ايمن المغربي - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5472
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مع كامل احترامي لحقكم في إبداء رأيكم، بل ودعم هذا الرأي والتعبير عنه بكافة الطرق السلمية والمشروعة، إلا أننى أود أن أتناقش معكم من خلال نقاط هذا الموضوع ثم ليكن لكم الحق بعدها أن تظلوا على ما أنتم عليه أو ليكن لكل منكم وقفة مع النفس يراجع فيها مواقفه وتقديراته،هل هى صحيحة فيتشبث بها ويناضل من أجلها أم جانبها الصواب فيتراجع عنها...
ولنبدأ بالتساؤل هل كان لأي من أفراد الشعب المصرى رأى حر فى اختيار قائده عقب مقتل سابقه؟!!!
ثم تعاقب التمديدات له الحقبة تلو الحقبة. هل كانت بإرادة حرة حقيقية؟!!!
ثم وعوده التى لم ينجزها ومنها الوعد بالرخاء والتنمية والمشاريع التى كانت تبدأ وينفق عليها أموالاً طائلة ثم تتوقف دون سبب أو تعويض، ثم الأراضى التى بيعت لمن لا يستحق بأبخس الأثمان ثم خصخصة القطاع العام ثم بيع أصول الدولة ...
ثم الدعوة للتبرع لسداد ديون مصر وبعد جمع المليارات إذا بديون مصر تتضاعف وخزينته هو الآخر تتضاعف.
ثم ما هو المطلوب من الحاكم ؟ أليس تحقيق الرخاء وتوفير المسكن والعمل والصحة وحفظ الأمن الداخلى والخارجى. فهل تحقق أى منهما ثم كيف كانت مكانة مصر قبله وماذا أصبحت على يديه؟
ثم نظرة على سياسته الخارجية هل خرجت فى يوم من الأيام عن الإطار الذى حددته له الخارجية الأمريكية وصندوق النقد الدولى.
ثم إقدامه على اتفاقية الكويز، وما هى المكاسب التى جنتها مصر من هذه الاتفاقية مقابل ما جنته إسرائيل منها؟!!!!
ثم مصر التى كانت قبلة العرب والأفارقة على مر الزمان ماذا صنع بها مبارك ؟!!! ألم يجعلها تتوارى وتتقزم وتتخلف طواعية عن أدوارها التاريخية التى كانت تجنى لها الكثير من الثمار المباشرة وغير المباشرة ولمصلحة من؟ ألم يكن ذلك التراجع إلا للسماح لليهود بالتقدم لاحتلال مكانة مصر فى إفريقيا؟ وما فعله بنصيب مصر التاريخي من نهر النيل هل صدر عن مصر مبارك سوى الوعيد والتهديد حتى ضاعت فرص التعديل الفرصة تلو الأخرى؟!!!!
ثم الجسر العربي الذى يربط بين شطري الجسد العربي بين مصر والسعودية من الذى تسبب فى وقف العمل به ولمصلحة من ؟!!! ألم يكن هو المسئول عن وقف العمل بذلك الجسر ولمصلحة أحبائه فى تل أبيب ؟!!!!
ثم الملف الفلسطينى والوقوف بشدة وحزم ضد الانتفاضة وخاصة الثانية، ثم بعد فوز حماس بالسلطة (عبر انتخابات شرعية نزيهة لم تشهد مصر نظيراً لها فى عهده) ما الذى فعله ألم ينحز لفريق عباس لميله الكامل لجانب تل أبيب وتنفيذه كامل شروطهم ولو على حساب المصلحة الفلسطينية ومن ثم العربية، ألم يدعم عباس وفياض ودحلان، ثم من الذى فرض الحصار على قطاع غزة ألم يكن هو؟ هل لو سمح بفتح المعبر هل كان للحصار أن يؤتى ثماره التى استهدفها اليهود ؟!!! أنا لا أقول ذلك دفاعاً عن حماس (فهم ليسوا ملائكة) ولا أقول ذلك دفاعاً عن الفلسطينين بدلاً عنهم وإنما أقول ذلك لأنه من الواجب فتح الحدود لمنع المجاعة والحصار ولتعزيز الاقتصاد المصرى المتراجع بل المنهار فى عهده. وكل ذلك لمصلحة من؟!!! هل استفاد من كل ذلك غير اسرائيل؟!!!
وهنا حق لنا التساؤل هل كان مبارك حاكماً لجمهورية مصر العربية الحرة أم كان حاكماً لمصر إحدى ولايات إسرائيل الكبرى والتى يتغنون دائماً فى كتبهم ومدارسهم وبرلمانهم وتلفزيونهم أن علمهم يرمز فيه الخطان الأزرقان إلى أن حدود دولتهم هى من النيل للفرات أى أن الخطين يرمزان للنهرين، ثم ما يحدث للأقصى من تهديدات وتصدعات وحفريات ولم ينبس بكلمة واحدة فى ذلك الشأن ثم الطامة الكبرى عند إعلان الحرب على غزة وحليفته الحميمة ليفنى بالقاهرة ولم تجد إلا من يرحب بها ويمنحها القبلات.
ومن قبل غزة من كان المحرض على العراق وشعبه؟ هل كان بالعراق أسلحة دمار شامل أو نووى؟ وكم النداءات التى وجهها لصدام لماذا لم يشغل نفسه بالصلح الفعلى بينه وبين الكويت بدلاً من المشاركة الحقيقية والفعلية فى حصار شعب العراق وتجويع أطفاله ثم المشاركة الكاملة فى الحرب عليه؟!!!
وإذا نظرنا داخلياً سنجد أول ما يتبادر إلى أذهاننا الزراعة ويوسف والى، ولن أتناول الأحاديث التى تكلمت عن جذوره وغير ذلك ولكن الارتماء فى الحضن الصهيونى لاستقدام خبراء اسرائيليين لزراعة أرضنا ما كان نتيجته المباشرة ليس فقط سرطنة المحاصيل وحسب بل تخطاه إلى سرطنة الأراضى لمدة لا تقل عن خمسين عاماً لتتخلص من المرض العضال ناهيك عن المبيدات المسرطنة وفقد كل ما كان له قيمة عالمية عندنا كالقطن المصرى الذى كان يشتهر بطول التيلة فيتراجع ويترك مركزه المفضل بين الأول لينزوى دون منافسة ثم نستوردهبعد ذلك، وذلك بخلاف القمح وكم المصائب التى ارتكبت على ذمة اللحوم المستوردة وكل ما هو مستورد ومنته الصلاحية بالإضافة إلى النفايات التى كانت تأتى من دول المنبع (أمريكا وإسرائيل) لدولة المصب مصر. فبدل النيل استبدل النفايات.
وإذا تركنا مجال الزراعة جانباً لوجدنا العجب العجاب فبعد أن كانت مصر كأغلب دول العالم بها ثلاث طبقات إذا بها تتقلص منها طبقة (الطبقة الوسطى) ثم تندثر فتتلاشى لتندمج مع الطبقة الفقيرة حتى يصل معدل السكان بمصر دون خط الفقر إلى 40%، ويعانى البطالة ما يربو على الـ 25%، بينما يعانى أكثر من عشرة ملايين شاب وفتاة من العنوسة.
فى الوقت الذى تضخمت فيه ثروات فئة قليلة محدودة العدد متسلطة متحكمة بمقادير الأمور هى فئة الطبقة العليا (الحاكمة أو القريبة منها).
فى الوقت الذى كان يعانى فيه الشعب من أجل لقمة العيش ويلهث المرء بين عمل واثنين ليستطيع ملاحقة المصاريف والفواتير الكثيرة من كهرباء ومياه شرب (توافرت فيها كل مقومات التلوث وباتت نموذجا لكل باحث أراد أن يتعرف ويستكشف الجديد من الميكروبات التى قد يرى بعضها بالعين المجردة) وصرف صحى وإيجار ودروس ومواصلات وصحة وملابس ومآكل ورغيف خبز (انتهك كل قيم الجمال المتعارف عليها) ونظافة (غابت عن كل مكان بتكدس أكوام القمامة فى كل ميدان). وباتت الغالبية العظمى من الشعب تأن فى صمت من ضيق ذات اليد بينما تضخمت ثروات الرئيس المخلوع وأبنائه بصورة غير مبررة وباتوا نموذجاً صارخاً للثراء الفاحش الذى يصعب على صاحبه أن يشعر بمدى البؤس الذى صار عليه عامة الناس.
كل ذلك فى الوقت الذى كان الإعلام فيه عندنا يتغنى بالسلام الذى ننعم به والذى بالضرورة أن ينعكس رخاءً وازدهاراً على الناس نجد أن صفقات السلاح التى يبرمها الرئيس شخصياً ودونما الحصول على تفويض لإبرام تلك الصفقات بمليارات الجنيهات، إذا كنا فى سلام فكيف يتأتى لنا أن نهدر أموالنا على سلاح يتكدس فى مخازننا حتى يصدأ دون الاستفادة منه (مادمنا فى سلام) مع عدو بات صديقاً وهو يحترم كلمته تماماً (وذلك حسبما قال الرئيس المخلوع بنفسه فى مقابلة تلفزيونية بالتلفزيون الاسرائيلى) فلم كانت تلك الصفقات وما معيار صدق مقابلها وما مدى الحاجة إليها؟!!!
ثم نأتى لقضية أخرى لا تقل خطورة وجرماً عما سبق ألا وهى جرائم تزوير وتزييف الإرادة والأصوات فى الانتخابات والاستفتاءات لدرجة أنه فى إحدى الدوائر عندنا (وهذا والله حدث بقسم لست حانثاً فيه أن أحد المرشحين زورت له الانتخابات بعد أن طوقت كردونات أمنية مدججة بالسلاح جميع مقار اللجان فأراد هذا المرشح -المزورة لصالحه الانتخابات- دخول اللجنة للإدلاء بصوته فمنع ورفض الأمن دخوله اللجنة). وعلى مثل ذلك كانت تدار الانتخابات وليست قضية المستشارة نهى الزينى عنا ببعيد فتلك أمثلة صارخة على التزوير الذى كان يمارس عينى عينك.
ناهيك عن قضائه التام لكل ما يمثل ضمانة استقلال للقضاء. سواء من حيث وضع المعايير التى يتم على أساسها اختيار القضاة وذلك بضرورة الدفع للتعيين ومن لا يملك لا يمنح اللقب مهما كانت لديه من كفاءة، مروراً بتعيينه لرئيس الأجهزة الرقابية والنائب العام ووزير العدل الذى يستطيع أن يتدخل فى عمل القضاء والقضاة انتهاءً بإصداره الأوامر العليا بالعفو عن الجواسيس وتسليمهم إلى أحبائه فى تل أبيب وما عزام عنا ببعيد وفى المقابل عدم المطالبة بدم شهدائنا الذين سالت دماؤهم على أيدى اليهود أثناء أسرهم لهم ناهيك عن محاكمته لبطل مثل سليمان خاطر الذى قتل صهاينة تجرأوا وعبروا الحدود ودخلوا إلى النقطة التى يقف حارساً عليها وبدلاً من مكافأته إذا هم به يحاكموه ثم يغتالوه مرتين (مرة بقتله خنقاً ومرة بقتله معنوياً بتشويه سمعته واتهامهم له بالانتحار)
أضف إلى كل ما سبق انتهاكه لكافة المواثيق والأعراف التى تضمن حرية التعبير وتصون على المواطن كرامته فقد ضجت السجون فى عهده بالمعتقلين الأبرياء لمجرد مخالفتهم له الرأى خاصة إذا كانت كلمات المعارضة ذات صبغة إسلامية أو كان صاحب الرأى ذو سمت أصولى فقد رصدت جمعيات حقوق الإنسان فى عهده أن أكثر من مائتين وخمسون ألف مواطن تم اعتقالهم من أصحاب الرأى، لدرجة أن الطالب كان يعتقل من داخل خيمة الامتحانات ولا يعود لأهله رغم كونه وحيد أبويه ودون ذنب جنته يداه سوى وجود رقم هاتف لزميل دراسة له على علاقة بجماعة جهادية، والحرس الجامعى وممارساته الكثيرة التى كان فيها من التجاوز الحد الأكبر (وإن كنت شخصياً ممن رفض وظل يرفض للآن عزل الأمن عن الحرس الجامعى، إذ لو عددنا أخطاء قوة الحرس الجامعى بجانب إيجابياته لوجدنا إيجابياته تفوق بكثير انتهاكاته وتجاوزاته)، كل ذلك بخلاف الروتين اليومى من التعامل الغير آدمى داخل أقسام الشرطة والأدلة المصورة خير دليل ولا يحتاج لإثبات أقوى من اعترافات مرتكبيها أنفسهم وفخرهم بما كانوا يفعلون.
وكان دائماً يتمسك بتطبيق قانون الطوارئ بزعم أنه لمواجهة الإرهاب والمخدرات وقد أثبتت الأيام أن الإرهاب كان وراءه حبيب العادلى ورجاله (ولا أدل على ذلك من كنيسة القديسين بالإسكندرية وتفجيرات الحسين وتفجيرات دهب)، أما عن تجارة المخدرات فقد أثبتت الأدلة الدامغة أن سوق الاتجار بالمخدرات فى مصر تجاوز الستة مليارات فى العام الواحد.
واستكمل ضربه لكل مقومات ومؤسسات الدولة والقضاء عليها وذلك بضرب ما تبقى من استقلالية لمؤسسة كانت يوماً أهم مؤسسات مصر (الأزهر الشريف). أعاده لنا سالماً عامراً قوياً شامخاً كما كان.
ثم لنرقب علاقته باليهود ورأيهم فيه:
فقد كشف الكاتب المتميز فهمي هويدي عن دعوة إسرائيلية لإطلاق اسم مبارك على أحد ميادين مدينة حيفا، في الوقت الذي قال فيه عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر: إن محاكمة (الرئيس المصري المخلوع) مبارك "بالنسبة لي يوم صعب وحزين.
وعبر بن أليعازر في تصريحات صحفية عن تخوفه من مرحلة ما بعد مبارك قائلا: "ليس لدي شك في أن الشرق الأوسط بعد مبارك سيكون .. أكثر صعوبة ... واعلان بنيامين بن اليعازر ان مبارك كنز استراتيجي لاسرائيل ثم اعلان نتنياهو ان مبارك كان صديقا عظيما لاسرائيل.......... إذن لم كل ذلك الحزن على مبارك من تل أبيب ولم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد ميادينهم؟!!!
ما كان ذلك إلا لما ذكرناه مفصلاً فى مستهل هذه المقالة ثم لدعمه الاقتصاد الاسرائيلي بالغاز المصري شبه المجاني وذلك عن طريق صديقه الحميم حسين سالم والذي - يحمل الجنسية الاسرائيلية- سلمه شرم الشيخ والغاز المصري ليهبه لليهود.
ولسماحه لجهاز الموساد الاسرائيلي بفنح مكاتب له داخل القاهرة
وفى النهاية بعد كل ما تناولناه آنفاً سنطرح بعض الأسئلة للإجابة عليها ثم لتقرروا بعدها ماذا أنتم فاعلون ولكم الحق فيما ترونه صائباً:
ما هى إنجازات مبارك ألم تتمثل فى كم السجون التى بنيت فى عصره؟
كم عدد الإسلاميين الذين اعتقلوا لفترات طويلة فى عصره؟
عدد الفقراء ومن هم تحت خط الفقر ؟
البحث العلمى الذى لا تواجد له فى عصره على الإطلاق ولا ميزانية له إلا لباحثى اسرائيل الذين يتقاضون مقابل إنفاق الدولة على أبحاثهم بأراضينا ومعاملنا.
فى الوقت الذى كان التكريم لرجال الإعلام والفن والرياضة إذ نجد (مذيعاً كمحمود سعد) يتقاضى تسعة مليون سنوياً (ما مؤهلاته؟) أو الراقصة دينا، كم كانت تتقاضى وما مؤهلاتها؟
هل هى ذاتها مؤهلات وزراء حكومات مبارك المتعاقبة (حسب كلام حسب الله الكفراوى) والذى قرر أن مؤهلات وزراء مبارك هى الطبل والرقص وضرب مثالاً لذلك بصفوت الشريف وأنس الفقى؟!!!!.
ثم هل نحن أقل من ايران التى خاضت حرباً لعشر سنوات مع العراق؟ ثم هى الآن من الدول النووية تكنولوجياً وليس بالبلح؟
ما الجديد فى مناهج التعليم فى عصره غير طمس الحقائق وتزييف التاريخ ومحاولة محو الهوية الإسلامية؟
وآخر الأسئلة :
هل كان مبارك رئيساً محبوباً؟
هل كان منتخباً انتخاباً حراً ؟
هل كان عادلاً ؟
هل كان منصفاً للفقراء؟
هل أوجد فرص عمل للشباب ؟ وهل قضى على البطالة ؟
هل وفر مساكن لأهالى العشش والعشوائيات؟
هل حافظ على ثروات البلاد خصوصاً الناضبة التى لا يجوز تصديرها؟
هل حافظ على الصحة العامة ووفر العلاج المجانى بالمستشفيات؟
هل قلت فى عهده الأمراض المستعصية كالكبد الوبائى بأنواعه الخمسة أو الفشل الكلوى؟
هل تعامل مع الشباب باللين والحوار أم بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع والخانقة والمحرمة دولياً؟
هل لا زلتم عند رأيكم ؟ إن كانت إجابتكم بنعم فهذا حقكم ؟
ولكن كان لزاماً علينا أن نوضح حتى لا يكون لكم حجة علينا أمام الله ؟
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: