كان أكبر الأوفياء اليها زوجته السيدة فاطمة، العالمة الجليلة سيدة بيته وناديه وحافظة وده وأياديه، بل ما استدعاه إلا لجوارها لينعما هانئين في جنة النعيم ونعم الخاتمة للمتقين.
إنه المرحوم عبد الحق الأسود، الذي تتنازع الألقاب شرفاً للنسبة اليه وهو الذي أزهدها في الانتساب اليها تطفلاً أو عن جدارة.
سيذكره كل من شرُف بدعوته إياه لمنتداه الشهري لفكر الإصلاح، في بيت أجداده القديم بدار مولده بنابل عاصمة الوطن القبلي، وفي الوقت نفسه عاصمة النضال في تلك الربوع بما عرفته من أبطال الكفاح من أجل الحرية والاستقلال وبناء الدولة الحديثة على قيم العروبة والإسلام ورافعي لواء التفتح والانفتاح، استلهاماً من جده الأعلى فارس النبوة والإسلام المقداد بن الأسود الصحابي الجليل، ألحقه الله به في العليين.
----
تونس في 25 فيفري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: