(315) ملحوظتان على خطة بحث رسالة ماجستير حول الخدمة الاجتماعية وترشيد المشاركة السياسية للشباب (*)
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5481
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الملحوظة الأولى :
من القواعد المقررة فى البحث العلمى :" ألآ يصدر الباحث حكما مسبقا على مشكلة أو ظاهرة ما ، ثم يجعل هذا الحكم أساسا لبحث أو دراسة ينوى القيام بها ، دون أن يقدم الأدلة العلمية المؤكدة على أن هذه المشكلة أو هذه الظاهرة تستحق الدراسة ، ولا يكون ذلك إلا بدراسة استطلاعية مستقلة منفصلة عن البحث الرئيس وليست جزءا منه ".
بتطبيق هذه القاعدة على الخطة الحالية تبين الآتى :
1- أن الباحث أصدر حكما مسبقا قوامه " أن المشاركة السياسية للشباب فى ضوء معايير المسئولية الاجتماعية غير منضبطة ومن ثم تحتاج إلى ترشيد ، وجعل من هذا الحكم المسبق أساسا لبحثه ،والظاهر أن هذا الحكم المسبق مبنى على تصورات ذاتية أو ملاحظات غير علمية وليس قائما على دراسة استطلاعية أثبتت نتائجها حاجة هذه المشاركة السياسية للترشيد .
2- أن الباحث جعل أول تساؤلات البحث : "ما واقع المشاركة السياسية للشباب بعد ثورة 25 يناير ؟ ، والمفترض أن هذا التساؤل هو محور الدراسة الاستطلاعية ، وليس أحد تساؤلات البحث الرئيس لأن نتائج الدراسة الاستطلاعية هى التى ستحدد الحاجة إلى البحث من عدمه .
الملحوظة الثانية :
- أقترح على الباحث أن يستبدل مفهوم "الترشيد" بمفهوم آخر لا يثير جدلا ليست هناك حاجة إليه ، لأن استخدام هذا المفهوم يوقع الباحث فى مأزق خطر . فإذا استخدمه بالمعنى السطحى الساذج المتعارف عليه كترشيد المياه والطاقة أو كنوع من أنواع توجيه المشاركة السياسية للشباب نحو النواحى الإيجابية دون السلبية ستكون معالجته للموضوع معالجة غير علمية.
وإن تناوله تناولا علميا دقيقا من زاوية العلوم الاجتماعية ، وقع فى المحظور ذلك لأن مفهوم " الترشيد " فى العلوم الاجتماعية لا يتسق مع ثقافتنا الإسلامية كلية . مفهوم "الترشيد" هو نفسه مفهوم العقلنة RATIONALIZATION وطبقا لما يقوله "ماكس فيبر" وغيره من العلماء الاجتماعيين ، "الترشيد " هو الطريق إلى العلمنة . ومعظم أنواع "الترشيد" لا تتسق مع ثقافتنا الإسلامية ، وذلك على النحو التالى :
أ- الترشيد الأدائى : يدعو إلى التحرر من القيم تماما ، ويدعو الإنسان إلى أن يتحرك نحو هدفه حسبما تمليه رغباته أو مصلحته.
ب- الترشيد التقليدى أو ما يسمى بالترشيد المضمونى : لا علاقة به بأي مطلق، وهو منفصل عن الأهداف والمشاعر والغايات الإنسانية (خيّرة كانت أم شريرة).
ج- الترشيد النظري أو (التنظيري) : يسير وفق تفسيرات تنبع من المبادئ العقلية وقوانين الطبيعة.
ومن هنا أجمع العلماء الاجتماعيون على أن الترشيد على المستوى التطبيقي : هو محاولة لجعل الواقع مطابقاً للمبادئ العقلية والمادية ومتجردا من القيم.
----------------
(*) وقع اختصار العنوان الاصلي كما وردنا لطوله، والعنوان الاصلي هو:
ملحوظتان على خطة بحث رسالة ماجستير بعنوان " تصور مقترح للخدمة الاجتماعية فى ترشيد المشاركة السياسية للشباب فى ضوء معايير المسئولية الاجتماعية "
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: