د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5150
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : العقائد لا تنشأ فى الضمائر بالإكراه، فالإكراه فى الدين فوق أنه منهى عنه هو كذلك لا ثمرة له.
ثانيا : الإستقامة لها صورة واحدة، هى المضى على طريق الله ونهجه، وكل ما عداها فهو أعوج.
ثالثا : الادعاء بأن شيئا ما فيه مصلحة موافقة لقصد الشارع لا يعطيه المشروعية، فالمصلحة معتبرة من حيث وضعها الشارع لا من حيث موافقتها لقصد الشارع.
رابعا : لا بد من وجود ميزان ثابت وقيم معترف بها يرجع إليها للحكم على ما يرتكبه الناس من مفاسد
يقول المفكرون الإسلاميون
إلام نحاكم الناس فى أمر ما يرتكبونه من منكرات ؟ بأى ميزان نزن أعمالهم لنقول لهم هذا منكر فاجتنبوه.
لا بد من وجود ميزان ثابت يرجع إليه بالأعمال ولا بد من قيم معترف بها نقيس إليها المعروف والمنكر. من أين تستمد هذه القيم؟ ومن أين ناتى بهذا الميزان؟ من تقديرات الناس وأعرافهم وأهوائهم وشهواتهم؟ إنها متفلبة ولا تثبت على حال. اننا إذن ننتهى إلى متاهة لا دليل فيها، وإلى خضم لا معالم فيه. إذن لا بد ابتداء من إقامة ميزان ولا بد أن يكون هذا الميزان ثابتا لا يتأرجح مع الأهواء. هذا الميزان الثابت هو ميزان الله.. فإذا كان المجتمع لا يعترف ابتداء بسلطان الله ولا يتحاكم الى شريعة الله ؟ بل إنه يسخر ويهزأ ويستنكر وينكل بمن يدعو إلى منهج الله فلا أمل فى حل مشاكله أبدا. ما معنى أن ننهى الناس عن الفسق فى مجتمع قانونه لا يعتبر الزنا جريمة إلا فى حالة الإكراه؟ وحتى فى حالة الأكراه لا يعاقب بشريعة الله. لأنه ابتداء يرفض ألوهية الله برفضه لشريعته. ما معنى أن ننهى الناس عن سب الدين فى مجتمع لا يعترف بسلطان الله ويأخذ قيمه وموازينه وتصوراته وقانونه من غير شريعة الله؟.
لابد إذن من إقامة الأساس الذى يقوم عليه البنيان وان تحشد كل الجهود لإقامة هذا الأساس الذى يمكن عن طريقه حل كل مشكلات المجتمع.
خامسا : خمس آثار تنتج عن معايشة الإنسان للقرآن :
1- شعور نفسى بأن العمر فيه بركة وطهارة.
2- يرتفع الإنسان إلى مكان عال ينظر منه إلى من تحته فيشعر أن تصوراتهم واهتماماتهم لا تخرج غن اهتمامات الأطفال مقارنة بنصوراته واهتماماته التى يخرج بها من معايشته للقرآن.
3- يشعر ويدرك أن يد الله فى كل حادث وفى كل أمر وأن الله يجيب المضطر إذا دعاه وأنه يكشف السوء وأنه قاهر فوق عباده وغالب على أمره وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه من يتقه يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب،، وانه آخذ بناصيته، وانه كاف عبده، وأنه من يهن الله فماله من مكرم ومن يضله فماله من هاد. كما يدرك أيضا إن يد الله تعمل ولكن بطريقتها الخاصة ولا أحد يقترح على الله شيئا ولا يستعجله أحدا.
4- يدرك أن الرابطة التى يرتبط بها البشر هى الرابطة المستمدة من العقيدة فى الله وأن عقيدة المؤمن هى وطنه وهى قومه وهى أهله.
5- يدرك أن البشرية تعيش فى تخبط بسبب انحرافها عن تعاليم الله كما يدرك فى نفس الوقت هذا التصادم بين تعاليم فاسدة تملى على الناس وبين الفطرة التى فطر الله الناس عليها، ويدرك كذلك أنه لا صلاح لهذه الأرض ولا راحة ولا طمأنينة للبشرية إلا بالرجوع الى الله.
سادسا : الاستغفار فى لحظة الانتصار
عند الانتصار قد ينتاب الإنسان الشعور بالزهو. وهنا يلزم الاستغفار مما قد يكون يساور القلب أو يتدسس إليه من سكرة النصر بعد طول الكفاح، وفرحة الظفر بعد طول العناء. وهو مدخل يصعب تجنبه في القلب البشرى.كما يلزم الاستغفار مما يكون قد ساور القلب أو تدسس إليه في ساعة العناء القاسي والكرب من ضيق و شدة، واستبطاء لوعد الله بالنصر، وزلزلة تكون قد حدثت. الإستغفار في هذه اللحظة فيه إيحاء للنفس وإشعار لها في لحظة الزهو والفخر بأنها في موقف التقصير والعجز.
هذا هو يوسف عليه السلام في اللحظة التى تم له فيها كل شيئ وتحققت رؤياه ورفع أبويه إلى العرش وخروا له سجدا، قال : " يا أبت هذا تأويل رؤياى قد جعلها ربى حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربى لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم ". في هذه اللحظة نزع يوسف من نفسه العناق والفرحة والابتهاج ليتجه إلى ربه ليقول وهو في أبهة السلطان: " رب قد آتيتنى من الملك وعلمتنى من تأويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلما وألحقني بالصالحين".
وهذا هو سليمان عليه السلام وقد رأى عرش ملكة سبأ حاضرا بين يديه قبل أن يرتد إليه طرفه " فلما رآه مستقرا عنده قال :" هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربى غنى كريم ".
سابعا :البدعة ليست حقا محضا ولا باطلا محضا وإنما تشتمل على حق وباطل :
البدعة لا تكون حقا محضا موافقا للسنة، إذ لو كانت كذلك لم تكن باطلا، ولا تكون باطلا محضا لا حق فيه، إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس. ولكنها تشتمل على حق وباطل. فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل، وهوهنا أحد اثنين: إما مخطئ غالط أو متعمد لنفاق فيه وإلحاد. ويدخل الشيطان ذلك على المؤمن بنوع من الظن واتباع الهوى. ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب البصر الناقد عند ورود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات "
تخريج الحديث : الراوي: - المحدث: ابن تيمية الدرر السنية – المصدر : اقتضاء الصراط المستقيم - الصفحة أو الرقم: 1/120 خلاصة حكم المحدث: مرسل.
ثامنا : معنى التصور والاعتقاد الفاسد :
التصور هو : إدراك الحقائق مجردة عن الأحكام، وسمى التصور تصورا لأن حصوله صورة الشيئ فى الذهن، وسمى التصديق نصديقا لأن فيه حكما يصدق فيه أو يكذب. ( ابن النجار )
الإعتقاد الفاسد: هو تصور الشيئ على غير حقيقته، من حيث تسميته وهو الجهل المركب لأنه مركب من عدم العلم بالشيئ، ومن الإعتقاد الذى هو غير مطابق لها فى الخارح. (ابن النجار )
تاسعا : المقياس الذى يجب على الشاب المقبل على الزواج أن يضعه فى اعتباره عند اختياره لفتاة أحلامه :
"زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها أسرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته فى نفسها وماله، تعينه على أمر دينه وأمر الآخرة لا أمر الدنيا فقط، وتنصحه بأن يكون قلبه شاكرا، ولسانه ذاكرا. إن مثل هذه الزوجة هى خير ما يكتنزه الشاب وأحد أبرز علامات سعادته ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
1- ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز و جل، خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، و إن نظر إليها سرته، و إن أقسم عليها أبرته، و إن غاب عنها نصحته في نفسها و ماله.
2- ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا، و لسانا ذاكرا، و زوجة صالحة تعينه على أمر الآخرة.
3- قلب شاكر و لسان ذاكر و زوجة صالحة تعينك على أمر دنياك و دينك خير ما أكتنز الناس.
4- سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث، فمن سعادة ابن آدم : الزوجة الصالحة، و المركب الصالح، و المسكن الواسع، و شقوة لابن آدم ثلاث : المسكن السوء، و المرأة السوء، و المركب السوء. ( الدرر السنية).
عاشرا : ما لا يعرفه ولا يفهمه المدافعون عن حقوق المرأة
لا تفقد المرأة المسلمة بعد الزواج اسمها ولا شخصيتها المدنية المستقلة، ولا أهليتها فى التعاقد، ولا حقها فى التملك، بل تظل المرأة المسلمة محتفظة بإسمها وإسم أسرتها وبكامل حقوقـــها المدنية، وبأهليتها فى تحمل الإلتزامات، وإجراء مختلف العقود من بيع ورهن وشراء وهبة ووصية وما إلى ذلك، ومحتفظة بحقها فى التملك تملكا مستقلا عن غيرها، وثروتها الخاصة المستقلة عن شخصية زوجها وثروته. ولا يحوز للزوج أن يأخذ شيئا من مالها قل أو كثر. قال تعالى:" وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج، وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا، أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا، وكيف تأخذونه، وقد أفضى بعضكم إلى بعض، وأخذن منكم ميثاقا غليظا" النساء 21. وقال تعالى :" ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتوهن شيئا" النساء 20 وإذاكان لا يجوز للزوج أن بأخذ شيئا مما سبق أن أتاه لزوجته فمن باب أولى لا يجوز أن يأخذ شيئا من ملكها الأصيل إلا برضاها وعن طيب نفس منها. وفى هذا يقول تعالى:" وآتو النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا"النساء 4. ولا يحل للزوج كذلك أن يتصرف فى شيئ من أموالها إلا إذا أذنت له بذلك، أو وكلته فى إجراء عقد بالنيابة عنها، وفى هذه الحالة يجوز أن تلغى وكالته وتوكل هى غيره إلا إذا شاءت. 164
وذلك على عكس المجتمع الغربى، ففى فرنسا كانت حالة المرأة إلى حد قر يب أشبه بحالة الرق المدنى. تنص المادة 217 من القانون المدنى الفرنسى على أن " المرأة المتزوجة حتى ولو كان زواجها قائما على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها، لا يجوز لها أن تهب ولا أن تنقل ملكيتها، ولا أن ترهن، ولا أن تتملك بعوض أو بغير عوض، بدون إشتراك زوجها فى العقد، أو موافقته موافقة كتابية " وبالرغم مما أدخل على هذه المادة من تعديلات فيما بعد، فإن كثيرا من آثارها لا يزال ملازما لوضع المرأة الفرنسية من الناحية القانونية فى الوقت الحاضر.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: