(292) معوقات الصدق الداخلي والخارجي فى المنهجين التجريبي وشبه التجريبي
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 14709
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تتفاوت التصميمات التجريبية في مزاياها و نواحي قصورها، وبعبارة أخرى في قوتها وضعفها من حيث كفاية ضبط المتغيرات المؤثرة في المتغير التابع ومنها ( الصدق الداخلي والخارجي ) للتجربة. ومن هنا تكمن أهمية هذين النوعين من الصدق.
يتعلق الصدق الداخلي بمدى صحة المعالجة التجريبية ، أما الصدق الخارجى فيتعلق بمدى إمكانية تعميم نتائج التجريب
أولاً: الصدق الداخلي:
يعنى الصدق الداخلى درجة خلو البحث من المؤثرات الخارجية ( الدخيلة ). ويزاد الصدق الداخلي كلما ضبطنا المتغيرات الخارجية ( الدخيلة ) لأننا بذلك نقلل من عوامل الخطأ التي تؤثر على بناء البحث. ويكون البحث صادقاً بالدرجة التي يمكن أن يعزى فيها الفرق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة إلى المعاملة أى (المتغير المستقل) وليس إلى متغيرات أو عوامل دخيلة كانت قد أثرت قبل المعاملة أو أثنائها بصرف النظر عن مصدر هذه العوامل.
أما أهم العوامل المؤثرة في الصدق الداخلي للبحث، فهى على النحو التالى :
1- الفترة الزمنية للبحث : قد يستغرق اجراء البحث فترة زمنية طويلة وقد يحدث في اثناء هذه الفترة بعض الاحداث أو العوامل الخارجية التي تؤثر على المتغير التابع مما يغير من واقع النتائج التي يمكن الحصول عليها.
ويمكن توضيح ذلك بالمثال الآتى
حدد أحد الباحثين مشكلة بحثه فى " أثر استخدام برنامج تدريبي معين على تحسين اداء العاملين فى مجال ما "، وقام باجراء اختبارات قبلية وحدد مدة البحث بخمسة عشر أسبوعا، يتم بعدها اجراء اختبارات بعدية لقياس اثر البرنامج التدريبي، وأثناء ذلك التحق احد العاملين (أحد افراد العينة ببرنامج تدريبي خارجي، يساعد على تحسين اداء العاملين فى نفس المجال.هنا سيؤثر هذا البرنامج الخارجي على نتائج الاختبار البعدي ولن تكون النتيجة صادقة فى النهاية.
2- النضج: قد تحدث تغيرات بيولوجية أو نفسية أو عقلية على المفحوصين أنفسهم في أثناء فترة التجربة مثل التعب والنمو بحيث تؤثر إيجاباً أو سلباً على نتائج البحث.
3- خبرة الاختبار القبلى : قد يؤثر الاختبار القبلي الذي يطبق على مجموعات الدراسة لضرورة تقتضيها طبيعة البحث على الاختبار البعدي خاصة إذا كان هناك تشابه بين نوعي الاختبار. ويزداد تأثير الاختبار القبلي على الاختبار البعدي بنقصان الفترة الزمنية بين تطبيق الاختبارين على أفراد المجموعة التجريبية. ولو حاول الباحث زيادة الفترة الزمنية بين تطبيق الاختبار القبلي والاختبار البعدي، فقد يقع في تأثير عامل أو عوامل أخرى تؤثر في الاختبار من جوانب أخرى كالتاريخ والنضج
4-عدم ثبات أو دقة المقياس : لابد من ان تكون ادوات البحث المستخدمة جيدة بصورة كبيرة حتى لا تؤثر على صدق النتائج، فإذا ما اقتضت طبيعة التجربة اختلاف أداة القياس المستخدمة من أجل قياس الأداء القبلي والأداء البعدي، فقد يؤثر ذلك على قياس أداء أفراد عينة التجريب على أداتي القياس. وهنا يعزى الفرق أو جزء منه إلى اختلاف أداة القياس القبلية عن أداء القياس البعدية.ولهذا فإن الباحث إذا استخدم اختبارا قبليا سهلا واختبارا بعديا صعبا فلن تكون النتائج صادقة. كما قد يتأثر الصدق التجريبي الداخلي بالقصور المتعلق بإجراءات الملاحظة الناتج عن عدم التركيز في موقف معين دون الموقف الآخر.
5- التحيز عند اختيار مجموعتى الدراسة : قد يكون توزيع الأفراد على المجموعتين التجريبية والضابطة غير متكافئ نتيجة لتحيز الباحث عند إجراء التكافؤ بين المجموعة التجريبية والضابطة كأن يختص المجموعة التجريبية بميزة معينة عن المجموعة الضابطة
6- عدم الدقة فى اختيار العينة :قد يختار الباحث افراد عينته من المتطوعين وبالتالي يؤثر ذلك على بناء البحث، ولهذا فإن افضل وسيلة للتحكم في هذا العامل هو الاعتماد على الاختيار العشوائي أوالتعيين العشوائي أو كليهما.
7- الانحدار الإحصائى :ويقصد به ميل الدرجات المتطرفة الى التحرك نحو وسط التوزيع وسبب هذه الظاهرة الخطأ في القياس الذي يزداد في الدرجات المتطرفة عنه في الدرجات المتوسطة.
8- التسرب أوالإهدار أوالفناء : قد يخسر الباحث بعض أفراد عينة البحث خلال فترة التجريب بسبب حالات السفر أو الوفاة أو الانتقال أو غير ذلك خاصة إذا كان نوع التجربة من تجارب الفترة الزمنية الطويلة. ويؤدى ذلك بالتالى الى التأثير السلبي على الصدق الداخلي للبحث.
9- تفاعل النضج مع الاختبار : ويقصد به تفاعل مفردات البحث مع مشكلة البحث أو مع الأحداث التي تقع بين الاختبارين، أو مع مشكلة التأثر بالاختبار القبلي، وكذلك مع مشكلة النضج.
ثانياً: الصدق الخارجي:
يتمثل الصدق الخارجي في قدرة الباحث على تعميم نتائج بحثه خارج عينة التجربة وفي موقف مماثل. و بعبارة أخرى فإن الصدق الخارجي يبرز من خلال إمكانية تعميم نتائج التجربة على مجموعات أخرى وفي بيئات أخرى.
أما عن عوائق الصدق الخارجى التى تحول دون إمكانية تعميم نتائج البحث في بعض الأحيان فتتمثل فى الآتى :
1- التفاعل مع الظروف التجريبية ويأخذ هذا التفاعل عدة صور أهمها الآتى :
أ- تأثير الإجراءات التجريبية على مشاعر واتجاهات المبحوثين : قد تؤثر الإجراءات التجريبية التي يقوم بها الباحث على مشاعر مجموعات التجريب واتجاهاتها بشكل يجعل الموقف شبه مصطنع خاصة إذا ما حاول الباحث زيادة مستوى الضبط التجريبي حرصاً على زيادة الصدق الداخلي للبحث على حساب الصدق الخارجي.
ب- تعرف المفحوصين على الاختبار القبلى فيكونون أكثر حساسية له :
إذا قام الباحث بإخضاع مجموعات دراسته لاختبار قبلي فقد تتعرف هذه المجموعات على طبيعة التجربة قبل تطبيقها ويصبحون بالتالى أكثر حساسية خلال التجربة للنقاط الواردة في الاختبار القبلي مما يؤثر على النتائج.
ج- تفاعل المفحوصين مع المتغير المستقل :
قد تؤثر الإجراءات التجريبية على المبحوثين بدرجة تجعلهم يتفاعلون مع المتغير المستقل، لعلهم يخضعهم لتجربة معينة، ومن شأن هذا أن يحد من القدرة على تعميم نتائج تلك التجربة على من لم يكن لديه نفس التفاعل.
د- وجود مجموعات أكثر قدرة على التفاعل مع الموقف التجريبى من مجموعات أخرى :
إذا كانت مجموعات الدراسة لا تمثل تمثيلاً صادقاً المجتمع الأصلي للدراسة أو أنها تمثل فقط فئة من فئاته فقد تكون هذه العينة أكثر أو أقل قدرة على التفاعل مع الموقف التجريبي. وعندئذ يصعب تعميم النتائج إذا لم يتم التقسيم عشوائياً أو لم يتم الاختيار العشوائي لعينة الدراسة.
2- خصائص أفراد مجموعات البحث :
قد يتصف أفراد عينة البحث ببعض الخصائص العمرية او عوامل الجنس أو الخبرات والمهارات، ولهذا لا يمكن تعميم النتائج الا اذا كانت خصائص العينة مماثلة تماما لخصائص المجتمع الذي اختيرت منه وهذا العامل من العوامل الصعبة التحقيق والتي تحتاج من الباحث جهدا كبيرا والا كانت نتائج البحث غير صادقة.
3- خضوع المفحوص لأكثر من عملية تجريب.إذا أخضع الفرد الواحد لأكثر من عملية تجريب خلال فترة زمنية محددة، فإن أثر التجارب السابقة قد يؤثر إيجاباً أو سلباً على نتائج التجارب اللاحقة
4- تأثير الباحث على التجربة:
يقصد بهذا العائق أن الباحث يؤثر إما بالسلب أو الإيجاب على التجربة، عن طريق تأثير خصائصه الشخصية كالعمر والجنس ومستوى القلق أو الاهتمام، أو عن طريق التحيز الناتج عن تأثير سلوكياته وتصرفاته وشعوره غير المقصود على نتائج البحث.
ويجب أن يضع الباحث في اعتباره أن الصدق الخارجي للتجريب قد يتأثر بالعوامل التالية
أولا : عدم التحديد والتوصيف الواضح للمتغير المستقل مما يؤدي إلى صعوبة إعادة التجريب مرة أخرى للتأكد من صحة النتائج. كذلك الحال بالنسبة للمتغير التابع
ثانيا : عدم إجراء الضبط الدقيق للمتغيرات الخارجية مما يؤدي إلى نتائج التجريب بمتغيرات أخرى غير تأثير المتغير التجريبي
ثالثا : عدم التحديد الواضح للعينة وللمجتمع الذي تمثله العينة مما يحد من إمكانية تعميم النتائج التي يسفر عنها التجريب.
( انظر الرسالة رقم 293 بعنوان "كيف يضبط الباحث العوامل المؤثرة فى الصدق الداخلى والخارجى للبحث" )
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
المصادر :
1- البحث العلمي البحوث التجريبية
www.shbabnahda.com
2- ساسي سفيان - منهجية وقواعد كتابة البحث العلمي ضمن العلوم الاجتماعية...
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=217525
2- ما هي العوامل المؤثرة في الصدق الخارجي والصدق الداخلي للبحوث الادارية
www.hrdiscussion.com/hr2013.html
4- البحوث التجريبة البحوث التجريبة
faculty.ksu.edu.sa/DrBinHussein/.../Psy461Lectures12-16.docx
انظر : موضوعات عن البحث العلمى للدكتور أحمد إبراهيم خضر المنشورة فى موقع بوابتى تونس www.myportail.com/
م-الموضوع - رقم الموضوع فى موقع بوابتى
1- مصادر ومراجع ومواقع ودوريات الخدمة الاجتماعية-265
2- أهم الفروق بين المشكلة والقضية-271
3- الفروق بين المشكلة والإشكالية-270
4- محاضرة عن بعض المهارات البحثية اللازمة لطلاب الماجستير والدكتوراة-195
5-سبعة عشر خطأ شكليا يجب تلافيها فى رسائل الماجستير والدكتوراة -225
6- واحد وعشرون خطأ عن فكرة البحث ومضمونة وأفكاره فى رسائل الماجستير والدكتوراة -226
7- إحدى وعشرون نصيحة علمية لطلاب الماجستير والدكتوراة -228
8- خطة عمل مبدئية لأول مرحلة بعد تسجيل رسالة ماجستير أو دكتوراة -208
9- دليل الإرشادات العشر لطلاب الدراسات العليا (ماجستير- دكتوراة)-179
10- توجيهات الأساتذة لطلاب الدراسات العليا (1)-182
11-متابعات (1): رسائل الماجستير والدكتوراة-180
12-مواصفات المشكلة البحثية الجيدة -277
13-أوجه القصور فى مرحلتى التخطيط للبحث والدراسات السابقة -278
14- ثلاث عشرة وسيلة للتوصل إلى مشكلة جديرة بالدراسة فى مرحلتى الماجستير والدكتوراة -217
15- الأخطاء الشائعة فى اختيار مشكلة البحث وسبل علاجها-231
16- أبرز صعوبات اختيار مشكلة البحث -230
17- خطة البحث: تعريفها، أهدافها، عناصرها، شكلها،أدلة جودتها -229
18-نموذج جانت لتحديد المدة الزمنية المقترحة لخطوات البحث العلمى -283
19-أول ما يلزم الباحث معرفته بعد تحديده لمشكلة البحث -275
20-صياغة مشكلة البحث هى خاتمة الجانب النظرى وليس بدايته-274
21-شروط صياغة العنوان الجيد -221
22- إهمال الباحثين إجراء دراسة استطلاعية لمشكلاتهم البحثية-233
23- قواعد فحص محتويات المصادر البحثية والقراءة الأولية لها-232
24-كيفية تفريغ المادة العلمية من مرجع واحد ومن عدة مراجع -267
25- كيف يربط طلاب الماجستير والدكتوراة النظرية بالبحث الميدانى-215
26-مواطن الخلل فى عرض الباحثين للمفاهيم العلمية الإجرائية -224
27-مواطن الخلل فى تعامل الباحثين مع الدراسات السابقة-216
28-التساؤلات فى البحث العلمى : ماهيتها،وأهدافها، وصياغتها، والفرق بينها وبين الفروض-222
29-فروض البحث : ماهيتها وأنواعها وشروطها ومصادرها -223
30-أوجه الارتباط بين الفروض والنظريات -276
31- الفارق بين نوع البحث ومنهج البحث فى العلوم الاجتماعية -213
32-الفرق بين البيانات والمعلومات-219
33-الفروق بين المفهوم والمصطلح والتعريف-218
34- مصطلحات (الميكرو- الميزو- الإكسو- الماكرو) فى الخدمة الاجتماعية-214
35-أبرز الفروق بين المنهج التجريبى وشبه التجريبى -280
36-دلالات قصة إحدى الباحثات المبتدئات مع المنهج شبه التجريبى -281
37- الفروق بين المتغير المستقل والمتغير التابع والمتغير الوسيط-212
38-أوجه قصور الباحثين فى مرحلة المنهجية البحثية وجمع البيانات والتحليل الإحصائى-279
39-قواعد ميسرة فى اختيار العينة-284
40-قاعدة مبسطة فى صياغة وقبول أو رفض الفرض الصفرى والفرض البديل -291
41-معوقات الصدق الداخلى والخارجى فى المنهجين التجريبى وشبه التجريبى -292
42-كيف يضبط الباحث العوامل المؤثرة فى الصدق الداخلى والخارجى -293
43- الفرق بين الاستبيان والاستبار-220
44- ضوابط صياغة أسئلة الاستبيان كأداة بحثية (1)-235
45-متضمنات ومواصفات خطاب تقديم الاستبيان للمحكمين و المبحوثين (2) -237
46- أهمية اختبار كفاءة استمارة الاستبيان كأداة بحثية (3) -239
47- إرشادات عامة فى جزئية صدق وثبات الاستبيان (4)-269
48- ملاحظات حول استبيان عن ظاهرة الطلاق فى المجتمع المصري-259
49- ضوابط استخدام الألقاب فى رسائل الماجستير والدكتوراة-227
50- طرق توثيق المادة المستخدمة فى رسائل الماجستير والدكتوراة -206
51-ضوابط استخدام وتوثيق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فى رسائل الماجستير والدكتوراة فى العلوم الاجتماعية-207
52-استعمالات علامات الترقيم فى بحوث الماجستير والدكتوراة-204
53-الطريقة الصحيحة لاستخدام الأرقام فى صلب الرسائل العلمية لطلاب الماجستير والدكتوراة-205
54- قواعد استخدام الهوامش والحواشي فى رسائل الماجستير والدكتوراة -210
55-قواعد كتابة مسودة فصول الرسالة قبل عرضها على المشرف-264
56-بعض الإرشادات فى كتابة الرسالة وتنقيحها وإعدادها للطبع-282
57-حيثيات مناقشة رسالة دكتوراة عن أطفال الشوارع-177
58-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن تنظيم الأسرة-194
59-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن الآثار الوظيفية للطلاق-202
60-حيثيات مناقشة رسالة ماجستير عن التغير الثقافى وظاهرة العنوسة -251
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: