الدليل على تعرض التونسيين لعمليات غسيل مخ من خلال نموذج التعري
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7109
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سأبرهن للذين يتساءلون حول صحة ما أكرره من أن عموم التونسيين تعرضوا طيلة عقود لعمليات مكثفة من الاقتلاع من قيم الهوية العربية الإسلامية متوازية مع عمليات إلحاق بالغرب وقيمه، و بالتالي فان الواقع الحالي ليس طبيعيا حتى يعتمد كمقياس في بناء المواقف، وأن هذا يبرر مطلب إعادة النظر جذريا في مجمل أدوات تشكيل الأذهان التي زرعت منذ بعيد الاستقلال (منظومات التعليم والتثقيف والإعلام).
- أنزل لأي شارع من شوارع المدن التونسية أو انظر لأحد وسائل الإعلام أو المؤسسات التربوية التونسية وسترى المتعريات بدرجات متفاوتة.
- المتعريات يقع التعامل معهن بشكل طبيعي فلا يحتقرن ولا يلعنّ ولا يبصق في وجوههن ولا يكلمن حول تعريهن بل انه يحتفى عموما بهن.
- كل متعرية فإن لها على الأقل ذكرا من ذويها (على الأقل أب) موافق على أفعالها، هذا إن لم يكن لها أكثر من ذلك (أخ و زوج).
- إذا علمنا أن قبول التعري هو إحدى مراتب الزنا من حيث انه مقدمة وطلب له، وأن التعري والزنا والدعارة كلها أفعال من نفس النوع ولكنها تختلف فقط في الدرجات.
- إذا علمنا أن الرجل السوي لا يقبل أن يمس في شرفه بان تكون ابنته أو زوجته زانية أو بصدد السعي للزنا من خلال التعري للعموم.
- و إذا علمنا أن نسبة المتعريات على كثرتهن يوجد أكثر منهن ذكور يقرونهن على ذلك، حيث يتراوح العدد الجملي إذن مابين ضعف وثلاث أضعاف.
- معنى ذلك أن كثرة كبيرة من ذكور تونس قبلوا المس من شرفهم حقيقة، و أنهم تحولوا لديوثين أي "طحانة" باللفظ الشعبي.
- هذا لا يكون إلا باحتمالين: إما عن فهم حقيقة ما يقومون به أي قبولهم أن يكونوا ديوثين عن قناعة وترحاب، أو لا.
- الاحتمال الأول لا يصح لان الرأي العام وحقل المفاهيم بتونس لا يزال يرفض أن يكون الرجل ديوثا قابلا أن تكون زوحته أو ابنته زانية أو في عداد الزانيات.
- بقي إذن الاحتمال الثاني وهو انه إنما قبل ذلك في إطار عدم فهم حقيقة الأمر وانه خضع لعملية تحيل مفهومي بدلت حقيقة الموجود وعملت على تصويره على غير حقيقته من خلال أدوت تشكيل الأذهان.
- إذن فعملية تبديل المفاهيم هي السبب في ما حصل للتونسيين إذ يقبلون المس من شرفهم والدنية في نسائهم.
- فثبت بالتالي أن التونسيين تعرضوا لعمليات اقتلاع مفاهيمي وإلحاق رهيبة بعض مصاديقها مظاهر التعري بكل أنحاء تونس.
- وإذا ثبت ذلك، وجب عدم البناء على الواقع الموجود أوالإنطلاق منه كمرجع في بناء المواقف، وأنه بدل ذلك يجب أن يكون فقط موضوع تغيير، وأن من كانوا قائمين عليه يجب أن يكونوا فقط موضوع محاربة وإبعاد باعتبار إجرامهم في حق التونسيين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: