البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المعارضة التونسيّة بين الغباء و الغوغائيّة

كاتب المقال منجي بـــــاكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7019


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من الثّابت قطعا بالدّلالة و التجربة أنّ أيّ نظام حكم في أيّ بلد مّا لا يستطيع أن يقوم على أسس صحيحة و لا يمكن له أن يؤتي نتائجه المرجوّة و التي تعود على الشعب بجملة من المنافع السياسيّة و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و كذلك في مجال الحقوق و الحريّات ، لا يستقيم هذا النّظام و لا تقارب فيه الحياة الديمقراطيّة خطوط المطلوب بالضرورة إلاّ متى كانت هناك مقابل هذا النّظام الحاكم معارضة على قدْرٍ من قوّة التمثيل الشعبي ، التنظّم الهيكلي و التمكّن المعرفي و أيضا حذق الفعل السياسي – تشخيصا و تعبيرا -و معرفة شؤون الديبلوماسيّة و الإجتماع و الإقتصاد و الإلمام بشأن الوضع الدّاخلي للبلد ،،،،

لكــــــــــنّ المتابع لمجريات الحياة السّياسيّة في تونس عموما و عمل ما يسمّى ( معارضة ) يكاد يجزم أنّ الإسم لا يقابل المسمّى و لا يجد أثرا لأعمال يصحّ أنّْ يطلق عليها أنشطة معارضة أو مواقف معارضة ، بل يجد جماعات أو أحزاب أسقطت أنفسها إسقاطا و لم تنبع من قواعد شعبيّة راسخة تستمدّ منها قوّة وجودها و تفرض باسمها تصوّرات و حلول المرحلة كما أن عملها ينحصر في جملة من ردود أفعال متضاربة لا تحكمها مرجعيّات ثابتة و لا تحمل معها أصول و مهنيّة الإشتغال السياسي في ميدان المعارضة ، بل هي لا تعدو أن تكون تشنّجات و مهاترات أو رصدٌ لبعض أخطاء الترويكا الحاكمة يتولّى بعض منتسبيها تقديمها في بلاتوهات الإعلام المرئي أو نشرها في الصّحف أو صفحاته الشخصيّة في الفيس بوك بطرق هزيلة و هزليّة لا ترتقي إلى مستوى الإقناع كما تسقطهم أحيانا في دائرة الغباء السياسي و الجهل المعرفي بحقائق الأمور و كثيرا ما تذهب فوائدها – إن حملت معها فوائد - إلى النّظام الحاكم ليستثمرها في صالحه و يتدارك بها ما غفل عنه ...كما أنّ غباء هذه المعارضة يتجلّى في افتعال القلاقل و البلابل و الأكاذيب التي قد تأخذ بهرجا و حيّزا من الإهتمام من بعض الشّعب حينيّا لكنّها مع عامل الزّمن لا تلبث أن تفقد بريقها و فاعليّتها و تنجلي حقائقها لتجني المعارضة من راءها أكثر نقمة شعبيّة و أكثر ابتعادا على الرأي العامّ .

هذا الغباء الذي يرافق عمل المعارضة يمكن أن يجد له مكانا للتبرير إذا ما جعلنا في الإعتبار حداثة – فعل المعارضة – بعد عقود الجمر و الدكتاتوريّة و سياسات التكميم و الحديد و النّار التي مرّ بها الشعب التونسي ككلّ و النخبة بالأخصّ ،، و يمكن أن نترقّب تحسّنا ، لكن الوصمة الثانيّة - و المؤسفة جدّا - التي تحفّ هذه المعارضة و شخوصها و التي نقصد بها (( الغوغائيّة )) ، غوغائيّة التفكير ، غوغائيّة المواقف و غوغائيّة الأداء و مردّهم الفراغ و الإفلاس من منطق الحجّة و قوّة البرهان التي يترجمها أعلام المعارضة إلى تهريج و مقاطعات أو فوضى و صياح وشتائم و تشويش عوَض اللّجوء إلى الأدوات الديمقراطيّة و التي تقتضي في أوكد مبادءها الإستماع إلى المخالف و السّماح له بإبداء وجهة نظره أو بسط مشروعه ،، ثمّ في حالة الرّفض توخّي أساليب التفنيد و الإعتراض المشروعة ديمقراطيّا و حضاريّا لإقامة الحجّة و البرهان ...أو البناء عليه في صورة صحّته و صدقه و هذا ما يضفي على المعارضة صبغة – الوطنيّة – و ينفي عنها الإنتهازيّة و إعمال معاول الهدم لمجرّد النّكاية بالسلطة الحاكمة ..و هذا أيضا ما يؤهّلها لكسب الرأي العامّ الشعبي و يجعل منها أهلا لأن تكون البديل القادم ...

فهل ستتخلّص – المعارضة – من هذه المكانة الرديئة و توحّد جهودها و وجودها و تعمل على الإرتقاء في تفكيرها ، تشخيصاتها و تدخّلاتها على طريقة المعارضات الصّحيحة في الديمقراطيّات العريقة ؟ أم ستبقى على غباءها و غوغائيّتها لتكون كرة تتقاذفها الأهواء و التشغيل عن بُعد لتحصد في الأخير كمّا من الأصفار و الفواصل كنتيجة للإنتخابات القادمة ؟؟؟ هذا ما سيخبرنا به قادم الأيّام ..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 3-07-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  غزة تلبي نداء القدس، غزة شعلة لن تنطفيء
  الدستوري هل هو حزب يعمل لصالح الوطن ام يروّج للفتنة !؟؟
  اليوم العالمي للمرأة او مضمار التجارة بالمرأة
  على الشّعب أن يستعيد وعيه قبل الكارثة التي يريد افتعالها الساسة المهووسون بالسلطة
  بعد 75 سنة من التأسيس ، الإتحاد يضيّع الشغّيلة ويغرق في وَحل التسييس ..!
  ديمقراطية مايد إن امريكا ،،، ديمقراطية وذني
  أيام قرطاج السنمائية ام الإباحية !؟؟؟
  الوَطن يحتاج - تَضحية - فمن يكونُ لها !؟؟؟
  بايدن او ترامب لن تفرق مع العرب فالبقرة محلوبة محلوبة
  أيّها المارّون بين الوظائف العابرة، لن تنفذوا
  " بــابور زمّرْ، خشّ البَحَرْ "
  مع انعدام الضّمير الدّيني، نعم تُسْرقُ أدوية مرضى السّرطان
  المرأة كــــــائن ناقص ...!
   مـــات الطّالبي ،،، فهل اعتبر من بقي حيّا
  السيّد رئيس الحكومة : ألا تستهويك ربوعُ الجنوبْ ؟
  الشيخ راشد الغنّوشي قائد الرّحلة 2011
  و يبقى المرزوقي أيقونة بمواصفات هذا الوطن
  عندما تحيد قاطرة الإتّحاد عن سكّة حشاد ويصبح semi étatique
  فقلتُ استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا
  المرأة التونسيّة في دوائر الضّياع
  إنقلاب تركيا : شعبٌ عظيم ومعارضة مدرسةٌ في الوطنيّة
  تونس وغول الإرهاب الغذائي
  تونس : براميلنا الضّائعة و حاوياتهم المفخّخة
  تونس: دام الفرح "يا بتوع الثورة"، شمس المثليين بين ظهرانيكم
  تواجد قناتي الزّيتونة والإنسان إستحقاق وضرورة لتعديل المشهد الإعلامي
  تونس : 01 ماي عيد الشّغل ،، عيد ماذا أيّها الأبله ؟؟
  تونس: تقنين المساجد و عزل الأئمّة هو دفع لتفريخ مزيد من الإرهاب
  إن فعلها المرزوقي فقد فعلتها النّهضة من قبْله
  المرزوقي لـن يغادر قرطـــاج
  و يبقى المرزوقي عنوانا شامخا و أيقونة للديمقراطيّة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود سلطان، كريم السليتي، إيمى الأشقر، رافع القارصي، سفيان عبد الكافي، مجدى داود، د. عبد الآله المالكي، محمد اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، د - محمد بن موسى الشريف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلوى المغربي، أبو سمية، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، علي الكاش، محمود طرشوبي، صلاح المختار، حميدة الطيلوش، بيلسان قيصر، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، رشيد السيد أحمد، رمضان حينوني، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، سعود السبعاني، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الهيثم زعفان، سامح لطف الله، وائل بنجدو، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، علي عبد العال، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، المولدي اليوسفي، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، فتحـي قاره بيبـان، عواطف منصور، طلال قسومي، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، عمر غازي، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فوزي مسعود ، محمد العيادي، ياسين أحمد، عبد الغني مزوز، صالح النعامي ، طارق خفاجي، د- جابر قميحة، عبد العزيز كحيل، محمد علي العقربي، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بنيعيش، حسن عثمان، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، ضحى عبد الرحمن، عمار غيلوفي، عبد الله زيدان، محمد أحمد عزوز، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عراق المطيري، أحمد الحباسي، المولدي الفرجاني، سليمان أحمد أبو ستة، أشرف إبراهيم حجاج، خالد الجاف ، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، محمد شمام ، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، مراد قميزة، منجي باكير، أ.د. مصطفى رجب، ماهر عدنان قنديل، رضا الدبّابي، أحمد النعيمي، تونسي، الناصر الرقيق، د- محمد رحال، العادل السمعلي، د. أحمد بشير، د - المنجي الكعبي، د - عادل رضا، صلاح الحريري، كريم فارق، محمد الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، صفاء العراقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة