خالد الجاف . برلين
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 12859
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
من يطالع تاريخ العراق القديم سيجد أن مسلسل القتل الدموي لحكام العراق لم يتوقف أبدا منذ أن سالت دماء الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، واستمرت تتساقط رؤوس الخلفاء والقادة بمرور الزمن، وضمن فترات معينة من تاريخ العراق . إنها مأساة كتبها القدر الرباني على حكم هذا البلد . صفحات التاريخ العراقي مليئة بالتجارب والعبر والقتل والدم والدمار والخيانة عبر التاريخ . سأحكى لكم قصة . تمكن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان من إخماد حركة مصعب بن الزبير الموالية لأخيه عبد الله بن الزبير في الحجاز ، وجلس عبد الملك بن مروان في جامع الإمارة في الكوفة يتقبل التهاني ورأس مصعب بن الزبير بين يديه ، فجأة دخل أعرابي وحين رأى رأس مصعب راح يكبر بصوت عالٍ ، سأله الخليفة عن السبب ، فقال له يا أمير المؤمنين جئت ذات يوم إلى هذا المكان للصلاة ورأيت عبيد الله بن زياد والى العراق وبين يديه رأس الإمام الحسين ، ثم دارت الأيام وجئت مرة أخرى ووجدت المختار بن عبيد الله الثقفي جالسا في المكان نفسه ورأس عبيد الله بن زياد بين يديه، وحين جئت ثالثة رأيت مصعب بن الزبير جالسا وبين يديه رأس المختار بن عبيد الثقفي ، وها أنا أراك في الرابعة ورأس مصعب بين يديك. ارتج على الخليفة وصاح به (اللهم لا أراك الله الخامسة ) وسارع عبد الملك بن مروان إلى مغادرة الكوفة متوجها إلى الشام .
ويسطر التاريخ العراقي في كتابة صفحات جديدة أخرى ، وتستمر مسلسلات القتل لحكام العراق الملك غازي الأول، الملك فيصل الثاني، الزعيم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ، وقد تعود أن يشاهد الشعب العراقي صور وتماثيل هؤلاء الزعماء في كل مكان من العراق كما يحدث الآن من انتشار الصور وجداريات الزعماء والمرجعيات الدينية.
لقد تعود الشعب العراقي على عبادة الشخص ولم يتعلم من سلسلة الكوارث الكبرى والأخطاء المدمرة . إن المقاومة العراقية الجهادية قد استوعبت الدرس جيدا، ولا تريد أن تدين بالولاء إلا لزعيم وطني عادل مؤمن بشعبه ، ويأخذ بعين الاعتبار المطالب الشعبية . إنني احلم أن العراق مقبل على قائد عظيم - بعد انتصار المقاومة - يعيد للعراق وحدته وقوته ، لا يفرق بين شيعي وسني وكردي، ويضرب بيد من حديد كل من يمس وحدة وتلاحم الشعب العراقي أو يمارس الطائفية بالخفاء.
- إنني احلم أن القائد الجديد للعراق بعد انتصار المقاومة سيكون لديه الفهم الكامل لتاريخ أمته العربية في عصورها المختلفة بصورة عامة ، وقد استوعب تاريخ العراق بصورة خاصة ، واخذ منه الدروس والعبر ليكون عهده عهد التقدم والازدهار . وسوف يكون بعيدا عن الميول الطائفية والمذهبية والعنصرية والشوفينية . ينصرف إلى العمل الوطني الشريف والجاد لخدمة العراق وشعبه ووحدته بكل تجرد ونزاهة وإخلاص ، لأنه يعلم أن أيامه في الرئاسة محدودة ، والأنفاس محصية ، والأقلام تكتب والأعمار مقدرة .
أنى احلم أن يكون الرئيس المقبل وفيا لوطنه وشعبه وماضيه كما ثبت أن الرئيس صدام حسين وفيا ومخلصا لشعبه والدليل انه لم ينحني أمام الكافر والمشرك. كما يفعل اليوم أحفاد المجوس. ومن ليس لديه ماض نظيف ليس لديه حاضر ولا مستقبل نظيف أيضا .
- إنني احلم بأن الرئيس المحرر المرتقب سوف يرفض أن يكون من جماعة الانبطاحيين - أمثال الحكيم والجعفري والطالباني وعلاوى وغيرهم من باع قبل أن يشتري - أمام قوة الولايات المتحدة . وسوف لن يسمح لسفيرها في بغداد يفعل ما يشاء ، وان يعرض عضلاته مرة أخرى أمام المقاومة العراقية المنتصرة ويهددها بالعقوبات الاقتصادية ، بعد أن تندحر قواته المحتلة وتهرب من العراق بإذن الله سبحانه وتعالى.
- إنني أحلم بقائد العراق بعد التحرير يقوم بتصفية العملاء الخونة الذين يتكسعون على أبواب السفارات الأجنبية عارضين خدماتهم، بعد أن باعوا شرفهم وخانوا ضمائرهم من اجل حفنة من الدولارات، والذين بلغ بهم الارتزاق لحد القيام بممارسات مخجلة ، وهم لا يتورعون عن الصراخ بهتافات معروفة في الساحة العراقية (بالروح بالدم نفديك ...!!) . فيجب منع هذه الهتافات أن ترفع مرة أخرى زورا وبهتانا ، بعد تحرير العراق، لأنه يعلم علم اليقين أنها هتافات عارية عن الصحة ، وأهدافها مجرد انتهازية ووصولية لتحقيق بعض الأهداف المصلحية للوصول إلى مواقع عليا في السلطة على حساب شعب محتار في أمره .
ألم يهتف بعض الرفاق الانتهازيين بهذا الشعار، وعندما احتلت قوات الاحتلال العراق ، كشفتهم الإحداث الجارية على حقيقتهم، إنهم انتهازيون وعملاء للمحتل ، يحملون بذور الطائفية المقيتة والمدمرة في قلوبهم ونفوسهم المريضة ، واكبر دليل على ذلك الرفيق الانتهازي العميل المدعى العام في المحكمة الأمريكية التي تحاكم الرئيس السابق صدام حسين .
نعم على الرئيس المقبل بعد عيد التحرير أن يصدر أمرا سياديا بتحريم هذا الشعار بالروح والدم ، لان هذا هتاف كاذب ومخادع ، ويجب معاقبة كل من يطلقه بالسجن أو الغرامة . وعلى القائد أن لا يصدق أنهم على استعداد لان يفديه بنقطة دم. هذه هي أخلاق هؤلاء الانتهازيين الذين امتازوا في هتافات الكذب والنفاق والوصولية . ولهذا يجب أن يكون هذا الشعار مستقبلا من التابو المحرم . انه القائد الذي عليه واجب تنظيف العراق من هذه الأوساخ والقاذورات من العملاء لأمريكا والموساد وإيران . وعلى يديه يكون العراق نظاما ديمقراطيا نظيفا من الانتهازيين. وأيضا نريد منه أن لا يترك عراقنا لقمة سائغة لدعاة الطائفية والعرقية والمذهبية .
- إنني احلم بقائد العراق المحرر سيكون رجلا متواضعا وقلبه على الأرض والعرض والشعب يرفض أن تكون صوره وتماثيله موجودة في كل ساحة من ساحات العراق ، حتى لو طلب الشعب بذلك . وعليه أن يمنع أخباره أن تتصدر نشرات الإذاعة والتلفزيون بقدر الإمكان. وان يمنع وضع صورته على العملة العراقية الجديدة. وان لا يتصرف بأموال الشعب ويأخذ من البنوك ما يشاء بدون حسيب ولا رقيب ، بل يكفيه الراتب الشهري الذي يتقاضاه كرئيس للجمهورية .
- إنني احلم بأن قائدنا الجديد سيبعد أولاده وأقرباءه من ممارسة السياسة ، والتدخل في شؤون الدولة السياسية والإدارية والاقتصادية والقضائية، وحتى في عدم ممارسة التجارة والأعمال الحرة ، أو في عقد الصفقات التجارية السرية والعلنية ، واخذ العمولات والرشاوى بصفته ابن الرئيس . لان مثل هذه الأعمال تضر بسمعة القائد ومقامه عند الشعب .
- إنني احلم بأن القائد القادم سيمنع منعا باتا الشعراء والكتاب والصحفيين والمثقفين والمداحين الذين يعتمدون في معيشتهم على المساعدات والمنح التي يقدمها الرئيس أو القائد لهم في منحهم الأموال والسيارات والبيوت ، وغير ذلك من الأشياء الأخرى بغير حق إلا في الإطراء والتعظيم والتقديس . وعليه أيضا منع الكتب والنشرات والمقالات التي تمجده وتتبارك بعهده الجديد ، عهد الخير والبركة والصحة والعافية . وعليه واجب منع الكتاب والصحفيين بتأليف الكتب التي تروى سيرته ونضاله السياسي ، أو سيرة أجداده أو ما شابه ذلك . ومنع المواطنين على التبجح والتباهي والتفاخر بقادة أحزابهم ورؤساء طوائفهم ورفع صورهم فى كل زاوية ومكان، كأنهم أعادوا إلينا الأندلس وفلسطين محررة . وقد سد النبي محمد (ص) هذه الذريعة وهو القائل (لا تطروني كما أطرت اليهود والنصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله) .
- إنني احلم بأن الرئيس القادم سيكثر من الظهور العلني بين صفوف الشعب ، ويتخاطب معهم مباشرا ، أو الجلوس بينهم لمعرفة احتياجاتهم المعيشية ، وحل مشاكلهم مع دوائر الدولة كما فعل الخليفة عمر بن عبد العزيز ، سيكون متواضعا معهم وبدون تكبر وبدون حراسة مشددة .
- إنني احلم أن رئيسنا القادم سوف لن يقدم القرابين والنذور للإدارة الأمريكية المتصهينة مع كل تهديد ووعيد يصدر من مسؤول أمريكي أو استباق إنذاراتهم . وسوف لن يكون مثل باقي حكام العرب المتخاذلين الراكعين الذين يقدمون مواطنيهم أو بعض المسؤولين كقرابين بشرية للثور الأمريكي الهائج هذه الأيام ضريبة تقديم الإرهابيين لعمهم المشرك الصغير "هُبل" العصر القابع في قصره الأبيض. لان رئيسنا المحرر يعلم أن شرك هذا القصر والقابع فيه أكثر كفرا من شرك الجاهلية الأولى.
- إنني احلم أن رئيسنا القادم سيكون لديه الوعي التام بالسياسة الخارجية ، ويعرف كيف يحافظ على مصلحة البلد ، واضعا العراق وشعبه فوق كل اعتبار ، لأنه لم يأتي بدعم خارجي كما جاء العملاء الحاليين الذين يحكمون العراق على ظهور الدبابات الأمريكية كما فعل بعض المحسوبين على العراق كما ترون وتسمعون ، ولا يخجلون من أنفسهم عندما يدعون أن صدام حسين جاء بقطار أمريكي، وسكة الحديد مقطوعة بين العراق وأمريكا، ومن أين إذن جاء هذا القطار ؟؟ ، وثم أن من تقف أمريكا خلفه وتحمى ظهره لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصبح مناضلا وطنيا بطلا لشعبه ووطنه .
وفى الختام . إذا خالف القائد المحرر أي فقرة من هذه الشروط التي احلم بها ليلا ونهارا فيصبح من حق برلمان الشعب بالمطالبة بإسقاطه وعزله وحتى محاكمته . هذه هي الديمقراطية الحقيقية المتعارف عليها في الدول المتحضرة ، وحتى في نظام الإسلام السياسي، وليست الدريل - مقراطية (التي يصفها احد الكتاب العراقيين في مقالاته الانتقادية التي ينشرها في مواقع البصرة نيت أو الكادر) التي تمارسها الأحزاب الطائفية المذهبية الشعوبية .
هكذا سيكون زعماء العراق فى المستقبل القريب بعد انتصار المقاومة العراقية إن شاء الله متواضعين وديمقراطيين وموضوعيين لا يدعون العصمة ، ولا يزعمون احتكار الحكمة والمعرفة ، ولا تأخذهم العزة بالإثم عندما يخطئون.
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
23-08-2007 / 07:26:01 ettounsi
نعم نحن نحلم معك لتحليق هذه الاهداف
ونتمنى ان يتمكن العراقيون الأبطال وعلى رأسهم المجاهدون من رجال المقاومة من طرد الإحتلال الأمريكي وأذنابه من شيعة خونة وايرانيين وموساد وغيرهم..
23-08-2007 / 07:26:01 ettounsi