د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5915
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كتب أنيس منصور :
" الفرنسيون شديدو الاعتزاز بلغتهم الجميلة، القادرة على التعبير الدقيق عن كل شىء في الفلسفة والأدب والعلوم ؛ لذلك يرفضون استخدام تعبيرات أمريكية، أو أسماء انجليزية، للدلالة على ما يريدون، ففي ذلك اتهام للغة الفرنسية.
وذهب الفرنسيون إلى أبعد من ذلك... أبعد من مجرد الرفض والاستنكار، إلى فرض عقوبات على من يفعل ذلك ( أي استعمال كلمات انجليزية وأمريكية في الحوار، أو أسماء المحلات ) أي على من يهين لغته وقومه، ولا تسمح الدولة بالترخيص لأى محل أو شركة أو مؤسسة لا تحمل اسما فرنسيا ".
الأهرام الأربعاء 25 / 5 / 1994
واللغة العربية الفصحى بالنسبة للأمة العربية تعتبر أهم من أية لغة أخرى بالنسبة للأمة التي تتكلم بها، ويرجع ذلك لتفرد اللغة العربية بعدد من السمات والملامح، يجعل منها لغة فائقة جديرة بالمكانة العليا بين لغات العالم.
1 فهي لغة القرآن الكريم: 2 وهي لغة قومية: جمعت العرب من قديم في وحدة لغوية متماسكة.
3 وهي لغة تراثية: بمعنى أنها كانت وما زالت الوعاء الأمين الذي حفظ التراث العربي والإسلامي، وصانه من الضياع. بل إنها حفظت من الضياع كثيرًا من شرائح التراث اليوناني الذي ترجم إلى اللغة العربية، وضاعت أصوله اليونانية، فترجمه علماء اليونان بعد ذلك من العربية إلى اليونانية.
4 وهي لغة قادرة: أي أن فيها من الملامح والإمكانات الذاتية ما حرمت منه أو من بعضه اللغات الحية..
وقد أشار الأستاذ فهمي هويدي إلى صور واقعية ميدانية من جناية حكامنا على اللغة العربية. ومن هذه الصور :
1- حين وجه مذيع قناة الجزيرة سؤالا إلى وزير السياحة المصري بلغة عربية فصيحة، رد عليه الوزير بالعامية، ولم يستطع ان يخاطبه باللغة نفسها.
2- شهدت مؤتمرا في دبي حضره رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف، وألقى فيه كلمة مكتوبة، التقطت أذني فيها أربعة أخطاء نحوية، وحين وجه إليه رئيس الجلسة الأميركي الجنسية سؤالا باللغة الانجليزية، فإنه رد بطلاقة أثارت الانتباه، حتى بدا وكأن الانجليزية وليست العربية هي لغته الأم.
3- وفي احتفال أقيم بأحد فنادق القاهرة الكبرى لتقديم جائزة الشعر للفائزين بها، وقف السيد فاروق حسني ليلقي كلمة الافتتاح، ولكنه لم يستطع وهو وزير للثقافة أن يتكلم بالفصحى لأكثر من ثلاث دقائق، وكانت عباراته ركيكة ومرتبكة، الأمر الذي اضطره الى إنهاء كلامه بسرعة.
( الدستور المصرية الأحد 26 10 2008 )
ومرة أخرى أقول : ما أكثر أخطاء الكبار جدا في اللغة : فقد كان السادات غفر الله له في خطبه التي تغلب عليها العامية ينطق كلمة الأضحى بكسر الهمزة، وهو خطأ غريب دميم، لا يوجد حتى في العامية.
وكان الرئيس المخلوع حسني مبارك يستهل خطبه بعبارة : أيها الأخوة. بضم همزة الإخوة..
وأحدث السقطات ما جاء على لسان عمر سليمان " قرر الرئس حسني مبارك التنحي عن رياسة الجمهورية. والله الموفَّق " – بتشديد الفاء وفتحها – والصحيح تشديد الفاء وكسرها (على أساس أنها اسم فاعل، لا اسم مفعول ).
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: