د- جابر قميحة - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5710 gkomeha@gmail.com
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
إن الدعوة الإسلامية قد جاءت للناس نورًا يهديهم في ظلمات الحياة، وأهم ما نقف عليه هنا بإيجاز " ثلاثية التكوين " لهذه الدعوة : الحق والقوة والحرية. ملتزمين الإيجاز بقدر المستطاع.
فعل الأمر ( قل ) :
والقرآن يحتفي بالكلمة الطيبة التي توجه وتبني وتعمر، فكانت أكثر الأفعال ورودًا في القرآن فعل الأمر (قلْ)؛ فقد جاء في القرآن 332 مرة بصيغة المفرد، و16 مرة للجمع بنوعيه والمثنى، فيكون المجموع 348 مرة.
ولكن المفترين المتفيهقين كثروا في الساحة، واخذوا يهرفون بما لا يعلمون :
ومن هؤلاء ( معمر القذافي ) الذي يقال إنه لقِّب أخيرًا بـ"ملك الملوك"، زعم هذا الزعيم (أو الملك) أن فعل الأمر (قل) كان ضروريًّا أيام محمد صلى الله عليه وسلم فيقول له ربه: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص: 1) فاستجاب وآمن بها وقالها، أما نحن فيجب ألا نكررها ما دمنا قد استجبنا له؛ فعلينا أن نقرأ السورة هكذا: "بسم الله الرحمن الرحيم * الله أحد * الله الصمد.....".
وهذا منطق كسيح ساقط لم يذهب إليه أحد، وعلينا- حتى يتبين لنا وجه الحق والحقيقة- أن نعايش هذا الفعل في السياق القرآني. فلننظر في إيجاز إلى ما يوجه إليه هذا الفعل :
ولا أُسرف إذا قلت إن "المطلوبات" من هذا الفعل ومضامينه تقدم أبعاد العقيدة والخلق، والسلوك والتربية، والسياسة والحكم، والحرب والسلام... الخ، ونقدم في السطور الآتية بعض الأمثلة والشواهد توضح ما قصدنا إليه:
- فهو يأمر بتوحيد الله والإيمان به ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ (2)﴾ (الإخلاص).
- والله سبحانه وتعالى هو منبع الهدى، والهادي إلى الحق ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى﴾ (البقرة: من الآية 120).
- وهو القاهر فوق عباده، وقدرته بلا حدود ﴿قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (آل عمران 26).
- ومن التوجيهات الإيمانية أن يكون عملنا خالصًا لوجه الله ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)﴾ (الأنعام)
- وعلى المسلم أن "يتأمل" الطبيعة وأحوال البشر للاعتبار والاتعاظ ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (الأنعام: 11). وغير ذلك كثير.
***
حقا لقد غصت الساحة بالمتفيهقين، أدعياء العلم بالفقه وخفايا العلم وأسرار الشريعة، وهم "حفاة عقول"؛ لا يملكون أية آلية يحققون بها قليلاً مما يدَّعون، ومع ذلك ينادون بما سموه "تجديد النص الديني".
القوة :
( ذكرت في القرآن 28 مرة ). منها :
1- (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60)) ( الأنفال ).
2- ( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)) ( النجم ).
3- (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)) (القصص ).
وكان الإسلام ينتصر دائمًا للمظلومين من البشر. وقد قيل لرسول الله – صلى الله علي وسلم : اتق الله يا محمد. فلم يؤذ قائلها، ولم يسئ إليه. وكان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - يقول " اتق الله... ألا فقولوها ؛ فلا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نستمع إليها ". وما زال التاريخ يردد كلمته الخالدة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟!!! ".
وامتدت رحمته صلى الله عليه وسلم إلى الرجال والنساء، بل للحيوان الأعجم، وهو القائل ( عذبت امرأة في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها تأكل من خشاش الأرض ).
حقًا إن دعوة الإسلام هي دعوة الحق والقوة والحرية
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: