البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل سيُصاب بعضنا ثانية بغباء التصويت و الذّاكرة المثقوبة

كاتب المقال منجي باكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5530


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الثورة التونسيّة كانت مضرب الأمثال عالميّا من حيث عنصر المباغتة ، قِصر زمن حراكها و عدواها الإيجابيّة لباقي شعوب المنطقة فضلا عن قوّة الزلزال الذي أحدثته ،، ، ثورة – صُنعت – بالدم و بالأرواح و كثير من الإعاقات و الجراحات ، ثورة لم يكن الفضل فيها لأحد من الذين يزيّنون المنابرو البلاتوهات التلفزيّة الآن ليببيع لنا أكثرهم أحلاما ورديّة و كثيرا من الأضغاث ... كان أحسنهم وقت الثورة يتابع مسارها من خلال التلفزيونات في شديد حنقٍ وكثير نقمة على هؤلاء (( الرعاع)) الذين أفسدوا عليهم لذّة التنعّم و الإستكراش تحت مظلّة الفساد و الإستبداد ، هؤلاء (( المفسدون )) الذين أوقفوا انتفاخ أرصدتهم من عرق الشّعب و حرموا أبناءهم من إدمان السفر إلى الخارج و عطّلوا حبّهم للسيطرة و تسخير خلق الله في خدمة جشعهم و عنجهيّتهم وتسلّطهم ...ثورة كانت غلطة نخبتها أنّها لم تواصل المشوار إلى النهاية و لم تستوفِ مستحقّاتها و مكتسباتها و لم توفِ العهد كاملا فتركت أزلام و أذيال و سدنة النّظام المدحور – طُلقاء – حتّى كبروا و كبر طموحهم من حقّ وجودٍ و تفصّي من المتابعة و المحاكمة إلى – حقّ – العودة إلى السّلطة و إحياء المنظومة المقبورة .

جاءت الإنتخابات التشريعيّة الثانية فكانت نتائجها على عكس المعقول و خيّبت آمال الكثير من أصحاب الفكر السويّ و ممّن يخافون على هذا الوطن العزيز ،،، كانت انتخابات غلب عليها طابع تصفية الحسابات بغطاء الديمقراطيّة و حوّلت وجهة نتائجها نقمة – قد تكون في محلّها – على من استأمنهم الشعب في إدارة شؤونه و تحقيق آماله فلم يكونوا في مستوى طموحِ زادته عراقيل المشهد السياسي الأرعن و فساد بعض قيادات اتّحاد الشغل ، زائد إعلام فاسد و مأجور بُعدا عن ما كان يرومه شعب عمّه الإحباط و اليأس ... إحباط و يأس انقلب إلى غباء صارخ أوصل بعضا من هذا الشّعب للإرتماء في أحضان أعلام و قوى الثورة المضادّة ، فكان النصر حليف من كان بالأمس القريب أصل عذابات هذا الشعب و شاهدا على مرارة سنوات الجمر و الضياع ..!

ومع هذا الإنتصار – المفتعل و الباهض الثمن – بدأ استحكام حلقات الإنتكاس على الثورة ، و بدأت تظهر معالم طيف المنظومة القديمة ليزيد تلاحق الأخبار المحبطة و التي تصبّ في نفس السياق تأكيدا على ضبابيّة المستقبل في ظلّ تغوّل قادم و إمكانيّة استيلاء أخطبوط قوى الردّة على كامل المشهد السياسي المرتقب ...

فقط يبقى طوق نجاة واحد و وحيد يلوح في أفق – تونس الحريّة و الكرامة - هذا الطوق يبقى الإمكانيّة الوحيدة التي مازالت خيوطها بيد الشّعب ، و التي بيده أن يصنع منها نجاته أو يقطع معها لتكتمل دائرة التغوّل و التسلّط و الرجوع بالبلاد إلى العهد السّابق أو أتعس منه .

فهل سيعي الشعب و خصوصا من ارتمى غباءً المرّة السّابقة في أحضان بقايا هياكل منظومة الفساد و الإستبداد إلى – الإستفاقة – و تدارك ما فعل ، لينقذ نفسه و شعبه ؟؟؟
هل سيحافظ هؤلاء الذين صوّتوا سابقا - ضدّ أنفسهم – ضدّ كرامتهم و حريّتهم و موَطَنتهم على ذاكرتهم المثقوبة و التي نسيت عذابات و آلام الماضي ؟؟؟

أم سيستعيد كلّ الشعب ذاكرته و ينزع عنه غشاء غباء التصويت ليؤشّر في ورقة الإنتخاب فقط على خانة من خرج من رحم هذا الشّعب ، على خانة من كان من جلدتهم و من كان و لازال يحسّ آلامهم و يحلم أحلامهم ؟؟؟
أم سيصوّت هذا الشعب لمن يرعى و يحافظ على إنسانيّتهم ، يقدّس حرّيتهم و يُكبر فكرهم و يحترم عقولهم و لا يمنّيهم كذبا ولا يعدهم غرورا !؟؟

----------------
منجي باكير- كاتب صحفي * تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، بقايا فرنسا، الإنتخابات الرئاسية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  غزة تلبي نداء القدس، غزة شعلة لن تنطفيء
  الدستوري هل هو حزب يعمل لصالح الوطن ام يروّج للفتنة !؟؟
  اليوم العالمي للمرأة او مضمار التجارة بالمرأة
  على الشّعب أن يستعيد وعيه قبل الكارثة التي يريد افتعالها الساسة المهووسون بالسلطة
  بعد 75 سنة من التأسيس ، الإتحاد يضيّع الشغّيلة ويغرق في وَحل التسييس ..!
  ديمقراطية مايد إن امريكا ،،، ديمقراطية وذني
  أيام قرطاج السنمائية ام الإباحية !؟؟؟
  الوَطن يحتاج - تَضحية - فمن يكونُ لها !؟؟؟
  بايدن او ترامب لن تفرق مع العرب فالبقرة محلوبة محلوبة
  أيّها المارّون بين الوظائف العابرة، لن تنفذوا
  " بــابور زمّرْ، خشّ البَحَرْ "
  مع انعدام الضّمير الدّيني، نعم تُسْرقُ أدوية مرضى السّرطان
  المرأة كــــــائن ناقص ...!
   مـــات الطّالبي ،،، فهل اعتبر من بقي حيّا
  السيّد رئيس الحكومة : ألا تستهويك ربوعُ الجنوبْ ؟
  الشيخ راشد الغنّوشي قائد الرّحلة 2011
  و يبقى المرزوقي أيقونة بمواصفات هذا الوطن
  عندما تحيد قاطرة الإتّحاد عن سكّة حشاد ويصبح semi étatique
  فقلتُ استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا
  المرأة التونسيّة في دوائر الضّياع
  إنقلاب تركيا : شعبٌ عظيم ومعارضة مدرسةٌ في الوطنيّة
  تونس وغول الإرهاب الغذائي
  تونس : براميلنا الضّائعة و حاوياتهم المفخّخة
  تونس: دام الفرح "يا بتوع الثورة"، شمس المثليين بين ظهرانيكم
  تواجد قناتي الزّيتونة والإنسان إستحقاق وضرورة لتعديل المشهد الإعلامي
  تونس : 01 ماي عيد الشّغل ،، عيد ماذا أيّها الأبله ؟؟
  تونس: تقنين المساجد و عزل الأئمّة هو دفع لتفريخ مزيد من الإرهاب
  إن فعلها المرزوقي فقد فعلتها النّهضة من قبْله
  المرزوقي لـن يغادر قرطـــاج
  و يبقى المرزوقي عنوانا شامخا و أيقونة للديمقراطيّة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. عادل محمد عايش الأسطل، رضا الدبّابي، عزيز العرباوي، ماهر عدنان قنديل، محمد الياسين، عمار غيلوفي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، صلاح الحريري، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، إيمى الأشقر، فتحي العابد، ياسين أحمد، العادل السمعلي، د - صالح المازقي، فوزي مسعود ، صباح الموسوي ، مجدى داود، تونسي، المولدي الفرجاني، علي الكاش، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، سلوى المغربي، رافع القارصي، مراد قميزة، فتحي الزغل، عبد الرزاق قيراط ، يحيي البوليني، أحمد بوادي، رمضان حينوني، سفيان عبد الكافي، أنس الشابي، سلام الشماع، عبد الله الفقير، أ.د. مصطفى رجب، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، سامر أبو رمان ، طارق خفاجي، محمود طرشوبي، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، محمد عمر غرس الله، الهادي المثلوثي، كريم السليتي، عراق المطيري، د - مصطفى فهمي، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، محمد علي العقربي، عمر غازي، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان، جاسم الرصيف، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، د. خالد الطراولي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، محمد العيادي، د - عادل رضا، فهمي شراب، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، خبَّاب بن مروان الحمد، إياد محمود حسين ، رافد العزاوي، حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، بيلسان قيصر، خالد الجاف ، مصطفي زهران، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، عواطف منصور، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، سليمان أحمد أبو ستة، يزيد بن الحسين، محمود سلطان، صلاح المختار، د- محمد رحال، محمد يحي، حسن عثمان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي اليوسفي، د - محمد بنيعيش، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الطرابلسي، محمد شمام ، علي عبد العال، د. صلاح عودة الله ، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، الهيثم زعفان، محمد اسعد بيوض التميمي، د. أحمد بشير، منجي باكير، د- محمود علي عريقات، حاتم الصولي، رحاب اسعد بيوض التميمي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة