منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7838
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إنّه لمن العيب الكبير في حقّ تونس ، و في حقّ الشّعب ، و في حقّ الثورة و الدّماء التي سالت في سبيلها ، عيْبٌ هذه الإعتداءات المتكرّرة على الصلحة العامّة للوطن ، و على رمزيّات الدّولة و ضوابطها و قوانينها ، عيبٌ الإعتداءات المتتالية و المتزايدة على الأمن العام و الممتلكات الخاصّة و العامّة ،،،
عيْبٌ تتقاسمه كثير من الأطراف و يتحمّل مسؤليته دعاة الفتن و مؤجّجيها من بعض الإعلاميّين و وسائلهم المشبوهة لدورهم الضّالع في تضخيم و تهويل مستصغر الشّرر بُغية أن يصبح نارا و لأدعياء السّياسة المعارضين بداهة ، إصرارا و كبْرا لدورهم المشبوه في اصطياد بؤر الغليان و النّفخ في المواقد المطفيّة و احتراف دجلهم السّياسي في استبلاه النّاس و التحيّل على بسطائهم لاستغلال أوضاعهم و المتاجرة بها و التّمترس وراءها لليّ ذراع الحكومة و ينسوْن أو يتناسون أنّ في ذلك إجراما في حقّ الوطن الذي لا تملكه الحكومة بل هو حاضنة الشعب كلّه و المتاجرة بمصالحه و العبث بها هو متاجرة بالشعب .
عيب يرتكبه مهرّبي أقوات الشعب ، و مروّجوا السّموم و الموبقات بين فئات الشّباب ، عيب من الذين احترفوا السّرقات ، البراكاجات و ترهيب خلق الله و اغتصاب ممتلكاتهم ، عيب من الذين استولوا على ممتلكات المجموعة الوطنيّة و سخروها لحلْب الأموال و احتلال الشوارع و الأنهج و المساحات و نشروا الفوضى في كلّ مكان و كذلك رذائل الصّفات و الأخلاق و بذيء الكلام و فواحشهحتّى أصبح ، عيب على الذين (احترفوا البطالة ) و جلوس المقاهي يترصّدون أية مشكلة أو يهيؤن لها ليقطعوا الطرق و يمارسون هواية الإعتصامات ، عيْب على الذين كانوا لا يجرؤون على التلفّظ بكلمة لرئيس شعبة فأصبحت ألسنتهم اليوم سليطة على أيّ مسؤول و يتوارون وراء طلب الشغل و تحسن الأحوال ، عيب على من تقاعس من الموظّفين و العملة و كلّ من كانت له عهْدة مصالح للمواطنين فتفنّن في مماطلتهم و مات فيه الضّمير ،،،
هؤلاء و أكثر ممّن ساهموا و يساهمون في تقهقر البلاد و العبث بها مستغلّين الفراغ الرّقابي والتّراخي في تفعيل القانون ليعملوا ( بْزيّ روسْهم )
و لكـــــــــنّ الذي يتحمّل الوزر الأكبر و الذي ساهم بأكبر قسط في هذه الحالة هو الموقف و السّلوك الحكومي ، الحكومة التي أغمضت عيناها على ما يجري و لم تتّخذ التدابير اللاّزمة لوقف هذا التيّار ، نست أو تغافلت على أنّ في الشعب نسبة كبيرة ليس لها في ما يصير من صراع على الكراسي و لا في هذا الجدل العقيم ، و نست أنّ هذه الكتلة الكبيرة و السواد الأعظم من الشّعب من حقّه قطعا أن يرى بلاده تجتاز أزماتها و أن يستقيم حالها و من حقّه أيضا أن ينعم بالأمن ...
قد تكون الحكومة و طواقمها من ( الطيّبين) و المتسامحين ، فهذا شأنهم و هذا لا يعطيهم المبرّر للتراخي في تفعيل القانون و استعمال القوّة الرّادعة ، لأنّه من غير المعقول أن ترضخ أغلبيّة الشعب لأقلّية الأقلّية و التي لا شرعيّة لها ..!
كذلك كلّ مطامح الحرّية و الديمقراطيّة هي مشروعة طالما لم يستعملها المنادون بها فقط في مصالحهم الخاصّة و هي في ذاتها متّسع له حدود تنتهي عند مصلحة الأغلبيّة ، فلا يكون هذا مبرّرا كذلك لترك الحبل على الغارب بتِعلّة الحرّية و الديمقراطيّة .
لا يسعدنا أن تتحرّر تونس من نير الظّلم و الدكتاتورية المقيتة لتقع ثانية في أيدي المشاغبين و قطّاع الطرق و أدعياء المعارضة المجّانية و محترفي البطالة و الإعتصامات العشوائيّة و من شاكلهم ،،، لابدّ للقانون أن يأخذ مجراه و أن تقوم الحكومة بالأخذ على أيدي العابثين بالمصالح العامّة ، و لابدّ لها أن تفرض هيبة الدّولة و أن تدعّم أسُسها و أن تفعّل نواميس وظائف الدّولة من العُمدة إلى رئيس الدّولة و أن توقف هذه المهازل التي قد تنقلب إلى مخاطر .
--------
http://zaman-jamil.blogspot.com
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: