(151) غارات الناتو على ليبيا : قمة الحقد والنفعية واللا أخلاقية
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6093
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المسافر بالسيارة من جدة إلى مكة المكرمة أو إلى المدينة المنورة أو من القاهرة إلى الإسكندرية إلى الفيوم أو إلى صعيد مصر، أو عبر الطرق السريعة فى الكويت يكاد لا يرى عن يمينه ويساره إلا الصحراء والجبال قبل أن يدخل إلى أى مدينة من المدن، فهل هذا يعنى أن مصر أو الكويت أو السعودية بلاد لا مدنية ولا عمران ولا تقدم فيها. وهؤلاء الذين عملوا أو تجولوا فى مناطق لم تصل إليها يد العمران بعد، كيف يحكمون بأن البلاد كلها لا عمران فيها ولا مدنية. هذا ما أراد الإعلام أن يصوره لنا عن ليبيا وهو ينقل للمشاهدين أخبار المعارك التى تجرى بين الثوار وكتائب الطاغية الليبى. صحراء شاسعة، وبيوت بدائية لا أثر فيها لأى تقدم أو عمران أو أى مظهر من مظاهر التحضر.
الحقيقة غير ذلك تماما. الصحفى الإيطالى " يوفونيه دى فيتو" Yvonne de Veto أطلق على ليبيا وصفا لا يكاد يصدقه أحد، بل قد يسخر منه. لقد أسماها " سويسرا القارة الأفريقية". جاء ذلك فى المقالة التى نشرها الكاتب المعروف البروفيسور "مايكل شوسودفسكى " (1) فى العشرين من شهر سبتمبر الحالى من عام 2011 بعنوان " تدمير مستويات المعيشة فى ليبيا، كل ما حققته ليبيا من إنجازات تم تدميره بالكامل ".
استند "شوسودوفسكى" إلى العديد من المصادر الدولية وتلك التابعة للأمم المتحدة التى سجلت الانجازات الليبية قبل تدخل قوات الناتو وذلك على النحو التالى :
أولا : ما جاء فى تقرير قناة روسيا اليوم " Russia today" فى الخامس والعشرين من أغسطس الحالى 2011:
" تعتبر ليبيا من أنجح الدول فى مقاومة الفقر، وتطوير البنية التحتية الصحية والتعليمية. كانت ليبيا غنية جدا، التعليم مجانى ومفتوح للجميع، العلاج بالمستشفيات مجانى. وظروف المرأة فى ليبيا أفضل بكثير من ظروف المرأة فى العديد من دول العالم العربى ".
ثانيا: ما جاء فى تقارير البنك الدولى وصندوق النقد الدولى ونصه :" تختلف التنمية التى حدثت فى ليبيا اختلافا حادا عن كل ما استطاعت دول العالم الثالث تحقيقه من إنجازات فى ظل النمط الغربى من الديموقراطية طبقا لمعايير البنك الدولى وصندوق البنك الدولى الخاصة ببرنامج التكيف الهيكلى " IMF-World Bank Structural Adjustment Program (SAP)" (2)
ثالثا : ما جاء فى تقرير منظمة الصحة العالمية WHO عن ليبيا وفيه أن :" العناية بالصحة العامة فى ليبيا قبل تدخل قوات الناتو لأسباب إنسانية كان الأفضل فى القارة الأفريقية.. زادت ميزانية الشئون الصحية، وكان العلاج الصحى المجانى متوافرا لكل مواطن. كما سجلت ليبيا أعلى المستويات فى مكافحة الأمية وفى الالتحاق بالمدارس فى مختلف مراحل التعليم .
رابعا : ما جاء فى تقارير منظمة اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية وفيه :
" بلغ مستوى الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجانى فى ليبيا درجة عالية لم تستطع الولايات المتحدة أن تقدمه للملايين من مواطنيها ".
خامسا : ما جاء فى تقارير منظمة الصحة العالمية عن اوضاع المواطنين الليبيين فى عام 2009 وفيه الآتى :
توقعات الحياة منذ الميلاد تصل بصفة عامة إلى 3و73 عاما.
توقعات الحياة منذ الميلاد للذكور تصل إلى 2و70 عاما
توقعات الحياة منذ الميلاد للإناث تصل إلى 9و74 عاما
نسبة الأطفال المولودين بأقل من الوزن الطبيعى انخفضت إلى 4%
معدل وفيات الأطفال الرضع 14 لكل ألف.
معدل وفيات الأطفال بعد شهر واحد من الولادة 11 لكل ألف
معدل وفيات الأطفال الأقل من خمس سنوات 20 لكل ألف
سادسا : ما جاء فى تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو) FAO" ونصه : " أن ليبيا تمكنت من الوصول إلى أدنى معدل من معدلات سوء التغذية " (3)
لم يكن " شوسودوفسكى" وحده هو الذى أشار إلى الأوضاع المزدهرة فى ليبيا قبل تدخل الناتو. هذه " إيلين براون " تقول عن ليبيا : " نشرت " الفوكس نيوز " فى موقعها مقالة فى الثامن والعشرين من شهر فبراير تقول فيها : " فى الوقت الذى تقوم فيه الأمم المتحدة بطريقة انفعالية محمومة بمحاولات لإدانة الدكتاتور الليبى ، فإن مجلس حقوق الإنسان كان قد تبنى قرارا مليئا بالثناء على سجل حقوق الإنسان الليبى، امتدح فيه ليبيا لتحسينها إطارها الدستورى، ولإتاحتها الفرص التعليمية لمواطنيها. كما امتدحت دولا مثل فنزويلا وكوريا الشمالية والسعودية، بل وكندا أيضا بسبب الحماية القانونية التى منحتها الدولة للمواطنين. وأيا ما كان الأمر، فالواقع يشهد بأن الشعب الليبى يعيش حالة مزدهرة. هناك وفد من المهنيين الطبيين من روسيا وأوكرانيا وبلاروسيا قدموا تقريرا إلى الرئيس الروسى " ميدفيدف"، ورئيس الوزراء " بوتين " قالوا فيه : " أنهم تعرفوا على حياة الليبيين عن قرب، فوجدوا أن القليل من الشعوب تعيش مثلما يعيش الليبيون، إن حياتهم مريحة إلى حد كبير، يتمتعون بعلاج طبى متميز، أرقى المعدات الطبية موجودة فى مستشفياتهم، تعليمهم مجانى، ويستطيع الطلاب الليبيون أن يدرسوا خارج بلادهم على حساب الدولة، حينما يتزوج الشباب يحصل العروسان على دعم مادى تصل قيمته إلى ستين ألف دينار ليبى أى ما يوازى خمسين ألف دولار أمريكى. القروض تقدم لليبيين بلا فوائد، تدعم الحكومة أسعار السيارات التى تقل أثمانها كثيرا عن مثيلاتها فى أوربا. سعر الجازولين والخبز لا يزيد عن بنس واحد. ليست هناك ضرائب تفرض على المزارعين. الشعب الليبى لا يميل إلى شرب الخمر، وهو متدين للغاية ".(4)
يكشف " "شوسودوفسكى" عما أسماه بالحقيقة الغائبة أو الحقيقة الممنوعة أو المسكوت عنها فيقول :
1- " مما لا شك فيه، أنه على العكس مما نقلته الدعاية الإعلامية عن الحرب فى ليبيا، فإن الواقع يشهد أن كل ما حققته ليبيا من إنجازات فى العشرين سنة الماضية قد تم تدميره بوحشية مفرطة، بعد أن كان مستوى الحياة فيها من أعلى مستويات دول العالم الثالث ".
2- على عكس ما ينقله لنا الإعلام من أن المزاج العام فى ليبيا بعد دخول طرابلس منتعش تماما ، وأن الشعور بالحيوية يسرى فى كل مكان، وأن الناس لا تصدق أن الحياة بعثت من جديد، ويملؤها الإحساس بأن ليبيا ولدت من جديد، فإن الحقيقة هى أن هذا الانتعاش المزعوم يقابله تدمير شامل، وان الشعور المزعوم بالحيوية يقابله الحزن والاكتئاب...... كيف يمكن أن يعود مستوى الحياة إلى وضعه الذى كان عليه قبل تدخل الناتو... ؟ إنها الحقيقة المرة التى يصر الناتو على السكوت عنها ".
انتهى شودوسوفسكى فى توضيحه لهذه الحقيقة الغائبة بقوله :
" كان الناتو يهدف من ضرب ليبيا بالقنابل إلى تدمير مستوى الحياة فيها. دمر البنية التحتية، دمر المدارس والمستشفيات دمر نظام توزيع المياة. أكثر من تسعة آلاف غارة مفاجئة على المحاصرين، عشرات الآلاف من الهجمات على الأهداف المدنية، استهدفت مناطق سكنية، وأنظمة الإمداد بالمياه، دمر مواقع توليد الكهرباء بأحدث تكنولوجيات الأسلحة. وقد حذر اليونيسيف فى أغسطس الماضى من أن ضرب الناتو المكثف لبنية المياه التحتية قد يؤدى إلى انتشار أوبئة غير مسبوقة....... ".
"...........من المعروف أن قاعدة " الحرب شيئ جيد بالنسبة لرجال الأعمال " هى التى تعمل الآن فى ليبيا، هناك تنسيق محكم بين الناتو والبنتاجون ومؤسسات التمويل الدولى فى واشنطن IFIs . إن ما دمره الناتو سيعاد بناؤه عن طريق المتبرعين والمقرضين الدوليين. وقد طلب البنك الدولى على وجه الخصوص دراسة لما تحتاج ليبيا إليه من إصلاحات، وضرورة استعادة خدمات المياه والطاقة، وقطاعات النقل التى ضربها الناتو بالقنابل، والعمل على إعداد الميزانيات، ومساعدة البنوك الليبية على الوقوف على قدميها، وكذلك العمل على تشغيل العاطلين الذى يشكل حاجة ملحة بالنسبة إلى ليبيا ". (5)
هذا وقد اتفقت "براون" مع " شوسودوفسكى " فى تحليله لأسباب تدخل الناتو فى ليبيا فقالت :
" كانت الخطط الليبية لتطوير البنية التحتية للبلاد تهدف إلى تحرير ليبيا من قبضة المقرضين الأجانب وهذا هو التهديد الحقيقى الذى تمثله ليبيا. وهو النموذج الذى تقدمه للعالم وتوضح له مالذى يمكن أن يفعله. وهنا يكمن الخطر الذى يهدد المصالح الغربية ". (6)
وفى سياق آخر يشير " شوسودوفسكى" إلى أن أهم المبانى التى حرص الناتو على قصفها هو مقر مبنى "المصرف المركزى الليبى ". لكن " براون " أسهبت فى شرح الأسباب التى حرص الناتو بمقتضاها على أن يكون تدمير المصرف المركزى الليبى من أولوياته فتقول :
" هناك حقيقة قلما يشير إليها الإعلاميون والسياسيون الغربيون وهى أن المصرف المركزى الليبى مملوك للدولة بنسبة مائة فى المائة. وهذا يعنى أن الحكومة الليبية تملك تماما نقدها الخاص بها من الدينار الليبى عبر مواقع مصرفها المركزى الخاص. وهذا حقها كدولة ذات سيادة لها مصادرها الكبرى ولديها القدرة على تعزيز نظامها الاقتصادى الخاص بها، وهذا أمر لا يعترف به إلا القلة. هذا الأمر يتسبب فى مشكلة كبيرة للمصارف الاحتكارية الكبرى عند التعامل مع ليبيا، فهى إن أرادت أن تنفذ أعمالا فى ليبيا عليها أن تذهب إلى المصرف المركزى الليبى وعليها أن تتعامل مع العملة المحلية الليبية. وهذا يعنى أن هذه المصارف الاحتكارية الكبرى لا سيطرة لها ولا نفوذ تبسطه على المصارف الليبية. من هنا كان ضرب البنك المركزى الليبى التابع للدولة أمرا فى غاية الأهمية للدول الاستعمارية الكبرى. لكن هذا لا يظهر فى تصريحات "أوباما" أو "ساركوزى" أو "كاميرون " بالرغم من أنه من المؤكد أن هذا الأمر يأتى فى قمة الأجندة العالمية لإخضاع ليبيا وضمها إلى سلة الأمم التابعة (7). ومن الجدير بالذكر هنا
هو أن الكاتب الأمريكى "برايان بيكر" أعاد استخدام مصطلح " محور الشر" ليشير به إلى تآمر كل من الرئيس الأمريكى " باراك أوباما، " والفرنسى "نيكولاى ساركوزى"، ورئيس الوزراء البريطانى "دافيد كاميرون" على ليبيا والاتفاق على التدخل العسكرى فيها. "برايان بيكر " هو المدير المشارك لمركز "رامسى كلارك" الدولى (IAC). ويعتبر "بيكر" أحد الشخصيات البارزة المناهضة لما يسمى بالحرب على الإرهاب، كما يرأس أقوى التنظيمات الداعية إلى مناهضة الولايات المتحدة فى حربها على كوريا الشمالية، والداعية كذلك إلى توحيد الكوريتين، وانسحاب الولايات المتحدة من شبه الجزيرة الكورية.
هذا ويكشف "شوسودوفسكى" النقاب أيضا عن أن الغرب لم يكن يخطط فقط لضرب ليبيا بالأسلحة التقليدية المتقدمة، وإنما بالأسلحة النووية أيضا فيقول : " كان الهجوم النووى على ليبيا على طاولة البنتاجون منذ أكثر من عشرين سنة. وكان أول تصور لهذا الهجوم فى عام 1997. وفى الرابع عشر من أبريل عام 1986 أمر الرئيس الأمريكى الأسبق " رونالد ريجان " بشن سلسلة من الضربات بالقنابل على ليبيا تحت إسم عملية "وادى دورادو..............طَوَّر الأمريكيون فى الواقع جيلا جديدا من الأسلحة التكتيكية النووية الخارقة للتحصينات مخصصة للحرب على دول الشرق الأوسط، ووسط آسيا - التى يصنف الغالبية العظمى من شعوب بلدانها بأنهم مسلمون - بناء على إلحاح كبار المسئولين والقادة العسكريين على ضرورة تطوير هذا الجيل الجديد من الأسلحة النووية الدقيقة المنخفضة التأثير التى يمكن أن تستخدم فى الصراعات التقليدية مع دول العالم الثالث. لم يكن هذا السلاح قد جرب بعد، وكانت هناك حاجة ماسة لاختباره بإلقائه على بلد ما بالفعل . (8)
هذه هى حقيقة الأسباب التى دفعت " الناتو" للتدخل فى ليبيا بذريعة مساعدة الشعب الليبى على التخلص من الطاغية المتهم بقتل شعبه. أو ما أسماه " التدخل لأسباب إنسانية". إنه الحقد على الإسلام والمسلمين، إنها النفعية المشبعة باللا أخلاقية، التى هى أبرز سمات مايسمى بالحضارة الغربية الحديثة.
-----------
المصادر :
(1) " مايكل شوسودوفسكى" هو أستاذ الاقتصاد بجامعة أوتاوا بكندا. وهو مدير مركز أبحاث العولمة، وعمل أستاذا زائرا فى المؤسسات الأكاديمية بأوربا الغربية، وأمريكا اللاتينية، وجنوب شرق آسيا. وكان مستشارا اقتصاديا فى العديد من حكومات الدول النامية، كما كان أيضا مستشارا للعديد من المنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة للتنمية، والبنك الأفريقى الدولى، وصندوق الأمم المتحدة للتمويل السكانى، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، و مفوضية الأمم المتحدة لأمريكا اللاتينية ودول الكاريبى، والمؤسسة الدولية لبحوث السلام والمستقبل، والعديد من المنظمات الدولية الأخرى.
أنظر أحمد إبراهيم خضر: الطاغية الحقيقى لم يسقط بعد:رسالة اقتصادى كَنَدى للشعب المصرى
( 2 ) برنامج الـتكيف الهيكلى (SAP) هو مجموعة من الإجراءات السياسية والمالية التي وضعها صندوق النقد الدولي بالتعاون مع البنك الدولي لمساعدة الدول على مواجهة عجزها المزمن في ميزان المدفوعات.وتختلف طبيعة رزمة “النجدة” من بلد إلى آخر، بيد أنها تتضمن عامة قروض تكييف هيكلي ومجموعة من الاستراتيجيات والشروط الهادفة إلى تحسين وضع ميزانية المدفوعات عامة في البلاد. وعادة ما تتضمن هذه الإجراءات تقليصاً في الانفاق الحكومي ورفعاً للدعم عن الصناعات المحلية، وخصخصة قطاعات الدولة، وخفضاً لقيمة العملة وخفضاً في الانفاق على الرفاه الاجتماعي، وإزالة القيود عن الاستثمار الأجنبي، وإصلاحات تهدف إلى خفض التكاليف وزيادة الفاعلية والتنافسية
المصدر : المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية..
www.ao-academy.org/docs/mafaheem120111.pdf
(3) Michel Chossudovsky, Destroying a Country's Standard of Living: What Libya Had Achieved, What has been Destroyed, Global Research, September 20, 2011
(4) " إيلين براون " هى المدعى العام القانونى، فى مجال رفع الدعاوى القانونية المدنية فى لوس انجلوس، وهى باحثة مهتمة بالعالم الثالث ومشاكله، عاشت خارج بلادها أحد عشر عاما تنقلت فيها بين كينيا، وهندوراس، وجواتيمالا، ونيكاراجوا، ثم عادت إلى الولايات المتحدة لممارسة القانون . وتشغل " براون " منصب رئيس مؤسسة البنوك العامة. ألفت أحد عشر كتابا، ومن أحدث كتبها " الطب الممنوع " الذى تتبعت فيه محاولات القضاء على العلاج الصحى الطبيعى لصالح أصحاب النفوذ المالى الفاسدين من صناع الأدوية. وهى معروفة بانتقاداتها الحادة لسيطرة احتكارات الكارتلات العالمية، وكيف أن هذه المصارف الاحتكارية الخاصة قد اغتصبت سلطة الشعوب على أموالها للاستيلاء عليه، والكيفية التى تستطيع بها هذه الشعوب استعادة سلطتها على أموالها مرة ثانية.
Ellen Brown Web of Debt - How Banks And The Federal Reserve Are Bankrupting
www.webofdebt.com/
(5) تابع
Michel Chossudovsky, Destroying a Country's Standard of Living
(6) تابع Ellen Brown
(7) تابع Ellen Brown
(8) Michel Chossudovsky America’s Planned Nuclear Attack on Libya , ascendingstarseed.wordpress.com/.../americas-planned-nuclear-attack-on-libya
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: