(254) ملاحظتان على إطار بحث رسالة الماجستير عن تفعيل دور منظمات المجتمع المدنى فى مواجهة الأزمات والكوارث
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7550
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : ملاحظة وسؤال واقتراح
الملاحظة :
رجع الباحث كما هو مبين فى خطته إلى تقرير مركز المعلومات واتخاذ القرار لعام 2009. ولو كان الباحث قد رجع إلى تقريرعام 2007 لوجدا تشابها كبيرا بين هذا التقرير والخطة التى وضعها فى نفس الموضوع، باستثناء أن التقرير شمل العديد من منظمات المجتمع المدنى واقتصرت الخطة على جمعية الهلال الأحمر المصرى . عنوان التقرير:"دور المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية فى إدارة الأزمات والكوارث ". يتضمن التقرير فصلا خاصا بعنوان :" متطلبات تفعيل دور المنظمات غير الحكومية فى مواجهة الكوارث ". أما التوصيات فجاء عنوانها :"أهم التوصيات لتفعيل دور المنظمات غير الحكومية فى مواجهة الكوارث ".
لكن التقرير يتميز باحتوائه على مباحث أغفلتها الخطة مثل : نماذج من أدوار المنظمات الأهلية المصرية المختلفة فى مواجهة بعض الكوارث الطبيعية وتلك التى من صنع الإنسان مثل اللجنة العليا لمعونة الشتاء،و الجمعيات الشرعية،و جمعية الكشافة،و أندية الروتارى، والمنظمة المصرية للإغاثة الإنسانية وإعادة التأهيل. ويتميز كذلك بأنه يتضمن فصلا عن التجارب الدولية لمشاركة المجتمع المدنى فى إدارة الكوارث ومنها تجربة التعاون بين الحكومة الأمريكية والجمعيات الأهلية لمواجهة إعصار كاترينا، وتجربة الصليب الأحمر فى مواجهة إعصار تسونامى، كما يحتوى التقريرعلى الأدوار والمهام التى يمكن أن تلعبها منظمات المجتمع المدنى فى مواجهة المراحل الثلاث للكوارث (قبل وأثناء ومابعد الكارثة، وهذه الفصول ضرورية للغاية ولكن ليس لها وجود فى إطار البحث الخاص بالطالب.
السؤال :
هل يمكن أن تتصور بعد عامين أوأكثر من الدراسة أن تختلف نتائج وتوصيات الباحث عن التوصيات التى أصدرها التقرير باستثناء أنها ستقتصر على جمعية الهلال الأحمر وليست عامة ؟. فيكون الجهد المبذول فى الرسالة جهدا مكررا أو تحصيل حاصل.
الاقتراح :
إذا قسمنا منظمات المجتمع المدنى إلى منظمات هادئة كجمعية الهلال الأحمر وغيرها ومنظمات ساخنة كمنظمة الروتارى ونقابة الأطباء والجمعيات الشرعية والجمعيات القبطية، فإنه يمكن للباحث أن يستمر فى خطته باستثناء أن يضم إلى جانب جمعية الهلال الأحمر كمنظمة هادئه، منظمة مجتمع مدنى ساخنة ويعقد مقارنة بينهما، فيضخ دما جديدا حارا فى رسالته، فهو إن اختار نقابة الأطباء مثلا سيكشف لنا عن الكيفية التى يتم بها تطويع جهود منظمات المجتمع المدنى فى مواجهة الأزمات والكوارث سعيا وراء أهداف تتعلق بالانتخابات، كما حدث من قبل. وإذا اختار الجمعية الشرعية أو إحدى الجمعيات القبطية و قارن بينهما سيكشف لنا عن كيفية تطويع هذه الجهود سعيا وراء أهداف دينية. وإن اختار منظمة الروتارى قد يكشف لنا أسرارا خطيرة المجتمع فى حاجة ماسة إلى كشف النقاب عنها.
ثانيا: ملاحظة ثانية واقتراح
ربما كان تغيير العنوان لأكثر من مرة سببا فى إغفال الباحث الحديث تفصيلا عن ماهية المجتمع المدنى، ولهذا أرى أن يخصص فصلا أو مبحثا خاصا به.
لكنه طالما أن الباحث ذو خلفية أزهرية وأن رسالته ستختم بختم جامعة الأزهر فلابد أن يكون عمله مميزا عن غيره ولكنه أكاديمى فى المقام الأول. ولهذا اقترح على الباحث أن يتصيد هذه الفرصة الثمينة لتعرية وكشف حقيقة " المجتمع المدنى " للناس وهى قضية شغلتنى منذ عشر سنوات، وكانت أحد القضايا التى درستها فى مادة القضايا المعاصرة فى عام 2002 تقريبا. ولم أجد من يتلقفها منى، ولهذا اجد بغيتى فى الباحث لعله يشفى غليلى.
ما اٌقترحه أن يكشف الباحث النقاب عن أن التعريف المتداول للمجتمع المدنى بأنه " مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة؛ لتحقيق مصالح أفرادها ملتزمة بقيم ومعايير الاحترام والتآخي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف، وتشمل تنظيمات المجتمع المدني كلاًّ من: الجمعيات والروابط والنقابات والأحزاب والأندية؛ أي: كل ما هو غير حكومي، وكل ما هو غير عائلي أو إرثي "، تعريف قاصر ومخادع ". وأن كلمة مدنى تعنى فى حقيقتها وأصلها : كل ما هو غير إكليريكى وغير لاهوتى أى غير دينى. وأن الفئة التى تتبناه وتروج له فى المنطقة العربية هى فئة الليبراليين، وأن الأساس الإيديولوجى للمجتمع المدني يقوم على تفاعل ثلاثة أنظمة من القيم والمعتقدات وهى : الليبرالية والرأسمالية والعلمانية، وهي لا تنسجم فى معظمها مع القيم الإسلامية. وأن الغربيين أنفسهم من منتقديه وصفوه بأنه الناس بأنه" حَساء المتسولين، جمع أعقاب النظريات المختلفة، والحقب الزمانية المتعاقبة، وأنه تسمية جديدة لأحلام قديمة. وأنه ذو تاريخ مشبوه نسي الناس بمرور الزمن أنه مجتمع الأرستقراطية، وأنه قد صيغ لاستبعاد طبقات شعبية معينة، لكنه يُقدم الآن بكثير من الزخرف ليعمِّي بريقُه عن كل ما عداه، وكأنه الحل السحري لجميع مشاكل المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
انظر : حقيقة الدعوة إلى المجتمع المدنى وما وراءها من أهداف، موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر،شبكة الألوكة أو
www.alukah.net/Web/khedr/0/27887/ -
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: