البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الرئاسة بين المفهوم الإسلامي والمصالح الشخصية

كاتب المقال احمد الملا - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4170


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الإسلام دين شامل تناولت تعاليمه جميع أمور الدنيا التي نعيشها, فهو دين ودولة, خُلق وقوة, سياسة وحكم, ومادة وثروة, دين عفو وتسامح, دين شدة ولين, وهو الدين الصحيح لأنه آخر الديانات الصحيحة وأكثرها استحقاقا وأيضا غير محرف كمثل بعض الديانات الأخرى التي حرفها الناس وغير مستحدثة من قبل البشر كبعض الديانات. لذا فهو يتناول نظاما فيه قواعد وشروط تنظم حياة الناس بأفضل الطرق, ويجب على كل حكومة إسلامية إتباع نظامه الذي وضعه لنا الخالق عز وجل.

إن النظام الإسلامي في الحكم نظام متميز بكل المقاييس عن باقي الأنظمة الأخرى لوجود خصائص مميزة فيه تجعله فوق كل الأنظمة, ومن ضمن هذه الخصائص هي خاصية رجوع الحكم لله سبحانه وتعالى وأيضا العدل والمساواة والطاعة والشورى والمشاركة مع الآخرين في ما يصب في صالح الدولة وهذا ما قام به الرئيس الأول للإسلام الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فهو كان يحكم بحكم الله سبحانه وتعالى, وحكم بالعدل والمساواة وعمل بالشورى والمشاركة مع الآخرين ولم يقصي أي طرف أو جهة وعاشت كل الطوائف والملل والنحل في دولته بعيش رغيد حر كريم وفي أمن وأمان, وهذا هو المعنى الحقيقي للرئاسة في المفهوم الإسلامي.

أما إذا خرجت الرئاسة من هذا المعنى وهذه المفاهيم فهي تصبح عبارة عن منصب لهلاك الحرث والنسل, والشواهد التاريخية كثيرة خصوصا عندما يكون الرئيس أو من يشغل نصب الرئاسة منقادا لملذاته ونزواته الشخصية وينسى الله سبحانه وتعالى أو يعرض عن ذكر الله, فتصبح تلك الدولة عبارة عن جحيم في الأرض, فلا عدل ولا مساواة ولا إنصاف ولا حكم بما يريد الله سبحانه وتعالى وإقصاء للآخرين, مما يؤدي إلى هلاك تلك الدولة وزوال ذلك الرئيس حتى وان طال به الأمد, وما دولة فرعون والنمرود وغيرهم من جبابرة الأرض إلا شواهد حية من التاريخ تبين لنا كيف يكون مصير من يحكم بمنأى عن حكم الله سبحانه وتعالى وعما يريده جلت قدرته.

ومشهد هذه الدول يتكرر اليوم في العراق بوجه خاص فهاهم من يحكمون العراق لم يحكموا بما انزل الله سبحانه وتعالى ولم يحترموا حقوق الإنسان وديانته ولم يصونوا عرض من هم يحكمونه فسياسة الإقصاء والتهميش والتطريد والتجويع هي السائدة فلم يسلم منهم لا مذهب ولا طائفة ولا قومية ولا عرق, وكل هذا من أجل المصالح والمكاسب الشخصية الدنيوية ونزولا لرغبة من جاء بهم لان بقاء هذا الحاكم أو ذاك مشروطا برضا الجهات التي تدعمه, وما يقوم به من إقصاء وهتك وانتهاكات للحرمات والمقدسات وعدم احترام للحقوق هو ما تريده تلك الجهات, من اجل سهولة تمرير المشاريع التي تسعى لتحقيقها تلك الجهات, فنلاحظ كل من حكم العراق يعمل على نفس الوتيرة ونفس الشاكلة فتقصى الطائفة الفلانية ويهمش المذهب الفلاني مع شياع النزعة الطائفية والترويج للقتل وسفك الدماء.

فنسوا الله سبحانه وتعالى الذي اهلك فرعون والنمرود ومن سار على نهجهم ألاستكباري المتجبر, فأقصي من أقصي وشُرد من شُرد وقتل من قتل وعذب من عذب من العراقيين لا لشيء سوا خدمة لأجندات خارجية وسعي لمكاسب شخصية فخالفوا بذلك المفهوم الحقيقي لمعنى الرئاسة في الإسلام وهاهم اليوم يعضون على الأنامل بسبب سياستهم ورئاستهم البعيدة عن إرادة الله سبحانه وتعالى ومخالفتهم لما جاء به سيد البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم رغم انه يتظاهرون بالتمسك به, نسوا إن الله يسمع ويرى, نسوا إن الظلم زائل, نسوا قدرة الله سبحانه وتعالى, نسوا الله فأنساهم ذكره, نسوا إن الصبح قريب وهلاكهم وشيك وساعتهم قريبة, {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ }هود81 , هذا هو حال من يحكم العراق.
سوف يهلكون كما هلك غيرهم ممن سبقهم ممن لم يحكم بما انزل الله سبحانه وتعالى وسوف تدور عليهم دائرة السوء بعد ما نسوا الله سبحانه وتعالى وغرتهم الحياة بزغرفها وبما حصلوا عليه من امتيازات بسبب ذلك المنصب والكرسي وسلطان الحكم والرئاسة,

يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الثانية والعشرون ...
{... كل شيء صار عندهم القرآن المنزل والكتاب المقدس انه الأول في الانتخابات, انه صار في البرلمان, انه حصل على هذه القوة الأمنية من كذا عدد من الأفواج أو من السرايا أو من الأشخاص التي ستحميه, حصل على هذا الكم الهائل من المليارات, اكتنز هذا الكم الهائل من الكنوز والأعيان, امتلك في الشرق أو في الغرب, حصل على هذا الجواز الذي يخرج به إلى هذه الدولة أو تلك, حصل على جواز من هذه الدولة أو تلك, حصل على رضا الاميركان أو إيران أو السعودية أو غيرها، نسينا الله تعالى، نسينا قدرة الله سبحانه وتعالى، فزنا في الانتخابات انتهى الأمر؟! لا يوجد أمر الله؟ الله لا يغير الأمر لا يجعل لصوت الحق وصولة الحق ودولة الحق وإمام الحق لا يجعل هذه الدولة في ليلة، لا يغير هذه الدولة في ساعة لا يخسف بكم الأرض مالكم نسيتم الله ونسيتم الآخرة!!..}.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

النظم السياسية، المنظومة الإسلامية، السيد الصرخي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-06-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمود طرشوبي، د- هاني ابوالفتوح، فهمي شراب، أحمد بوادي، خالد الجاف ، الناصر الرقيق، حميدة الطيلوش، محمد العيادي، مجدى داود، د - المنجي الكعبي، أحمد الحباسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - شاكر الحوكي ، د - مصطفى فهمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، عمر غازي، صالح النعامي ، صلاح الحريري، د - محمد بنيعيش، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، محمد الياسين، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، خبَّاب بن مروان الحمد، سلوى المغربي، إيمى الأشقر، سعود السبعاني، كريم فارق، فتحي الزغل، علي عبد العال، عبد الله زيدان، عواطف منصور، محمود سلطان، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، صلاح المختار، ياسين أحمد، محمد شمام ، ماهر عدنان قنديل، أحمد النعيمي، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، د- محمود علي عريقات، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، د- محمد رحال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، بيلسان قيصر، سامح لطف الله، حاتم الصولي، ضحى عبد الرحمن، حسن عثمان، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، حسن الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، نادية سعد، محمد يحي، عبد الله الفقير، سلام الشماع، رمضان حينوني، عمار غيلوفي، د - عادل رضا، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، وائل بنجدو، كريم السليتي، د. صلاح عودة الله ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد العزيز كحيل، أحمد ملحم، الهادي المثلوثي، أ.د. مصطفى رجب، إياد محمود حسين ، عراق المطيري، صفاء العربي، إسراء أبو رمان، علي الكاش، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، طلال قسومي، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، طارق خفاجي، سيد السباعي، مراد قميزة، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، د - الضاوي خوالدية، منجي باكير، أنس الشابي، سامر أبو رمان ، محمد الطرابلسي، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، محمد علي العقربي، المولدي اليوسفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز