البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فكر فلسطيني مغلوط

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3774


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من سنن العداء المُعتادة، هو قيام جهة ما، تربطها علاقة صراعية مع جهةٍ أخرى، بنشر كل ما هي عليه من نجاحات سياسية وإنجازات عسكرية، تبعاً للحالة السائدة والأهداف المرجوّة، وأن تبحث بالمقابل عن أمكنة الضعف والأخطاء السياسية والعسكرية التي تقع بها تلك الجهة، بهدف متابعتها والبناء عليها، لاستخدامها سياسياً وعند اندلاع الحرب، حيث تكون الغلبة حينها إلى القوة التي حازت نجاحات موثوقة، وجمعت أخطاءً أكبر باتجاه القوّة المقابلة.

منذ فترة طويلة، وحتى هذه الأثناء تجتاح مواقع الإعلام والتواصل الاجتماعي الفلسطينية، صرعة مذهلة، تتمثل في قيامها بإذاعة وعرض مشاهد عفويّة ومقصودة، باعتبارها أفشال وإخفاقات، يقع فيها إسرائيليين، وخاصة ممن هم ينتمون إلى مؤسسة الجيش الإسرائيلي، باعتبارها إخفاض من قيمتهم ومستوياتهم المتخصصين بها، وفي نفس الوقت، مادة للسخرية والتسلّي، والأغرب هو عندما يُتابعها ويقوم بتداولها من هم على درجات علمٍ متقدّمة.

هناك أمثلة وهي على ثلاث صور، الأولى: قائد عسكري لا يُحسن المراقبة بالمنظار، مسؤول عسكري تزِلّ قدمهُ عن سلّم مروحيّة، جندي لا يستطيع القفز على الحائط، جندي يفشل في إيقاف دولاب شحنٍ مُنحدر، وفي الصورة الثانية والأكبر: قائد عسكري يتخفّى من صواريخ المقاومة، جنود مدججين بالسلاح يفرّون أمام الحجارة التي يقوم بإلقائها فلسطينيون باتجاههم، جنود يلوذون بالفرار أمام سكاكين فلسطينيين كانت مُرسلة إليهم، والثالثة: أن المواطنين الإسرائيليين يلتزمون بيوتهم بعد كل حادثة خوفاً ورهباً.

يُقصد بالصورة الأولى، أن هذا هو الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وهذه نتائج تدريباته التي خاضها على مرّ مدّة التحاقه بالمؤسسة العسكرية، ويُقصد بالصورة الثانية، بأن الجيش قُوّاداً وجنوداً، هم جبناء، يخافون من جر الحبل، والثالثة: تدل على أن الإسرائيليين بجملتهم، هم أكثر جُبناً، وأقل ولاءً لإسرائيل، دولةً وأرضاً.

ربما لا يجدر بنا أن نصل إلى هذه النتائج بسهولة، بسبب عدم صلتها بالواقع، فعلاوة على أن الإخفاقات التي تضمّها الصورة الأولى هي إخفاقات تقع فيها كل الجيوش حتى بين المارينز الأمريكي وعناصر النخبة في الدول، ولكنها لا تُعير انتباهاً، أو يُحذر سحب العدسات باتجاهها أو تداولها، فإنها تعتبر في الأساس أخطاءً بشرية، ولدى مؤسسة الجيش (مُنبهاً) بأن هناك أخطاء يجب تداركها.

وأما الصورة الثانية: وحتى في حضور صحة أن هناك جُبن، لكنها أفضل من الاستنكاف عن الظهور في ميادين الحرب، والثالثة، فهي تتبع غريزة حب العيش وكراهية الموت– مع الاحتفاظ بأن هناك نِسباً متفاوتة- تعمل بنشاط كأي إنسانٍ أو حيوان، عندما يشعر بما قد يضر بحياته، إذ ليس من المعتاد أن يقوم أي كائنٍ حي، بتعريض حياته للأذى أو زجّها نحو الخطر، سيما وأن أمامه ملاذاً للنجاة.

ولو أننا انتبهنا لأنفسنا بأننا على خطأ، فإنه يجدر بنا التنبّه أكثر، من أن الصور التي نسخر بها، هي بالنسبة لإسرائيل تمثّل الخدمة - جليلة القدر- بل وتفوق بأدوار كثيرة تلك الخدمة التي يرجوها الفلسطينيون، باعتبارها فخراً لها أمام العالم، بأنها مثالاً للقيم والأخلاق والإنسانية، وأن بيدها إماتة من أمامها في التو واللحظة، وفي ذلك تأكيد بأنها لا تلجأ إلى القتل إلاّ في حال الضرورة القصوى والمدافعة عن النفس، ومن ناحية أخرى، تضع المجتمع الدولي، لأن يتصور هذه المشاهد، بأنها حصلت داخل جيش لأي قطرٍ عربي.

تجدر الإشارة، إلى أن قصة النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي "أحمد الطيبي" عندما قام بطرد النائب الإسرائيلي عن جزب الليكود الحاكم "أورن حازان" من جلسة الكنيست، باعتباره رئيس الجلسة، والتي صفق لها الجمهور العربي، باعتبارها سابقة ضخمة، يمكن الفخر بها وتسجيلها في كتب التاريخ، كانت بمثابة إثباتٍ مُضاف لإسرائيل كونها دولة ديمقراطية، أمام المجتمع الدولي ككل، أو على النطاق الغربي على الأقل.

لو كانت الأمور تسير بهذه السهولة، لَما احتجنا أن تتذكّر، بأن إسرائيل بجيشها - قادة ومسؤولون وجنود- لا زالت تحافظ على كيانها على مدى سبعين عاماً بعد خوضها عدّة حروب طاحنة، وعِدّة عمليات وحملات عسكرية صاخبة، وملأت الدنيا بسياسات أناخت برؤوس دولٍ عظيمة، من خلال رواياتها الممتدّة على مدار التاريخ، ولما احتجنا مشاهدة أسراباً من المهاجرين اليهود تعلو إليها، منذ نشأتها وإلى هذه الساعة.

إن استخدامنا لمثل هذه الفواشل، واستمرارنا عليها، يدل على السطحية وإغفال حقيقة الذات، ومن ثمّ لا تجلب لنا نفعاً ولا نتائج مُربحة، باعتبارها أفكاراً مغلوطة، إضافةً إلى أنها في حقيقتها، تصب بشكل مباشر وبقوّة مُنقطعة في خدمة إسرائيل، التي أصبحت تعتمد في كل يوم شيئاً جديداً، وسواء كان باتجاه تصميم إجراءات ضد الفلسطينيين بحجة الأمن والحماية، أو باتجاه أعمال نماء وتطوير خاصة بها، لمواكبة النظام الدولي المتقدّم، في مواجهة المستقبل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إنتفاضة الأقصى، السلطة الفلسطينية، حماس، إسرائيل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد الله الفقير، صفاء العراقي، محمد شمام ، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، إيمى الأشقر، عراق المطيري، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، رضا الدبّابي، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد علي العقربي، حسن عثمان، علي عبد العال، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، سليمان أحمد أبو ستة، محمد أحمد عزوز، سلوى المغربي، عبد الغني مزوز، أنس الشابي، صالح النعامي ، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، كريم السليتي، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، د. طارق عبد الحليم، أشرف إبراهيم حجاج، د- هاني ابوالفتوح، د. خالد الطراولي ، د. عبد الآله المالكي، مصطفي زهران، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، د. أحمد بشير، أحمد ملحم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، مجدى داود، محمود فاروق سيد شعبان، سلام الشماع، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، كريم فارق، إسراء أبو رمان، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، بيلسان قيصر، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- محمود علي عريقات، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - عادل رضا، عبد العزيز كحيل، العادل السمعلي، منجي باكير، محمد يحي، سفيان عبد الكافي، نادية سعد، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، أحمد بوادي، تونسي، عواطف منصور، رشيد السيد أحمد، رمضان حينوني، أحمد النعيمي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بنيعيش، مصطفى منيغ، محمود طرشوبي، عزيز العرباوي، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إياد محمود حسين ، علي الكاش، أبو سمية، صلاح المختار، محمود سلطان، فتحي العابد، طارق خفاجي، وائل بنجدو، عمر غازي، مراد قميزة، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حاتم الصولي، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، خالد الجاف ، سامح لطف الله، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، سعود السبعاني، صفاء العربي، سيد السباعي، د - شاكر الحوكي ، جاسم الرصيف، فهمي شراب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز