احمد النعيمي - العراق / سوريا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5838 Ahmeeed_asd@hotmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عندما وجهت أمريكا أصابع الاتهام إلى إيران بالوقوف وراء اغتيال السفير السعودي في واشنطن، هرعت جامعة الدول العربية لاستنكار ما حدث ووصفته بالأمر المشين، ولم يحدث هذا إلا عندما تحركت أمريكا وحركت معها جامعة الدول العربية!!
بينما ورغم القتل المستحر بالشعب السوري وعلى مدى سبعة أشهر مضت من عمر الثورة السورية، وآلاف الشهود والأدلة التي تؤكد تورط إيران بالقتل الذي يجري داخل سوريا، ومشاركتها لحليفها الأسد بالسلاح والمال والرجال؛ فإن الجامعة العربية لم تكن تأبه لما يجري داخل سوريا بالمطلق، بل كان "نبيل العربي" جزء من المؤامرة والسكوت عن جرائم الأسد.
وأما عن دعم إيران للأسد بالسلاح فقد أكدت تركيا ومصر أنها صادرت عدة طائرات وسفن محملة بالسلاح قادمة من إيران إلى سوريا، بالإضافة إلى السفن العديدة التي وصلت لسوريا بداية هذا العام، وأما المال فقد أقرت إيران مساعدة للأسد بما يقارب الستة مليارات دولار أمريكي، وأما عن مشاركة إيران للنظام الأسدي بالرجال فالشواهد والأدلة كثيرة والتي كان آخرها شهادة المدعي العام لمدينة حماة "عدنان البكور" الذي أعلن استقالته خلال شهر رمضان الماضي، بعد أن أكد أن النظام الأسدي قتل ما يقارب من السبعين معتقلاً في سجون حماة، وأن لديه أدلة تثبت تورط النظام الأسدي بجرائم ضد الإنسانية، فقام النظام الأسدي بتعقبه ومحاولة قتله ورصد مبالغ ضخمة لمن يسلمه حياً أو ميتاً، في الوقت الذي كان يشيع به بأن المحامي مختطف من عصابات مسلحة وأجبر على ما تكلم به، فخرج بكور ليؤكد أكاذيب النظام وأنه ليس مختطفاً وإنما انضم للثوار بإرادته، إلى أن تم تهريبه خارج البلاد، وكان أول حوار له بعد خروجه من سوريا مع صحيفة "روز اليوسف" حيث أكد على مشاركة عناصر إيرانية في قتل الشعب السوري، بعد سؤال: هل يستعين النظام السوري بأجنحة إيرانية لإجهاض الثورة؟! فرد قائلاً:" نعم، خبراء وعناصر من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله، لقمع الاحتجاجات وكيفية التعامل معها، وقمت باستقبال بعض من قادتهم في حماة، كي أرشدهم ورافقتهم إلى مواقع التعذيب، وكي ادلهم على الأحياء المنتفضة ليقوموا بالتعامل معها، وكنت مجبراً على ذلك، لأن لنظام وضعني تحت المراقبة الشديدة، ومجبر على التوقيع على الوثائق باسمي الشخصي".
فلماذا تمت التغطية الإعلامية بشكل مقصود على النائب العام وشهادته، ولم نرى تصريحاً له إلا عبر مجلة متواضعة، ولم يسلط عليه الضوء عبر القنوات لفضائية!؟ ولماذا لم تتحرك الجامعة العربية وتستنكر ما يجري في سوريا من قتل وتدخل إيراني، كما فعلت بعد إشارة أمريكا لها؟! ولماذا لم توجه تهديداً صريحاً لهذا بحق إيران وتدخلها بالشأن السوري؟! ولماذا لم تعلق عضوية سوريا من الجامعة كما فعلت مع ليبيا؟! أم أن السفير السعودي أكثر غلاءً من الثلاثة آلاف شهيد وعشرات الآلاف من المعتقلين السوريين؟!
تزعم السعودية أنها دعت وزراء الخارجية العرب إلى مناقشة الوضع في سوريا، وإذا لم يكن أول قرارات هذا الاجتماع، إسقاط شرعية المجرم الأسد و إلغاء عضويته من الجامعة وإحلال المجلس الوطني السوري بدلاً عنه، بعد الاعتراف به ممثلا للشعب السوري، وتقديم كل أنواع الدعم وحماية المدنيين الذين يتقلون ليل نهار، وتوجيه تهديد مباشر لإيران بإيقاف تدخلها في الشأن السوري، وإلا فلن تجد السعودية فرصة أخرى لتقوم بها بعد اليوم، وما أحداث القطيف منها ببعيد!!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: