هل يقع وقف تدريسها بتونس: نظرية النشوء والارتقاء يثبت محدوديتها علميا
موقع بوابتي المشاهدات: 12700
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
قالت سوزان أنطون استاذة علوم الانسان بجامعة نيويورك "لقد كان هناك اعتقاد بأن الانسان الماهر تطور ببطء الى الانسان المنتصب.. والان اكتشفنا أنهما كانا يعيشان معا. لذلك لا يمكن ان يظل ذلك الاعتقاد قائما بعد الآن."وأجرى البحث الذي نشر في دورية (نيتشر) العلمية المرموقة, تسعة من الباحثين.
و قال باحثون إن حفريتين لجمجمة بشرية وفك أعلى تعودان لاثنين من الانواع الاولى للانسان البدائي هما (الانسان الماهر) و(الانسان المنتصب) تشيران الى أنهما ربما عاشا معا لاكثر من نصف مليون عام.وتتحدى الحفريتان اللتان عثر عليهما في شرق افريقيا المفهوم السائد بأن الانسان تطور بالتدريج مرحلة تلو الاخرى من الانسان الماهر الى الانسان المنتصب ثم في النهاية الانسان العاقل أو انسان العصر الحديث, وذلك حسبما تناقلته مواقع عديدة.
عثر على الحفريتين في عام 2000 شرقي بحيرة توركانا خلال مشروع بحثي للمتحف الوطني في كينيا.وتشير الابحاث الى أن الانسان الماهر والانسان المنتصب استخدما مصادر مختلفة للطعام وكان سلوكهما مختلفا ليتمكنا من العيش معا دون أن ينقرض أحدهما.
وقال باتريك جاثوجو من جامعة يوتا وأحد المشاركين في البحث "كانا يعيشان على مسافة سير دقيقتين أو ثلاث دقائق."وأضاف في مقابلة أجريت بالهاتف "لابد وأنهما تعاملا معا."وترجع حفرية الفك الاعلى للانسان الماهر الى 1.44 مليون عام للوراء وهي أقدم من حفريات أخرى عثر عليها من قبل لهذا النوع.
وكان يعتقد أن تقليص الفرق في حجم الجمجمة بين الجنسين هو أحد العلامات المميزة لتطور الانسان.وقالت انطون ان الاكتشاف "يجعل الانسان المنتصب أقل شبها بنا".وقال سبور إن كل الادلة المتاحة تشير الى أن الانسان العاقل تطور من الانسان المنتصب في عملية تطور حدثت في افريقيا قبل مليون عام.
الجدل قائم من قبل في البلدان الغربية:
من ناحية أخرى, فإن اصواتا عديدة بدت ترتفع في بعض البلدات الغربية وخاصة أمريكا والمانيا وإنقلترا مطالبة بإعادة النظر في تدريس نظرية النشوء والإرتقاء لداروين التي يقع تبنيها على نطاق واسع في العالم كتفسير "علمي" لكيفية تكون الإنسان.
وتزعم هذه النظرية أن الإنسان الحالي مر بصيرورة طويلة من التطورو الارتقاء انطلاقا من مرحلة أولية كان الأصل فيها عبارة عن حيوان شبيه بالقرد.
وقد أثير أخيرا في ألمانيا جدل حينما اقترح وزير التعليم ب "لاند هيس", "كارين وولف" تدريس أصول نظرية الخلق كما تدرس مثيلتها نظرية النشوء والارتقاء, وقد لاقت دعوته صدودا كبيرا.
أما في بريطانيا فقد اتخذ وزير التعليم موقفا وسط حيث دعى أن تدرس هذه النظرية في دروس العقيدة وليس في دروس البيولوجيا.
وقبل أن تأتي الحفريات الأخيرة موضوع هذا المقال لتأكد صحة طرحهم, فقد انبنت النظرية المقابلة لنظرية النشوء والارتقاء, والمسماة نظرية الخلق, على السمات التالية:
- الإنسان لم يتطور انطلاقا من حيوان, وإنما خلق منذ الأول كإنسان عاقل مغاير للحيوان.
- الكون خلق بفعل عملية خلق بارع "انتلجنت دوسين", مستندا إلى حكمة إلاهية (انتنسين ديفين).
وماذا عن تونس؟
كما هو معروف فإن النظام التعليمي في تونس يدرس نظرية النشوء والارتقاء لداروين, في حين أن مختلف نصوص الإسلام تصرح بوضوح أن الإنسان خلق منذ البداية كإنسان عاقل مكرم. وتدريس مثل هذه النظرية التي تصور باطلا على انها علمية من شأنه أن يزرع في الشاب التونسي الإستخفاف بدينه والنظر إليه على أنه مناقض للعلم.
من ناحية أخرى, لا يعرف ما إذا كان سيعاد النظر في تدريس نظرية النشوء والارتقاء في النظام التعليمي التونسي, أم أن هذا لن يقع في انتظار أن تبادر الدول الغربية بذلك أولا.
10-08-2007
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 793