منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6320
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لن أكون سوداويّا و لا متشاءما أكثر من اللاّزم إذا ما قلت أن ّ السواد الأعظم من الشعب التونسي قد تغلغت في تركيبته الاجتماعية و معاملاته جملة من مساوئ في السلوك و الأخلاق و التعاملات، بل أصبحت ثقافة متجذّرة فيه يحملها البعض فكرا و يطبّقها البعض الآخرواقعا و يراها ضرورة قصوى في العيش اليومي ...
هذه الثقافة هي سليلة عقود من حكم الحديد و النّار و التضييقات و الممنوعات و الحواجز الإدارية و القوانين الجائرة و المتخلّفة . كذلك ضيق العيش الذي صار عليه التونسي و انسداد الآفاق و التخيّل أن طريق الثروة يكمن فقط في الممنوع أو الاتجار في الشرف ( بمسمّيات مهذّبة و مختلفة ) أوالرهان الرياضي أو برامج ( الصّناديق )و القمار.
و خير دليل على هذا ما نراه اليوم من تهافت على التهريب تصديرا للسّلع و المواد الأساسية إلى البلدان المجاورة و التهريب توريدا للمخدّرات و الممنوعات و المحروقات و تجاوز القوانين و الرقابة الديوانية عنوة و باستعمال العنف،،، أليس هذه العصابات تتعاطى نفس أساليب الطرابلسية و أنّ التغيير لم يشمل إلاّ الأشخاص فقط أمّا الفعل فهو تلك (الثقافة الطرابلسية) التي ترسّبت عندهم ...و لعلّ ما وجده رئيس الحكومة في ميناء رادس من تبديل حاويات الطرابلسية بأسماء جديدة يدعّم ما أوردناه .
يضاف إلى هذا تلك المساويء التي باتت تتجلّى في الشارع التونسي خصوصا أين تغيب سلطة القانون و منها الإستحواذ على الملك العمومي و الخاصّ و التعدّي على حقّ الآخر، و السرقة و النّهب و (البراكاجات) و سهولة استعمال العنف اللفظي و الجسدي و تفشّي الرشوة و غياب الأمان و الغشّ و الإحتكار و علنيّة الرذيلة ،،،
أليس هذا من ثقافة العهد السّيء الذّكر، التي زُرعت في المجتمع . و الأدهى أنها باتت أمرا عاديا في ظلّ تغييب المفاهيم الصحيحة و إقصاء الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و ربّما تجريمهما في بعض الأحيان،، إنّها موروثات الدكتاتورية الوسخة. فهل وقف الشعب عند هذا التشخيص المؤلم ؟ و هل يبدأ في مراجعة هذه الثقافة الخاطئة و تقويم هذه العقلية الدّخيلة عليه قسرا للخروج من هذه الدّائرة المهلكة للمجتمعات ؟؟
و هل تتحمّل التيّارات السياسية بمختلف توجّهاتها و مشاربها و مؤسّسات المجتمع المدني بمختلف تشكيلاتها و مجاميع النّخبة و المثقّفين و علماء الدّين و أئمّتهم، هل يتحمّلوا مسؤلياتهم في توجيه خطاب إصلاحي و توعوي واقعيّ و عملي إلى مكوّنات الشعب ( الطيّب أصلا )و هل تلتفت سياسات الدولة إلى متابعة الوضع و سنّ و تطبيق قوانين إصلاحيّة ؟؟ هذا ما نرجوه حتّى ترجع إلى تونس جمالياتها التي بها يُستطاب العيش ..
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: