د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 13017
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك من الباحثين من يصدرون عناوين رسائل الماجستير أو أطروحات الدكتوراة بعناوين تحتوى على كلمة "التغيرات الاجتماعية الحديثة" أو "التغيرات الاجتماعية المعاصرة "، وهم يقصدون بالحديثة التغيرات الى حدثت بعد أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومن ثم يخلطون بذلك بين الحديث والمعاصر.
من هنا كان من الضرورى تحديد الفرق بين ما هو حديث وما هو معاصر.
( انظر الرسالة رقم 299 عن الفرق بين التغير والتغيير، والرسالة رقم 300 عن العلاقة بين التغيرات والمتغيرات )
سؤل المؤرخ الراحل الدكتور يونان لبيب زق السؤال الآتى :
ثار خلاف بين المؤرخين في تحديد تاريخ مصر سواء الحديث أو المعاصر؟ فمتى بدأ تاريخ مصر الحديث وتاريخ مصر المعاصر؟.
فأجاب قائلا:
" إن عملية تحقيب التاريخ المصري موضع اختلاف بين المؤرخين المصريين. فبينما يرى البعض أن تاريخ مصر الحديث يبدأ بالحملة العثمانية أو الفتح العثماني لمصر عام 1517، يرى البعض الأخر أن هذا التاريخ يبدأ بقدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1798. وطبعا لكل طرف من الطرفين حجته. فأولئك الذين يقولون بقدوم الفرنسيين يرون أن الفترة العثمانية كانت أقرب في كل معطياتها إلى العصور الوسطى، وبالتالي فلا ينطبق عليها التوصيف بأنها تاريخ حديث.
بينما الذين يرون أن الفتح كان بداية لتاريخ مصر الحديث فهم يربطون ذلك بأوربا؛ لأنه في نفس التوقيت تقريبا، أي أوائل القرن السادس عشر، بدأت أوربا نهضتها الحديثة ودخلت العصور الحديثة. وكما أقول، فكلا الطرفين له حجته. وطبعا القول بأن التاريخ الحديث يبدأ بعصر محمد علي عام 1805 قول رصين ولكن لا يمكن الفصل بين الحملة الفرنسية وعصر محمد علي؛ لأن الفرق بينهما سبع سنوات. وإذا كان هناك ثمة خلاف، فأن الآخرين الذين يرون بأن تاريخ مصر الحديث يبدأ بتولية محمد علي عرش مصر وبناء مصر الحديثة عام 1805 لهم حجة وجيهة وهي انه " لا ينبغي أن نبدأ تاريخنا الحديث بحدث أجنبي وبقدوم حملة أجنبية على البلاد". أما القول بأن نشأة الأحزاب السياسية عام 1907 بداية لتاريخ مصر المعاصرة، أو ثورة 1919، فهو ليس صحيحا؛ لأن تاريخ مصر المعاصر له قضية مختلفة عن قضية تاريخ مصر الحديث، لأن التاريخ المعاصر"الكونتمبرري" هو شيء مختلف عن الحديث"المودرن". والتاريخ المعاصر هو تاريخ يفترض أن يكون قد عايشته أجيال لا تزال قائمة على قيد الحياة. ونحن عندما كنا في مستهل دراستنا الجامعية في أوائل الخمسينيات كنا نعتقد أن ثورة 1919 بداية لتاريخ مصر المعاصر؛ لأن هناك من عايشوا هذا الحدث وعاصروه. وأظن أنه بعد مرور حوالي نصف قرن فإن سنة 1919 لم تعد نقطة بداية ملائمة لبداية تاريخ مصر المعاصر.
وأريد أن أقول إنه ليس هناك كلام نهائي كما قلت لك فهناك اختلافات حول هذا الموضوع."
أما الدكتور زين العابدين شمس الدين نجم فيقول فى كتابه تاريخ العرب الحديث والمعاصر وهو قول مشابه إلى حد كبير لما قاله الدكتور يونان لبيب :
" يمتد التاريخ العربي الحديث والمعاصر لعدة قرون تبدأ من مطلع القرن السادس عشر حتى منتصف القرن العشرين أو قرب نهايته، وهي فترة زاهرة بالعديد من الأحداث السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، تخللتها فترات من الضعف والتخلف والجمود والعزلة وأخرى اتسمت بالقوة والتقدم والنهضة والاحتكاك بالعالم الخارجي.
ولا تتفق آراء المؤرخين حول بداية التاريخ العربي الحديث أو نهايته فمنهم من يرى أنه يبدأ مع توجه العثمانيين نحو بلاد المشرق العربي منذ منتصف القرن السادس عشر ثم امتداد نفوذهم إلى معظم البلاد العربية، ومنهم من يرى أنه يبدأ مع نهاية القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. وكذلك الحال بالنسبة لنهاية التاريخ العربي الحديث فمنهم من يرى أنه ينتهي عند بداية القرن العشرين، على حيث يرى آخرون أن نهايته مع الحرب العالمية الأولى.
وتختلف آراء المؤرخين أيضا حول بداية التاريخ العربي المعاصر فمنهم من يرى أنه يبدأ مع بداية القرن العشرين، ومنهم من يرى أنه يبدأ مع الحرب العالمية الأولى باعتبارها نقطة تحول في تاريخ المنطقة العربية. على حين يرى البعض الآخر أن الحرب العالمية الثانية هي بداية التاريخ العربي المعاصر. "
وينتهى الدكتور " نجم " إلى القول : "والرأي عندنا أن تاريخ العرب الحديث يبدأ مع دخول العثمانيين إلى المنطقة العربية وينتهي عند بداية الحرب العالمية الأولى ليبدأ التاريخ العربي المعاصر في أعقاب هذه الحرب العظمى."
ويمكن القول بناء على هذين الرأيين أن الباحثين الاجتماعيين يستطيعون بسهولة وصف الظواهر أو المشكلات الاجتماعية التى يبحثونها بأنها حديثة أو معاصرة، فكل ما كان بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى هو معاصر، وماكان قبلها فهو حديث.
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
المصادر :
1- زين العابدين شمس الدين نجم، تاريخ العرب الحديث والمعاصر، دار المسيرة،1/1/1990
www.massira.jo/new/book.asp?ID=1103&CatID=11...0.
2- يونان لبيب مصر، أقباط مصر
www.coptichistory.org/new_page_947.htm
- انظر : موضوعات عن البحث العلمى للدكتور أحمد إبراهيم خضر المنشورة فى موقع بوابتى تونس www.myportail.com/
م-الموضوع - رقم الموضوع فى موقع بوابتى
1- مصادر ومراجع ومواقع ودوريات الخدمة الاجتماعية-265
2-محاضرة عن بعض المهارات البحثية اللازمة لطلاب الماجستير والدكتوراة-195
3-دليل الإرشادات العشر لطلاب الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراة)-179
4-توجيهات الأساتذة لطلاب الدراسات العليا (1)-182
5-متابعات (1): رسائل الماجستير والدكتوراة-180
6-سبعة عشر خطأ شكليا يجب تلافيها فى رسائل الماجستير والدكتوراة -225
7- واحد وعشرون خطأ عن فكرة البحث ومضمونة وأفكاره فى رسائل الماجستير والدكتوراة -226
8- إحدى وعشرون نصيحة علمية لطلاب الماجستير والدكتوراة -228
9-خطة عمل مبدئية لأول مرحلة بعد تسجيل رسالة ماجستير أو دكتوراة-208
10-أوجه القصور فى مرحلتى التخطيط للبحث والدراسات السابقة-278
11- الفارق بين نوع البحث ومنهج البحث فى العلوم الاجتماعية -213
12-الفارق بين مصطلحى البحث والدراسة -298
13-أهم الفروق بين المشكلة والقضية-271
14-الفروق بين المشكلة والإشكالية-270
15-الفروق بين البيانات والمعلومات-219
16-الفروق بين المفهوم والمصطلح والتعريف-218
17- مصطلحات (الميكرو- الميزو- الإكسو- الماكرو) فى الخدمة الاجتماعية-214
18-الفرق بين التغير والتغيير-299
19-الفرق بين التغيرات والمتغيرات -300
20-الفرق بين المقدمة والتمهيد فى الرسائل العلمية -301
21- خلط الباحثين بين مصطلحى الحديث والمعاصر
22-مواصفات المشكلة البحثية الجيدة -277
23- ثلاث عشرة وسيلة للتوصل إلى مشكلة جديرة بالدراسة فى مرحلتى الماجستير والدكتوراة -217
24- الأخطاء الشائعة فى اختيار مشكلة البحث وسبل علاجها-231
25- أبرز صعوبات اختيار مشكلة البحث -230
26- خطة البحث: تعريفها، أهدافها، عناصرها، شكلها،أدلة جودتها -229
27-نموذج جانت لتحديد المدة الزمنية المقترحة لخطوات البحث العلمى -283
28-أول ما يلزم الباحث معرفته بعد تحديده لمشكلة البحث -275
29-صياغة مشكلة البحث هى خاتمة الجانب النظرى وليس بدايته-274
30-شروط صياغة العنوان الجيد -221
31- إهمال الباحثين إجراء دراسة استطلاعية لمشكلاتهم البحثية-233
32- قواعد فحص محتويات المصادر البحثية والقراءة الأولية لها-232
33-كيفية تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد ومن عدة مراجع -267
34- كيف يربط طلاب الماجستير والدكتوراة النظرية بالبحث الميدانى-215
35-مواطن الخلل فى عرض الباحثين للمفاهيم العلمية الإجرائية -224
36-مواطن الخلل فى تعامل الباحثين مع الدراسات السابقة-216
37-الملامح العامة للمنهج الوصفى-295
38-التساؤلات فى البحث العلمى : ماهيتها،وأهدافها، وصياغتها، والفرق بينها وبين الفروض-222
39-فروض البحث : ماهيتها وأنواعها وشروطها ومصادرها -223
40-إرشادات للباحثين فى التعامل مع الفرضيات البحثية-296
41-أوجه الارتباط بين الفروض والنظريات -276
42-أبرز الفروق بين المنهج التجريبى وشبه التجريبى -280
43-تعريف مختصر لمصطلحات المنهج التجريبى وشبه التجريبى -294
44-دلالات قصة إحدى الباحثات المبتدئات مع المنهج شبه التجريبى -281
45- الفروق بين المتغير المستقل والمتغير التابع والمتغير الوسيط-212
46-أوجه قصور الباحثين فى مرحلة المنهجية البحثية وجمع البيانات والتحليل الإحصائى-279
47-قواعد ميسرة فى اختيار العينة-284
48-قاعدة مبسطة فى صياغة وقبول أو رفض الفرض الصفرى والفرض البديل -291
49-معوقات الصدق الداخلى والخارجى فى المنهجين التجريبى وشبه التجريبى -292
50-كيف يضبط الباحث العوامل المؤثرة فى الصدق الداخلى والخارجى -293
51- الفرق بين الاستبيان والاستبار-220
52- ضوابط صياغة أسئلة الاستبيان كأداة بحثية (1)-235
53-متضمنات ومواصفات خطاب تقديم الاستبيان للمحكمين و المبحوثين (2) -237
54- أهمية اختبار كفاءة استمارة الاستبيان كأداة بحثية (3) -239
55- إرشادات عامة فى جزئية صدق وثبات الاستبيان (4)-269
56- ملاحظات حول استبيان عن ظاهرة الطلاق فى المجتمع المصري-259
57- ضوابط استخدام الألقاب فى رسائل الماجستير والدكتوراة-227
58- طرق توثيق المادة المستخدمة فى رسائل الماجستير والدكتوراة -206
59-ضوابط استخدام وتوثيق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فى رسائل الماجستير والدكتوراة فى العلوم الاجتماعية-207
60-استعمالات علامات الترقيم فى بحوث الماجستير والدكتوراة-204
61-الطريقة الصحيحة لاستخدام الأرقام فى صلب الرسائل العلمية لطلاب الماجستير والدكتوراة-205
62- قواعد استخدام الهوامش والحواشي فى رسائل الماجستير والدكتوراة -210
63-قواعد كتابة مسودة فصول الرسالة قبل عرضها على المشرف-264
64-بعض الإرشادات فى كتابة الرسالة وتنقيحها وإعدادها للطبع-282
65-قواعد كتابة ملخص الرسالة -297
66-حيثيات مناقشة رسالة دكتوراة عن أطفال الشوارع-177
67-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن تنظيم الأسرة-194
68-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن الآثار الوظيفية للطلاق-202
69-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن التغير الثقافى وظاهرة العنوسة -251
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: