د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9779
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سبق أن استضافت السيدة منى الشاذلي بتاريخ 9/7/2011 في برنامج العاشرة مساءً.... استضافت السيدة شاهندة مقلد التي شغلت الحديث كله عن شخصيتها الثورية وجهادها هي وزوجها في مواجهة الإقطاع.
وقد نقضنا ما قالت بمقال عنوانه " عفوًا يا شاهندة مقلد ".
**********
وفي عيد الفلاحين ( مساء الجمعة 9/9/2011) استضافها مقدم برنامج ( مساء السبت ) على مدى ساعة كاملة. وقد خرجتُ من حديثها بعدة ملاحظات موضوعية أهمها الملاحظتان الآتيتان :
1- حرصها الشديد على أن تنفرد بالبرنامج كله على مدى الساعة، دون أن يشترك معها أحد، أو السماح بمداخلات هاتفية من الخارج.
2- أن حديثها مشحون بالأكاذيب والمبالغات في تصوير شخصيتها الذاتية، وجهادها العملي في محاربة الإقطاع من أيام طفولتها. وطبعًا لم تذكر أنها كانت تتعامل بحذائها مع آل الفقي، وربما امتطت واحدًا من الذين ركعوا ( بالأمر السيادي ) من آل الفقي أو أنصارهم لتركبهم شاهندة أو أنصارها كالمطايا.
**********
كانت تتحدث بزعم أنها زعيمة اتحاد الفلاحين الذي يتبعه حاليًا 28 ألف فلاح. ومما قالت – مع محظة أنني أترجم لهجتها العامية إلى عربية سليمة : " وحرصًا على نشر فكرة هذا الاتحاد وكسب أنصار له كنت أسافر بالقطار من القاهرة إلى أسوان للدعاية لهذا الاتحاد.... لم أكن أركب الدرجة الأولى، ولكني كنت أركب الدرجة الثالثة، وكانت تغص بأعداد ضخمة من الفئران، حتى استطعت أن أسجل من الفلاحين لهذا الاتحاد 28 ألف فلاح ".
**********
ولكي تجعل صفة الفلاح أصيلة في رجال ثورة يوليو 1952 قالت : " والحمد لله كل رجال الثورة أبناء فلاحين، لا أبناء إقطاعيين، وكذلك ثوار 25 يناير في التحرير ".
والواقع يقول أن الرجل الذي تولى محنة آل الفقي في كمشيش وهو عبد الحكيم عامر من أسرة كلها من كبار الإقطاعيين. وأنا أعرف أن عبد اللطيف بغدادي أحد رجال الثورة الكبار كان يملك هو وأسرته آلاف الأفدنة في الدقهلية.
**********
وقد حاولتْ أن تصور شخصيتها " الفلاحية "، وطابعها الثوري المعادي للإقطاع من صغرها، فتكذب الأكذوبة الكبرى وتقول : " لما نهب اليهود فلسطين سنة 1948 م كان عمري آنذاك عشر سنوات، فربطتُ بين استيلاء اليهود على فلسطين وطرد أهلها منها، وبين استيلاء الإقطاعيين المصريين على أراضي الفلاحين وطردهم منها ".
وهي أكذوبة كبرى فقد قامت إسرائيل بجريمتها البشعة وكان سني 14 عامًا ولم يخطر لا في بالي ولا بال أحد من زملائي، أو حتى أساتذتي الربط بين هذه وتلك، بل كان من أبناء الإقطاعيين من أدى فريضة الجهاد ضد إسرائيل وضد الإنجليز في القنال،مثل بعض أبناء الوزير محمد باشا عشماوي، ويوسف علي يوسف ابن رئيس الديوان الملكي في عهد فاروق.
أما السيدة شاهندة فقد استطاعت - بعلم فياض وهي بنت العاشرة- أن تربط بين استيلاء اليهود على فلسطين واستيلاء الإقطاعيين المصريين على أراضي الفلاحين.
ولا تعليل لهذه المعرفة الباكرة المُدّعاة إلا " النرجسية العاتية " وتوثين الذات.
**********
ونصَّبت الست شاهندة نفسها عالمة اجتماع وأديان فقالت بالحرف الواحد :
- الفلاح المصري فلاح مصري
- والمسيحية المصرية مسيحية مصرية
- والإسلام المصري إسلام مصري
ونحن نقول ما شاء الله يا ست لقد كنا نرفض أن يقال : الإسلام السياسي والإسلام الاجتماعي والإسلام الصوفي والإسلام الروحي والإسلام التربوي. لأن الإسلام إسلام. والسياسة وأمور المجتمع والتربية إنما هي جوانب من الإسلام الواحد، وقد قال الله سبحانه وتعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) ( آل عمران من الآية 85 ).
وقال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة من الآية 3 ).
ولو أخذنا بمعيارك يا ست شاهندة..... معيار : الإسلام المصري إسلام مصري... لأصبح عندنا عشرات من الإسلام بعدد الشعوب المسلمة، فينتج منطقك الغالط : " عدة إسلامات " : إسلام مصري، وإسلام عراقي، وإسلام سوري، وإسلام ليبي، وإسلام تونسي، وإسلام باكستاني..... إلى آخره، وكأن الإسلام زي من الأزياء التي تختلف باختلاف الشعوب.
**********
واستمراءً لهذا " المنهج الشاهندي " نراها تزعم أن أخاها " محمد مقلد " الذي رشح نفسه في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة اتفق معه مرشح الإخوان على تبادل أصوات الناخبين : أي يدفع كل منهما أنصاره لانتخاب الآخر، ولكن مرشح الإخوان – على حد قول الست شاهندة – غدر بالاتفاق، وغنم أصوات شقيقها دون مقابل ".
وكنت أتمنى أن يسمح أو يطلب من هذا المرشح الإخواني مداخلة ولو صوتية، ولكن السيدة الفاضلة ترفض ذلك.
ونحن نعلم أن هناك مذكرات كتبتها – والأصح كتبت لها – تظهر فيها نفسها بمظهر البطولة والثورة ضد الإقطاع من الطفولة، والهجوم الضاري على آل الفقي، والصعود بزوجها إلى مرتبة الشهداء والصديقين.
وأنا أدعو كل من يستضيف هذه السيدة المسرفة في القنوات الفضائية أن يدعو لمناقشتها واحدًا من آل الفقي، أو واحدًا من أهل الرأي. وما أكثرهم.
**********
وفي النهاية أدعو للست شاهندة مقلد أن ينير الله بصرها وبصيرتها، وأن يريها الحق حقًا فتتبعه، ويريها الباطل باطلاً فتجتنبه.
وما أصدق قوله تعالى (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)) (البقرة )
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: