(317) مناقشة خطة بحث دكتوراة حول التدخل المهنى للخدمة الاجتماعية بدولة الكويت (*)
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7026
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يقول الباحث فى ص 12 :” أنه سيقوم بهذا البحث بسبب قلة الأبحاث العلمية التى تتناول الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية فى تنمية المهارات الاجتماعية لذوى صعوبات التعلم “. ويقول فى ص 13:”أن دراسته تهدف إلى قياس مدى فاعلية التدخل المهنى للخدمة الاجتماعية من منظور الممارسة العامة فى تنمية بعض المهارات الاجتماعية لذوى صعوبات التعلم” :
واقع منظور الممارسة العامة وواقع مشكلة صعوبات التعلم يقول الآتى:
أولا : أن استخدام منظور الممارسة العامة فى الخدمة الاجتماعية قد يصلح فى دراسة العديد من المشكلات البحثية ، لكنه لا يصلح بالذات مع بحث عن صعوبات التعلم .
ثانيا : أن الدراسات التى أجريت فى الولايات المتحدة أثبتت أن التدخل لتحسين أو تنمية المهارات الاجتماعية لذوى صعوبات التعلم غير ناجح .
وأمام الباحث ثلاثة خيارات :
1- إما أن يعترف بهذا الواقع فيصرف النظر عن هذا البحث .
2- وإما أن يركز بحثه فى إثبات خطأ هذا الواقع قبل أن يواصل البحث فى الموضوع الذى اختاره .
3- وإما أن يتجاهل هذا الواقع ويضرب به عرض الحائط ويستمر فى بحثه .
وإذا أرادت هيئة السمنار الموقرة الأدلة التى يستند إليها العلماء الاجتماعيون فى إثبات صحة هذا الواقع .
أولا : أن استخدام منظور الممارسة العامة فى الخدمة الاجتماعية قد يصلح فى دراسة العديد من المشكلات البحثية ، لكنه لا يصلح بالذات مع بحث عن صعوبات التعلم .
هذا المنظور (الممارسة العامة فى الخدمة الاجتماعية) وسيلة يهرب منها الباحثون من الالتزام بنظرية أو نموذج معين ، فهو يفتح أمامهم الطريق للدخول على مشكلتهم البحثية بمداخل متعددة فى آن واحد ، ويتركهم يتعاملون معها على متصل أنساق العميل والأسرة والجماعة والبيئة المحيطة وبيئة المنظمة ، ولا يلزمهم بنموذج أو نظرية معينة ولا حتى التعامل مع المشكلة بنماذج متكاملة ، ويعتمد على الانتقاء الحر لنظريات التدخل المهني وبالتالى لا يتقيد بإطار نظري أو نموذج أو نسق عميل محدد للتدخل.
ومن أهم معضلات استخدام منظور الممارسة العامة فى مجال صعوبات التعلم هو أنه يمنح الباحث الفرصة لاختيار ما يتناسب من أساليب علاجية مع مشكلات العملاء بغض النظر عن النظرية أو الاتجاه الذي تنتمي إليه هذه الأساليب . وهذا لا يصلح للتعامل مع مشكلات صعوبات التعلم . الباحث الذى يبحث فى صعوبات التعلم مجبر أولا على الالتزام بالنظرية التى تتفق مع صعوبات التعلم فى العينة التى يقوم بتطبيق بحثه عليها . فهناك النظرية النيوروجية ،وهناك نظرية الاضطراب الادراكى ، وهناك نظرية تجهيز المعلومات ، وهناك نظرية مهام التعلم . ومجبر ثانيا بعد أن يحدد نوع صعوبات التعلم التى يتعامل معها على اختيار نظرية محددة تربط بين صعوبات التعلم والمهارات الاجتماعية . وما من دراسة ربطت بين صعوبات التعلم والمهارات الاجتماعية إلا التزمت بنظرية محددة مثال ذلك دراسة دكتوراة أجريت فى نفس الموضوع نوقشت فى مايو 2004 فى جامعة "نورث تكساس " قامت بها " Christine W. Clore " اعتمدت فيها على نظرية"باندورا" عن التفاعل التبادلى . وهناك دراسة أجراها ثلاثة من الباحثين الأردنيين بعنوان" مستوى المهارات الاجتماعية لدى الأطفال العاديين والأطفال ذوي صعوبات التعلم في الأردن اعتمدت على مقياس " صالح هارون " . وهذا يعنى أن الباحث ليس حرا فى اختيار المنظور الذى يراه للتعامل مع مشكلته البحثية ، وبالتالى لا يصلح هنا استخدام منظور الممارسة العامة .
ثانيا : أن الدراسات التى أجريت فى الولايات المتحدة أثبتت أن التدخل لتحسين أو تنمية المهارات الاجتماعية لذوى صعوبات التعلم غير ناجح .
هناك دراسة "نووسكى" فى عام 2003 ،وقبلها دراسة "فورتنس وكافيت" فى عام 1996 ، أثبتت هاتان الدراستان أن التدخلات لتحسين المهارات الاجتماعية غير ناجح بصفة عامة . يقول الباحثون أن هذا التدخل لا يكون فعالا إلا فى سن صغيرة جدا أى قبل أن يتحطم التصور الذاتى للطفل عن نفسه ،ولا يكون قادرا على متابعة التعلم . ومن هنا كان التدخل لتحسين المستوى التعليمى أكثر نجاحا من تحسين المهارات الاجتماعية .
-----------
(*) وقع إختصار العنوان لطوله، والعنوان كما وردنا هو:
مناقشة خطة بحث دكتوراة بعنوان التدخل المهنى للخدمة الاجتماعية من منظور الممارسة العامة لتنمية بعض المهارات الاجتماعية لذوى صعوبات التعلم بدولة الكويت
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: