د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6905
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
على أبواب فصل جديد من فصول البناء الديمقراطي الانتقالي، بعد ثورة الحرية والكرامة، وتفاعلاً مع تشكيل المعلن للحكومة برئاسة السيد علي العريض، وتوقعاً لانتظارات المواطن بشأن عملها في بحر الشهور القادمة، وحرصاً على أن تسود الاعتبارات الإيجابية في المرحلة القادمة لدى المتدخلين ولدى الطبقة السياسية، لتتخطى البلاد كل أزمة وأزمة بسلام وقوة ووحدة، لمواجهة التحديات الجديدة، بما شرعنا فيه من بناء ديمقراطي يقطع مع أساليب الماضي ويؤسس لنظام الثورة المنشود، القائم على الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، في ظل احترام الشرعية الدستورية وسيادة القانون والمؤسسات، ليحس المواطن ويشعر أنه لا أمن إلا أمنه الذي يصنعه بوعيه ويقظته، وأنه لا استقرار ولا عيش كريم ولائق إلا ما يوفره بعرق جبينه وكد يمنيه وحر ماله وحسن اقتصاده وتدبيره، نسجّل ما يلي، من التنويهات، الى الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي والمجتمع المدني ممثلاً في الأحزاب والمنظمات والجمعيات الأهلية:
أولاً - بالروح الثورية والنضالية التي اتسمت بها الأطراف المشاركة في العملية الجبارة التي أمّنت تشكيل الحكومة بأوسع توافق ممكن، في ظروف أزمة سياسية خانقة سياسية واجتماعية واتقصادية.
ثانياً - المسؤولية العالية التي تصرفت بها الهيئات الدستورية الثلاث، رئاسية وحكومية وتشريعية، من أجل حفظ مسار الثورة من كل انتكاس واضطراب.
ثالثاً - توسّم الخير وقراءة حسن الظن والغيرة الوطنية لحصول التقارب بين جميع الأطراف بعضها البعض، لتحقيق المعجزة التونسية بإدارة ثورة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بأوفى ما يمكن من صبر وانفتاح على مستلزمات الحرية والحوار والتوافق، بعد عهود من الكبت والقهر والاستذلال والعقم السياسي والتكلس الذهني.
رابعاً - تثمين كافة المواقف التي واكبت عملية التحوير الوزاري بمختلف المبادرات التي انطلقت من أجلها والأشكال التي اتخذتها للخروج بالنتيجة التي انتهت اليها أخيراً، لما تحلّت به أغلبها من مرونة وتفهم وتفاعل وتقديم الصالح على الأصلح، وصولاً الى توافقات لم تكن بها خبرة في السابق أو مجال لها مطلقاً.
خامساً - تسجيل الاستقالة هنا وهناك في المواقع الحكومية، لا عن تشنج أو عن تعطيل أو تحد أو مكابرة، ولكن عن قراءة واعية رصينة مُؤْثِرة لمتطلبات المرحلة وتدوالٍ على المسؤوليات وأخْذ الأهبة لاستئناف المشوار النضالي والسياسي أو نحوه.
سادساً - التسجيل بامتنان للمجلس الوطني التأسيسي وقفته الشجاعة للدفاع عن الشرعية وكف الألسنة والأيدي أن تطالها بسوء القول والفعل أو الانتقاص.
سابعاً - ونهيب به أن يصوّت بمنح الثقة للحكومة الجديدة بأريحية، لاستئناف ما بذلته الحكومة المتخلية للسيد حمادي الجبالي، طيلة الأربعة عشر شهراً من مشاريع وإنجازات وإجراءات لفتح أبواب الشغل والتنمية وإرجاع الثقة في النفوس والطمأنينة الى القلوب، ورفع المظالم بالقدر الأمكن، والأمل في المستقبل لعامة المواطنين والجهات والفئات، بعد ليل طويل من الغبن والظلم والابتزاز، والتكريم المستحق للشهداء والمصابين.
------------
تونس في 10 مارس 2O13
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: