(250) مناقشة خطة دكتوراة حول استخدام المساندة الاجتماعية فى التخفيف من حدة الضغوط الحياتية (*)
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7465
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : عرضت الباحثة فى خطتها لأحد عشر دراسة ركزت فيها على المناطق العشوائية والضغوط الحياتية . وكان عرضها عرض ناقل لا عرض ناقد ، ذلك لأن الهدف من استعراض الدراسات السابقة هو أن يبرهن الباحث أن دراسته المقترحة سوف تقدم شيئا جديدا لم تقدمه هذه الدراسات ، وأنها فى هذه الدراسة المقترحة ستعالج أوجه القصور سواء فى المحتوى أو المنهج وستقدم تأكيدا أو نقضا أو تعديلا لما جاءت به هذه الدراسات .هذا لم توضحه الباحثة.
ثانيا : على الرغم من أن هناك العديد من الدراسات التى تتناول مدخل المساندة الاجتماعية فإن خطة الباحثة خلت تماما من أية دراسة عن هذا المدخل . ولم تكتب فى خطتها سوى ثمانية سطور فيها تعريف لهذا المفهوم كما جاء فى قاموس الخدمة الاجتماعية وكيف أنه يلعب دورا فى تخفيف الضغوط .
هناك دراستان تحملان نفس عنوان دراسة الباحثة باستثناء الجانب التطبيقى . هناك دراسة للدكتوره " هبه عبد اللطيف خليفة" موضوعها " متطلبات تحقيق المساندة الاجتماعية للتخفيف من حدة الضغوط الحياتية للمرأة العاملة " نشرت فى مجلة دراسات فى الخدمة الاجتماعية عدد أبريل 2007. وهناك دراسة للدكتور "يوسف عبدالحميد " فى الفيوم بعنوان : "المساندة الاجتماعية والضغوط الحياتية لأمهات الأطفال المعاقين ". فهل يرى أساتذة الخدمة الاجتماعية الأفاضل أنه يجوز للباحثين أن يسجلوا أطروحاتهم فى نفس موضوعات تمت دراستها مع تغيير الجانب التطبيقى أم لا يجوز ؟ .
وقد أجاب الأستاذ الدكتور نبيل صادق معلقا على ذلك أن هذا لا يصلح إلا إذا كان الباحث يجرى دراسة تتبعية فى موضوع البحث.
ثالثا : تقول الباحثة فى ص 20-21 أن المنطلقات والموجهات النظرية لدراستها هى نظرية الأنساق لبارسونز . أتذكر أنى حينما سجلت رسالتى للماجستيرعام 1968 استعرضت كتاب بارسونز الشهير عن الأنساق من مكتبة جامعة القاهرة "وكان يحمل عنوان " The Social System" وكان عدد صفحاته ما يقرب من ستمائة صفحة ، وكنت أتباهى بهذا الكتاب ولا أفهم منه سطرا واحدا ، وكلفت مترجما قديرا بترجمة عشر صفحات منه ، ولما تسلمت الترجمة لم أفهم منها جملة واحدة ، وكدت أعتقد أنى غبى لا أصلح للدراسات العليا . وتركت الكتاب تماما . ولما نضجت علميا وفكريا كنت أعتبر أن التحدى الحقيقى لى هو فهم ما يقوله بارسونز ، حتى تبين لى أن العلماء الغربيين يقولون عن كتاب بارسونز عن النسق الاجتماعى :" أنه كتاب يتكون من خمسمائة وخمس وخمسين صفحة لو تم اختزاله إلى مائة وخمسين صفحة لكى تسهل قراءته ويزول غموضُه لظل محافظا على هذا الغموض" ، ووصفه علماء غربيون آخرون بأنه :"عبارة عن مجموعة فارغة من الألفاظ ذات الرطانه الكاذبة ". وهذا يؤكد أطرف تعريف لعلم الاجتماع بأنه :" العلم الذى يعيد صياغة ما يقوله كل أحد بطريقة لا يفهمها اى أحد " . فهل بعد ذلك كله يقول باحث أنه سيتخذ من " النسق الاجتماعى لبارسونز " إطارا نظريا لدراسته .
رابعا : من المعروف أن هناك فروقا بين تطبيق المنهج التجريبى والمنهج شبه التجريبى من زوايا التحكم فى المتغيرات وعشوائية العينات والصدق الداخلى والخارجى . فى ص 19 تقول الباحثة أن دراستها شبه تجريبية وبعد ثلاثة أسطر فقط تقول أنها ستستخدم الدراسة التجريبية ، فهل هذا خطأ مطبعى أم سوء فهم للمنهج.
---------
(*) وقع اختصار العنوان الأصلي وذلك لطوله، والعنوان هو:
مناقشة خطة رسالة دكتوراة بعنوان :" استخدام مدخل المساندة الاجتماعية فى التخفيف من حدة الضغوط الحياتية لدى ساكنات المناطق العشوائية"
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: