ملاحظات حول الحوار مع الدكتور المنصف بن سالم في برنامج "الصراحة راحة"
حسن الطرابلسي ـ ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6420
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في أول ظهور مباشر للوزير الجديد للتعليم العالي الدكتور المنصف بن سالم، الرجل الذي تعرض في عهد المخلوع إلى كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعجز شم الجبال على تحمله، بدا في كلامه صريحا وفي آرائه دقيقا وفي مواقفه واضحا وهو ما ترك لدى المشاهد انطباعا إيجابيا عن شخصية السيد الوزير الإنسان، والمربي، والسياسي.
لا يمكننا في هذا التعليق على هذا الحوار الثري ثراء حياة الدكتور بن سالم نفسها إلا الإشارة إلى بعض المعاني المهمة التي تبقى منطبعة في الذاكرة.
وقد تجلت هذه المعاني التي أشرنا إليها في عدد من القضايا لعل أهمها: إعتصام جامعة منوبة وإشكالية النقاب، "والأمن الجامعي"، كما ظهرت في موقفه من بورقيبة ومن عدد من القضايا الأخرى
فإعتصام الجامعة الذي نجح السيد الوزير في مدة قصيرة بعد توليه لمنصبه من فضه بشكل سلمي بعد أن شغل الرأي العام لمدة طويلة، كان من أهم المآثر الحديدة التي يجب أن تحسب له. كما عبر الدكتور بن سالم بوضوح أن الطالب يجب أن يكشف عن هويته ويبقى للإدارة المسيرة أن تجد حلا يتوافق عليه كل الأطراف في تطبيق هذه القاعدة. واعتبر أن النقاب، الذي لا يعتبره الوزير واجبا دينيا، لا يجب أن يكون عائقا دون ذلك.
وبوضوح لا يقبل التردد أعلن الدكتور بن سالم أن البوليس لن يعود إلى الجامعة أبدا وبشر بذلك بعهد جديد تدخله الجامعة مليء بالحرية والحوار الثري بين الأطراف المتعددة.
وأما في موقفه من الرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيبة بورقيبة فلقد فصل الدكتور بن سالم في هذا السياق المقال، إذ فرق بين مسألتين عند بورقيبة:
الأولى أن بورقيبة رجل دولة على النقيض من سلفه الذي دمر البلاد والعباد
والثانية وهي سلبية وقد حاربها السيد الوزير بشدة وتتمثل في هيمنة بورقيبة واحتكاره للدولة في شخصه.
في الحوار أشار السيد الوزير إلى ومضات قصيرة عن جانب مما تعرض له من تعذيب أثناء فترة المخلوع فذكر بعض الأحداث التي لم يتمالك مقدم البرنامج أمامها إلا من التعبير عن تقديره واحترامه الكبير لشخصية الدكتور بن سالم وصموده.
ولم بخلوا الحوار من بعض الطرائف كان أهمها تجنب بعض الوزراء الصعود معه في سيارته المتواضعة ISUZU والتي كان يشتغل عليه بائع خضار في عهد المخلوع.
وفي خاتمة هذا التعليق القصير على هذا الحوار الثري لا بد لي أن أذكر القراء الأكارم، وخاصة الشباب منهم، أنه سمحت لي الأقدار أن أستمع إلى حوارين مباشرين لوزيرين للتعليم العالي في تونس الأول كان في نهاية الثمانينات من القرن الماضي للوزير السابق محمد الشرفي وحوار هذا اليوم مع الدكتور بن سالم، وكلاهما من الأكاديميين من الدرجة الأولى في تونس.
ففي حين دعى الشرفي إلى عسكرة الجامعة، وأهان إطار التدريس والنقابات الطلابية إلخ... و"بشر" بذلك لفترة نهاية التاريخ المجيد للجامعة، كان حوار الدكتور بن سالم فتحا جديدا للتاريخ من جديد حتى أننا نعتقد أن الجامعة التونسية تستعيد دورها وأنها يجب أن تستعد لرسم الخطوط العريضة في بناء تونس المستقبل حتى تكون الحركة الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية فترتبط كل فصائل المجتمع بعضها بالبعض كالجسد الواحد.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: