محمود طرشوبي - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9682
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نشر الأستاذ فهمى هويدى على جريدة الشروق يوم الاربعاء 24/6/2009 مقالا بعنوان "المشترك بين ساركوزي والملا عمر"، وقد ساوى سيادته بين الاثنين، ساركوزي مع الملا عمر الفقيه المجاهد الذى يدافع عن بلده ضد الاحتلال الامريكى لافغانستان، و هو يكاد يكون الوحيد الواقف أمام ضربات الناتو ضد الشعب الأعزل الذى يقتل منه كل يوم العشرات بحجة الخطأ مرة، آو أن هناك بين المدنيين أفراد من طالبان مرة أخري .
هذه التبريرات الامريكية التي لا تنتهي سواء فى أفغانستان أو وزيرستان بباكستان، فالهدف واحد و هو ضرب كل من يقول إسلام او تطبيق شريعة، و كل الذين ذموا الملا عمر هم الذين يكرهون الإسلام و المسلمين و لا يكرهون الحجاب و النقاب فقط بل يكرهون الإسلام نفسه، و أنت اعلم بهم منى.
كيف تقول ان الملا عمر اخذ حظه من الذم و انت تعرف كم نعانى نحن المسلمون من الهجمة الشرسة علينا و المستمرة من قرون للنيل من ديننا. ان الملا عمر لم يقم بعمليات إرهابية يا استاذ فهمى، انه يقوم بصد الاحتلال عن بلاده، و لا يسأل عن وجود ابن لادن على ارضى افغانستان فمن السبب فى وجوده أليس الأمريكان.
و كيف تريد منا ان نسوى بين الملا عمر الذين يدعو الى الفضيلة و هو النقاب، و بين ساركوزى داعى الرذيلة، و رئيس دولة تنشر العري فى العالم كله، و حفيد سلالة السفاحين الفرنسيين الذين قتلوا في بلاد الإسلام الملايين من البشر بدءا من الحملات الصليبية ومروراً بالاحتلال الفرنسي لمصر ثم كانت الهجمة الكبري على بلاد المغرب العربي، إضافة الى الهجمة الثقافية الشرسة لقلع الاسلام من قلوب المسلمين.
لن استفيض فى ذكر مآسي فرنسا ضد العالم الإسلامي، فأنت للأسف اعلم بها منى، أما موضوع الاكراه وهو وجه الشبه، فهل يتساوي الإكراه فى الحض على الفضيلة مع الإكراه فى الحض على العري و كشف الوجه و الساقين و الصدر و غيره، و لماذا الكلام عن الإكراه الآن، أليس هذا ما تفعله السعودية و إيران.
و بالمقابل الم يكره الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم المصري السابق و خريج الاتحاد الطليعى بنات مصر على خلع الحجاب، أما الجامعة الأمريكية فى القاهرة فإنها لازالت تكره من يدخلها على خلع النقاب و القضية ما زالت فى المحاكم، و التلفزيون المصري مازال يتحدى كل أحكام الدين و الدنيا و يرفض ظهور مذيعات محجبات على شاشته رغم ظهور المذيعات المحجبات على شاشة الجزيرة و bbc ، ألا يسمى هذا إكراها .
إن الخلاف فى موضوع النقاب داخل الفقه الاسلامى معروف، و ليس له علاقة بالمورثات الشرقية، فالإسلام نزل من السماء و كانت أزياء نساء العرب تكشف فيها المرأة شعرها و نحرها، و هذا كان تفسير تبرج الجاهلية الأولى فى القرآن، و ما عرفت المرآة غطاء الوجه الا بعد نزول الإسلام، و حتى فى مصر ارجع الى ماكتبه المؤرخون عن نساء الاسكندرية فى العصر الرومانى و الذى استمر الى ايام الفتح الاسلامى لمصر، فقد كان يلبسن مايكشف عن مفاتهن، لدرجة ان الرهبان فى الاسكنرية و هى قلعة المسيحية القديمة كانوا يشكون من ملابس النساء فى الاسكندرية، و لم تتغير هذه العادات الا بعد الفتح الاسلامى لمصر و عرف النساء الحجاب و النقاب، و كلنا يعرف رأى الامام عطاء فى موضوع النقاب، عندما سأل عليه و قام بتغطيه جسمه كله الا العين، و الخلاف فى المسألة اكثر من ان يحصى، و ان كنا نرجح الرأى القائل بالوجه و الكفين فى تفسير ( الا ما ظهر منها ) لكن لا يمنع هذا ان يكون النقاب فى اقل الاقوال فضيله ان لم يكن سنه، وانت تعرف ان ساركوزى لا يريد بكلامه هذا النقاب و انما حجاب المرأة المسلمة كله.
و تقول ليس عندى دفاع عن النقاب، فلماذا لا يكون هناك دفاع عن النقاب باعتباره فضيلة إسلامية، و ليس من مرتكزات الماضي كما تقول، أما حرية الزي التى تقولها عنها و ان حضرتك مؤيد لها أي حرية زي تقصد، انها ليست حرية الزي ياسيدى انها حرية العري.
انى اتسأل هل مثلك يااستاذى العزيز ينخدع بكلام ساركوزى، و الحبر لم يجف من مقالك الأخير حوله فى موضوع القاعدة العسكرية فى الإمارات.
انهم لايريدون حرية زي انهم يريدون حرية العهر و الفسق و الفجور، فأنا لا اقبل عليك يا استاذى أن تكون داعيا لمثل هذا! وكفانا مايفعله المجلس القومى للمرآة، فهم دعاة على أبواب جهنم .
-------------
محمود طرشوبي
كاتب مصري
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: