البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مصر : في كل عامً ثورة !

كاتب المقال محمود طرشوبي - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5267


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بعد عام على ثورة مصر و التي كانت ضمن بات ما يُعرف بالربيع العربي , فعند استعراض خريطة الثقافة السياسية المصرية خلال الأشهر المنصرمة نجد ان أسس الخطاب السياسي المصري لا زالت في معظمها على حالها ولا زالت بعيدة كل البعد عن تطلعات الجماهير وإذا كان من غير الممكن قلب المفاهيم واحداث ثورة فعلية على مستوى الوعي بين ليلة وضحاها فإنه من غير المقبول خلع "رموز الأنظمة " والبقاء على المضامين التأسيسية للبلطجة السياسية.

وبعد امتداد أكثر من نصف قرن من استحواذ فكر "التخوين" على الخطاب السياسي والثقافي للنظام الحاكم منحت "السلطة" من خلاله نفسها حق محاكمة "الآخر" ونفيه وتشريده، فإن مضامين البنية الاقصائية للخطاب لازالت قائمة ولو بشكل جزئي بعد الثورة حيث يجد من هو في موقع "القرار" المسوغات لمحاكمة من هو في الموقع "الآخر" بحج متنوعة وذرائع مختلفة.

هل قامت الثورة من أجل هذه النتائج التي وصلنا إليها الآن ؟ تبديل في الوجوه دون احداث تغيير حقيقي في بنية الوعي وترجمة عملية تستوعب قبول الآخر , و تحويل وجه الحرية إلي حرية يفرضها نظام حاكم و ما عداها فهو عميل و خائن ؟ وهل ستفترس الثورة أولادها و شبابها و تلقي بهم في غياهب مجهولة لأنهم كانوا الاقل حظا في الوصول الى البرلمانات الجديدة ؟

إن المبشرات بدولة ما بعد الثورة ات ليست على المستوي المطلوب وأمامها استحقاقات حاسمة وأهمها ارساء التعددية ورفع المعاناة الاقتصادية؛ و إعادة هيكلة الجهات الأمنية و علي رأسها وزارة الداخلية و بخاصة قطاع أمن الدولة المسمي خطأ بالأمن الوطني - و هو يستعد الآن بجمع كل المعلومات لكي يبدأ جولة أخري في تاريخ مصر من القمع و الإستبداد – و طرح كل رؤوس الفساد خارج مواقعهم الرسمية و إعادة رسم خريطة الإعلام الحكومي ليكون إعلام يهتم بنبض الشارع و اتجاهاته و ليس مجرد بوق للحكومة الرسمية أيا كانت سياساتها , و مازالت الرشوة و الفساد تملاءان أرجاء الجهاز الإداري في الدولة , و اظن أن الثورة لم تبرح مكانها في ميدان التحرير , و إن إعادة إنتاج نظام عسكري حاكم في مصر بات شبه يقيني , خاصة و إن أخر قلاع مصر و هو القضاء مازال غربان الفساد تعشش في أركانه بإعتراف عدد من رموزه الشرفاء .

إن التخوفات مما ستؤول إليه الأحوال بعد الثورة من حكومات ودساتير يبقى إنذار خطر شديد , فمجلس شعب يخضع لفصيل واحد علي إستعداد لقبول أي شيء من تحالفات أو غيرها من أجل إستمراره في موقعه لهو نذير خراب علي هذا البلد , و ما رسائل الإطمئنان المرسلة إلي كل سفارات الدول الكبري إلا نوع من فقدان مصر لسيادتها ضمن مشروع إنتاج نظام جديد يتمتع بالرضا الأمريكي و الأوربي , و لا أظن إن الحكومة القادمة لن تخرج عن التوجهات الحالية للحكم العسكري و سوف نستمر في نظام يحكمه العسكر بالفكر علي الأقل و هذا يجعل من المستقبل شاشة سوداء لا يستطيع أي إنسان التنبوء بحالها و بقدر هذا البلد في المرحلة المقبلة .

إن إستمرار الحالة الثورية في وجدان كل ركن في مصر قد يكون هو الحل الوحيد لكي نستطيع تغير الدفة التي إنطلقت لسيطرة الفكري العسكري الحاكم علي كل سياسة مستقبلية لمصر , و لا أري أن المطالبة برحيل المجلس العسكري الآن عند حدوثه ,هو نوع من إنتصار الثورة بل الإنتصار الحقيقي هو خلع الفكر العسكري الحاكم
لمصر منذ ثورة يوليو و الذي طغي و أصبحت كل قطاعات الدولة تسير بنفس الفكر, و هذا دور الثورة و الثوار في المرحلة المقبلة , و ليس 25 يناير القادم سوء مرحلة جديدة من بداية إنقاذ الثورة و تصحيح مسارها في الإتجاه الصحيح نحو خلع الحكم المستبد و الطاغي علي كل مقدارات الأمور في مصر .

إن من ينظر إلي 25 يناير القادم علي أنه يوم فوضي و تعطيل للإنتاج , أو إنه يوم إحتفال بثورة لم تنجح إلا في خلع الطاغية السابق لكي نسير علي منهجه لهم جميعاً مخطئون , فليعلم الجميع إن 25 يناير القادم و ما بعده هي إستمرارلثورة متعثرة تبحث عن النجاح فالثورة لا تقبل القسمة علي أتنين , فالثورات إما النجاح و إما الفشل , لا يوجد ثورة بنسبة .
إن مصر بعد قيام ثورتها لا يصح أن الحكم فيها يستمر بنظام " تكنولوجيا السلطة الرعوية" وآليتها حيث يطغى "مفهوم الراعي والقطيع"، فيما تعتمد السلطة على علاقة فردية لا علاقة قانونية، ، وتكون العلاقة بين المُخَاطِب والمُخَاطَب علاقة أمر ونهي والجواب الوحيد المقبول هو الامتثال والقبول.
أخيرا لعل ما يرجوه كل حرّ هو ان لا تكون الحكومات اللاحقة شبيهة بسابقاتها وان يكون التغيير قد تحقق فعلا برفض كل بلطجة وادانة كل قمع في ظل قبول التعددية السياسية بحيث لا ينتج تفرد حزب واحد وسيطرة فكر أوحد ولو حقق نجحا ساحقا في الانتخابات البرلمانية، ولعل القيم الانسانية تحتم ارساء التسامح والتعددية في كل مستويات المجتمع و يكون المواطن فرد له حقوق محترمة، وتكون تربية الفرد فيه قائمة على حريّة الاختيار وعملية صنع القرار.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الإنتخابات، الذكرى الأولى للثورة المصرية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-01-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الانتخابات في مصر : ثورة الشباب الصامتة
  معركة باب المندب : بين الطائفية و الإنتصار الزائف
  حروب طواحين الهواء
  في 25 يناير : محاكمة النظام السابق
  مصر : في كل عامً ثورة !
  مبارك و إسرائيل
  تغيير السياسات و ليس تغيير الوجوه
  نداء إلى دعاة الفتنة : كفوا أقلامكم عنا
  حتمية الإسلام و نهاية الحضارة الغربية
  الحرب الشرسة على الاسلا م بين صمت الحكومات و عجز الشعوب
  هل يتساوى داعى الفضيلة و داعى الرذيلة ؟
  عاكف و الإخوان و أوهام الأكاديميين
  ناجح ابراهيم من الإسلام المسلح إلى الإسلام الدعوي

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، محمود فاروق سيد شعبان، صباح الموسوي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفى منيغ، مصطفي زهران، وائل بنجدو، سامح لطف الله، محمد يحي، محمد الطرابلسي، علي الكاش، مراد قميزة، د - شاكر الحوكي ، يزيد بن الحسين، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، طارق خفاجي، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، محمد العيادي، رمضان حينوني، نادية سعد، حسني إبراهيم عبد العظيم، حسن عثمان، فوزي مسعود ، عمر غازي، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، كريم فارق، المولدي اليوسفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، محرر "بوابتي"، حاتم الصولي، منجي باكير، العادل السمعلي، د.محمد فتحي عبد العال، يحيي البوليني، صالح النعامي ، كريم السليتي، رافع القارصي، صلاح المختار، أنس الشابي، أحمد بوادي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العراقي، محمد علي العقربي، د - المنجي الكعبي، أ.د. مصطفى رجب، الهيثم زعفان، د - محمد بن موسى الشريف ، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، سفيان عبد الكافي، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، سلام الشماع، د. صلاح عودة الله ، الهادي المثلوثي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد النعيمي، رشيد السيد أحمد، عبد العزيز كحيل، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، د - الضاوي خوالدية، د. طارق عبد الحليم، د- جابر قميحة، رافد العزاوي، سيد السباعي، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - عادل رضا، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، الناصر الرقيق، عبد الرزاق قيراط ، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، صلاح الحريري، إيمى الأشقر، صفاء العربي، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، إسراء أبو رمان، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، بيلسان قيصر، د - مصطفى فهمي، محمد الياسين، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، د. خالد الطراولي ، حميدة الطيلوش، جاسم الرصيف، طلال قسومي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة