د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5458
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].
إنَّ مسَّ الشيطان يعمي ويطمس ويُغلِق البصيرة، ولكنَّ تقوى الله ومُراقبته وخشية غضَبِه وعقابِه هي الصِّلة التي تصلُ القُلوب بالله، وتُوقِظُها من الغفلة عن هُداه، تُذكِّر المتقين، فإذا تذكَّروا تفتَّحت بصائرهم، وتكشَّفت الغشاوة عن عُيونهم: ﴿ فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ إنَّ مسَّ الشيطان عمى، وإنَّ تذكُّر الله إبصارٌ، إنَّ مسَّ الشيطان ظُلمة، وإنَّ الاتجاه إلى الله نورٌ، إنَّ مسَّ الشيطان تجلوه التقوى، فما للشيطان على المتَّقين من سُلطان.
بهذه الكلمات التي فسَّر بها عُلَماؤنا كيف يُبصِر المتَّقون حينما يمسُّهم طائفٌ من الشيطان، نُواصِلُ رحلتنا مع الشيخ ابن القيم رحمه الله في كتابه "روضة المحبين ونزهة المشتاقين"؛ تحقيق الدكتور السيد الجميلي، وهو إصدارنا رقم (20) في سلسلة (مختارات من كتب التراث الإسلامي)، وفيه نتحدَّث عن هؤلاء الذين همُّوا بالمعصية ثم تذكَّروا فرجَعُوا إلى الله، ومَن آثَرُوا الآلام على اللذَّة الحرام، ثم نتحدَّث عن نوع نُفوسهم التي تُميِّزهم عن النُّفوس الأخرى، وأخيرًا نتحدَّث عن الكيفيَّة التي يمكن للإنسان بها أنْ يتخلَّص من الهوى الذي أدَّى به إلى المعصية بعد أنْ وقَع فيها.
نسأله تعالى أنْ يكون هذا العملُ في مِيزان حَسناتنا يومَ العَرْضِ عليه.
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أخوَفُ ما أخافُ عليكم شَهوات الغيِّ في بُطونكم وفُروجكم ومُضلات الهوى)).
وقال في حديثٍ آخَر: ((إنَّ أخوَفَ ما أخافُ على أمَّتي حُكمٌ جائر، وزلَّة عالم، وهوى مُتَّبع))[1].
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ضرَب الله مَثَلاً صِراطًا مستقيمًا وعلى جنبتي الصِّراط سُوران، وفي السُّورين أبواب مُفتَّحة، وعلى الأبواب سُتورٌ مُرخاة، وعلى رأس الصِّراط داعٍ يقولُ: يا أيها الناس، ادخُلوا الصراط ولا تعرجوا، وداعٍ يدعو فوقَ الصراط، فإذا أراد أحدٌ فتْح شيء من تلك الأبواب قال: ويحك! لا تفتحه؛ فإنَّك إنْ فتحته تَلِجْه (أي: تدخُله)، فالصراط الإسلامُ، والسُّتور المرخاة حُدودُ الله، والأبواب المُفتَّحة محارمُ الله، والداعي على رأس الصراط كتابُ الله - عزَّ وجلَّ - والداعي من فوق الصراط واعظُ الله في قلب كلِّ مسلم))[2].
وخطَب رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبلَ وفاته فقال في خطبته: ((ومَن قدَر على امرأة أو جارية حَرامًا فترَكَها مخافةً من الله أمَّنه الله يومَ الفزع الأكبر، وحرَّمه على النار، وأدخَلَه الجنَّة))[3].
وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يقدرُ رجلٌ على حرامٍ ثم يدَعُه مخافةَ الله - عزَّ وجلَّ - إلا أبدَلَه في عاجل الدنيا قبلَ الآخِرة ما هو خيرٌ له من ذلك))[4].
وقال مالكُ بن دِينار: جنَّات النعيم بين الفردوس وبين جنَّات عدن فيها جَوارٍ خُلِقن من ورد الجنَّة يَسكُنها الذين همُّوا بالمعاصي، فلمَّا ذكروا الله - عزَّ وجلَّ - راقَبُوه، فانثَنتْ رِقابُهم من خشية الله عزَّ وجلَّ.
وقال ميمون بن مهران: الذِّكر ذِكران: فذِكر الله - عزَّ وجلَّ - باللسان حسنٌ، وأفضل منه أنْ تَذكُر الله - عزَّ وجلَّ - عندما تُشرِفُ (أي: تقترب) على مَعاصِيه.
وقال عبيد بن عمير: صِدْقُ الإيمان وبرُّه أنْ يخلو الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها لا يدعها إلا لله - عزَّ وجلَّ.
إنَّ ترْك المحبِّين أدنى المحبوبَيْن رغبةً في أعلاهما بابٌ لا يدخُل فيه إلا النُّفوس الفاضلة الشريفة الأبيَّة، التي لا تقنَعُ بالدُّون، ولا تبيع الأعلى بالأدنى بَيْعَ العاجز المغبون، ولا يملكها لطخ جمال مَغشوش يُخفِي أنواعًا من القَبائح؛ كما قال بعض الأعراب وقد نظر إلى امرأة مبرقعة:
إِذَا بَارَكَ اللهُ فِي مَلْبَسٍ
فَلاَ بَارَكَ اللهُ فِي البُرْقُعِ
يُرِيكَ عُيُونَ المَهَا مُسْبَلاً
وَيَكْشِفُ عَنْ مَنْظَرٍ أَشْنَعِ
وقال آخَر:
لا يَغُرَّنْكَ مَا تَرَى مِنْ نِقَابٍ
إِنَّ تَحْتَ النِّقَابِ دَاءً دَوِيَّا
فالنَّفس الأبيَّة لا تَرْضَى بالدون، وقد عابَ الله - سبحانه - أقوامًا استبدَلُوا طَعامًا بطعامٍ أدنى منه، فنعى ذلك عليهم وقال: ﴿ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ﴾ [البقرة: 61]، وذلك دليلٌ على وَضاعة النَّفس وقلَّة قيمتها.
أولاً: بعض الأمثلة لمن همُّوا بالوقوع في الحرام ثم راقَبُوا الله -عزَّ وجلَّ-:
1- أبيع الجنَّة لما بين رجليك؟
خَلا رجل من الأعراب بامرأةٍ فهمَّ بها، فلمَّا تمكن منها تنحَّى سليمًا وقال: إنَّ امرءًا باع جنَّة عرضها السَّماوات والأرض بما بين رِجليك لَقليلُ البصَر بالمساحة.
2- الباب الذي لم يُغلَق:
راوَد رجلٌ امرأةً عن نفسها فقالت له: أنت قد سمعتَ القُرآن والحديث فأنت أعلم، قال: فأغلِقِي الأبواب، فأغلقَتْها، فلمَّا دنا منها قالت: بقي بابٌ لم أُغلِقه قال: أي باب؟ قالت: الباب الذي بينك وبين الله، فلم يتعرَّض لها.
3- أين مُكَوكِبُ الكواكب؟
خرَج أعرابيٌّ في بعض الليالي الظُّلَمِ فإذا بجاريةٍ كأنها جبل فراوَدَها عن نفسها فقالت: ويلك! أمَا كان لك زاجرٌ من عقل إذا لم يكن لك ناهٍ من دِين؟! فقال: إنَّه والله ما يَرانا إلا الكواكب، قالت: فأين مُكَوكِبُها؟
4- الرِّجْلُ التي تَعصِي الله:
كان عابدٌ في صومعةٍ يتعبَّد، فأشرف ذاتَ يوم فرأى امرأة ففُتِن بها، فأخرَج إحدى رجلَيْه من الصومعة يريدُ النُّزول إليها، ثم فكَّر وادَّكر، فأناب، فأراد أنْ يُعِيدَ رجله إلى الصومعة فقال: والله لا أُدخِلُ رجلاً خرجت تريدُ أنْ تعصي الله في صومعتي أبدًا فترَكَها خارجة من الصومعة فأصابها الثلج والبرد والرِّياح حتى تقطَّعت.
فلمَّا قرأ الرقعة زجَر نفسه وقال: لبئس امرأةٌ تكونُ أشجع منك! ثم تابَ ولبس مدرعة من الصوف والتَجَأ إلى الحرم، فبَيْنَا هو في الطواف يومًا وإذا بتلك الجارية عليها درعٌ من صوف فقالت له: ما أليَقَ هذا بالشريف! هل لك في المُباح، فقال: قد كنت أرومُ هذا قبل أن أعرف الله وأحبه، والآن قد شغَلَنِي حبُّه عن حبِّ غيرِه، فقالت له: أحسنت.
6- البغيُّ الحسناء:
قال الحسن البصري: كانت امرأةٌ بغيٌّ قد فاقَتْ أهل عصرها في الحسن لا تُمكِّن من نفسها إلا بمائة دينار، وإنَّ رجلاً أبصَرَها فأعجبته، وظلَّ يعمل بيديه حتى جمَع مائة دينار فجاء فقال: إنَّك قد أعجبتِني فانطلقتُ فعملت بيدي حتى جمعتُ مائة دِينار فقالت: ادفَعْها إلى القهرمان (الوكيل الذي يقومُ بتدبير شؤونها) حتى ينقدها ويزنها، فلمَّا فعل قالت: ادخُل وكان لها بيت منجد وسرير من ذهب، فقالت: هلمَّ لك، فلمَّا جلس منها مجلس الخائن تذكَّر مقامَه بين يدي الله، فأخذَتْه رعدة وطفئت شهوته فقال: اترُكِيني لأخرج ولك مائة الدينار، فقالت: ما بدا لك وقد رأيتني كما زعمت فأعجبتُك فذهبت وكدحت حتى جمعتَ مائة دينار، فلمَّا قدرت عليَّ فعلت الذي فعلت؟! فقال: ما حملني على ذلك إلا الخوف من الله وذكرتُ مقامي بين يديه قالت: إنْ كنت صادقًا فما لي زوجٌ غيرك قال: ذَرِيني لأخرج قالت: لا، إلا أنْ تجعل لي عهدًا أنْ تتزوَّجني فقال: لعلَّ، فتقنَّع بثوبه ثم خرج إلى بلده وارتحلت المرأة بدُنياها نادمة على ما كان منها حتى قدمت بلدَه فسألت عن اسمه ومنزله فدُلَّتْ عليه فقيل له: الملكة جاءت بنفسها تسأل عنك، فلمَّا رآها شهق شهقةً فمات، فأسقط في يدها فقالت: أمَّا هذا فقد فاتَنِي، أما له من قريب؟ قيل: بلى، أخوه رجلٌ فقير، فقالت: إنِّي أتزوَّجك حبًّا لأخيك، قال: فتزوَّجَتْه فولدت له سبعة أبناء.
7- أجَلِي ليس بيدي:
وذكر أنَّ رجلاً أحبَّ امرأةً وأحبَّتْه، فاجتَمَعا فراودَتْهُ المرأة عن نفسه فقال: إنَّ أجَلِي ليس بيدي وأجلك ليس بيدك، فربما كان الأجل قد دنا فنَلقَى الله عاصيَيْن، فقالت: صدقت، فتابا وحسُنت حالهما وتزوَّجت به.
8- جزاء اليد التي ضربت فَخِذَ المرأة:
قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: بينما رجلٌ عابد عند امرأة، إذ عمد فضرب بيده على فخذها، فأخذ يده فوضَعَها في النار حتى احترقت.
9- جزاء مَن خافَ مقام ربِّه:
كان شابٌّ على عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مُلازِمًا للمسجدِ والعبادةِ فهويَتْه امرأة فحدَّث نفسه بها، ثم إنَّه تذكَّر وأبصر فشهق شهقةً فغشي عليه منها، فجاء عمٌّ له فحمله إلى بيته، فلمَّا أفاق قال: يا عم، انطلق إلى عمر فأقرِئْه منِّي السلام وقُل له: ما جزاء مَن خاف مقامَ ربِّه، فأخبر عمر فأتاه وقد مات فقال: لك جنَّتان.
ثانيًا: مَن آثَرُوا الآلام على لذَّة الوصال الحرام:
هذا الباب يدخُل منه رجلان: أحدهما: مَن تمكَّن من قلبه الإيمانُ بالآخِرة، وما أعدَّ الله فيها من الثواب والعقاب لمن عَصاه، والثاني: رجلٌ غلب عقلُه على هَواه، فعَلِمَ ما في الفاحشة من المفاسد وما في العُدول عنها من المصالح فآثَر كلاهما الأعلى على الأدنى، وقد جمَع الله - سبحانه وتعالى - ليوسف الصِّدِّيق - صلوات الله وسلامه عليه - بين الأمرين فاختار عُقوبة الدنيا بالسجن على ارتكاب الحرام، قالت المرأة: ﴿ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف: 32، 33]، فاختار السجن على الفاحشةِ، ثم تبرَّأ إلى الله من حَولِه وقوَّته، وأخبر أنَّ ذلك ليس إلا بمعونة الله له وتَوفِيقِه وتأييده لا من نفسه فقال: ﴿ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [يوسف: 33].
فلا يَركنِ العبد إلى نفسه وصَبرِه وحاله وعفَّته؛ لأنَّه متى ركن إلى ذلك تخلَّتْ عنه عصمة الله وأحاط به الخذلان، وقد قال الله تعالى لأكرمِ الخلق عليه وأحبِّهم إليه: ﴿ وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 74].
ولهذا كان من دُعائه: ((يا مُقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دِينك))، وكان أكثر يمينه: ((لا ومُقلِّب القُلوب)) كيف وهو الذي أُنزِل عليه: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ﴾ [الأنفال: 24]، وقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أنَّ مَن آثَر الألم العاجل على الوصال الحَرام أعقَبَه ذلك في الدُّنيا المسرَّة التامَّة، وإنْ هلك فالفوز العظيم، والله تعالى لا يُضِيعُ ما تحمَّل عبده لأجله.
وفي بعض الآثار الإلهيَّة يقول الله تعالى[5]: بعيني ما يتحمَّل المتحمِّلون من أجْلي، وكل مَن خرَج عن شيءٍ منه لله حَفِظَه الله عليه أو أعاضَه الله ما هو أجلُّ منه؛ ولهذا لَمَّا خرج الشهداء عن نُفوسهم لله جعَلَهُم الله أحياءً عنده يُرزَقون، وعوَّضهم عن أبدانهم التي بذَلُوها له أبدانَ طيرٍ خُضرٍ جعَل أرواحَهُم فيها تسرَحُ في الجنَّة حيث شاءت، وتَأوِي إلى قَناديل مُعلَّقة بالعرش، ولَمَّا تركوا مساكِنَهم له عوَّضهم مساكنَ طيِّبة في جنَّات عدن، ذلك الفوز العظيم.
وعن الإمام أحمد أنَّه قال: إنَّ عابدًا من عبَّاد بني إسرائيل كان في صومعته يتعبَّد، فإذا نَفَرٌ من الغُواة قالوا: لو استَنْزَلناه بشيءٍ، فذهبوا إلى امرأةٍ بغيٍّ فقالوا لها: تعرَّضِي له، فجاءَتْه في ليلةٍ مُظلِمةٍ ممطرة فنادَتْه فقالت: يا عبد الله، الظُّلمة والغيث، آوِني إليك، فلم تزل حتى أدخَلَها إليه فاضطجعت وهو قائمٌ يُصلِّي فجعلت تتقلَّب وتُرِيه محاسن خلقها حتى دعَتْه نفسه إليها فقال لها: لا والله حتى أنظُر كيف صبرك على النار فدنا إلى المصباح فوضع إصبعًا من أصابعه فيه حتى احترقَتْ ثم رجع إلى صَلاته فدعَتْه نفسه إليها وكرَّر ما فعل حتى احترقت أصابعه وهي تنظُر إليه فصُعِقت وماتَتْ، فلمَّا أصبح الغُواة غدَوْا لينظروا ما فعلت البغيُّ فإذا بها ميتة، فقالوا: يا عدوَّ الله، يا مُرائي! وقعتَ عليها ثم قتَلتَها وذهبوا بها إلى ملكهم فشهدوا عليه فأمَر بقتله فقال: دَعُوني حتى أُصلِّي ركعتين، قال: فصلَّى ثم دعا فقال: أي رب، إنِّي أعلَمُ أنَّك لم تكنْ لُتَؤاخذني بما لم أفعلْ، ولكن أسألك ألا أكون عارًا على القُرى بعدي، قال: فردَّ الله نفسَها فقالت: انظُروا إلى يَدِه، ثم عادت ميتة.
ثالثًا: أي أنواع النفوس تلك التي تُراقِبُ الله - عزَّ وجلَّ - حين تهمُّ بالمعصية أو تُؤثِرُ الآلام عن الوقوع في الحرام؟
النفوس ثلاثةٌ:
نفس سماويَّة علويَّة، فمحبَّتُها منصرفةٌ إلى المعارف واكتساب الفضائل والكَمالات للإنسان واجتناب الرذائل، وهي شَغُوفة بما يُقرِّبها من الرَّفيق الأعلى الذي هو قوَّتها وغِذاؤها ودَواؤها واشتِغالها بغيره هو داؤها.
ونفس سبعيَّة غضبيَّة، محبَّتها منصرفةٌ إلى القهر والبغي والعلوِّ في الأرض والتكبُّر والرئاسة على الناس بالباطل، فلذَّتها في ذلك وشغفها به.
ونفس حيوانيَّة شهوانيَّة، محبَّتها منصرفةٌ إلى المأكل والمشرب والمنكح، وربما جمعت الأمرين فانصَرفَتْ محبَّتها إلى العلوِّ في الأرض والفساد؛ كما قال الله تعالى ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4]، وقال تعالى في آخِر السورة: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83].
والحبُّ في هذا العالم دائرٌ بين هذه النُّفوس الثلاثة، فأيُّ نفس منها صادفت ما يُلائِم طبعَها استحسنَتْه ومالَتْ إليه، ولم تُصْغِ فيه لعاذلٍ ولم تأخُذْها فيه لومةُ لائمٍ، وكلُّ قسمٍ من هذه الأقسام يرَوْن أنَّ ما هم فيه أَوْلَى بالإيثار، وأنَّ الاشتغال بغيره والإقبال على سواه غبنٌ وفَوات حظٍّ، فالنَّفس السماويَّة بينها وبين الملائكة والرَّفيق الأعلى مناسبةٌ طبعيَّة بها مالَتْ إلى أوصافهم وأخلاقهم وأعمالهم.
الملائكة هم أولياء هذا النَّوْعِ في الدُّنيا والآخِرة؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32]، فالملك يتولَّى مَن يُناسِبُه بالنُّصح له والإرشاد، والتثبيت والتعليم، وإلقاء الصَّواب على لسانه، ودفْع عدوِّه عنه، والاستغفار له إذا زلَّ، وتذكيره إذا نسي، وتسليته إذا حزن، وإلقاء السَّكينة في قلبه إذا خافَ، وإيقاظه للصلاة إذا نامَ عنها، وإيعاد صاحبِه بالخير، وحضه على التصديق بالوعد، وتحذيره من الرُّكون إلى الدُّنيا، وتقصير أمَلِه وترغيبه فيما عند الله؛ فهو أنيسه في الوحدة، ووليُّه ومُعلِّمه ومثبته، ومُسكِّن جأشه، ومُرغِّبه في الخير، ومُحذِّره من الشر، يستغفر له إنْ أساءَ، ويدعو له بالثَّبات إنْ أحسَن، وإنْ بات طاهرًا يذكُر الله باتَ معه تحت دِثار لباسه، فإنْ قصده عدوُّ له بسُوءٍ وهو نائمٌ دفَعَه عنه.
هناك مناسبةٌ طبعيَّة بين نُفوس هذا النوع من الناس وبين الشَّياطين مالت بها إلى أوصافهم وأخلاقهم وأعمالهم؛ فالشياطين تتولاَّهم بعكسِ ما تتولَّى الملائكة مَن ناسبَهُم فتقودُهم إلى المعاصي وتُزعِجهم إليها إزعاجًا لا يستقرُّون معه، ويُزيِّنون لهم القبائح ويُخفِّفونها على قُلوبهم ويحلُّونها في نُفوسهم، ويثقلون عليها الطاعات، ويُثبِّطونهم عنها ويُقبِّحونها في أعينهم، ويُلقون على ألسنتهم أنواعَ القبيح من الكلام وما لا يفيدُ، ويُزيِّنونه في أسماع مَن يسمَعُه منهم، يبيتون معهم حيث باتوا، ويستَرِيحون معهم حيث كانوا، ويُشاركونهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، يَأكُلون معهم، ويشرَبُون معهم، ويُجامِعون معهم، ويَنامون معهم؛ قال تعالى ﴿ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴾ [النساء: 38]، وقال: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴾ [الزخرف: 36 - 38].
وأمَّا النوع الثالث فهم أشباهُ الحيوان ونفوسُهم أرضيَّة سفليَّة، لا تُبالي بغير شَهواتها ولا تريدُ سِواها.
إنَّ هؤلاء الذين يَرقُبون الله حين يهمُّون بالمعصية أو يُؤثِرون الآلام عن الوقوع في الحرام، هم من أصحاب النُّفوس الأولى العُلويَّة السماويَّة.
رابعًا: كيف يتخلَّص الإنسان من الهوى الذي أدَّى به إلى المعصية بعد أنْ وقع فيها؟
يمكنه التخلُّص من ذلك - بعَوْن الله وتوفيقه - بالأمور التالية:
1- عزيمة قويَّة.
2-جرعة صبر يُصبِّر نفسه على مَرارتها تلك الساعة.
3- قوَّة نفس تُشجِّعه على شُرب تلك الجرعة والشجاعة كلها صبر.
4- أنْ يتأمَّل في حُسن العاقبة والشفاء بتلك الجرعة.
5- أنْ يُدرِك أنَّ بقاءه على منزلته عند الله تعالى وفي قُلوب عباده خيرٌ له من لذَّة مُوافَقته لِهَواه.
6- أنْ يتفكَّر في أنَّه لم يُخلَق للهوى والمعصية، وإنما لأمرٍ عظيم لا يتحصَّل عليه إلا بتَركِه للمعصية والحرام.
7- ألا يختار لنفسه أنْ يكون الحيوانُ البهيمُ أحسنَ حالاً منه؛ فإنَّ الحيوان يُميِّز بطَبعِه بين مَواقِع ما يضرُّه وما ينفَعُه، فيُؤثِر النافع على الضارِّ، والإنسان أُعطِيَ العقل لهذا المعنى، فإذا لم يُميِّز به بين ما يضرُّه وما ينفَعُه، أو عرف ذلك وفضل ما يضرُّه - كان حالُ الحيوان البهيم أحسنَ منه.
8- أنْ يتأمَّل في عَواقِب الهوى الذي أدَّى به إلى الحرام كم فاتَتْه من فضيلةٍ، وكم وقَع في رذيلة، وكيف كسرت شهوته جاهَه، ونكست رأسه، وقبحت اسمه، وأورثته ذمَّ الناس، وأعقبته ذلاًّ، وألزمَتْه عارًا لا يغسله الماء، وما ذلك إلا لأنَّ عين صاحب الهوى عمياء!
9- أنْ يتصوَّر حالَه بعدَ أنْ حقَّق غرَضَه ممَّن يَهْواه، وكذلك حال غيره في مِثْلِ هذا الموضع.
10- أنْ يتذكَّر قولَ ابنِ مسعود - رضي الله عنه -: إذا أُعجِب أحدكم بامرأةٍ فليَذكُر مَناتِنَها.
11- أنْ يُوازِنَ بين سَلامة الدِّين والعِرض والمال والجاه وشرَف الدنيا والآخرة وعز الظاهر وعز الباطن، ونيل اللذَّة المحرَّمة؛ فإنَّه إذا لم يجدْ بينهما نسبةً مطلقًا، فليعلم أنَّه من أسْفَهِ الناس ببيعه هذا بهذا.
12- أنْ يعلَمَ أنَّ الله - سبحانه وتعالى - شبَّه أتْباع الهوى بأخسِّ الحيوانات صورةً ومعنًى؛ فشبههم بالكلب تارةً؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ﴾ [الأعراف: 176]، وبالحُمُرِ تارةً أخرى كما جاء في قوله تعالى: ﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴾ [المدثر: 50]، وقلب صُوَرَهم إلى صُورة القِرَدَةِ والخنازير تارَةً.
13- أنَّ مُتَّبِعَ الهوى ومُرتَكِبَ الحرام ليس أهلاً أنْ يُطاع، ولا يكون إمامًا ولا متبوعًا؛ قال تعالى: ﴿ وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].
14- أنْ يعلم أنَّ الهوى والشَّهوة محيطان بجهنَّم وحولها، فمَن وقَع فيهما وقَع فيها كما جاء في الصحيحين عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((حُفَّتِ الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّتِ النارُ بالشَّهوات))[6].
15- أنْ يَخاف على نفسِه من أنْ ينسَلِخَ من الإيمان وهو لا يشعُر؛ كما ثبَتَ عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((لا يُؤمِن أحدُكم حتى يكونَ هَواه تبعًا لما جئت به))[7].
16- أنْ يُدرِك أنَّ أغزَرَ الناس مروءةً أشدُّهم مخالفةً لهواه؛ قال معاوية في ذلك: "المروءةُ تَرْكُ الشَّهوات وعِصيان الهوى".
17- أنْ يُدرِكَ أنَّ الله تعالى جعَل الخطأ واتِّباع الهوى قرينَيْن، وجعل الصَّواب ومخالفة الهوى قرينَيْن.
18- أنْ يُدرِكَ أنَّ جِهادَ الهوى لا يقلُّ عن جِهاد الكفار، بل إنَّ جهادَ النفس والهوى هو أصْل جهاد الكفار والمنافقين؛ فإنَّه لنْ يقدر على جِهادهم حتى يُجاهِدَ نفسَه وهَواه أوَّلاً.
19- أنْ يُدرِكَ أنَّ اتِّباع الهوى يُغلِق عليه أبوابَ التوفيق ويفتَحُ عليه أبوابَ الخذلان؛ قال الفضيل بن عِياض: مَن استَحوَذَ عليه الهوى واتِّباع الشَّهوات انقطعت عنه مَواردُ التوفيق.
20- أنْ يُدرِكَ أنَّه إذا نصَر هَواه فسَد عليه عقلُه ورأيُه؛ لأنَّه قد خانَ الله في عَقلِه فأفسَدَه عليه، وهذا شأنُه - سبحانه وتعالى - في كلِّ مَن خانَه في أمرٍ من الأمور يُفسِده عليه.
21- أنْ يُدرِكَ أنَّه مَن فسح لنفسه في اتِّباع الهوى ضيَّق عليها في قبره ويوم معاده، ومَن ضيَّق عليها بِمُخالَفة الهوى وسَّع عليها في قَبرِه ومَعاده.
22- أنْ يُدرِكَ أنَّ اتِّباع الهوى يصرعه عن النُّهوض يوم القيامة عن السَّعي مع الناجين، كما صرَع قلبه في الدنيا عن مُرافقتهم.
23- أنْ يُدرِكَ أنَّ اتِّباع الهوى يحلُّ العزائم ويُوهنها، ومخالفته تشدُّها وتقويها، والعزائم هي مركبُ العبد الذي يسيره إلى الله والدار الآخِرة.
24- أنْ يُدرِكَ أنَّ مخالفة الهوى تطرد المرض عن القلب والبدن التي تنتجُ كلها من مُتابَعة الهوى.
25- أنْ يُدرِكَ أنَّ أصل العَداوة والشر والحسد الواقع بين الناس سببه اتِّباع الهوى، فمَن خالف هواه أراحَ قلبَه وبدَنَه وجوارحَه، فاستراح.
26- أنْ يُدرِكَ أنَّ لكلِّ عبدٍ بدايةً ونهايةً، فمَن كانت بدايته اتِّباع الهوى كانت نهايته الذل والصغار والحرمان والبلاء بحسب ما اتَّبع من هواه، ويحدث له ذلك في نهايته عَذابًا يُعذب به في قلبه؛ كما قال الشاعر:
مَآرِبُ كَانَتْ فِي الشَّبَابِ لأَهْلِهَا
عَذَابًا فَصَارَتْ فِي المَشِيبِ عَذَابَا
27- أنَّ مخالفةَ الهوى تجعَلُ العبد في مَقام مَن لو أقسَمَ على الله لأبرَّه؛ فيَقضِي له من الحوائج أضعافَ أضعافِ ما فاتَه من هَواه.
28- أنْ يُدرِكَ أنَّ الهوى رقٌّ في القلب، وغلٌّ في العنق، وقيدٌ في الرِّجل، وصاحبه أسيرٌ لكلِّ شرِّير وسيِّئ، فمَن خالَف هَواه عُتق من رقِّه وصار حُرًّا، وخلع الغلَّ من عُنُقِه، والقيدَ من رجله، وصار بمنزلة رجلٍ صحيح سالم.
29- أنْ يُدرِكَ أنَّ الفتوَّة الحقيقيَّة إنما هي في مخالفة الهوى، وقد قِيل في ذلك: "صنمُ كلِّ إنسان هَواه، فمَن كسره بالمخالفة استحقَّ اسم الفُتُوَّة".
31- أنْ يُدرِكَ أنَّ اتِّباع الهوى من المهلكات الثلاث التي تحدَّث عنها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي: الشُّحُّ المُطاع، وإعجاب المرء بنَفسِه، والهوى المتَّبع.
32- أنْ يُدرِكَ أنَّ اتِّباع الهوى مُضادٌّ لما أنزَلَه الله على رسوله، وقد قسم الله تعالى الناس إلى قسمين: أتْباع الوحي وأتباع الهوى، وهذا كثيرٌ في القُرآن؛ كقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 50].
33- أنْ يعلَمَ أنَّ الشيطان ليس له مدخَلٌ على ابن آدم إلا من باب هواه، فإنَّه يحومُ حولَه من أين يدخُل عليه حتى يفسد عليه قلبه وأعماله، فلا يجد مدخلاً إلا من باب الهوى؛ فيَسرِي معه سريان السمِّ في الأعضاء.
34- أنْ يعلَمَ أنَّ الهوى ما خالَط شيئًا إلا أفسَدَه، فإنْ وقَع في العِلم أخرجه إلى البدعة والضَّلالة، وإنْ وقَع في العبادة خرَجَتْ من أنْ تكون طاعةً وقُربة ما قارَن شيئًا إلا أفسَدَه.
35- أنْ يعلَمَ أنَّ اتِّباع الهوى يجعَلُه تحتَ قَهْرِ عدوِّه، فعليه أنْ يأنف لنفسه من أنْ يكون تحت كذلك.
36- أنْ يأنَفَ لنفسه من ذلِّ طاعة الهوى، فإنَّه ما أطاعَ أحدٌ هواه إلا وجد في نفسه ذلاًّ، وعليه ألا يغتر بصَولةِ أتْباع الهوى وكبرهم؛ فهم أذلُّ الناس؛ لأنَّهم قد أجمَعُوا بين فصيلتي الكبر والذل.
هذا هو حال الذين همُّوا بالمعصية ولم يقَعُوا فيها وحال من ترَكُوا أدنى المحبوبَيْن فوزًا بأعلاهما، وهذه هي أنواعُ النُّفوس، وخاصَّة تلك السماويَّة العُلويَّة، وهذه هي الأمورُ التي تخصُّ الإنسان من الهوى بعد أنْ يقَع في المعصية كما حدَّدَها الشيخ ابن القيم - رحمه الله.
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
________________________________________
[1] انظر: ابن القيم ص 405.
[2] تابع: ص 401-402.
[3] تابع: ص 499-450.
[4] تابع: ص 450.
[5] تابع: ابن القيم ص 458.
[6] تابع: ابن القيم ص 473.
[7] تابع: ابن القيم ص 474.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: