الأفلام المشبوهة المزمع فرضها بالمنظومة التعليمية (2)
"الله يعتمد أساليب ملتوية، عائشة كانت حزينة في حياتها مع الرسول "
نادية الزاير- بناء نيوز - تونس المشاهدات: 7616
نواصل في هذه الحلقة الثالثة عرض مضامين الأفلام المسيئة للرسول (ص) التي اعتمدتها وزارة التربية لعرضها على تلاميذ المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية. وسنبدأ انطلاقا من اليوم عرض مقتطفات من هذه الأفلام. وسنتناول في هذه الحلقة من عرضنا لمضامين هذه الافلام فيلم " محمد والنساء"، الذي أخرجته ليلى السالمي بالتعاون مع مالك شبيل وبثته قناة "أرتي" (الثقافية) الفرنسية الألمانية.
الفيلم بدا أنه يحتوي على الكثير من التقوّل في القرآن الكريم والتأويلات الخاطئة للمرويّات النبويّة وكثير من الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والسيدة عائشة والسيدة خديجة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. وفيما يلي نماذج من تلك الآراء المثيرة للجدل التي تخللت سياق الفيلم والتي وردت مترجمة على علاّتها من الأصل الفرنسي إلى الدارجة التونسية "لتقريبها ربما من المتعلم التونسي"؟؟
"الفيلم الوثائقي التصويري" ضم شهادات مختارة لنخبة من الوجوه المسوّقة إعلاميا والتي عرفت بـ"تكلمها" في القرآن والسنة والشريعة عامة، مثل يوسف صدّيق ونائلة سلّيني وألفة يوسف، اضافة الى الجزائري المقيم بفرنسا مالك شبيل وعادل رفعت وبهجت النادي وهما مصريان، ودنيا بوزار، وهي فرنسية من أصل جزائري ومغربي وهؤلاء كلهم معروفون بنزعتهم التحررية جدا في قراءة الموروث الديني. هؤلاء أطلقت عليهم صاحبة فيلم "محمد والنساء" صفة المؤرخين والكاتبين في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم رغم ان جلهم ينحدرون من اختصاصات علمية اخرى بعيدة كل بعد عن التاريخ.
وفي سياق التأكيد على أن الدين الإسلامي منفتح، استهلت ألفة يوسف هذا الفيلم بالتأكيد على أنه من المفيد جدا تقديم الصورة السمحة للشبيبة من أجل مستقبل أفضل لمنزلة النساء المسلمات في العالم. كما أكدت دنيا بوزار على وجوب تعلم المسلم والمسلمة، وإلى حقها في العمل في إشارة إلى أن الرسول إنما تزوج من كانت تشغّله".
ثم افتتحت ألفة يوسف القضايا المطروقة في الفيلم بجملة متوترة حول قضية انتهاكات في حق المرأة المسلمة وذلك بقولها "أنا ناقمة على الجرائم التي ترتكب في حقّ المرأة التي تتم باسم الإسلام والتي تصوّر المرأة شيطانا".
التقوّل في القرآن
الاساءة طالت النص القرآني وهو آخر ما اختتم به الفيلم، من خلال تأويل بعض الآيات على نحو شاذ وبعيد كليّا عما ذهب إليه كل المفسرين والمحدّثين مثل الآية القرآنية التي وردت فيها كلمة "... واضْرِبُوهُنّ..." فقد اعتبرتها دنيا بوزار "الجملة القرآنية التي تطرح مشكلا، نعم تطرح مشكلا بالنسبة إلينا (كذا) وهو ما اتفق عليه كل المشرّعين (كذا)" هكذا في تعبير غامض يثير الشكوك في إنسانية الاسلام ورحمته وعدله دون أن يتقدّم خطوة في تبيان المعني الحقيقي المتفق عليه في القديم والحديث.
كذلك تم خلال الفيلم تفسير الآية التي تشرع تعدد الزوجات بأغرب تفسير يمكن سماعه بقول دنيا بوزار "إذا الله لا يمكن أن يقول لهم انتقلوا من تعدد الزوجات إلى امرأة واحدة فاعتمد مراحل بيداغوجية كي يفهمهم بطريقة ملتوية (كذا) على مراحل على أسلوب اللغة العربية آنذاك ليوصل لهم الرسالة" واضافت "ربي عطا قيمة اكثر من اللازم للرجال .. فها هم بعد 13 قرنا لم يفهموا الرسالة بعد".
الرسول قٌدم خلال الفيلم على أنه كان قلقا قبل وفاته من هضم حقوق النساء بعده، وهذا صحيح، وهو ما اكده الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع. ولكن صاحبة الفيلم استعملت هذا "الحق" لتؤكد فكرة "باطلة" وهي ان الرسول كان الوحيد الذي يحترم حقوق المرأة وأن الصحابة ان لم يكونوا كلهم فجلهم ضد حقوق المرأة، لتصل في الأخير إلى أن عمر كان زعيم المناهضين لتلك الحقوق.
وأوردت صاحبة الفيلم خلاصة لهذه الفقرة اكدت فيها أنه لو كان الرسول موجودا الآن بيننا، لما كان راضيا عما يفعله من أسمتهم "الأصوليين الذين يريدون أن يقوّلوا القرآن ما لم يقل" وتم ارفاق هذا الكلام بصور لرجال يبدون من طالبان أو تنظيم القاعدة لترسيخ فكرة أن هؤلاء هم الاسلاميون، متعصبين ومتطرفين على حدّ الصورة النمطية المسوَّقة دوليا.
وما يبعث فعلا على الدهشة أن يوسف صدّيق الفيلسوف الذي تم في الفيلم منحه صفة المحلّل الاسلامي رغم أنه لم يكن يوما من مختصي الشريعة والحضارة الإسلامية، ويعترف بعظمة لسانه على الملأ أنه لا يعرف اللغة العربية ولا يكاد يقرأ آية قرآنية دون ان يرتكب اكثر من خطا لغوي وهذا مشهور معروف لدى الجميع، قال بكل ثقة وجرأة على كتاب الله وعلى سنّة رسول الله وخلْق الله وكأنه محلل نفساني يسبر أغوار مرضى، أو سيغموند فرويد بذاته "ليس هناك في النص القرآني شيء يدل على رجم الزاني او الزانية وليس هناك نص يدل على فرض الحجاب بل في اعتقادي أن المشرعين (كذا) يريدون جعله فرضا لحماية انفسهم من الشيطان والضعف الكامن داخلهم تجاه المرأة ".
وهو ما أيّدته ألفة يوسف بقولها "شرعه رجال لخوفهم من ضعفهم أمام النشوة الجنسية الأنثوية التي تصورّ المرأة على انها ترمز إلى تلك الفوهة (كذا) التي لا يمكن لها أن تشبع".
إذا فالرجم عند هؤلاء تم تشريعه من قبل الرجل الذي يخاف من المرأة التي لا تشبع. فهل ينسحب هذا على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ الثابت أن الرجم طبق في عهده صلى الله عليه وسلم، وهل ينطبق ما قيل من خوف الرجال من "فوهة المرأة" التي لا تشبع على سيدنا محمد الذي تم في عهده الرجم وعلى أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
الإساءة إلى الرسول
بمجرد بدء الفيلم في سرد قصة حياة الرسول بدءًا من زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها ... بدأت محاولة الإساءة إلى مقام الرسول صلى الله عيه وسلّم من خلال الإشادة بفضل أم المؤمنين رضي الله عنها، وتقديمها على أنها هي التي صنعت الرسول.
والحقيقة أن الرسول لا يعيبه أن يكون لأم المؤمنين فضل عليه في الوقوف بجانبه ماديا وفي دعم رسالته، ولكن الطريقة التي تم بها الحديث عن هذا الدور والألفاظ المستعملة فيها الكثير من الاساءة لمقام النبوة.
فقد قالت ألفة يوسف في معرض خوضها في هذه المسالة "لا يجب أن ننسى أن الرسول كان مجرد راع وأن خديجة هي التي كان بيدها المال والسلطة وأنها التي جعلت منه شخصية مرموقة ومحترمة".
وإثره جاء قول نائلة سلّيني "خديجة كانت حاميته والرسول لم يكن عنده مكانة بين الناس الا بفضل خديجة فلم يكن رجلا ذا مكانة بفضل جهوده بل بفضل خديجة وزواجه منها". ثم استنتج مالك شبيل "أن خديجة هي التي دربت محمدا طيلة عشرة أعوام ونقلته من منزلة الرجل إلى منزلة النبي". وفي الأخير طرح سؤال غريب بصوت الراوية في الفيلم "بدون خديجة هل كان الرسول يستطيع مواجهة مصيره؟" وهو سؤال فيه جسارة على الله فهو وحده صاحب الحكمة من شدّ أزر الرسول بالسيدة خديجة وإن أراد نصرته سينصره بوجود السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها أو بدونها، مصداقا لقوله تعالى {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48) سورة الطورَ.
بعد السيدة خديجة انتقل الشريط "الوثائقي- الفني" إلى تناول شأن السيدة عائشة. ووضع الفصل الخاص بها تحت عنوان "عائشة: الهوى / أو / العشق / أو / الغرام.." حسب الترجمة التي تحتملها عبارة "لا باسيون" الفرنسية.
ولن نتوقف هنا أيضا عند كل الأخطاء والخيالات والإسقاطات التي وقع فيها النص بصوت الراوية ولا المتداخلون.
وفي سياق الإيحاء في عنوان الفقرات إلى "محمد وَرسول الله" وفي واو العطف والمعيّة ما فيها من الأبعاد، وفي سياق اللمز بأدوات "التحليل النفساني" لمحمد الطفل الذي تحرر من خديجة الأم عند موتها، وانفتاح بصره على النساء... كما ترى ألفة يوسف إضافة إلى أن "عائشة فتنت الرسول بحبها أو سلبته عقله" وفق عبارة مالك شبيل الذي راح "يحلل" هو الآخر أعماق النفسية المحمدية.
وفي السياق إساءة توظيف الحديث المروي في حبه (ص) النساء والطيب والصلاة التي هي قرّة عينه، مع الانسياق بغير علم في اعتماد العلة الفادحة والباطلة المتمثلة في لفظ "ثلاث" مثلما حقق فيه أهل الاختصاص ونبهوا إليه قديما وحديثا، للإيهام بحب الرسول الشديد للنساء وتصويره في صورة الرجل المزواج، تلك الصورة النمطية التي عمل المستشرقون على تكريسها على الحضارة العربية الاسلامية، تلك الحضارة القائمة على الجنس والمجون ما بين نساء وغلمان.
كذلك تم خلال الفيلم التعليق على حديث لم تثبت صحة روايته عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أن حبه لعائشة قويّ كعقدة الحبل، بالقول إنه صلى الله عليه وسلم اكتشف معها متعة الجسد فصوروا عشق الرسول صلى الله عليه وسلّم، الذي "انقلب تماما ولم يعُد نفس الرجل" على أنّه عشق مبني على لذائذ الجسد وليس لما فيها من خصال أخرى للمرأة الصالحة.
وتأكيدا لذلك زعمت نائلة سلّيني "الرسول لم يكن يجد أي مشكل في أن يصلي وعائشة ملتصقة به في بُرده نفهم من هذا الأمر أنها كانت تعانقه لم يكن أي شيء يفصلهما عن بعضهما بعض"، ولم تشغل المتحدثة بالها بالتثبت في أصل الحكاية.
ألفة يوسف علّقت على ذلك بقولها "هناك علاقة قويّة بين الصلاة والنساء معناها الحب والجنس هذا هو جوهر القرآن الذي يتناساه البعض اليوم".
وبالإضافة إلى تصوير الرسول على أنه لم يكن عادلا مع زوجاته وأن مارية القبطية رضي الله عنها كانت جارية اهداها حاكم مصر للرسول ومن فرط جمالها اختلى بها الرسول طيلة أسابيع عديدة ناسيا زوجاته الأخريات.
ومن قول مالك شبيل بغير تدقيق ولا تثبّت "هناك قولة تؤكد أن كل نبي يملك قدرة في الجماع تعدل قوة أربعين رجلا وأن محمدا يملك قدرة تفوق أربعين نبيا ما يعني أنّ الرسول نموذج العاشق المثالي الكامل الذي يُشبع في جميع المستويات رفيقته أو زوجته".
وتستخدم ألفة يوسف المفترض أنها العارفة بالخطاب الفرنسي ومعاني كلماته، لفظة حمّالة اوجه كان بإمكانها أن تتجنبها إلى غيرها مما يكون أوضح منها وأبعد عن التأويلات. ففي معرض كلامها بابتهاج عن الرسول صلى الله عليه وسلم كرجل منفتح على المرأة يستمع إليها ويتحاور معها حتى فيما يتصل بالحياة الجنسية، استخدمت ألفة يوسف عبارة كان رجلا "كوكين" (coquin) التي فيها وجه واحد يقصد به الذكاء المحمود كما عند الأطفال، والوجوه الأخرى للذم ومنها معاني الأخلاق المنحطّة والتحلل والاحتيال والسفالة واللؤم والمكر والفسق... حاشى رسولَ الله.
ففي قول ألفة يوسف "الرسول لم يكن "كوكين" (لا نعرّبها هنا) ولا خجولا بالمرّة ومثال ذلك المرأة التي اشتكت إليه من عدم استمتاعها مع زوجها". ومستخدمة لفظا فجّا في ترجمة نص الرواية إلى العامية التونسية بينما تعبير المرأة التى اشتكت للرسول (ص) كان فيه حشمة وتكنية بالتشبيه.
الإساءة إلى أهل البيت الكريم
الفيلم صور بيت الرسول أو آل البيت بأنه "حريم محمد" بمعنى تعدد زوجاته لكن في مساوقة واضحة للمخيال الغربي حول الحريم السلطاني في التاريخ العربي الإسلامي والدليل إبراز ذلك العنوان في الفيلم مع مشهد نساء يرقصن رقص إغراء. هو حينئذ "بيت النساء فيه يفرضن أنفسهن يتكلمن بصوت قوي مسموع".. تعبير مجازي لسلطة في بيت النبي لزوجاته.
اضافة إلى رسالة ضمنية للتأكيد على أن ضريبة تعدد الزوجات في بيت الرسول كانت مجموعة من الصراعات بين عائشة وبقية زوجاته وفيما بينهن، أنهكت الرسول في محاولة حلها وأثرت على السيدة عائشة نفسيا وهو ما عبرت عنه نائلة سليني بقولها "ما نحصّله من المفسرين ومن كتب المؤرخين هو أن عائشة لم تكن يوما امرأة راضية ولا سعيدة في حياتها كانت دائما غاضبة وحزينة ومحمد كان دائما يحاول بإمكانياته المتواضعة إرضاءَها".
إساءة للصحابة
هذه الإساءات طالت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وصوّرته في منتهى الغلظة والتشدد مع النساء و"فعله كل شيء لكبح تحرر المرأة".
وقالت عنه ألفة يوسف "من يتزعم الرجال الذين يكرهون النساء هو عمر بن الخطاب رجل قوي ذكي وجلف غير مهذب، عمر بن الخطاب قام بكل جهده للوقوف أمام تحرير المرأة".
وأكد قولها يوسف صديق "كانت النساء يخشين عمر، عكس الرسول كان عمر يقوم بكل جهده لحجب النساء واخفاء أجسادهن ! وكان يفرح عندما يراهن "ملفوفات".
وفي هذا السياق تم الاستشهاد بحديث يروي أنه عندما دخل عمر لبيت الرسول وعنده نسوة قد علت أصواتهن بالضحك، فزعن ولبسن الحجاب وبعضهن تخفين منه وخرجن وقال له الرسول إنه إذا رآه الشيطان في جانب من الطريق فإنه يتحول إلى جانبه الآخر".
ورواية يوسف صدّيق للواقعة بعيدة كثيرا عن الخبر الصحيح، على عادته في الزيادة والنقصان عند استشهاده بنصوص القرآن وبالسنن، فلم يكن ذلك المجلس مجلس ضحك وقهقهات بل مجلسا جادا لوفد من الصحابيات القرشيات اللائي تكلمن بصوت مرتفع، كما لم يكن فيهن كاشفات الرؤوس مثلما توهم الفيلسوف المتخصص في الإسلاميات، وإنما توارين في غرف بيت النبوة من عمر.
وفي الحديث بيان لحِلم الرسول الكريم وتبسمه ورفقه وإنزال الناس منازلهم وأقدارهم.
في خاتمة "الوثيقة"، وعَوْدا على ما بدأنا به هذا المقال، لم ينس أصحابها، بعد ظاهرة التمجيد للنبي في موقفه من النساء أن يرفعوا استدراكا "مهمّا" يأسفون له تمثل في ... "آية ضرب الزوجة"!
توظيف المؤشرات البصرية
المؤثرات التقنية البصرية من العناصر، تم توظيفها بدهاء في الفيلم لترسيخ بعض الصور النمطية في الذاكرة البصرية للطفل، الصورة النمطية الأولى هي استخدام كلمة "محمد رسول الله" أو "محمد والحريم" مكتوبة وخلف مشهد حي لخصور نساء يتدربن على الرقص الشرقي، وهو مشهد يربط بين مختلف المقاطع أي عناوين وأقسام الفيلم ويتكرر في عدة مرات ولا نعلم أية رسالة تريد "الوثيقة" تمريرها.
الصورة النمطية الثانية هي التي تم رسمها لزوجات النبي والتي حاولوا تمريرها في الفيلم، تلك الصورة الحية لامرأة عارية الكتفين ترتدي الحلي وتلامس شعرها، والتي رافقت الحديث عن السيدة خديجة والسيدة عائشة رضي الله عنهما.
ونظرا لأن موروثنا الاسلامي من القرآن والسنة لم يورد وصفا لنساء الرسول أولا لما لهم من مكانة عالية وثانيا لأن ديننا يحرم وصف النساء حتى لا يتم تخيّلهم في صور تسيئ لهم.
كذلك تم استخدام الرسوم التشكيلية التي تعبّر عن جسد المرأة أو ما يسمى في الفن التشكيلي بفن الأجساد العارية والتي ذهب الفقهاء إلى تحريمها لما تحتويه من ايحاءات جنسية واعتمدها الفيلم بشكل صريح ليتضامن مع المغالطات التي يروجوها.
بالإضافة إلى نعت الإسلاميين بالأصوليين ورسم هذه الكلمة بالحبر الأسود على خلفية صورة لصفحة بيضاء فيها نقطة سوداء كبرى.
أخيرا وبعد هذا العرض الذي حاولنا اثراءه بشيء من النقاش لمضامين هذا الفيلم، يبقى التساؤل قائما ومشروعا حول الجدوى من عرض هذه الأشرطة التي تتضمن في الحد الأدنى من التقييم لها، مواقف خلافية ومعقدة، حتى وان تم وصفها بكونها أفلاما "بيداغوجية" لتعليم التلاميذ احترام المرأة وحريّتها من خلال قراءة مسيئة للإسلام وسيرة محمد عليه الصلاة والسلام؟.
ولا بد من التأكيد ايضا على ان العملية التربوية شان وطني بامتياز يهم مختلف مكونات المجتمع، وتتكفل وزارة التربية وهياكلها المختلفة وخاصة منها الهياكل الخاصة بالبرامج بالسهر على هذه العملية ووضع الخطط والتصورات والبرامج اللازمة، دون غيرها من الجهات.
ونعتقد أن ما قامت به وزارة التربية بمنحها المنظمات التي تقف وراء هذه الأفلام حق عرضها على التلاميذ كمادة بيداغوجية، رغم الخلاف القائم بشأنها، فيه محاولة لفرض رؤية محددة وقراءة معينة، لا تحظى بالأجماع حولها في بلادنا.
--------------
تم التحوير الجزئي للعنوان الأصلي
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: