افخر اني وابنتي مواطنان من ابناء الشجرة الخبيثة

د . موسى الحسيني - العراق من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
المشاهدات: 3818 mzalhussaini@btinternet.com

يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط

مقالة بمناسبة غياب الشهيد البطل رياض عبد الكريم حسن – القائد الميداني لكتائب الحق – الجبهة الوطنية لتحرير العراق
د . موسى الحسيني
--------

دعاني مجموعة من الاصدقاء لجلسة عشاء عائلي في المطعم، ورغم اني على صلة طيبة بهم وبعوائلهم جميعا الا اني تحرجت ان اذهب بمفردي، واعرف ان ابنتي زينب هي صديق حميمة لزوجة وبنات احدهم، اتصلت معها لادعوها لمرافقتي.
كالعادة وككل الجلسات الشرقية احتلت النساء طرفا من الطاولة الممتدة لامتار، وكنا نحن الرجال في الطرف الاخر، وصادف ان يكون مكان ابنتي زينب في الصدارة، اي اكثرنا اطلالة وسيطرة على الطاولة، واندمجنا كل بمعزل عن الاخر. وفجاة وجدت صديقي ابو احمد يندسني ليقول ان خباثة الناصرية اشتغلت عند زينب، سالته لماذا، قال انها تراقبنا بطرف عينها، اخبرت زينب بصوت عالي بما قاله ابو احمد للسخرية والضحك.

زينب تمتلك سيارتين احدهما مارسدس ستيشن تستعملها عندما تتنقل مع توائمها الثلاث، واخرى بي. ام. دبليو سبور لاتحمل غير نفر واحد جنب السائق، وعادة ما تاتيني عندما تكون لوحدها بالسيارة السبورت على الاقل لتعبئها بالبانزين بعد لفت بضع كليومترات معي، لتغدو سفرتي معها اغلى ركبة من اي تاكسي في العالم. ليلة الدعوة من الطبيعي ان تاتي زينب بسيارتها السبورت وفات الجميع ان يذكرها ان عائلة الاخ ابو شهد ليس لديهم وسيلة نقل خاصة، ويمكن تعمدت هي ذلك، لانه من المحتل ان تكون المارسدس مليئة بالوقود

بعد انتهاء الحفلة تبين ان ايصال عائلة ابو شهد كانت مشكلة لاحل لها الا ان يطلبوا تكسي، ويعرف ابو احمد ان زينب عندها سيارة اخرى ستيشن. وعندما قالت انها جاءت بالسبور ولا تستطيع الا نقلي معها، كرر ابو احمد مزحته، خباثة، خباثة الناصرية تعرف راح نحتاجها وتعمدت ان تاتي بالسبور.
لاشك وانا اعرف الاخ ابو احمد جيدا ومتاكد من سلامة سريرته وطيبة قلبه، وان حديثه عن خباثة الناصرية ليس الا مزحة، بل وحتى سخرية ممن يقولون بها.الا اني هنا اود توضيح الامر اكثر.

طبعا بالمناسبة ان ابنتي زينب من مواليد لندن وقضت مدرستها الثانوية في سوريا ثم رافقت اخيها باللجوء للدانمارك، وهي تحمل الجنسية الدانماركية الان تعيش مع زوجها في لندن الان. شاءت الاقدار وبسبب ظروف سياسية انها لم تزر العراق ولا الناصرية ولا حتى يوما واحدا في حياتها.

فما هذه الخباثة المتجذرة فيها مجرد ان اصولها واجدادها من مدينة الناصرية. لناخذ بمزحة الاخ ابو احمد كنظرية.

اصل الشجرة الخبيثة كان شعار فخر لاهل الناصرية، منذ الحرب العالمية الاولى وبدايات الاحتلال البريطاني للعراق، عندما يسال احدا اي من اهل الناصرية وخاصة ابناء ريفها من اين انت يجيب بلا تردد وبفخر : انه من الشجرة الخبيثة.

وقصة الشجرة الخبيثة انه وخلال تقدم احدى وحدات قوات الاحتلال البريطاني ابان الحرب العالمية الاولى، نحو مدينة الناصرية وقريبا من مدينة سوق الشيوخ كان هناك ثلاثة من المجاهدين يتسترون بشجرة كبيرة بساق عريض يشكل ساترا منيعا لهم، وكلما تقدمت تلك الوحدة البريطانية كان هؤلاء المجاهدين الثلاث يعيقون تقدمها ويقتلون او يجرحون احد افرادها فتاخر تقدم الوحدة بعض الشئ وقدمت عدد من القتلى اثار امر الوحدة. واسلحة المشاة في ذلك الوقت كان اسلحة بسيطة عبارة عن بنادق ورشاشات ومدفعية هاون. لم تنفع الرشاشات انزعج الضابط البريطاني من الامر، فصرخ اين المدفع اقصفوا هذه الشجرة الخبيثة. حتى تمكن من ان يواصل سيره.
اعتبرها اهل المدينة بطولة تنسب لابناءها فكانت مثار فخر واعتزاز. للاسف ان الرئيس صدام حسين بعد حركة الغوغاء في نهاية حرب الكويت قال متهما اهل الناصرية، بانهم ابناء الشجرة الخبيثة ومن يدري قد يكون قالها بمعنى العتب ( انا لم اسمع الخطاب لمعرفة فحواه والطريقة التي استخدم بها المصطلح ). بعدها بدأ المغرضون بالتنكت والغمز من اهل الناصرية في انهم اهل الشجرة الخبيثة.

القصة معروفة عند مشايخنا لكن للاسف حتى اغلب مثقفينا لايعرفون اصل المصطلح. لكني ذكرت الحادثة واصل المصطلح من على شاشة الاي. ان. ان عام 2005 او 2006 لا اتذكر التاريخ. وكتب في حينها الاخ علاء اللامي مقالا شكرني عليه لانه هو نفسه لايعرف مصدر المصطلح.

اعيد كتابة القصة لاقولها بفخر واعتزاز اني واجدادي وابنائي من ابناء الشجرة الخبيثة. منتظرا من اهل مدينتي مدينة بطولات الشجرة الخبيثة ان لايتوقفوا عن العمل والقتال حتى نطهر العراق من الاحتلال واثاره صحيح انهم قدموا الكثير – الكثير، وصفحات المقاومة تشهد للبطل الشهيد رياض عبد الكريم حسن ( ابو ايناس ) ببطولات ستكشفها غدا صفحات تاريخ المقاومة العراقية. ونحن نعيش مناسبة مرور خمس سنوات على اختفاءه او خطفه وهو في الشارع الموصل بين مكتب جريدة صوت الحق ومنزله. ولم نعثر للاسف حتى على اثر لجثمانه حتى الان. تغمده الله برحمته. كان فعلا بطلا من ابناء الشجرة الخبيثة، مشحون بالحب لوطنه والاستعداد للتضحية من اجل المبادئ القومية السامية، بقلب مليئ بالحقد والخباثة لاعداء الوطن ومحتليه واعوانهم

اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الناصرية، المقاومة،

20-03-2012

لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه

رابط المقال

لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال

البريد الإلكتروني

اسمك