منجي بـــاكير- تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6375
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
( أنت ضمير الثورة ) هذه الجملة قالها الشيخ راشد الغنوشي لعبدالرؤوف العيادي أيّام كنّا نعيش على وقع الثّورة ، أيّام كانت نخبنا و أحزابهم يتلمّسون – على استحياء – طريقا يفضي بهم إلى مكان مّا في قاطرة الثورة التي لم يساهموا في اشتعالها لامن قريب و لا من بعيد ،،، جملة قد يكون الشيخ يقصدها ، وقد تكون جملة – إعتراضيّة – استعملها فقط للإستهلاك الحيني تماشيا مع ضرورات المرحلة وتناسقا مع الإطار العام لمواقف الشيخ و حركته التي تتغيّر – بدعوى التكتيك - مع تغيّر لون المشهد السياسي القائم .
عبدالرؤوف العيّادي ، هذا الرجل لسنا في حاجة إلى فتح سيرته الذّاتيّة و لسنا في حاجة إلى مقارنة رصيده النّضالي بغيره من المتهافتين و المدّعين ،، يكفي فقط أن نتابعه استقراء و انتباها لمواقفه التي يستميت دوما في تبنّيها و الوقوف عليها برغم كلّ رياح و أعاصير المشهد السياسي و تقلّبات أهله و مهادنتهم لصنّاع القرار الأصليين في مختلف مطابخ السياسة المحلّية و الخارجيّة ، يكفي هذا حتّى يُحسب للرّجل بعضا من الوطنيّة و الثبات على المبدإ لا يتوفّر عند غيره ممّن – ينتصبون في فوضى المزاد السياسي – هذه الأيّام .
حافظ الرّجل ويحافظ بمعيّة ثلّة ممّن وافقوه فكرا و نهجا في الثوابت الكبرى للمسار الثوري و عضّ بنواجذه على مكتسبات و مستحقّات الثورة التي صُنعت من الأرواح و الدّماء – للأسف لم يقدّرها كثير ممّن اغتصبوا الحراك السّياسي .
هذا ثابت و ظاهر و جليّ في كل تصريحات الأستاذ العيّادي ، و لكنّ الذي يظهر أكثر و كلّ مرّة هو أنّ هذه المواقف الثّابتة لا – و لن – تعجب زملاءه السياسيين و لا أدعياء الإعلام ، بل بات صوته نشازا واضحا وسط التناغم العام لتوافق مشبوه الدّوافع و الدّفع و الأهداف ، تماما كما تظهر كلمة الحقّ في زمن غابت فيه مقوّمات الحقّ و الفضيلة ، بات صوت العيّادي و الثلّة التي تسانده و تعمل في نفس خطّه صوتا لا يشنّف الأسماع و لا يستسيغه الذّوق السياسي الفاسد و المهادن لقوى الثورة المضادّة و ( تنكيب ) أزلام النّظام البائد
..!
هذا ما يدفع بالقول أنّ مثل هكذا أصوات التي تسعى للتعبير عن الطموح الشّعبي و تؤسّس لتكريس مكاسب ثورة الشّعب و إنصافه من سنين الإستبداد ، هي في حاجة أكيدة للإلتفاف حولها من كلّ أطياف العمق الشّعبي لمباركتها و مؤازرتها حتّى تستطيع إكمال المشوارو تحقيق المراد في القطع النّهائي مع سنوات الجمر و إرجاع الحقوق إلى أصحابها و الذود عن مقدّرات و ثروات الشعب و كذلك لتفعيل
الإستقلا ل الفعليّ للبلاد ...
---------
منجي بـــاكير- كاتب صحفي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: