(296) إرشادات للباحثين فى التعامل مع الفرضيات البحثية
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 13087
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : الفروض والفرضيات
يرى الدكتور "ماهر العيساوى" الأستاذ بالجامعة المستنصرية ببغداد أنه من الأصح فى مجال البحث العلمى استخدام مصطلح "الفرضيات " بدلا من الفروض، فالفروض فى رأيه من الواجبات والطاعات ، أما الفرضيات فتعنى التخمينات أو الاستنتاجات. ويؤيد معنى الفرض كما جاء فى "مختار الصحاح" ما ذهب إليه الدكتور"العيساوى" من أن الفرض هو ما أوجبه الله تعالى على عباده ، وسمى بذلك لأن له معالم وحدودا . قال تعالى { لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا } أي مقتطعا محدودا .(النساء 118)
( ماهر أحمد العيساوى ، معنى مستوى الدلالة
forum.iraqacad.org/viewtopic.php?f=46&t=979
ثانيا: المقصود بالفرضيات
تعرف الفرضيات فى أبسط صورها بأنها " حلول مقترحة أو تخمينات عقلية يلجأ إليها الباحث لكي توجهه في عملية جمع البيانات ، وبالتالي فهي تمثل حلولا محتملة للمشكلة ، قابلة للصدق أو الكذب " .
ثالثا : الفرضيات والافتراضات فى البحث العلمى :
هناك فرق بين فرضيات البحث Hypothesis وافتراضات البحث Assumptions . تكون الفرضيات عادة قابلة للصدق أو الكذب ، بينما الافتراضات هى مسلمات البحث ،وتعرف بأنها قضية مسلم بها تستخدم للبرهنة على قضية أخرى ، أوما يجب أن يسلم بصحتها كل من الباحث والقارئ لأنها لا تتعارض مع الحقائق العلمية في مجال البحث ، ولا تحتاج إلى أدلة أو براهين تدلل على صحتها مثلما هو الحال مع الفرضيات ، وإذا احتاجت الافتراضات إلى براهين وأدلة لإثبات صحتها فإنها تتحول في هذه الحالة إلى فروضيات ، وبالتالي لا يمكن أن نطلق عليها افتراضات .
رابعا : أهمية الفرضيات فى البحث العلمى :
فى ورقة بحثية بعنوان :" أهمية الفروضيات فى البحث العلمى كتبت "نوف الفهد" تفصيلا ما يوضح هذه الأهمية ، على النحو التالى :
1- اختبار الفرضيات لا معنى له إذا كان هناك قصور فى بعض جوانب الدراسة :
يكون اختبار الفرضيات بلا معنى إذا كان أحد جوانب أو مظاهر الدراسة ناقص أو به عيوب أو غير مناسب ، وهذه الجوانب والمظاهر هي : تصميم الدراسة ، وطريقة اختيار العينة ، وطريقة جمع البيانات ، والطرق والإجراءات الإحصائية المستخدمة أو النتائج النهائية التي توصل إليها الباحث . وهذا كله يؤدي إلى أخطاء عند التحقق من صحة الفرضية . بمعنى آخر فإن الفرضيات تؤثر وتتأثر بجوانب وأبعاد الدراسة.
2- الفرضيات تبصر بمستقبل البحث
تعطى مرحلة وضع الفرضيات الباحث بصيرة بمستقبل البحث ، كما تمكنه من أن يتبين مقدما التوقعات التي يحتمل أن يصل إليها في نهاية البحث مع انه لم يبدأ بجمع البيانات بعد . ويطلق على هذه المرحلة مرحلة التفكير العميق وتصور النتائج وتخمين ما يسفر عنه الجهد المبذول من قبل الباحث في النهاية . ولا شك أن هذا التفكير العميق يساعد الباحث على تصور التنظيم الكلي للبحث في صورته الإجمالية مما ييسر له اختيار مجتمع الدراسة ومن ثم عينة الدراسة ومنهج الدراسة وأدوات الدراسة والأساليب الإحصائية التي تحقق ما يتصوره من احتمالات ، وكذلك تصور الشكل النهائي للتقرير الذي سيكتب عن البحث في وحدة متكاملة تزداد وضوحا في ذهنه بالتدريج . وتختلف أهمية هذه المرحلة باختلاف أنواع البحوث فمثلا في البحوث الوصفية والبحوث التاريخية لا يحتاج الباحث كثيرا إلى وضع فروض لأنه يبحث عن حقائق موضوعية دون أن يصدر عليها أحكاما خاصة .أما في البحوث المقارنة والتجريبية فمن الضرورى أن يوضح الباحث مسبقا توقعات واحتمالات البحث على أساس فروض معينة . والآتى بعد هو بعض تفصيل لذلك .
أ- أهمية الفرضيات في تحديد مجتمع وعينة الدراسة :
من الطبيعي أن تكون العينة التي سيجرى عليها البحث مأخوذة من المجتمع الذي تنطبق عليه نتائج البحوث فيما بعد ، ولهذا فمن الضروري أن يحدد الباحث المجتمع الذي سيطبق فيه البحث منذ البداية ، وفرضية البحث هنا تحدد لنا المجتمع الذي سوف يتم اختيار العينة منه ،وحجم العينة الملائم لاختبار صحة الفرضيات ومن ثم يتم اختيار العينة من هذا المجتمع الذي حدده الباحث . وتتوقف قابلية نتائج البحث للتعميم على طريقة انتقاء العينة وحجمها ومدى تمثيلها تمثيلا دقيقا بحيث تفي بعدة شروط من أهمها أن تكون مطابقة في تركيبها للمجتمع الأصلي .
ب - أهمية الفرضيات في اختيار جمع البيانات
يتوقف تخطيط جمع البيانات وطريقة جمعها على عدة عوامل مثل نوع البحث الذي استقر عليه الباحث وكذلك على توافر الأدوات ، ومدى الاعتماد عليها ، والوقت الذي تستغرقه طريقة جمع البيانات وعلى خبرة الباحث، وعلى أسلوب تحليل البيانات ومدى سهولته وصعوبته ، وتعتبر الفرضيات من العوامل الهامة المؤثرة فى هذا المجال . كما أن استخدام أكثر من طريقة واحدة لجمع البيانات يتوقف على طبيعة المشكلة والفرضيات المصاغة المراد التحقق من صحتها .
وقد يحتاج الباحث إلى تجريب هذه الأدوات لاختبار مدى صلاحيتها وملاءمتها وبالأخص بالنسبة للعينة التي يتناولها البحث . وربما أدى ذلك إلى إعادة درجتي تصحيح وثبات هذه الأدوات ، ويجب أن لا يغيب عن ذهن الباحث أن تكون أدواته
صادقة وثابتة حتى يمكن الاعتماد على درجاتها في اختبار الفرضيات و تفسير النتائج .
ج - أهمية الفرضيات في اختيار الأساليب الإحصائية
قد تكون الفرضية واحدة فى عدة دراسات ومع ذلك فإن اختلاف صياغة هذه الفرضية يؤدى إلى اختلافات في مجتمع وعينة الدراسة ومنهج الدراسة وإجراءاتها وأدواتها والأساليب الإحصائية المستخدمة وهذا أكبر دليل على أهمية الفرضيات وتأثيرها على جوانب الدراسة وأبعادها وأجزائها .
وهناك دراسات تتكون من فرض رئيسي ودراسات أخرى لها أكثر من فرض ، ولهذا تختلف الإجراءات والتصميم المستخدم والأدوات والمعالجة الإحصائية من فرض إلى فرض وأحيانا في الفرض الواحد .
3- تفصيل وتعدد الفرضيات
يفضل دائما أن توضع الفرضيات مفصلة ومتعددة ، فهذا أفضل من وضع احتمال واحد مركب من عدة احتمالات . ووضع الفرضيات مفصلة يجعل من السهل اختيار أدوات البحث .
4- استخراج الفرضيات من النظريات
يجب أن تكون الفرضيات مبنية على أساس مستمد من النظريات والدراسات السابقة وآراء الخبراء في مجال البحث وخبرة الباحث ، ولا تبنى الفرضيات على التخمين أو على أسس وهمية . ولهذا تعتبر الفرضيات التي يضعها الباحث من أهم مقاييس مقدرته على البحث وتعمقه في دراسة الموضوع .
5- لا يلزم أن تكون النتائج مؤيدة للفرضيات
الفرضيات البحثية مجرد احتمالات ، ولهذا لا يلزم أن تكون النتائج مؤيدة لها ، بل أحيانا تكون النتائج معارضة تماما للفرضيات ، وهذا لا ينتقص من قيمة البحث وأهميته طالما كانت خطوات جمع البيانات وتحليلها في الاتجاه السليم .
6- صياغة الفرضيات
يجب أن تصاغ الفرضيات بلغة واضحة ومحددة بحيث لا تكون كلماتها غامضة أو تحتمل معاني متعددة أو تحتمل تأويلات مختلفة ، وهذا يتطلب استخدام الباحث مصطلحات علمية محددة المعنى ، ولا بد أن تكون الفرضيات قابلة للاختبار ويمكن التحقق منها و الإجابة عليها ، فلا معنى لوضع فرضيات يكون من الصعب قياس مدى صحتها سواء كان ذلك بسبب موضوعها أو بسبب عدم توافر أدوات قياسها ، وأخيرا من المهم أن تكون الفرضيات في نطاق إمكانية الباحث من حيث الزمن والجهد الذي يلزم لاختبارها.
(انظر بموقع بوابتى تونس : الرسالة 222 بعنوان التساؤلات فى البحث العلمى، ماهيتها وأهدافها وصياغتها والفرق بينها وبين الفروض ، والرسالة 223 بعنوان فروض البحث: ماهيتها وأنواعها وشروطها ومصادرها)
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
المصادر : انظر تفصيلا : نوف فهد الفهد ،ورقة بحثية عن أهمية الفرضيات في البحث العلمي www.khass.com (بتصرف)
انظر أيضا : موضوعات عن البحث العلمى للدكتور أحمد إبراهيم خضر المنشورة فى موقع بوابتى تونس www.myportail.com/
م-الموضوع - رقم الموضوع فى موقع بوابتى
1- مصادر ومراجع ومواقع ودوريات الخدمة الاجتماعية-265
2-محاضرة عن بعض المهارات البحثية اللازمة لطلاب الماجستير والدكتوراة-195
3-دليل الإرشادات العشر لطلاب الدراسات العليا (ماجستير ودكتوراة)-179
4-توجيهات الأساتذة لطلاب الدراسات العليا (1)-182
5-متابعات (1): رسائل الماجستير والدكتوراة-180
6-سبعة عشر خطأ شكليا يجب تلافيها فى رسائل الماجستير والدكتوراة -225
7- واحد وعشرون خطأ عن فكرة البحث ومضمونة وأفكاره فى رسائل الماجستير والدكتوراة -226
8- إحدى وعشرون نصيحة علمية لطلاب الماجستير والدكتوراة -228
9-خطة عمل مبدئية لأول مرحلة بعد تسجيل رسالة ماجستير أو دكتوراة-208
10-أوجه القصور فى مرحلتى التخطيط للبحث والدراسات السابقة-278
11- الفارق بين نوع البحث ومنهج البحث فى العلوم الاجتماعية -213
12-أهم الفروق بين المشكلة والقضية-271
13-الفروق بين المشكلة والإشكالية-270
14-الفروق بين البيانات والمعلومات-219
15-الفروق بين المفهوم والمصطلح والتعريف-218
16- مصطلحات (الميكرو- الميزو- الإكسو- الماكرو) فى الخدمة الاجتماعية-214
17-مواصفات المشكلة البحثية الجيدة -277
18- ثلاث عشرة وسيلة للتوصل إلى مشكلة جديرة بالدراسة فى مرحلتى الماجستير والدكتوراة -217
19- الأخطاء الشائعة فى اختيار مشكلة البحث وسبل علاجها-231
20- أبرز صعوبات اختيار مشكلة البحث -230
21- خطة البحث: تعريفها، أهدافها، عناصرها، شكلها،أدلة جودتها -229
22-نموذج جانت لتحديد المدة الزمنية المقترحة لخطوات البحث العلمى -283
23-أول ما يلزم الباحث معرفته بعد تحديده لمشكلة البحث -275
24-صياغة مشكلة البحث هى خاتمة الجانب النظرى وليس بدايته-274
25-شروط صياغة العنوان الجيد -221
26- إهمال الباحثين إجراء دراسة استطلاعية لمشكلاتهم البحثية-233
27- قواعد فحص محتويات المصادر البحثية والقراءة الأولية لها-232
28-كيفية تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد ومن عدة مراجع -267
29- كيف يربط طلاب الماجستير والدكتوراة النظرية بالبحث الميدانى-215
30-مواطن الخلل فى عرض الباحثين للمفاهيم العلمية الإجرائية -224
31-مواطن الخلل فى تعامل الباحثين مع الدراسات السابقة-216
32-الملامح العامة للمنهج الوصفى-295
33-التساؤلات فى البحث العلمى : ماهيتها ،وأهدافها، وصياغتها ، والفرق بينها وبين الفروض-222
34-فروض البحث : ماهيتها وأنواعها وشروطها ومصادرها -223
35-إرشادات للباحثين فى التعامل مع الفرضيات البحثية-296
36-أوجه الارتباط بين الفروض والنظريات -276
37-أبرز الفروق بين المنهج التجريبى وشبه التجريبى -280
38-تعريف مختصر لمصطلحات المنهج التجريبى وشبه التجريبى -294
39-دلالات قصة إحدى الباحثات المبتدئات مع المنهج شبه التجريبى -281
40- الفروق بين المتغير المستقل والمتغير التابع والمتغير الوسيط-212
41-أوجه قصور الباحثين فى مرحلة المنهجية البحثية وجمع البيانات والتحليل الإحصائى-279
42-قواعد ميسرة فى اختيار العينة-284
43-قاعدة مبسطة فى صياغة وقبول أو رفض الفرض الصفرى والفرض البديل -291
44-معوقات الصدق الداخلى والخارجى فى المنهجين التجريبى وشبه التجريبى -292
45-كيف يضبط الباحث العوامل المؤثرة فى الصدق الداخلى والخارجى -293
46- الفرق بين الاستبيان والاستبار-220
47- ضوابط صياغة أسئلة الاستبيان كأداة بحثية (1)-235
48-متضمنات ومواصفات خطاب تقديم الاستبيان للمحكمين و المبحوثين (2) -237
49- أهمية اختبار كفاءة استمارة الاستبيان كأداة بحثية (3) -239
50- إرشادات عامة فى جزئية صدق وثبات الاستبيان (4)-269
51- ملاحظات حول استبيان عن ظاهرة الطلاق فى المجتمع المصري-259
52- ضوابط استخدام الألقاب فى رسائل الماجستير والدكتوراة-227
53- طرق توثيق المادة المستخدمة فى رسائل الماجستير والدكتوراة -206
54-ضوابط استخدام وتوثيق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فى رسائل الماجستير والدكتوراة فى العلوم الاجتماعية-207
55-استعمالات علامات الترقيم فى بحوث الماجستير والدكتوراة-204
56-الطريقة الصحيحة لاستخدام الأرقام فى صلب الرسائل العلمية لطلاب الماجستير والدكتوراة-205
57- قواعد استخدام الهوامش والحواشي فى رسائل الماجستير والدكتوراة -210
58-قواعد كتابة مسودة فصول الرسالة قبل عرضها على المشرف-264
59-بعض الإرشادات فى كتابة الرسالة وتنقيحها وإعدادها للطبع-282
60-حيثيات مناقشة رسالة دكتوراة عن أطفال الشوارع-177
61-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن تنظيم الأسرة-194
62-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن الآثار الوظيفية للطلاق-202
63-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن التغير الثقافى وظاهرة العنوسة -251
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: