منجي باكير - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6692
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لا شك في أن الإخوة الليبيين تربطنا بهم أواصر الإنسانية و الدّين و الجيرة، و نظرا لما حلّ بهم في أحداث ليبيا الأخيرة فإن الشعب التونسي بكل مكوّناته و في مختلف مدنه مدّ يد الغوث و العون لهم و لكلّ من خرج من ليبيا لاجئا من مختلف الجنسيات،، فعلنا هذا و ليس منًّا بل هو واجب أقدم عليه التونسيون برغم الظروف السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الرديئة،،و برغم كفاف العيش .
بل ربما لحقنا كثيرا من الضرر من أولئك الذين كانوا يمثّلون القذافي و كتائبه و أنصاره خصوصا الشباب المتهوّر منهم .
أمّا اليوم و قد صفا الجوّ السياسي و الاقتصادي عندهم فإنّ ما يلاحظ و خصوصا في مدينة صفاقس أن الأمر أصبح يشكّل مسّا في عيش المواطن، إذ نرى أن الاخوة الليبيين و زوجاتهم و أبناءهم اكتسحوا كل الفضاءات التجارية و بتنا نجدهم في كل زوايا المدينة، أنهجها و طرقها و متاجرها و حتّى _المراكز و الثنايا _ البعيدة نسبيا و هم يقبلون على الشراء و بكميات وافرة و بدون نقاش في الثمن و هذا راجع إلى توفّر المال عندهم كما يظهر جليّا في معاملاتهم.
هذا الأمر بدأ يشكّل تهديدا مباشرا لعيش هذا المواطن الذي تعوّد على نمط يساير دخله و لم ينفعه تقشّفه الذي اشتهر به لأنّ الأمر تعدّاه و تجاوزه بكثير،،،
المعادلة أصبحت لا تستقيم فالوضع المادي غير متكافئ و غير كافي من أصله و زاد سوءً و تدهورا و تردّيا بعد موجة التصدير العشوائية و الغير مراقبة لكل أنواع السلع، و خصوصا الحياتية منها و المعيشيّة .إضافة الى هذا تسوّق الإخوة الليبيين اليومي و تواجدهم حتى في الاسواق الشعبية للخضر و الغلال و الملابس و غيره ..
المواطن أصبح لا يخفي تشكّيه من هذه الظاهرة و مساسها بأوكد حاجياته و ذلك تلميحا أو تصريحا باعتبار أن الأمر يتطلّب حلولا جذرية و فورية يمكن أن توفّق بين واجب حسن الضيافة و ضروريات عيش المُضيف …!
و لا يهمّه في ذلك تأويلات الاقتصاديين و السياسيين، ما يهمّه هو القفة التي سيرجع بها إلى أولاده و كيّفيّة تلبية أوكد حاجياتهم اليومية و الحياتية في ظلّ وضع مادي دون المطلوب أصلا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
18-11-2011 / 02:57:37 عبد الملك
المسلمون كالجسد الواحد
سامحك الله يا أخي، الأرزاق بيد الله يرزقنا من حيث لا نحتسب والأولى بنا نحن التونسيين أن نأخذ بسنّة الأنصار مع إخوانهم المهاجرين، يقول الله تعالى عنهم: ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) الحشر/ 9
فانظروا إلى هذا الإيثار الذي هو من الكرم واقتدوا بهؤلاء، اقتدوا بالحسن والحسين وعثمان وطلحة ومعاوية والليث والشافعي وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم، وأنفقوا من أموالكم في وجوه الخير، في سبيل الله، فإن الدنيا إلى فناء، ولا تسلّموا لوساوس الشيطان. أنفقوا ولا تخشَوا من ذي العرش إقلالا، فإنّ الله لا يضيع مثقال ذرة.
جعلنا الله من الكرماء الأسخياء الذين عندهم الإيثار من الأصفياء الأتقياء، آمين.
ثمّ إنّ إخواننا اللّيبيّين هم أحد إثنين: إمّامسلمون فهم حينئذ في أرضهم أرض محمّد صلى الله عليه وسلّم ولا حجّة لنا في نصّ أو إجتهاد بكون هذه الأرض أوقفت للتونسيين دون غيرهم من المسلمين، وإمّا أنهم عرب إستجاروا بنا فالواجب عندئذ إكرامهم والصبر عليهم والإنبساط في وجوههم ونحتمل عثراتهم ونبذل لهم المعروف ونكفّ عنهم الأذى على عادة اهل الجاهلية في إيثار الضيف وحماية المستجير وهذا من باب المروءة كما يقال. قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله " قد استنبطت من القرآن كل شيء فأين المروءة في القرآن " قال في قول الله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " ففيه المروءة وحسن الآداب ومكارم الأخلاق.
ثمّ إنّا ما علمنا عن إخواننا اللّيبييّن إلاّ خيرا، قوم هم أسبق الناس إلى مسجد وأشدّ الناس حياءً، لم يحدثوا حدثا واحدا في بلادنا ولم ينتهكوا عرضا، ولم يسبّوا نبيّا ولا شكّكوا في القرآن ولا سبّوا الذات الإلهيّة ولم يطلبوا تدخّلا أجنبيّا في شؤوننا ولم يفتحوا خمارات لا و لم يسرقوا أموالا كما يفعل العلمانيون، فأيهما أفضل يا أخي: العلمانيون التونسيون الذين يأكلون أموالنا ثمّ يسبّون نبيّنا وإلهنا جهارا، أم إخواننا اللّيبييّن ذوي الأيدي المتوضّئة، كلاّ وربّي ليسوا سواء، إخواننا اللّيبييّن لو دعونا بهم القطر لنزل، أمّا هؤلاء العلمانيين ذوي الوجوه الكالحة فإنّهم مجلبة للقحط والفقر، هؤلاء هم أولى أن لا نبيع لهم ما أنعم الله به علينا.
18-11-2011 / 02:57:37 عبد الملك