(217) ثلاث عشرة وسيلة للتوصل إلى مشكلة جديرة بالدراسة فى مرحلتى الماجستير والدكتوراة
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6647
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : اختيار موضوع الرسالة هو مهمة الطالب أولا وأخيرا، لكنها مهمة تحتاج إلى إرشاد المشرف وتوجيهه.
ثانيا : يرى العديد من الباحثين أن اختيار مشكلة البحث مسألة هينة وأنه يستطيع فى أسبوع واحد انتقاء موضوع وتسجيله. وهناك من الباحثين من يرى أن اختيار موضوع للبحث قضية كبيرة وأنه قد تمضي عليه الأشهر العديدة وهو يفكر فيها، دون إن يصل إلى نتيجة.
ثالثا : الواقع هو أن اختيار الموضوع هو أصعب جزء في عمل طالب الدراسات العليا . فالموضوعات لا تكشف عن نفسها بسهولة، ولكنها تظهر وتتضح عندما يقرأ الطالب كثيراً في موضوع معين مدفوعاً برغبة ذاتية.ذلك لأن الموضوع الجيد هو الذي يحظى باهتمام الباحث وشغفه. كما يجب أن يكون مناسباً لقدراته، وامكانياته. ولأن الطالب قد يقضى فى دراسته مدة أقلها سنتان، فعليه أن يختار موضوعا يحبه، ويتفاعل معه، ويمتزج به، ويتصل بروحه، يقبل دائما عليه.
رابعا : انطلاقا من مبدأ ربط العلم بالحياة على الطالب أن يحاول اختيار موضوع ينتفع به عمليا بعد إتمامه.
خامسا : يجب أن يتميز الموضوع بالجدة والأصالة. كما يجب أن يكون فريداً من حيث طريقة المعالجة والنتائج النهائية التي تعتبر إثراء للمعرفة البشرية وإضافة لها. علما بأن مرحلة الماجستير هى مرحلة إعداد وتعلم، أما مرحلة الدكتوراة فهى مرحلة إبداع وابتكار، ولا بد لطالب الدكتوراة أن يظهر شخصيته ويضع بصمته فى سجل تاريخه العلمى وتاريخ القسم الذى منحه هذه الدرجة.
وأيا كانت نظرة الطالب إلى هذه المشكلة فالآتى بعد هى بعض الإرشادات التى تساعد الطالب فى اختيار مشكلة البحث،..
1- يستطيع الطالب أثناء السنوات التمهيدية فى الماجستير أو الدكتوراة عبر القضايا التى يعرضها أو يشرحها أساتذة المواد المختلفة أن يتلمس بعض الموضوعات التى تحتاج إلى دراسة متعمقة يسجل فيها رسالته.وكلما كان الطالب وثيق الصلة بالأساتذة فى تخصصه، يجالسهم ويناقشهم، سيتمكن بتوفيق من الله إلى الوقوف على الموضوعات التى تتطلب دراسة أوسع وأعمق فيختار منها ما يلائمه ويوافق ظروفه
2- أن يتعرف من القسم الذى يدرس فيه، ومن مناقشة مختلف الأساتذة على الموضوعات التى يحتاجها القسم فى تخصصات معينة، وهذه النقطة تهم المعيدين والمدرسين المساعدين بصفة خاصة على أساس أنهم سيقومون بالتخصص فى تدريس مواد بعينها حينما يصبحون أعضاء هيئة تدريس.
3- تقوم بعض المؤسسات الخاصة والحكومية مثل ( وزارة الشئون الاجتماعية – معهد البيئة - معهد الأمومة والطفولة...الخ( بتحديد الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة، والتى قد تتطلب تمويلا خاصا بطريقة مباشرة أو غير مباشر. ويمكن للباحث أن يتابع الاحتياجات البحثية لهذه المؤسسات، ويتبنى أحد الموضوعات التى تحتاج للدراسة.
4- تساعد القراءة المكثفة الناقدة التى يقوم بها الباحث فى مجال اهتمامه على التعرف على نواحى القصور والنقص أو الضعف فى بعض الموضوعات التى قام بالاطلاع عليها، فيدفعه هذا إلى محاولة إعادة دراسة هذه الموضوعات بطريقة يتلافى فيها أوجه النقص والقصور هذه.
5- هناك فى مجال عمل الباحث عقبات تواجهه، كما يواجه أصحاب بعض الوظائف القيادية أو الاستشارية، أثناء أدائهم لوظائفهم بعض العقبات التى تحتاج إلى حل. وتعتبر هذه العقبات فرصة طيبة للتعرف على المشكلات التى تحتاج إلى الدراسة.
6- تعتبر الندوات العلمية المتخصصة وما تنتهى إليه من توصيات واحدة من الفرص الطيبة التي تعين الباحث على الوقوف على مشكلات تستحق الدراسة
7- يلاحظ عدم اهتمام الباحثين المكثف بحضور مناقشات الرسائل العلمية ومتابعة ما يجرى فيها، لكن حضور هذه المناقشات يتيح لهم فرصة التقاط فكرة بحثية. كما أن بعض الرسائل العلمية الجيدة قد تشتمل على توصيات موضوعية لإجراء دراسات مستقبلية، لم تكن في نطاق بحث صاحب الرسالة أولم يتمكن من معالجتها لسبب أو لآخر، فتكون فرصة يستفيد منها باحثون آخرون لإجراء بحوث فيها.
8- يساعد اطلاع الطالب او احتكاكه بمن يطلعون ويتابعون الدوريات العلمية المتخصصة على فتح آفاق بحثية لموضوعات تحتاج إلى الدراسة.
9- تساعد قواعد المعلومات العديدة المتخصصة والعامة التى يمكن الوصول إليها عن طريق الشبكات الخاصة أو عن طريق الإنترنت بسهولة بالغة على اختيار الموضوعات التى فى حاجة إلى دراسة.
10- من أقوى الميادين التي تشهد للباحث بالتميز هو اختياره لموضوع جديد للدراسة يرتبط ارتباطا كبيرا بالبناء النظرى أو المنهجى لتخصصه سواء من الناحية النقدية لنظريات أومناهج قائمة، أو اختياره لمداخل جديدة أو بيان قصور أوعدم صلاحية نظريات أو مناهج معينة. ويرى الدكتور "على يحيى " الآتى :
أ- أن البرامج التى يمكن تطبيقها على الواقع العملى مثل برامج المسنين...الخ تصلح كموضوعات للدراسة.
ب- أن محاولة تطوير الأدوات تحتاج إلى جهود بحثية وإلى تطوير، نظرا لأنها فهى ليست ناضجة بالدرجة الكافية.
ج- أن المساحة البحثية بين العلوم مثل العلاقة بين الخدمة الاجتماعية والعلوم الأخرى كعلم النفس وعلم الاجتماع والطب، يمكن أن يخترقها الباحثون لتجديد الدماء فى بحوثهم
11- يستطيع الباحث عند مطالعته للببليوجرافيا الخاصة بقسمه في الكلية والأقسام والكليات الأخرى، اختيار مشكلة بحثية صالحة للدراسة، فيختارها عادة من المجالات التي لم يتعرض لها الكثيرون أو تعرضت لها رسائل محدودة.( انظر ببليوجرافيا الدكتور محمد أبو الحمد، بقسم الخدمة الاجتماعية بجامعة الأزهر ). المشكلة هنا هي أن الطلاب ينظرون إلى هذه الببليوجرافيا من زاوية واحدة وهى عدم تكرار البحث. الصحيح هو النظرة المتعمقة لهذه الببيليوجرافيا من زوايا مختلفة، فيستطيع الطالب مثلا أن يتعرف بسهولة على الموضوعات التى ليست فيها دراسات مكثفة عند اطلاعه على الاحصائيات والرسوم البيانية الموجودة فى آخر الببليوجرافيا.
12- تعالج وسائل الإعلام من صحف ومجلات وإذاعة وتلفاز مشكلات وقضايا اجتماعية، سواء أثناء الحوارات، أو عبر البرامج والمسلسلات والأفلام. وقد قيل أن الفنانين وكتاب القصص يملكون حسا اجتماعيا يفوق ما لدى المتخصصين من العلماء الاجتماعيين، يمكنهم من أن يكونوا أكثر تأثيرا على الناس وأكثر تعبيرا عن مشاكلهم الحياتية كما ظهر ذلك فى مسلسلات " عائلة الحاج متولى وتناولها لقضية تعدد الزوجات، مسلسل عاوزة اتجوز وتناوله لمشكلة العنوسة والمسلسلات التركية وتناولها لمشكلة الحب والخيانة الزوجية، وهناك المشاكل الاجتماعية المعروضة في الصحف وتناول الصحفيين لها بأسلوب جاذب للجماهير مثل بريد الجمعه لعبد الوهاب مطاوع.. ".
هناك فارق كبير بين أن يكون المشاهد فاعلا أو منفعلا بما يشاهده، فالمشاهد المنفعل مع أحداث البرنامج أو المسلسل لا يخرج منه إلا متأثرا ومقتنعا بأفكاره أما المشاهد الفاعل فهو يتابع بعين الناقد الخبير الذي يرى العمل الفني تعبيرا عما يجرى في المجتمع، ويمكنه أن يستنبط منها أفكارا قد تصلح كموضوعات للدراسة.
13- من أقوى المهارات في اصطياد فكرة جديدة رصد ما يجرى في المجتمع من تحولات وتغيرات ذات طابع اجتماعي في مرحلة ما قبل هدوء الأوضاع وتسجيلها ثم مقارنة ما يجرى بعد استقراء الأوضاع.. مثال ذلك أنه في فترة أحداث يناير حضر إلى مصر العديد من الباحثين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا لرصد الأحداث يحصلون بها على درجات علمية، ويقومون فيما بعد في صياغتها في نظريات تدرس في المعاهد والجامعات وتفيد صانعي القرار على المستوى السياسي والاستخباراتي.
ومن البديهى قبل أن يخطو الباحث خطواته الأولى فى دراسته أن يتأكد من أن موضوع بحثه جديد ولم يسبق تسجيله أو دراسته حتى لا يضطر إلى التوقف عنه بعد سنوات إذا اكتشف أنه قد سبق تسجيله أو دراسته. ويتحقق الطالب عن ذلك بالوسائل الآتية :
1- الكتابة إلى الأقسام المماثلة في المؤسسات التعليمية الأخرى أو مراكز الأبحاث الأخرى التى تعنى بمثل هذه المشكلات البحثية
2- الكتابة إلى مراكز الأبحاث الحكومية أو الخاصة، التي تعنى بمثل هذه
المشكلات.
3- مراجعة الإ صدارات الحديثة من الدوريات المتخصصة ذات الصلة الوثيقة.
وعلى الباحث عند اختياره لمشكلة البحث مراعاة المعايير الآتية:
1- توافر الإمكانات المادية اللازمة للقيام بالبحث 0 مثال ذلك أن يراعى أن يكون لديه من الإمكانيات ما يجعله قادرا على مواصلة الدراسة، ومن هذه الإمكانيات ( الرسوم السنوية التى تطلبها الجامعة – مصروفات الانتقال من مكان الإقامة إلى موقع البحث – مصروفات شراء المراجع أوتصويرها......الخ ).
2- توافرالمراجع والمعلومات والأدوات المتعلقة بمشكلة البحث.
3- امكانية حصول الباحث على مساعدة وتعاون المسئولين الإداريين فى مجال البحث الذى يقوم به. مثال ذلك إذا أراد باحث أن يدرس أثر التليفزيون على التحصيل الدراسى فإنه يحتاج إلى مساعدة وتعاون المسئولين فى التليفزيون.
4- التأكد من أن هناك فائدة عملية تتحقق من نتائج البحث الذى يقوم به، وأن هناك جهات معينة سوف تستفيد من هذه النتائج.
5- التأكد من أن البحث سوف يضيف شيئا جديدا إلى المعرفة الإنسانية، بمعنى أنه سيتوصل إلى حقائق غير معروفة. وفى حالة تكراره لبحث كان قد أجرى من قبل، فيجب أن يكون غرضه من البحث هو تأكيد أو نفى نتائج هذا البحث بهدف الوصول إلى الحقيقة وراء هذا الموضوع إذا كان مثار جدل.
6- أن تكون المشكلة التى يختارها الباحث مشكلة عامة أو ذات طابع عام،تهم قطاعات كبيرة من الناس والمواقف مما يعطيها أهمية وقيمة علمية واجتماعية أكبر.
7- أن تكون مشكلة البحث قادرة على جذب اهتمام الباحثين الآخرين فيتناولون منها جوانب لم يتعرض لها البحث، بمعنى أن المشكلة تركت الباب مفتوحا للعديد من الدراسات المكملة أو الضابطة.
المصادر
1-أحمد إبراهيم خضر، محاضرة عن بعض المهارات البحثية لطلاب الماجستير والدكتوراة،موقع بوابتى.
2- أحمد شلبى، كيف تكتب بحثا أو رسالة، مكتبة النهضة المصرية.
4- أحمد عامر، مشكلة البحث العلمى، www.wata.cc/.../showthread.php?
3- سعيد اسماعيل صينى، قواعد أساسية فى البحث العلمى، موقع الألوكة.
4- الإطار العام لكتابة الرسائل الجامعية،جامعة الملك سعود.
www.ksu.edu.sa/.../
5- موقع كلية آداب دمنهور.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
3-06-2012 / 23:19:15 أحمد عامر
شكرا استاذا العزيز على هذالمقال الشيق فى اختيار مشكلة جديدرة بالدراسة وبخصوص أنكم ذكرتم كتاب ببليوجرافيا الدكتور محمد أبو الحمد، بقسم الخدمة الاجتماعية بجامعة الأزهر ). بخصوص الرجوع اليه لمعرفة الدراسات السابقة وحتى لا يقع الباحث فى اختيار مشكلة سبق دراستها وبالتالى يجب ايضا ان يطلع على كتب البيلوجرافيا فى معاهد الخدمه وكليات الخدمه الأخرى ايضا حتى تكتمل له الصوره عت المواضيع التى تم تناولها دراسيا .
3-06-2012 / 23:19:15 أحمد عامر