البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حكم الإعدام، بين الردع والفوضى

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4372


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على الرغم من رفض المفتي المصري، التصديق على أحكام إعدام صدرت عن القضاء المصري بحق متهمين في قضايا عنف وقتل، لعدم جوازها شرعاً، بحجة أن الإسلام لا يوافق على إزهاق الأرواح لمجرد الانتماء لتنظيم بدون وجود جريمة قتل واضحة ومحددة، لكن القاضي الذي أصدر الحكم تجاهل رفض المفتي وأسقطه من حساباته، بسبب أن رأيه هو استشاري فقط حسب القانون..

وفي سابقة قضائية تالية، اعتُبرت لدى الأوساط السياسية والقضائية والإنسانية، هي الأغرب في تاريخ القضاء المصري، أحالت جنايات المنيا برئاسة المستشار "سعيد صبري"، أوراق 529 متهمًاً - منهم ليس مقبوضاً عليه، أو خارج البلاد - تابعين لجماعة الإخوان المسلمين إلى المفتي، تمهيدا لإعدامهم، على خلفية أحداث العنف التي وقعت في مركز مطاي منتصف أغسطس/آب من العام الماضي عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.

الحكم جاء على غير المتوقع من حيث الضخامة الشدة والسرعة أيضاً، ليس على المستوى المصري وسواء كان خلال التاريخ القديم أو المعاصر، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، والذي خلق منذ الوهلة الأولى استغراباً وجدلاً واسعين، لا سيما وأن الحكم شمل المرشد العام للإخوان "محمد بديع" والدكتور "سعد الكتاتني" رئيس مجلس الشعب السابق ورئيس حزب الحرية والعدالة.

فبينما اعتبر مؤيدو ذلك الحكم بأنه مناسب وضروري في مثل هذه الحالة، مبررين بأنها تهدف إلى ردع كل من تسول له نفسه بالإقدام على ارتكاب الجرائم ومخالفة القانون، فقد شكك أخرون، بأنه كان حكماً جائرًاً وغير مسؤول، تجاوز به الشرع والقانون، وهو نابعٌ من قرارات سياسية وعسكرية بالدرجة الأولى وليست قضائية، وجاءت فقط لتزيد الطين بلة، ولتأخذ البلاد إلى ناحية الفوضى، وبالإمكان تنبؤ كارثة، بسبب أنه لن يكون رادعاً بالمطلق، بل سيكون مساعداً مهمّاً لجماعة الإخوان في اللجوء للمحاكم الدولية واتخاذها من جملة الأمور الداعمة في إسناد قضاياهم لديها وأيضاً التي سيلجئون إلى رفعها لاحقاً. ومن جهةٍ أخرى، ستعمل على الحث بالشروع إلى اللجوء إلى عسكرة التظاهرات والاحتجاجات المشتعلة أساساً، على الرغم من التقليل من شأنها، منذ الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي"، وكما قال حقوقيون وسياسيون وخبراء بالهيئات المختلفة والحركات الإسلامية، من أن التصعيد سيصبح من بديهيات المرحلة القادمة، باعتبار أن الإجراءات الصارمة تدفِع باتجاهها.

وكانت الجماعة الإسلامية قد أنذرت بمواجهات حقيقية وغير مسبوقة ستقوم بها ضد مؤسسة القضاء والمؤسسة العسكرية في آنٍ معاً، وبدأت فعلاً منذ انتشار نبأ الحكم، إلى تجديد الدعوات المطالِبة بتكثيف الأنشطة التي تقوم على تنظيم التظاهرات، وتوعدت بالمزيد من التصعيد. وتبنّت جهات أخرى في هذا الصدد، المطالبة بملاحقة القضاة المتورطين وأعضاء المجلس العسكري، والداعمين لهم.

اللافت حول هذا الحكم، هو أن حزب النور السلفي الموالي للجيش منذ خطواته الأولى باتجاه سيطرته على سُدّة السلطة ومساندته لخارطة الطريق، وعُهدت عنه مواقفه المتذبذبة فيما بعد، اعتبر أعضاء في رئاسته أن الحكم الصادر، هو حكمٌ غريب ومثير للدهشة ولعلامات الاستفهام. وأكّدوا بأن حزبهم ضد تلك الأحكام، بسبب أنها ثقيلة وغير محتملة، بينما رفض أعضاء غيرهم مجرد التعليق بذريعة أن هناك نقض.
لا شك أن الحكم هو مُبالغٌ فيه، وهو على الأرجح غلبت عليه طوابع سياسية أكثر منها قضائية، بدلالة تلك البيئة الطارئة التي تقرر خلالها، وكانت مثاراً للجدل والاختلاف، ليس بين الساسة وحسب، بل بين القضاة أنفسهم، وهو بالتأكيد غير قابلٍ للتنفيذ، وربما - وهو الأقرب - جاء على هذه الشاكلة، تلبيةً لعددٍ من الأهداف التي من شأنها – كأولوية- تحسين أوضاع نظام الحكم الحالي القائم، وتسمين مواقفه، وتكريس قوّته وإسباغ هيبته على السلطة في عموم البلاد، وبالمقابل، للمحاولة في تحفيز جماعة الإخوان إلى حمل السلاح، بهدف جلب التأييد العربي والدولي اللازمين لتكريس الحكم الجديد، وللسعي نحو قتل عنفوانهم والموالين لهم، وتهبيط عزائمهم، والضغط باتجاه نسيان أحلامهم في العودة إلى الحكم مرةً أخرى. ومن جهة ثانية، جاء ليلقف ما تضمّنته مطالب ائتلاف أو تحالف الشرعية، وحثّه على عدم الانجرار وراء سراب، وإن كان الأمل الأكبر هو الذي يهدف إلى أن يذهب نحو التفكك والاندثار.

ولا شك، فإن ما تمر به مصر من أحداث وأزمات متلاحقة، لا تأتي إلاّ في إطار معادٍ لها، وهي ظاهرة ومعلومة ولا تحتاج للكثير من التفصيل والبيان، لكن الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو تغافله، هو ضرورة العمل ضد كل ما من شأنه أن يُوجد الكراهية بين الشعب الواحد، ويؤصّل للروح الانتقامية، التي لم تكن بارزة في يومٍ ما، ومن ثمّ النظر إلى الأمام الذي يعني، الوطن وحفظ ترابه، والإنسان وتكريس وجوده، وإننا – كجسدٍ عربيٍ واحدٍ- ضمن هذه البيئة العاصفة، نعُدّ أنفسنا على مسافةٍ واحدة، وضمن المنطلق، فإنّه لا يسرّنا أبداً أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من الصعوبة والخطورة التي ستكون لها تداعيات مُتعبة، وسيترتّب عليها ما سيترتب من انعكاسات مؤلمة، ربما تعيدنا إلى عصورٍ مظلمة لا تحمد على أي حال عواقبها، وإننا إذ ندعو من أجل أن تكون مصر هي القوية كما كانت على مر الزمن.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة، المشير السيسي، الإخوان المسلمون، أحكام الإعدام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-03-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، مراد قميزة، ياسين أحمد، منجي باكير، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بن موسى الشريف ، د - الضاوي خوالدية، حميدة الطيلوش، سليمان أحمد أبو ستة، عزيز العرباوي، محمد يحي، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، محمد علي العقربي، أحمد بوادي، أشرف إبراهيم حجاج، العادل السمعلي، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، كريم فارق، فتحي العابد، حسن عثمان، عبد الله الفقير، عمار غيلوفي، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ، إيمى الأشقر، رضا الدبّابي، مصطفى منيغ، سامح لطف الله، صالح النعامي ، الهيثم زعفان، أحمد النعيمي، د- جابر قميحة، د - محمد بنيعيش، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د - مصطفى فهمي، المولدي الفرجاني، سلام الشماع، رافع القارصي، ماهر عدنان قنديل، يحيي البوليني، صلاح المختار، رافد العزاوي، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، مجدى داود، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي اليوسفي، علي عبد العال، تونسي، محمد عمر غرس الله، فتحي الزغل، عبد الله زيدان، ضحى عبد الرحمن، نادية سعد، فهمي شراب، وائل بنجدو، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، د- محمود علي عريقات، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، د. خالد الطراولي ، د- هاني ابوالفتوح، أحمد الحباسي، محرر "بوابتي"، أبو سمية، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد بشير، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد شمام ، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، حاتم الصولي، خالد الجاف ، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، محمد العيادي، عبد العزيز كحيل، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، عبد الرزاق قيراط ، طارق خفاجي، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، بيلسان قيصر، كريم السليتي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز