(165) خمس شهادات من الغرب وأفريقيا على تدمير الحركة النسوية للزواج والأسرة
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9262
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
النسوية كما يعرفها معجم أوكسفورد : " هى الإعتراف بأن للمرأة حقوقا وفرصا مساوية للرجل" وذلك في مختلف مستويات الحياة العلمية والعملية ". أما معجم " ويبستر " فيعرفها بأنها : " النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتسعى كحركة سياسية إلى دعم المرأة واهتماماتها وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه ". ( الفلسفة النسوية، www.ok-eg.com)
الحقيقة هى أن هذين التعريفين للحركة النسوية لا يكشفان عن المتضمنات الحقيقية لمفهوم هذه الحركة، ولا يحددان بوضوح الأهداف التدميرية التى تسعى إليها. وأيا كان الأمر فإن ما يهمنا هنا هو خطورة الفكر الذى تحمله هذه الحركة على الإسلام والمسلمين.
يقول الدكتور " خالد قطب " : " الفكر النسوى فكر استعمارى بطريقة أو بأخرى، حيث يستخدم المستعمر الفكر النسوى لتبرير هيمنته وسيطرته على البلاد التى يستعمرها، وقد لعب الفكر النسوى دورا بارزا فى الحملات الاستعمارية التى استهدفت العالم الإسلامى فى القرن التاسع عشر، كما لعب هذا الفكر ومازال يلعب حتى الآن نفس الدور مع الاستعمار الغربى الجديد الذى يستهدف عالمنا الإسلامى........ إن الإسلام فى نظر الحركة النسوية الاستعمارية هو العدو منذ الحروب الصليبية، فقد انصبت نظرية الخطاب الاستعمارى الجديد والذى يتمحور حول المرأة على أن الإسلام بطبيعته يضطهد المرأة، وأن الحجاب والتفرقة يرمزان إلى هذا الاضطهاد "(1).
( خالد قطب، فلسفة النسوية من منظور نقدى، كتاب مجلة البيان عن الحركات النسوية وآثارها ).
و¬جاء فى ورقة عمل قدمت إلى المؤتمر التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامى عام 1423هـ بعنوان : " الحركة النسوية الغربية وآثارها في ظل الانفتاح العالمي " الآتى :
" الحركة النسوية الغربية المعاصرة Feminism هي تنظيم غربي انطلق من الولايات المتحدة الأمريكية ويتخذ منها مركزاً له، وتعتبر هذه الحركة امتداداً للحركات النسويةِ الغربيةِ التي ظهرت في أمريكا وبريطانيا خلال القرن التاسع عشر الميلادي، والتي ناضلت في سبيل الحصول على الحقوق الإنسانية للمرأة حيث كانت المرأة في تلك البلاد محرومةً من التصرف في مالها ولا تُوفّر لها فرص التعليم والعمل. وتمحورت مطالبهن حول الحقوق الفردية للمرأة في أن تُعاملَ على أساسٍ مساوٍ للرجل في إنسانيته.
ومع تقدم الوقت وبعد حصول هذه الحركة على المطالب السابقة، رفعت شعار التماثل الكامل بين الرجال والنساء في جميع الجوانب بما فيها التشريعية، وكانت دول العالم الإسلامى من المناطق التي نشطت فيها تلك الحركة، سعيا وراء توطين الفكر الغربي والمبادئ التي تدعو لها الحركة فى بلاد الإسلام. ويعد التنظيم النسوي الأقوى والأكبرِ والأكثرِ انتشاراً في العالم أجمع، و يعمل من خلال شبكةٍ ضخمة من المؤسسات والمراكز و الجمعيات، وقد أمتد تأثير أيديولوجية هذا التنظيم إلى السياسة، و القضاء، والتعليم، وغيرها.
وتعتبر مصر أول الدول الإسلامية التى تأثرت بالحركة النسوية الغربية، فتأسس الاتحاد النسائي المصري عام 1923م، احتفت به الدوائر الغربية بهذا الاتحاد المصرى، فحضرت رئيسة الاتحاد الدولي للحركة النسوية آنذاك ( د.ريد ) الى مصر للمساعدة في بناء التنظيم، ونتج عن ذلك إقامة المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، الذي تضمنت توصياته تقييد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق، وتعدد الزوجات، والمطالبة بحذف نون النسوه، والجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي.
وقد بارك الغرب هذا المؤتمر، وأرسلت زوجة الرئيس الأمريكي "روزفلت "برقيةَ تحية للمؤتمر. وبعد ذلك تعددت الأحزاب والجمعيات النسائيةُ المنتمية للحركةِ النسويةِ الغربية في الدول العربية والإسلامية والتي ناضلت طيلة القرن الماضي في سبيل تغيير تشريعات المرأة المسلمةِ بتمويل ودعم من الدول الغربية.
سميت الحركة النسوية في مرحلتها الأُولى بـ " Equity Feminism" أى " نسوية المساواة ". أما المرحلة الثانية للحركة النسوية، فتسمى بـ " Gender Feminism" أى " نسوية الجندر " أو نسوية النوع . بدأت هذه الحركة الأخيرة فى عام 1960م وأخذت منحنىً مختلفاً في ايدلوجياتها ومطالبها ؛ وأصبحت تحمل أيدلوجيةً شاذةً و غريبة.
تبنت النسوية المعاصرة مفهومين أساسيين كقاعدة لعملها هما: مفهوم النوع (Gender ).ومفهوم الضحية (Victim).
سعت الحركة من خلال مفهوم " الجندر" إلى إلغاء الفروق بين الجنسين، والإنكار التام لوجود جنسين مختلفين، وإلغاء مُسمى ذكر وأُنثى، ورفض حقيقة اختلاف الذكر والأنثى الذَيْنِ هما من صنع الله عز وجل، سعياً منها إلى إلغاء مفهوم (الزواج) فطرةَ الله عندما بدأ بحواء وآدم كزوجين عمَّر بهما الأرض.
وعبر مفهوم "الضحية" تبنت الحركة آلية الانتقاد العام للرجال، وعمَّقت الشعورَ بالكراهية تجاه الرجل، ووجهت جهودها لخدمة هذا التوجه الجديد، وتأكيد نظريتها التي تقول (إن المرأة ضحية لوجود الرجل).
ويمكن القول بصفة عامة أن الحركة النسوية تسعى إلى :
أولا : تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفسية، ومحاولة تأكيد هذا الاعتقاد عن طريق الدراسات والمقالات والكتب المتحيزة و زرع مصطلح "النوع Gender "لتأكيد هذا المفهوم في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار اللواط، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد وتقويض الأسرة الطبيعية. و يضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهر المرأة، وأن وجوده يشكّل عبئاً على المرأة هي ليست في حاجة إليه، وإنما العقلية الاجتماعية التقليدية هي التي فرضته عليها، وأن هذه الأدوارَ التقليديةَ كلَّها أعمالٌ غير مُربِحةٍ للمرأةِ تبذل فيها وقتها وجهدها ولا تتقاضى عليها أجراً.
ثانيا : تسعى الحركة النسوية عبر تكريس مفهوم "الضحية" إلى التأكيد على أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التى تبناها بوعيهِ، وأَدّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة. فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل. وأن المرأةَ غيرُ ملزمةٍ بتحمل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة الى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية.
ثالثاً: التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروّج لهذه النظرية ( جميع الرجال مغتصبون ) ووفقا لهذه النظرية فإن أيّةَ علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تعدُّ اغتصاباً حتى ولو كانت من قبل الزوج.
رابعاً: إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطائها الحق أن تحدد نوعها الجنسي الذى تريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع من يروق لها، خارج أو داخل إطار الزواج. واعتبرت أن التحكّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها.
خامساً: تشجيع الزواج من نفس الجنس "الشواذ" والمطالبة بحمايته دولياً، والاعتراف به حتى لا تشقى المرأة بالحمل والإنجاب.
وتتفاخر معظم القيادات المُنظِّره للحركة النسوية المعاصرة بانهنَّ كُنَّ أو لا يَزَلنَ سحاقيات يتعاطينَ الجنس مع بنات جِنسِهنْ وعلى رأسهن الكاتبات المعروفات المنظِّرات للنسوية. وهذا الارتباط والاتصال بين الحركة النسوية والسحاقية امرٌ مشهور ومعروف.
أما عن تأثير الحركة النسوية الغربية على الدول العربية والإسلامية فقد استطاعت الحركة النسوية العربية عن طريق أسلوب الضغط على الحكومات وبدعم قوى من الغرب وبالعمل الدؤوب الموجه للمرأه العربية تحقيق ما يلى :
أولا : تكوين صف من الكوادر المنتمية إليها بين المثقفات في هذه الدول، واللاتي مع قلة عددهن إلا أنهن استطعن الوصول إلى مواقع السلطة بفضل نشاطهن الذي لا ينقطع.
ثانيا : الوصول إلى شريحة الكتاب والأدباء والصحفيين الذين سخروا أقلامهم وأدبهم للدعوة إلى الإباحية وإثارة قضايا المرأة من المنظور العلماني البحت (2).
ثالثا : تأسيس شبكة كبيرة من المنظمات في الدول العربية، و التي تعمل تحت مظلة ( قضية التنمية ) مع التركيز على مفهوم تنمية المرأة العربية، وتتخذ معظم مؤتمراتها ولقاءاتها هذه التسمية بالذات. والحقيقة هى أن خطط تنمية المرأة العربية تفتقد إلى المنهجية المستمدة من المرجعية الدينية والثقافية والاجتماعية للدول العربية والإسلامية، كما تتبنى مناهج فكرية وإجتماعية مغايرة للمنهج الإسلامي. هذا بالإضافة إلى أن منطلقاتها وهمية، ونُقلت كما هي دون النظر في صلاحيتها ومشروعيتها.
رابعا : استخدام منظمات المجتمع المدني في المجتمعات العربية كأداة لتحقيق أهدافها مع التركيز على النساء الفاعلات للتحكم فى انتمائهن الفكرى (3).
خامسا : استصدار التقارير التى تحقق أهدافها تحت غطاء ما يسمى بحقوق الإنسان.
سادسا : مطالبة المنتسبات للحركة النسوية بقصر قانون الأحوال الشخصية في الإسلام على العبادات وإبعاد الدين عن دستور الدولة، وإلغاء نصوص قرآنية قطعية الدلالة لا تقبل التحريف والتأويل كقوامة الرجل و العدة، و تعدد الزوجات والإرث والحدود و غيرها.
( انظر بتصرف : الحركة النسوية الغربية وآثارها في ظل الانفتاح العالمي، ورقة عمل مقدمة إلى المؤتمر العالمي التاسع للندوة العالمية للشباب الإسلامي، عام 1423هـ )
womenchair.ksu.edu.sa/up/harkah-karbiay-20100314-215644.doc
سابعا : حصلت الحركة النسوية على موافقة وزيرة الدولة لشئون الأسرة والسكان في مصر على التوقيع على اتفاقية "سيداو" التي تمنح المرأة الحق في إقامة علاقات جنسية خارج إطار الزوجية، رغم اعتراض الأزهر لما تتضمنه من بنود تخالف الشريعة الإسلامية.
وكان من ضمن بنود الاتفاقية التي أثارت الكثير من اللغط حولها محاولة إعداد ميثاق عالمي ضد ماتسميه "انتهاكات" الأديان لحقوق المرأة ، وتحديدا المرأة المسلمة. وترفض الحركة النسائية حجاب المرأة وتراه نوعا من التمييز السلبي ضدها، كما تم إقرار قانون الطفل الجديد المثير للجدل , على الرغم من اعتراض المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية على كثير من بنوده , لمخالفتها الصارخة للشريعة الإسلامية، ومن أهم بنود هذا القانون الجديد: تحريم ختان الإناث ورفع سن الزواج للفتيات إلى سن 18 سنة، وتجريم معاقبة الأطفال، وكذلك إباحة نسب الطفل لأمه عند الطلب، والموافقة لها على تسجيل ابنها بنفسها دون حاجة لوثيقة الزواج ( تابع : النظرية النسوية ).
أدرك بعض " عقلاء الغرب " خطورة الحركة النسوية على الزواج والأسرة والمجتمع، فظهرت العديد من الكتابات التى تكشف النقاب عن درجة هذه الخطورة وتحذر منها. وسنختار من هذه الكتابات الغربية ما يمكن أن نعتبره " شهادات " لعلها تنبه النساء المسلمات اللاتى يتبين هذا النوع من الفكر إلى آثاره التدميرية على المجتمع عامة وعلى الزواج والأسرة المسلمة بصفة خاصة.
أولا : شهادة موقع " Jeremiah project " فى مقالة بعنوان تأثير النسوية على الأسرة جاء الآتى :
" أخذت الحركة النسوية الحديثة والمعاصرة شكلا تعصبيا قبيحا. تغيرت وجهتها من مطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة والإصلاح إلى مطالب أخرى. لم تعد الحركة النسوية مرنة كما كانت، إنها اليوم تميل إلى العراك والقتال والغضب والتشنج، والتركيز الأكبر على متطلبات الحياة المادية. تبنت برامج ضد الله، وضد الرأسمالية، وضد الأسرة، وضد الأطفال، وضد الممارسة المشروعة للجنس. صبت عدائها ضد الرجال بكل السبل الممكنة. سعت بشدة نحو اغتراب الرجال عن النساء واغتراب الرجال عن النساء.
ارتبطت الحركة النسوية بالقضايا الماركسية، وأبرزت تحمس اليسار للزنا، والسحاق، والتمركز حول الذات، والخنثوية، وعمليات تغيير الجنس،وأعلت من شأن هذه القضايا، وجعلتها فوق قيم الأمومة والطفولة (4). أعلنت الحركة النسوية الحرب ضد المجتمع الطبقى، والأسرة، والملكية الخاصة والدولة. هناك فى الواقع منظمات إرهابية مثل :" التنظيم القومى للمرأة، ومنظمة الأبوية المخططة، وهيئة التعليم القومى، ومنظمة شعب من أجل الطريقة الأمريكية، ومنظمات اللوطيين والسحاقيات "، اندفعت هذه المنظمات إلى إضفاء البطولة على ممارسة الزنا والدفاع عن حقوق اللوطيين، وعن ممارسة الإجهاض عند الطلب. هاجمت هذه المنظمات الإرهابية المعتقدات الدينية والتنظيمات المحافظة وعملت على حل عرى أبنية الأسرة التقليدية.
الآتى بعد هو مقتطفات من شعارات رائدات الحركة النسوية
1- تقول " بيتى فرايدن" مؤسسة التنظيم القومى للمرأة : " إن الأسرة معسكر اعتقال مريح لا بد أن نحرر المرأة منه ".
2- تقول " ستيلا كرونان " أكثر قادة الحركة نشاطا : " طالما أن الزواج عبودية للمرأة، فإن على الحركة النسائية أن تهاجمه... إن الطلاق هو سبيل النساء المحبطات والعاجزات والمغامرات ".
3- تقول " مل كرانتزلر" عما تسميه بـ " الطلاق الخلاق" : أن تقول المرأة وداعا للزواج فإنها تقول فى الحقيقة : أهلا بحياة جديدة حيث الحرية، والتأكيد على الذات، أهلا بأسلوب حياة جديد ونظرة جديدة للحياة، إن قرار الطلاق بالنسبة للمرأة هو أفضل قرار تتخذه فى حياتها ".
4- تقول " جاردن تاجارت " المدافعة عن حقوق السحاقيات " : " سنبين للناس أن السحاقيات موجودات فى كل مكان وأن لديهم قوة فائقة ".
هناك 61% من النساء يعشن مع أطفالهن ممن هم دون سن العاشرة بلا مورد رزق ولا مهارات عمل يمكن أن تكتسبن منه. هناك 50% من النساء اللاتى يعملن ولكنهن يتقاضين الحد الأدنى من الأجور، ولهذا نرى أن 71% من الأمريكيين يعيشون تحت حد الفقر.
لقد نجحت الحركة النسوية ومن يحالفونها من اليساريين فى أن تبذر فى مختلف الولايات الأمريكية بذور ما يعرف "بطلاق الخلع " تحت ستار ضمان حقوق المرأة، أما عن كارثة أثر الطلاق على الأطفال فقد حاولت الحركة أن تستند إلى هذه الدراسات التى تبين إمكانية تعافى الأطفال من آثار الطلاق بسرعة.
لقد وجدت النسوية المقاتلة الباحثة عن القوة أن أفضل طريق أمامها هو ميدان التناسل. ووجدت فى قضية الإجهاض بغيتها فى ممارسة سلطتها، والدفاع عن معتقدها فى إثبات أن الرجل غير ضرورى بالنسبة للمرأة، وأن النساء لا يحتجن إلى الرجال ويجب ألا يرغبن فيه، وأن السعادة الكاملة يمكن أن تتحقق بدون رجال وبدون زواج. لهذا أصبحت قضية الإجهاض هى الهدف " الرمز" لتحرير المرأة من قوة الرجل ونفوذه ".
فى المؤتمر العالمى الرابع للأمم المتحدة الذى عقد فى بكين عام 1995 استخدم مصطلح " جندر " مائتى مرة، فى حين لم يستخدم مصطلحى "الزوج والزوجة" إلا فى الصفحة رقم 121 من وثيقة المؤتمر. وإذا أضفنا إلى ذلك هذه الاقتراحات التى كانت تعمل على استبدال مصطلحى " الأم والأسرة" بمصطلحى " الراعى وربة المنزل " لتبين لنا أن عملية تغيير المصطلحات هى أول السبل لتغيير الطريقة التى يفكر بها العالم نحو الأسرة.
لقد أدى اللعب على الدور الفطرى للرجل والمرأة إلى المزيد من الفوضى وعدم الثقة والشك بين الجنسين. لقد تحررت النساء من المنزل، ومن أزواجهن، ومن أطفالهن ورعايتهن، تحرر الآباء من سلطاتهم، وتحرر الأطفال من القيود والقواعد التى يفرضها عليهم والديهم، ثم تحرر كل الناس من المعايير الأخلاقية. لقد احتقرت النسوية كل هذه المعاييرالتى كانت تربط المجتمع بعضه ببعض بإحكام، فكانت النتيجة ضياع الأسرة وضياع القيم، ولم يتبق لنا إلا سعار جنسى، وأمراض جنسية، وانتشار للطلاق، وجيل فقد الحب ففقد الانضباط، أطفال ضائعون...فما الذى أبقته النسوية لنا إذن ؟" www.jeremiahproject.com/prophecy/feminist2.html
ثانيا : شهادة "باتريشيا لانسا" :
فى مقالة بعنوان :" النسوية والأسرة " كتبت " ب. لانسا " الآتى :
" انطلقت النسوية فى هجومها على الأسرة من شعار " سيمون دى بوفوار" :" ان المرأة لم تولد أنثى، وإنما المجتمع هو الذى جعلها كذلك ". إن مثل هذا الهراء ينكر المواصفات الفطرية للمرأة ويمثل حربا ضد طبيعتها ".
أنه لا بد لنا من أن نعلن بوضوح عن حقيقتين أساسيتين :
الأولى : أن كون الإنسان رجلا أو امرأة ليس بناء اجتماعيا، لكنه حقيقة بيولوجية لها دورها فى منهج التناسل البشرى.
الثانية : أنه إذا كانت الفلسفة الماركسية مسئولة عن القبول العام للعديد من الأفكار الاقتصادية الزائفة، فإن النظرية الفرويدية بمفاهيمها المعروفة عن الجنس والرجل والمرأة كان لها أثرها العام على العلاقات الجنسية وحياة الأسرة. إن قبول الناس غير النقدى لفكرة أن ضبط الحياة الجنسية يوجد كبتا جنسيا، فتح الطريق أمام التساهل فى مسائل الجنس وجعل اللذة هى الأصل فى العلاقة بين الجنسين. إن فكرة تحرير المرأة لم تجذب إليها إلا هذه الفئات من النسوة من ضعيفات العقول اللواتى عشن حياة عاطفية مشوهة، فجعلن من هذه الحياة سبيلا لتشويه الواقع، فهددن بذلك ليس فقط جنس النساء كله، وإنما المجتمع بأسره. لقد عاشت هذه النسوة حياة زوجية محطمة، وكن أمهات غير متزوجات، ووجدن أنه يصعب عليهن الجمع بين تربية اطفالهن والمحافظة على سياقهن المهنى، وحرمت البعض منهن من دعم اقتصادى رجولى، فدفعتهن كل هذه الظروف إلى الانجذاب للنسوية، فتسببن فيما يعرف الآن بالعنوسة القهرية. هذه الحياة النكدة التى عاشت فيها هؤلاء النسوة جعلتهن فريسة سهلة لبائعات نسوة الجندر. لقد وجدت هذه النسوة فى نسوية الجندر هذه تفسيرا مقبولا وتعويضا عن المآسى والكوارث اللاتى عشنها.
إن مكمن الخطر فى نسوية الجندر أنها أصبحت أحد العوامل الأساسية فى تخريب الأسرة.وضرب مثلث " الله والوطن والأسرة".
إننا حينما نتحدث عن هذا المثلث بتقدير واحترام لا تجد منهن إلا قهقهة عالية مليئة بالسخرية.
لقد أثبتت العديد من الدراسات أن انتشار الكثير من أمراض المجتمع إنما يعود إلى انهيار الأسرة. إن الأسرة هى المحضن الذى يعلم أفراده الحب والعاطفية النامية. انها المكان الذى يجد فيه المراهقون الملجأ والملاذ، والراحة والتشجيع فى عالم مليئ بالمتاعب. فى الأسرة يتعلم الأطفال الولاء، والواجب، والمشاركة، وضبط الذات. إن هذه الفضائل هى النموذج التقليدى الذى تتحقق فيه الصحة العاطفية للأسرة، ويتعلم أفرادها أول الدروس التى تساعدهم على تطوير أنفسهم ومجتمعهم. إن انهيار الأسرة هو اليوم جزء أساس من الأزمة العامة التى يعيشها المجتمع الغربى (5).
لقد جاء اللوبى النسوى ليعزز هجومه على الأسرة، وينشر ثقافة موانع الحمل والواقى الذكرى.
يكفينا هنا أن نشير إلى هذا القس الإنجليكانى فى لندن الذى أعلن أمام الناس " أن الزنا ليس بخطيئة (6)، إنه ببساطة نوع من القسوة. لقد اعترفت العديد من البلاد اليوم بشرعية زواج الشواذ، وبحقهم فى الشعور بالأبوية. هناك العديد من الأزواج بلا أطفال، وهناك أمهات غير متزوجات، وأعدادهن ترتفع بشدة ".
إذا أصبح كل هذا الذى يقوله القس مقبولا اجتماعيا، وليست هناك إلا احتجاجات ضعيفة على مثل هذه التصريحات فلا مشكلة هناك إذن مع النسوية الجندرية، ولا نحزن إذا وجدنا العديد من صور التسامح والتعاطف معها ".
sami119.tripod.com/shemaisrael/id29.html
ثالثا : شهادة شيما إسرائيل :
فى مقالت لها بعنوان :" النسوية فى مواجهة الأسرة "كتبت شيما إسرائيل تقول :
" لا تحتاج مسألة تمييز الاختلافات بين الرجل والمرأة إلى ذكاء شديد، ومن الغباء تجاهل هذه الاختلافات. إن الاختلافات النفسية والبيولوجية مركوزة فى فطرة كل منهما، وإذا كانت هناك بعض الشواهد على وجود تساو بينهما فهذا استثناء وليس بقاعدة تغير من طبيعة خلقهما.
إن واقع الحركة النسائية أنها حركة تهاجم البنية الأساسية للمجتمع الإنسانى وهى الأسرة. إنها حركة تسعى إلى تدمير النظام الطبيعى للخلق وتستبدله بنمط حياة من قيم وضعية لا تترك مجالا لما هو شرعى.
إن دور المرأة الرئيس هو أن تعتنى بمنزلها وتربى أطفالها، إنها عماد كل ما يخص البناء البدنى لأسرتها. وهذه المهمة من أول أولوياتها. لقد غيرت الحضارة الغربية هذا النظام الطبيعى والعقلانى، وجعلت السياق المهنى للمرأة يعلو فوق كل شيئ على حساب أسرتها وأطفالها.
لم تعكس الحركة النسوية وتفسد النظام الطبيعى للحياة فحسب، لكنها أفسدت الأخلاق أيضا. إنها كحركة اجتماعية عمدت إلى قتل الأطفال قبل ولادتهم، ودعت إلى اللواط والسحاقية والفوضوية والماركسية والإباحية، وقل ما تقول بعد ذلك. إن هذه الحركات المنحلة تعامل المرأة كقطعة من اللحم، ووسيلة لإشباع الرغبات الجنسية. لم تفقه هذه الحركات أن احترام المرأة لا يقوم على تعرية جسدها، وإنما يقوم على شخصيتها وإنجازاتها وتربيتها لأطفالها ".
sami119.tripod.com/shemaisrael/id29.html
رابعا : شهادة "مارلورى فاتشز وكلير هالبور" :
فى مقالة للكاتبتين السابقتين "تحت عنوان الآثار السلبية للنسوية الحديثة على الأسرة" كتبتا تقولان :
" منذ بزوغ الثورة الجنسية تمسكت النساء بأفكار " مارجريت سانجر" وهى المرأة التى دافعت عن الاختلاط، وعن موانع الحمل، وعن الاجهاض عند الطلب. إن قبول هذه العقلية المضادة للحياة والمرأة مزقت الرابطة التى تربط المرأة بطفلها، وأضعفت علاقتها مع زوجها بسبب القتل العمدى للحياة التى كانت ستضيف إليهما شيئا جديدا. اعتبرت النسوية أن قتل الخصوبة عبر استخدام موانع الحمل الصناعية، وتأييدها للإجهاض نصرا للنساء. إنه فى واقع الأمر قتل بدنى وعاطفى للمرأة.
أوضحت الدراسات أن موانع الحمل والإجهاض تزيدان من مخاطر تعرض المرأة لمرض سرطان الثدى. ستون فى المائة من النسوة اللواتى قمن بعمليات اجهاض يعانين من اختلالات ما بعد الصدمة، ومن الضغوط الأخرى التى دفعت بعضهن إلى التفكير فى الانتحار. إن استخدام موانع الحمل لا يؤثر فقط على عملية تبويض المرأة فقط، ولكنه يؤثر على جدار الرحم كذلك، فيجعله رافضا للجنين وغير قابل لزرعه فيه. وهنا سيموت الجنين حتما لأنه وأمه لا يحصلان على التغذية الحيوية اللازمة لهما.
لقد أصبح الإجهاض واستخدام موانع الحمل الصناعية أكثر انتشارا وأكثر شيوعا وأكثر قبولا.وهذا كله أدى إلى أن تشعر المرأة بأنها غير مسئولة عن أفعالها، كما جعلت الرجال أكثر استعدادا للدخول فى علاقات غير شرعية مع النساء. ويمكن القول من هنا أن الحركة النسوية شجعت المرأة على ملء الفراغ الذى تركته العلاقات المشروعة بعلاقات مؤقته وغير مشبهة نفسيا وعاطفيا.
فقدت أكثر من نصف المراهقات الأمريكيات عذريتهن و لم يستكملن السابعة عشرة من أعمارهن. ونظرا لأن استخدام موانع الحمل لم يعد يحول دون انتقال الأمراض الجنسية، أصبح هناك اليوم ثلاثة ملايين مصاب بهذه الأمراض. لقد قادت عقلية استخدام موانع الحمل إلى عقلية الإجهاض. هجرت النساء الزواج لأنه يلزم الزوجين بتحمل المسئولية والإخلاص، وبطاعة المرأة للرجل. وطبقا لتقديرات مكتب الإحصاء الأمريكى ارتفعت نسبة ربات البيوت غير المتزوجات. أكثر من 50% من الزيجات الحالية دخل الزوجان مع بعضهما فى علاقة جنسية قبل الزواج . لقد أدى استخدام موانع الحمل إلى تصدع الزواج، وانتهت نصف حالات الزواج إلى الطلاق. لكن الاحصائيات تثبت أن نسبة الطلاق فى حالات الزواج المشروع لا تتعدى 5%.. الزواج أصبح للمتعة فقط وليس للإنجاب، وإذا أردن الإنجاب فليس مطلوبا إلا طفلا أو طفلين.
ويلعب عدم الاحتشام دورا أساسيا فى الفكر النسوى الحديث. شجع هذا الفكر النساء على الاختلاط، فأصبحت الجيبات أقصر، وأصبحت البلوزات أضيق وأقصر جدا. فقدت ملابس المرأة سحرها الأنثوى وأصبح جسد المرأة نهبا للجميع. إن تعرى المرأة دعوة لكل ناظر للتشهى والغواية. لكن هذا التعرى نفسه أدى إلى عدم احترام الزوج لزوجته، وأصبحت زوجته بالنسبة إليه موضعا للمتعة فقط، ولم يعد ينظر إليها على أنها شريكة لحياته.
لم تقف سلبيات النسوية الحديثة عند حد الأسرة بل امتدت إلى أماكن العمل والنظام التعليمى والحكومة والجيش. إن هذا لا يعنى أنى أدعو النساء لترك أعمالهن، إنما أطالب بألا تعلو متطلبات عمل المرأة على متطلبات المنزل والأطفال والأمومة.
هناك العديد من الأدلة على أن بقاء المرأة فى البيت متفرغة لأسرتها وأطفالها أكثر إيجابية من تفرغها لعملها، فإذا كان هذا ممكنا فلا شك أنه الاختيار الأفضل.
إننا أكثر حاجة اليوم إلى التأكيد على كرامة المرأة ومصداقيتها. إن المرأة لا تساوى الرجل هذه حقيقة، لكنه رغم ذلك فإن لنا كنساء مواصفات مختلفة وجميلة يجب أن نعض عليها بالنواجز. إن لدينا قوة غير عادية للتأثير على الرجال. إننا نستطيع أن نحافظ على عائلاتنا أو ندمرها طبقا للطريقة التى ندير بها أمورنا التزاما أو انحرافا عن الأدوار التى حددها الله لكل من الرجل والمرأة. إن المرأة هى الجذر، والرجل هو الشجرة، ولا يمكن أن تنمو الشجرة إلى أعلى إلا إذا كان جذرها قويا".
www.bigccatholics.com/…/negative-effects-of-modern-feminism-on.html
خامسا : شهادة من أفريقيا
جاء فى أحد المواقع الأفريقية تحت عنوان " آفة النسوية " الآتى :
" إن المرأة مخلوق محب بطبيعته، وإن فى المرأة غريزة مركوزة فيها، وهى أن تعتنى بزوجها وتربى أطفالها. إنها تسعى بشتى السبل أن تتودد للرجل. إنها لم توجد لكى تحارب الرجل أو تنافسه أو أن تتطلع إلى السلطة. إن المرأة تبحث عن حب الرجل وصدقه معها من أجل بناء أسرة قادرة على أداء وظيفتها فى المستقبل.
ومنذ أن أطلت علينا النسوية فى الستينيات، تغيرت الأدوار التقليدية للمرأة، تارة من الأسوأ إلى الأحسن، وتارة أخرى من الأحسن إلى الأسوأ. نعم لقد أصبحت المرأة قادرة على أن تتقلد وظائف كانت حكرا على الرجال..كل هذا شيئ طيب. إنه يعنى دخلا أكبر للأمهات غير المتزوجات، ويعنى تمييزا أقل، ويعنى دخول ضرائب أكثر تدخل إلى خزينة الدولة. لكن النسوية لم تقف عند هذا الحد. لقد اتجهت إلى إعادة تحديد لأدوار النساء داخل الأسرة وفى أماكن العمل. لم تعد المرأة تقنع بدورها فى بيتها ودخولها المطبخ، ورعايتها لأطفالها، علمتها النسوية الجديدة أن كونها ربة بيت هو شكل من أشكال العبودية، وأن الزواج نوع من التمييز ضد المرأة، وأن عليها أن تستبدله بالحرية الشخصية، فحلت الحرية الجنسية محل الزواج، وبدأت أفكار الأسرة التقليدية تمحى ببطء. ولم تكتف النسوية الجديدة بهذا الانحدار الرهيب، بل غيرت نظرة المرأة إلى العالم، فنجحت فى الحث على إصدار قوانين تحابى المرأة أكثر فأكثر، أصبح الزواج أكثر مادية، وأصبح الطلاق أكثر تكلفة . وتفاقم الأمر. فأفكار الحرية الجنسية جعلت المرأة فى سلوكياتها وفى زيها " موضوعا جنسيا ".ازداد العرى وانتشرت الإباحية، وأصبحت الحرية الجنسية حقا لكل امرأة.
ما لذى حدث للرجال استجابة لهذه التطورات فى مسألة المرأة : ازدياد فى نسبة الطلاق، وارتفاع تكلفته، ووفرة فى عدد النساء من ذوات النظرة المادية، وازدياد فى نسبة الرجال الذين لا يتحملون مسئولية البيت والأسرة.
إنك إذا كنت رجلا أعزبا تعيش فى الغرب، وتأمل فى بناء أسرة مستقرة مع امرأة جميلة من الغرب، فالويل لك، ولا تلومن إلا نفسك ".
www.myweku.com/201.1/01/the-evils-of-feminism/
هذه هى خلاصة أربع شهادات من الغرب أضفنا إليها شهادة خامسة من أفريقيا تبرز حقيقة الآثار التدميرية للحركة النسوية ليس فى بلادها فقط، وإنما خارج بلادها أيضا.
خلاصة ما توصلت إليه هذه الشهادات الخمس من الغرب ومن أفريقيا الآتى :
أولا : أكدت أن الاختلافات البدنية والفزيولوجية بين الرجال والنساء وأن عدم التساوى بينهما أمر فطرى، وأن حدوث خروقات لذلك إنما هو استثناء وليس بقاعدة.
ثانيا : أبرزت ارتباط الحركة النسوية بالفكر الماركسى المدعم لظواهر الزنا والسحاق والخنثوية، وعزمه على تحطيم المجتمع والأسرة والملكية الخاصة.
ثالثا : أبرزت تأثير الفكر الفرويدى المتمحور حول الجنس على الحركة النسوية، وخاصة فكرة أن ضبط الحياة الجنسية يوجد كبتا جنسيا مما جعل اللذة هى الأصل فى العلاقة بين الجنسين.
رابعا : لفتت الانتباه إلى أن النسوية قد تكون سببا قويا فيما يطلق عليه اليوم بالعنوسة الجبرية.
خامسا : كشفت الغطاء عن أن الحياة الزواجية والأسرية المضطربة والمشوهة التى عاشتها رائدات الحركة النسائية هى التى أخرجت منهن هذا الفكر الحاقد المدمر للزواج والأسرة، وأن النسوة اللواتى انجذبن لهذا الفكر قد عاشتن معيشة مشابهة لذلك.
سادسا : أوضحت دور المنظمات المدنية الداعية إلى الفساد الأخلاقى فى تحقيق أهداف الحركة النسوية.
سابعا : بينت أن القبول الاجتماعى لهذا الفكر وصدور احتجاجات ضعيفة فى مواجهته يعمل على تقويته والتعاطف معه.
ثامنا : كشفت عن حقيقة هامة وهى أن سعى الحركة النسوية فى استبدال المصطلحات التقليدية الخاصة بالزواج والأسرة بمصطلحات جديدة أخرى هو أحد الوسائل الفعالة فى تغيير الطريقة التى يفكر بها العالم نحو الأسرة.
تاسعا : أثبتت بالإحصائيات والأرقام التى كشفت عنها الدراسات المختلفة التى استندت إليها أن ثمار الفكر النسوى بدأت تظهر بوضوح فى المجتمع الغربى فأفسدت الزواج والأسرة بجميع أفرادها وخاصة الأطفال، وأفسدت الأخلاق، وشجعت اللواط والسحاق والخنثوية.
عاشرا : أوضحت أن خطر الفكر النسوى لم يقف عند حدود الأسرة، بل امتد إلى مواقع أخرى كالتعليم والقضاء والجيش.
للشيخ " مصطفى صبرى" آخر شيخ للإسلام فى دولة الخلافة العثمانية، وآخر مفت فيها، كلمة شهيرة يقول فيها " نحن كمسلمين نؤمن إذا آمن الغرب، ونكفر إذا كفر الغرب ". آمن الغرب بالفكر النسوى فآمنا به، لكنه الآن بدأ يكفر به فهل، نكفر به نحن أيضا ؟.
----------
(1) كشف الدكتور" خالد قطب " فى مقال آخر له بعنوان :" النسوية وصناعة القرار السياسى " أن " هيلارى كلينتون " السيدة الأولى فى عهد " كلينتون " ووزيرة الخارجية الحالية هى الجندية الأولى المدافعة عن حقوق " الجندر" فى الخطاب السياسى الغربى، وأنها هى المدافعة عن المقولات والأفكار النسوية المتطرفة، ولهذا انتشرت فى عهدها الأفكار النسوية الوثنية، والمثلية، والدعوة إلى منح الحقوق للشواذ من الجنسين، وإباحة الزواج من نفس الجنس. كما أبرز الدكتور " قطب" دور الرئيس السابق " جورج بوش " وزوجته "لورا" فى سعيهما لتحرير المرأة الأفغانية، وتشجيعها على رفع الحجاب ووضع طلاء الأظافر، وركوب الدراجات، والتكلم والضحك بصوت عال...الخ.
(2) من أحدث الكتب التى صدرت لهذه الفئة من المثقفات كتاب شيرين أبو النجا، نسائى أم نسوى، الهيئة المصرية للكتاب، وقد صدر الكتاب ضمن سلسلة القراءة للجميع عام 2000م. تعترف شيرين أبو النجا فى هذا الكتاب بأن شروط تحرير المجتمع حتى تتحرر المرأة ليست متوافرة وأن هذه الفكرة فكرة طوباوية لا يمكن تحقيقها فى وجود الملكية الخاصة (ص 40). وتبين هذه الفقرة التى نقلتها الكاتبة من المفكر الماركسى " ف. إنجلز " مدى الارتباط بين الفكر النسوى والفكر الماركسى .
(3) انظر : ( أحمد إبراهيم خضر، حقيقة الدعوة إلى المجتمع المدنى وما وراءها من أهداف )
www.alukah.net/Culture/1080/27887/
(4) انظر تعريف اليسار وكيف سيطرت الأفكار الماركسية على الحركات النسوية وطوَّقَتْها، وجعلتها تستخدم المرأة كأداة لتدمير الثقافة، والتخلِّي عن الزواج، والحيلولة دون نقل الثقافة التقليدية للجيل الجديد. ( انظر : أحمد إبراهيم خضر، اليسار: عدو خطر (قراءة في وثيقة أمريكية) www.alukah.net/Culture/0/23076/
(5) للزواج قصد أصلي، وهو التعبد لله تعالى، وقصد تابع: مثل قضاء الوطر وإنجاب الذرية والأنس بالزوج والتخلص من العزوبة...الخ: وهذا كله ليس مقصودا من الزواج شرعا كما أنه غير مقصود من العبادة، ولكن صاحبه يناله ويتحصل عليه. وكل تابع من هذه التوابع إما أن يكون خادما للقصد الأصلي وهو التعبد لله، وإما أن يكون غير خادم له.. فإن كان القصد التابع خادما للقصد الأصلي كانت بداية الزواج صحيحة، وقد قال تعالى في معرض المدح: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]. وذلك لما فيه من الثواب الجزيل في الآخرة.( انظر : أحمد إبراهيم خضر : الزواج تعبد لله أم إشباع رغبة وإنجاب ولد ) www.alukah.net/Web/khedr/10862/27884
(6) نشرت " البرافدا الروسية " مقالا يحمل عنوانا مؤداه " علماء الجنس يصرون على أن خيانة الرجال لزوجاتهم أمر لا غبار عليه ". أما علماء النفس فيسعون إلى إقناع النساء بأن الزنا من شأنه أن يجعل الحياة الزوجية أكثر استقرارا، ويأسفون لأن غالبية النساء لا تردن استقرارا زواجيا بهذا الشكل المريب ". ( انظر د أحمد إبرهيم خضر، حينما يتحول الزنا غلى فضيلة) www.alukah.net/Sharia/0/28275/ ( انظر كذلك : أحمد إبراهيم خضر، أسطورة اسمها علم النفس، عقم فى النظرية، قصور فى المنهج، سطحية فى النتائج، وازدراء للدين ) www.alukah.net/Culture/0/4974/
------------
نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: