البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

(109) دلالات تمرد الجنود فى معسكرات الأمن المركزى المصرى

كاتب المقال د. أحمد إبراهيم خضر - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6622


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يقول المفكرون الإسلاميون : " ليس أفسد للنفس البشرية من الذل والخضوع للطغيان طويلاً ; ومن الحياة في ظل الإرهاب، والخوف، والتخفي والالتواء لتفادي الأخطار والعذاب، والحركة في الظلام، مع الذعر الدائم، والتوقع الدائم للبلاء ".

هكذا كان حال الشعب، كما هو حال جنود الأمن المركزى الذين تخصصوا فى قمع هذا الشعب، وجميعهم تعرضوا لكل ذلك ففسدت نفوسهم ; وفسدت طبيعتهم ; والتوت فطرتهم ; وانحرفت تصوراتهم ; وتخلخلت شخصياتهم، وامتلأت نفوسهم بالجبن والذل من جانب، وبالحقد والقسوة من الجانب الآخر.. وهما جانبان متلازمان في النفس البشرية إذا تعرضت طويلاً للإرهاب والطغيان، وهي تستمرئ حياة الذل تحت قهر الطاغوت.

فى بلد خرج منها طغاة أرباب متألهون، يستلذون بتعبيد الناس لشريعتهم وأمرهم، فخرج منها العديد من المتملقين، ومن قادة هؤلاء الجنود الذين يوليهم الأرباب المناصب والوظائف الكبرى، فيَعُبِّدون الناس لهذه الأرباب.

ولما ضعف الدين والإيمان – بعد الجهل بهما - فى قلوب الجميع، طغاة، وقادة، وجنودا وشعبا، ذلل الأخيرون أنفسهم للمستكبرين والطغاة، ودانوا لغير الله من عبيده واختاروها على الدينونة لله. والضعف ليس عذرا، بل هو الجريمة ; فما يريد الله لأحد أن يكون ضعيفا، لأن قوة الدين والإيمان تدعو الناس كلهم إلى حمى الله، يعتزون به، والعزة لله جميعا.

إن القوة المادية - كائنة ما كانت - لا تملك أن تستعبد إنسانا يريد الحرية، ويستمسك بكرامته الآدمية. فقصارى ما تملكه تلك القوة أن تملك الجسد، تؤذيه، وتعذبه، وتكبله، وتحبسه. اما الضمير، والروح، والعقل. فلا يملك أحد حبسها ولا استذلالها، إلا أن يسلمها صاحبها للحبس والإذلال !

من ذا الذي يملك أن يجعل أولئك الضعفاء تبعا للمستكبرين في العقيدة، وفي التفكير، وفي السلوك ? من ذا الذي يملك أن يجعل أولئك الضعفاء يدينون لغير الله، والله هو خالقهم ورازقهم، وكافلهم دون سواه ? لا أحد. لا أحد إلا أنفسهم الضعيفة. فهم ضعفاء لأن الضعف في أرواحهم وفي قلوبهم وفي نخوتهم وفي اعتزازهم بأخص خصائص الإنسان ! إن الطغاة لا يملكون أن يستذلوا الجماهير إلا برغبة هذه الجماهير. فهي دائما قادرة على الوقوف لهم لو أرادت.
إن الذل لا ينشأ إلا عن قابلية للذل في نفوس الأذلاء.. وهذه القابلية هي وحدها التي يعتمد عليها الطغاة ".

هذا هو التصور الواقعى – كما رآه المفكرون الإسلاميون – لحال الناس، وحال ما يسمى بأسطورة " الأمن المركزى المصرى "، وكل تصور وراء ذلك، إنما هو تابع لهذا الأصل الثابت – ضعف الدين والإيمان والجهل بهما.
ليس حديثنا عن الشعب الذى تمرد على طاغيته وأقصاه عن سدة الحكم، وإنما على قوات الأمن المركزى التى هى أداة قمعه، فالشعب مازال يعيش فى سكرة ما يعتقد أنه انتصار على الطاغية الذى حمَّلَه الشعب وحده كل مآسيه، وأوجاعه، وآلامه، وفقره، وانحرافه، وبرأ نفسه من أعظم وأكبر انحراف، وهوالانحراف عن دين الله، والتنصل من الدفاع عن شريعته، وعن المطالبة بتطبيقها كاملة غير منقوصة. حديثنا فقط عن آلة القمع التى استخدمها الطاغية لقهر وإذلال هذا الشعب.

جاء فى وصف جندى الأمن المركزى وحياته فى المعسكر:
"هو إنسان من لحم ودم، يشعر كما نحس، يفرح كما نسعد، يحزن كما نتألم، لكنه للأسف ليس له حق في أي شيء، فلا يُسمع له رأي ولا يُقبل منه نصح. يخاف من أقل رتبة، كل دوره أن يقال له اضرب فيبطش، حتى وإن كان المضروب أخيه أو أبيه، يثير الفزع في النفوس بردائه الأسود و"الشومة" التي يقبض عليها ودرعه البلاستيكي الذي يحاول به صد الطوب عن وجهه.
إنه عسكري الأمن المركزي الذي تم تسخيره على مدار العقود السالفة كعصا غليظة للنظام، وقد شاهده العالم أجمع وهو يتلقى أوامر ضرب المتظاهرين والمحتجين.
وكثر الحديث عن الدور الإجرامي الذي يلعبه عسكري الأمن المركزي رغما عنه، لكن أحداً لم يفكر في آدمية هذا المخلوق التعس الذي ساقته أقداره للارتماء في أتون الحرب.

وصف أحد كبار مديرى مباحث أمن الدولة السابقين جنود الأمن المركزى بأنهم وقود جهاز الشرطة، يعاملون كمواطنين من الدرجة الرابعه، فلا حقوق لهم ولا تأهيل ولا مراعاة، حتى تحولوا إلى "بعبع" الشعب ".

وجاء فى تقرير لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية عن هؤلاء الجنود ::" إنهم جنود ريفيون فقراء غير متعلمين، ليست لديهم المواصفات المطلوبة ليكونوا جنودا عاديين فى القوات المسلحة المصرية. يتعامل معهم ضباطهم بقسوة، ولهذا يُمْعِنون فى إذلالهم، يعيشون عادة فى خيام، وفى الكثير من الأحيان لا تتوافر لهم أسِرَّة، ويعانون صعوبة فى الحصول على المياه والكهرباء ".

وصفهم أحد الكتاب بقوله : " إنهم أفراد فى جهاز أمنى يعمل بمنطق أو مفهوم السخرة، فقوات الأمن المركزى هم مئات الألوف من المجندين من صعيد، وأرياف مصر، ومن الفئات شديدة الفقر، والجهل، والأمية، ويتم تجنيدهم، وإعاشتهم، فى ظروف قاسية للغاية، ولا يحصلون على مرتبات حقيقية اللهم إلا مكافأة متواضعة عبارة عن مصروف جيب أو أكثر... لا يجيدون القراءة والكتابة، وكثير منهم ربما لا يتعرف على طريق الأسفلت إلا يوم ذهابه للتجنيد ".

ووصفهم كاتب آخر بقوله : " تتراوح أعدادهم من ثلاثمائة إلى أربعمائة ألف جندى... معظمهم من أبناء معدمي الريف وفقراء الفلاحين الذين تفضل القوات المسلحة إحالتهم إلى قوات وزارة الداخلية لقضاء تجنيدهم الإجباري بها. وطبقاً لتصنيف القوات المسلحة لهؤلاء المجندين فهم من اللائقين صحيا من المستوى (1) وثقافيا من المستوى (صفر) أي الأميين المحملين بأمراض مختلفة. وتنظر لهم وزارة الداخلية على أنهم يد عاملة رخيصة، حتى أن تقريراً رسمياً للوزارة وصفهم بأنهم "عمالة معدومة الأجر"، حيث تتراوح مرتباتهم بين أربعة وستة جنيهات فى الشهر....وتضاعفت إلى أن وصلت إلى اثنى عشر جنيها فى الشهر... وقد دفع ذلك وزارة الداخلية إلى التوسع في أعداد الملتحقين بقوات الأمن المركزي.

وينظر أغلب جنود الأمن المركزي لفترة التجنيد على أنها عقوبة ستمر بأية صورة، فالمعسكرات بالنسبة لهم سجن، حيث يعيشون في معسكرات ضخمة من الخيام لا تتضمن أية مرافق مريحة. كما أن التغذية التي تصرف لهم لا تتناسب مع ما يبذلون من جهد شاق، وقد وصل متوسط ثمن الوجبة عن اليوم الواحد شاملاً الإفطار والغداء والعشاء 93.7 قرشاً طبقاً لعقد توريد أغذية 1989/1990 وذلك بعد ما تحسنت التغذية كثيراً بعد أحداث فبراير 1986 وهم لا يحصلون على الوجبة الساخنة الوحيدة إذا جاء موعدها وهم في دورياتهم.

ولا يحصل جنود الأمن المركزي على إجازات إلا لمدد قليلة وعلى فترات متباعدة ويقومون بتدريبات شاقة ولا إنسانية، ويتعامل معهم الضباط كأنهم آلات صماء بلا مشاعر أو إرادة. فمن بين أساليب تدريبهم إجبارهم على الوقوف ثماني ساعات لا يتحركون خلالها ولو لقضاء الحاجة فضلاً عن شحنهم ضد أي مشاعر إنسانية قد تنتابهم أثناء أداء مهمتهم بتدريبهم على ضرب بعضهم البعض.

الحياة في المعسكر بالنسبة لجندي الأمن المركزي تشبه السجن تماما.ً ويعمق إحساسهم بالظلم التناقض المخيف بين بؤس حياتهم في المعسكرات والرفاهية البادية في الأماكن التي يكلفون بحمايتها، من بنوك وشركات وسفارات وفنادق وملاهي وكازينوهات "

المهام الموكلة لجنود الأمن المركزى


قوات الأمن المركزى قوات شبه عسكرية عهدت إليها مهمة العمل على تجنيب القوات المسلحة التعامل مع الاضطرابات الداخلية. وكان النظام يأمل ان تتوازن هذه القوات مع قوات الجيش، كما أن دعمها كان يهدف أيضا إلى موازنة النفوذ السياسى الكبير للمؤسسة العسكرية، لكنها ما أدت هذه الوظيفة قط.

شُكِّلت قوات الأمن المركزى للقيام بعمليات بوليسية خاصة استجابة للظروف الحرجة. كان تشكيل هذه القوات قريبا فى تكوينه، وتدريبه، ومعداته، ووظيفته من قوات درك ( الجاندرمة) الفرنسية، و(الكارابينيرى) الإيطالية، لمساعدة قوات الشرطة المصرية فى حفظ النظام فى البلاد، ومواجهة الانتفاضات طلابية كانت أم عمالية أو غير ذلك، وقمع التحركات الجماهيرية، وأعمال الشغب والتخريب، ومكافحة ما يسمى بالإرهاب، والقبض على من يشكلون خطورة على أمن النظام. كما أنها مسئولة عن حماية المواقع الحكومية والاستراتيجية مثل مواقع المياه، والطاقة، والمبانى العامة، والسفارات الأجنبية، والبعثات الدبلوماسية، والفنادق. وتعتمد الشرطة فى المواجهات والمعارك على هذه القوات بشكل كبير، حيث تضطلع بمهمة فض المظاهرات، وقمع الاعتصامات، والاضرابات، وضبط الحشود، وتساعد فى توجيه المرور.

تسليح قوات الأمن المركزى


اهتم النظام بتسليح قوات الأمن المركزى بأحدث العتاد المستورد خصيصا من الولايات المتحدة ودول أوروبية، وخصصت لها ميزانية سخية لشراء معدات، وآليات، وقنابل غاز، ورصاص مطاطي، وطلقات خرطوش، ومصفحات كلفت الدولة 120 مليون جنيه في عام 2010 وحده.

اعتمد تسليح قوات الأمن المركزي على معدات مستوردة من كوريا الجنوبية والهند اللتين كانتا المورد الاساسي لمعدات فض الشغب من الدروع والخوذ والعصي، بينما اختصت الولايات المتحدة وفرنسا بتوريد قنابل الدخان والرصاص المطاطي، أما ألمانيا فكانت تورد سيارات الأمن المركزي بانواعها المختلفة، ومع بداية عام 2005 قرر وزير الداخلية استبعاد كوريا والهند من توريد الخوذ والعصي والدروع، لتحتكر أمريكا توريدها بمعدات أكثر حداثة، وتسبب هذا القرار في احداث أزمة لعدد من ضباط الشرطة السابقين الذين كانوا يستوردون هذه المعدات عبر شركات خاصة، ووصل الامر الي القضاء الاداري، حيث لا تزال بعض الدعاوي متداولة ومنها الدعوي القضائية التي اقامتها شركة "نيل كوربريشن"، التى يملكها لواء سابق بالداخلية ضد وزير الداحلية بسبب استبعاد عطائها من مناقصة توريد معدات فض الشغب لمصر وكانت هذه الشركة أكبر مستورد للخوذ والدروع والعصي من كوريا الجنوبية والهند.

كان استبعاد كوريا والهند يهدف إلي استيراد معدات أكثر حداثة فاستغنت وزارة الداخلية عن الخوذات الكورية المصنوعة من حديد الصلب ذات الوزن الثقيل لتعتمد علي الخوذات الامريكية المصنوعة من "الفايبر" المقوي والمبطنة بنوع خاص من "الفِلين " والتي تصل تكلفة الواحدة منها الي 120 دولارا، وانتقلت الداخلية من الدرع الكورية الصلبة ذات الوزن الثقيل سهل الخدش الي الدرع الامريكية الشفافة التي يبلغ سعر القطعة منها 320 دولارا وهو مصنوع من مادة البولي كربونات المقاومة للصدمات التي لا تنكسر بسهولة، وتتحمل درجات الحرارة المرتفعة والاهم عدم التشقق عند إطلاق الرصاص عليها او اصابتها بالطوب، اما العصي فقد انتقلت من عصي الخيزرانة الشهيرة التي كان يتم توريدها من الهند بمواصفات خاصة بسعر 9 دولارات للقطعة الي العصي الكاوتش الحالية التي تورد من امريكا بسعر 19 دولارا للقطعة، وذلك بعدما ثبت ان الخيزرانة يمكن ان يخطفها المتظاهر من جندي الامن المركزي كما أن ضرباتها تؤدي الي تجمع دموي واصابات ظاهرة تصلح دليل إدانة لمن يستخدمها، فتم الانتقال الي العصي الكاوتش الامريكية التي لها مقبض تمكن من يحملها من مسكها بقوة.

أما ذخيرة فض الشغب التي توردها المصانع الامريكية والفرنسية فتشمل انواعا مختلفة أهمها قنابل الغاز ويصل سعر الواحدة منها الي 48 دولارا، وطلقات الغاز وسعر الواحدة منها 28 دولاراً والفرق بين القنبلة والطلقة يتعلق بمداها حيث يصل مدي قنبلة الغاز الي 350 مترا، أما طلقة الغاز فتصل الي 80 مترا كحد اقصي. أما النوع الثالث فهو طلقات البارود "الصوت" وسعر الواحدة 18 دولارا ويتم اطلاقها من بندقية الخرطوش لإحداث صوت مدو يرهب المتظاهرين، وأيضا يتم استيراد الخرطوش المطاطي وسعر الواحدة 22 دولارا، وهناك ايضا طلقات وقنابل الدخان والاولي تطلق من العربات، أما القنابل فتطلق من بنادق مع جنود الامن المركزي المدربين.

وتضع قوات الامن حركة الرياح في اعتبارها اثناء اطلاق القنابل المسيلة للدموع حتي لا يرتد الغاز اليها، فإذا كانت الرياح قادمة من خلف قوات الامن تطلق القنابل أمام الصفوف الاولي للمتظاهرين، اما اذا كانت الرياح قادمة في اتجاه الامن فتطلق خلف المتظاهرين، واذا كانت الرياح تأتي من اتجاهات مختلفة فتطلق القنابل وسط حشود المتظاهرين.

وتتكون قنبلة الغاز من عجينة تشمل عددا من المواد الكيماوية خاصة الجلسرين وحمض الكبريتيك ومواد مهيجة للقنوات الدمعية.
اما عن دور ألمانيا فهي تورد سيارات الأمن المركزي ماركة "ايفكو" التابعة لشركة "مرسيدس " الشهيرة ولها انواع مختلفة، الأعلي سعرا منها هي "ميكروباص فض الشغب" أو "المصفحة الصغيرة " التي شوهدت إحداها تدهس المتظاهرين أعلي كوبري قصر النيل وفي ميدان سفنكس وميدان التحرير، ويصل سعرها إلي 600 الف دولار ووظيفتها الاساسية اختراق المظاهرات وخطف النشطاء منها، وتستوعب المصفحة اثنى عشر شخصا، ويمكن اطلاق النيران من فوهة أعلي المصفحة، ومن خصائصها انها مضادة للطلقات النارية حتي 9 مللي، وفي عام 2007 عرضت ثلاث شركات تجميع مثل هذه المصفحات بالعاشر لحساب وزارة الداخلية وتوفير قرابة مئة ألف دولار للسيارة لكن العرض رفض.

النوع الثاني من السيارات هو سيارة "الدفع المائي" وهي ايضا من نوع "ايفيكو مرسيدس " ويبلغ سعرها 350 الف دولار، ووظيفتها إطلاق المياه علي المتظاهرين وفيها "تنك" يسع عدة أطنان من من المياه ولديها أربعة مدافع لإطلاق المياه من كل الاتجاهات وبقوة دفع للمدفع الواحد تصل الي مئة وعشرين انها مضادة للرصاص حتي 9 مللي. تورد ألمانيا ايضا سيارات نقل الجنود وهي ايضا في "ايفيكو مرسيدس" وسعرها يبدأ من مئتى وخمسين ألف دولار وحتي
خمسمائة ألف دولار بحسب سعتها في حمل الافراد وقدرتها علي السير لمسافات تصل الي ألف كيلو متر دون الحاجة الي التوقف لتعبئة الوقود او إراحة الموتور، وهناك انواع من هذه السيارات يمكن ان تتحمل قذائف من مدفع "آر. بي. جي."
يقول أحد الكتاب معلقا على ذلك : " كم من المليارات قد أنفقت على هذا الجيش منذ أوائل السبعينات وحتى الآن، كم أنفق على هذا الجيش من مرتبات وبدلات وتكلفة معيشة وعربات مصفحة وعربات ترحيلات وأسلحة وذخائر وكلاب بوليسية مدربة وبناء معسكرات واستهلاك وقود يومياً... الخ ؟ إن المليارات التي أنفقت على هذا الجيش طوال الثلاثين عاماً الماضية كان ينبغي أن تنفق على تعليم وإسكان وصحة هذا الشعب، لا على قمعه؟!...تقمع الجماهير بأموال الشعب، وبأيدي أفقر فقرائه وهم يؤدون الخدمة العسكرية".

وعن تدريب قوات الأمن المركزى


يقول نفس الكاتب :
:" يتدرب جنود الأمن المركزي بشكل يومي على فض المظاهرات وحصارها داخل المعسكرات. ويقسم الجنود أثناء التدريب إلى فريقين: فريق يمثل دور المتظاهرين، وفريق يمثل دور قوات الأمن. والتدريب له أصوله وقواعده وتكتيكاته المختلفة. إنه علم يدرس للضباط داخل المعسكرات. وعليك في بداية كل مظاهرة أن تلاحظ كيفية رص القوات وكيفية تحريكها وفقا لأصول وقواعد محددة. فالقمع والحصار ليس ارتجاليا بل منظما وممنهجا. ضباط أمن الدولة يعطون تعليماتهم لجنرالات ضباط الأمن المركزي في الاتجاه العام، إما بالقمع وتفريق المتظاهرين، وإما بالحصار وتضييق الخناق. وقبل كل مظاهرة بأيام ينزل ضباط الأمن المركزي لدراسة الموقع بشكل دقيق وتحديد المنافذ والمخارج لاختيار أنسب طريقة للحصار أو الفض ودراسة كافة الاحتمالات الممكنة. ويتم الحصار بعمل أكثر من سياج حول المظاهرة:
أولها: يتم حصار المتظاهرين في أضيق رقعة ممكنة بالجنود على شكل كماشة مغلقة من جميع الجوانب وبعدة صفوف من الجنود.
ثانيهما: وضع سياج من عربات الترحيلات العالية حول مكان المظاهرة لحجب رؤية المتظاهرين عن المارة في الشوارع.

إذا كانت المعلومات لدى ضباط أمن الدولة أن المظاهرة لن تتعدى حدود خمسمائة متظاهر، يتم حشد ثلاثة آلاف جندي بمنطقة المظاهرة ويتم حشد أكثر من ثلاثة آلاف آخرين بالشوارع المحيطة على شكل مجموعات على النواصي والمداخل المهمة في شكل عربات محملة بالجنود، وعربات محملة بفرق الكاراتيه وبعض العربات المحملة بالكلاب البوليسية فقط ( كلاب وولف مدربة أيضا على فض المظاهرات). بالإضافة إلى ذلك تكون هناك فرق من جهاز الأمن العام ومن مديريات أمن القاهرة أو الجيزة، حسب الموقع الجغرافي للمظاهرة وأقسام الشرطة التابعة لها. هذا علاوة على وجود عناصر من جهاز الأمن القومي (المخابرات العامة) يمكنك تمييزهم بسهولة لأنهم لا يحملون لاسلكيا مثل الداخلية بل يحملون تليفون أشبه بالمحمول له رأس مدببة كالأيريال ليس الهدف من كل ذلك هو حصار الخمسمائة متظاهر فقط، ولكن هناك أهداف أخرى، أهمها بث الرعب في نفوس المواطنين خارج المظاهرة، وجعل هذه القوات في حالة استنفار دائم ومستمر لأن النظام يعلم جيدا أن السخط والغليان ومعاداة النظام الحاكم والدولة أصبح حالة عامة لا ينقصها سوى كسر حاجز الخوف بشكل جماعي."

ونضيف إلى ذلك كما يقول نفس الكاتب : " أخطر أفراد هذه القوات هم فرق الكاراتيه التي ترتدي دائما ثيابا مدنية ذات زي موحد يتكون من بنطلون جينز وحذاء كوتشي وقمصان إما صفراء أو برتقالية وأحيانا رمادية. وهم واضحون، لأنهم مخولون بالاندساس بهذه الثياب المدنية وسط الجماهير لفض المتظاهرين، فالملابس مميزة ومحفوظة الأشكال والأنواع حتى لا يضرب أحدهما الآخر."

أكبر تمرد شهدته مصر فى تاريخها


مهام جسيمة، وتدريبات شاقة، ومعدات باهظة التكاليف، ألقيت على كتف رجال معتلى الأبدان، ضعاف الصحة، لا يجدون راحة لأبدانهم لا فى يقظة، ولا فى منام.وليس هناك اهتمام برعايتهم، أو علاج أمراضهم، يعيشون على القليل من الطعام، والشراب، والمال. لا تقدير لروابطهم مع أهلهم وذويهم. ليس هناك من هدف نبيل يجعلهم يتحملون كل آلامهم من أجله، وإذا ماتوا أو قتلوا فضعف الدين والإيمان والجهل بهما لا يجعلهم يعرفون إلى أين هم ذاهبون فى آخرتهم، إلى جنة أم إلى نار. ليس هناك ما يدعوهم إلى الصبر والتحمل، طمعا فى ثواب أو أجر دنيوى أو أخروى، وليس هناك من أمل يرتجى إلا الخروج من هذا السجن الكبير.
كان طبيعيا إذا تردد بينهم أن فترة سجنهم قد تطول ولو لشهور أخرى أن تكون هى القشة التى تقصم ظهر البعير، وكان ذلك هو الذى حدث بالضبط.
فى فبراير من عام 1986 حدث أكبر تمرد شهدته مصر عبر كل تاريخها، بدأ التمرد الأول من معسكر يقع على الطريق بين القاهرة والفيوم، والثانى على الطريق من القاهرة إلى الإسكندرية، وكان مصحوبا بأعمال عنف، أودت بحياة المئات من الأفراد وتدمير عديد من المنشآت العامة والسياحية، فضلا عن أنه كان أول مواجهة مسلحة بين المؤسسة الأمنية ممثلة في الشرطة ومؤسسة الجيش الذي تولي مهمة إنهاء التمرد العسكري‏،‏ واعادة الاستقرار والأمن الي البلاد بعد أيام من التوتر البالغ وحظر التجوال لعدة ليال أيضا ‏.‏

يقول الذين تابعوا أحداث هذا التمرد :
" سرت شائعة بين جنود الأمن المركزى بأنه سوف يتم تمديد فترة خدمتهم لعدة أشهر أخري. ومع الظروف القاسية التى يعيشها هؤلاء الجنود مهنيا وإنسانيا، قام الألوف منهم في عدد من محافظات مصر وفي وقت واحد بتمرد مسلح.‏ أحرقوا عددا من المنشآت الحيوية، وقطعوا عشرات الطرق اضافة الي أعمال سلب ونهب، ولم يحسم الموقف إلا تدخل الجيش بالقوة المسلحة بطريقة حاسمة.

استمرت حالة الانفلات الأمنى لمدة أسبوع أعلن فيها حظر التجوال، انتشر الجيش فى العاصمة وقتل واعتقل أعدادا كبيرة من أفراد الأمن المركزى، وقامت طائرات الهيلوكوبتر بضرب معسكرات الأمن بالجيزة بالصواريخ بعد أن قام المحتجون بإحراق العديد من الفنادق والمحال التجارية، ووصلت الخسائر إلى عشرات الملايين من الجنيهات. وأقيل وزير الداخلية إثر هذه الأحداث، وعزل بعض القادة، واتخذت بعض القرارات لتحسين أحوال الجنود، كما تقرر التقليص من أعداد هؤلاء، ونقل وحداتهم خارج المناطق السكنية، وتحسين نوعية الجنود الذين يتم تعيينهم مستقبلا. وأسفرت المواجهات عن قتل ستين جنديا، وأحيل 1236 جنديا و31 مدنيا الى محاكم أمن الدولة ".

وجاء فى وصف تفصيلى أكثر دقة لهذا التمرد الآتى :
"في مساء يوم الثلاثاء 25 فبراير خرج ما يقرب من ثمانية آلاف من الجنود من معسكرين للأمن المركزي في منطقة الأهرامات مندفعين بخوذاتهم ورشاشاتهم وبنادقهم في مظاهرات مسلحة إلي فندق "الجولي فيل" وهو واحد من أحدث واضخم فنادق القاهرة، ويقع في مواجهة أحد المعسكرين الذين بدأ منهما التحرك مباشرة، وتتيح واجهاته الزجاجية الفرصة ليشاهدوا ما يجري من ورائها ليدركوا مدى بؤس حياتهم في قراهم وداخل المعسكر.

حطم الجنود هذه الواجهات الزجاجية ثم اقتحموا الفندق، وبدءوا يحرقون كل ما فيه، كما قاموا بإحراق فندق "هوليداي سفنكس "، ومبنى قسم شرطة الهرم، وفندق ميناهاوس، وبعض المحلات التجارية الكبيرة في المنطقة. وخلال ساعات استطاع الجنود احتلال منطقة الهرم بأكملها بما في ذلك مداخل طريق الإسكندرية الصحراوي وطريق الفيوم وترعة المنصورية. وفي الثالثة من صباح الأربعاء 26 فبراير أعلنت حالة الطوارئ وتم فرض حظر التجول في تلك المنطقة.
وفي حوالي السادسة صباحاً انتشرت قوات الجيش واحتلت عدداً من المواقع التي يتواجد فيها الجنود المتمردون، وبدءوا في حصار الجنود. وبعد معارك ضارية استطاعت قوات الجيش أن تسيطر علي المنطقة. وحتى ذلك الحين لم يكن ما يجرى في منطقة الأهرام قد امتد إلي بقية العاصمة، وما كادت ساعات صباح الأربعاء الأول تمر حتى بدأت الانتفاضة في أغلب معسكرات الأمن المركزي الأخرى في العاصمة، في شمالها وشرقها وجنوبها الغربي. تعالت أصوات اشتباكات الرصاص مع قوات الجيش التي كلفت بسحب السلاح من جنود الأمن المركزي في كافة المعسكرات، بعد أن تزايدت الشكوك من اختراق سياسي واسع داخل جهاز الأمن المركزي.

وقعت أول هذه الأحداث في معسكر الهايكستب القريب من مطار القاهرة. وفي الثامنة والنصف تجمهر جنود الأمن المركزي بمعسكر لهم يقع في شارع جسر السويس، وحين وصلت القوات المسلحة إلي المعسكر اشتبك معهم الجنود وتحول الاشتباك إلي مطاردة في الشوارع الجانبية المتفرعة من جسر السويس، وشوهدت آثار الدماء علي أرض الشارع، واحترقت إحدى سيارات الجيش علي الأقل، وتم إغلاق شارع جسر السويس وتعزيز قوات الجيش. وفي الدراسة، حيث يقع معسكر ضخم لقوات الأمن المركزي، تبادل الجنود المحتشدون النار مع قوات الجيش، ولجأ بعض جنود الأمن المركزي إلي البيوت المحيطة بالمعسكر ومنطقة المقابر بعد نفاذ ذخيرتهم. أما في معسكر شبرا فقد رفض الجنود الاستسلام للجيش وانتشروا في المنطقة المحيطة بهم، وكادوا ينجحون في تحطيم أكبر محطة للكهرباء في القاهرة. وبعد تحرك الأمن المركزي في منطقة طره أخطر التحركات جميعاً واجههم الجيش بإطلاق النار، وبدأت طائرات الهليكوبتر بقذفهم بالرصاص. وخرج جنود المعسكر بالآلاف فارين إلي الشوارع حاملين معهم أسلحتهم وتوجهوا إلي سجن طره واستطاعوا أن يقتحموا السجن ومساعدة السجناء علي الهرب وبحثوا عن الضباط كي يقتلوهم.

وقد بدأ الوضع يأخذ منحى آخر في شارع الهرم، حيث انحازت كتلة من الفواعلية وعمال التراحيل والشحاذين والطلاب والعاطلين عن العمل، الذين يسكنون في أفقر منطقة في الهرم هي الطالبية، إلي جنود الأمن المركزي، وبدءوا يشتركون معهم في تحطيم الكباريهات والفنادق الموجودة في المنطقة: كازينو الليل والأهرام، وأوبرج الهرم، والأريزونا، وغيرها. وأعلن النظام إعلان حظر التجول في كافة مناطق العاصمة، وتم تحذير المواطنين من البقاء في شوارع المدينة بعد ساعتين من قرار الحظر، خوفاً من أن تشجع حركة الجنود فئات أخرى علي التحرك ضد النظام، خاصة أن عناصر من المهمشين والعاطلين بدأت تشارك جنود الأمن المركزي الفارين في الهجوم علي السيارات والمحلات التجارية في منطقة الدقي.
كان الوضع خارج القاهرة أقل حدة بكثير، حيث انحصرت انتفاضة الجنود في القليوبية والإسماعيلية وسوهاج داخل المعسكرات، واستطاعت قوات الجيش أن تحاصرهم وتنزع أسلحتهم بسهولة. وكان الاستثناء الوحيد في أسيوط حيث كانت الأحداث أشد عنفاً. ويقال أن محافظ أسيوط (الذي أصبح وزيرا للداخلية مكافأة له علي دوره في مواجهة الأحداث) قد فتح الهويس (القناطر) في أسيوط للحيلولة دون وصول جنود الأمن المركزي من معسكرهم في البر الشرقي الذي أحرقوه وخرجوا منه، وذلك علي غرار حادثة كوبري عباس الشهيرة

كانت حصيلة انتفاضة الأمن المركزي أكثر من 107 قتيلاً معظمهم من الجنود 104 في القاهرة و3 في أسيوط و719 جريحاً. وبعد إعادة الجيش السيطرة علي الأوضاع، تم القبض علي آلاف من الجنود من مواقع الأحداث بالإضافة إلي أعداد من المهمشين، وأمام أحد أقسام الشرطة التي تعرضت للهجوم وقفت دبابات الجيش صفين بينهم طابور من العساكر المقبوض عليهم، واضعين أياديهم فوق رؤوسهم مثل الأسرى وعيونهم زائغة، معظمهم ضعاف الجسم قصار القامة، بعضهم يرتدي الزي العسكري وآخرون بالملابس الداخلية. وتم طرد 21 ألف جندي من الخدمة.

تمرد ثان
فى يناير 2009 وقع تمرد آخر وصف بأنه أول تمرد يقوم به مجندون منذ أحداث 1986. اعتقلت أجهزة وزارة الداخلية مجموعة من ضباط الأمن المركزى وأحالت 250 منهم الى الاحتياط بعد تزعمهم تمردا بمعسكر ناصر للأمن المركزى بمنطقة الدراسة، حيث رفض الضباط تنفيذ أوامر القيادة العليا بالتوجه إلى رفح بعد تردد أنباء عن مصرع مجند أمن مركزى بنيران اسرائيلية وتكتم الوزارة على هذا الخبر، وهو ما دفع رئيس العمليات بالمعسكر وباقى افراد الكتيبة البالغ عدها 2400 مجند لاعلان رفضهم التوجه الى حدود رفح المصرية.

تمرد ثالث
وفى الشهر ذاته احتوت وزارة الداخلية ثورة ستة آلاف جندى تمردوا ضد رؤسائهم فى معسكر التشكيلات لقوات أمن القاهرة، بدأت أحداث التمرد أثناء طابور التمام حينما فوجئ القائمون على السجن العسكرى بمنطقة رمسيس بتمرد جميع المجندين بالمعسكر ضد قادتهم، وتحطيمهم مبانى ادارة المعسكر والاستراحة المخصصة للضباط، وصالة الألعاب والسجن العسكرى، وقد أرجعت تحقيقات النيابة العسكرية ثورة الجنود الى قسوة الضباط معهم الى جانب تأجيل حصول الجنود على أجازاتهم، وارهاقهم فى العمل فى غيرالأوقات المخصصة لذلك، الأمر الذى دفع بأربع عشرة من كبار المجندين الى قيادة ثورة داخل صفوف زملائهم انتهت بتهريب ستة من المساجين.

يبقى السؤال : هل يعنى نجاح ثورة شعب فى إسقاط طاغية وهرب جنوده الذين هم أداة قمعه أن مستقبلا مشرقا قادم لهذا الشعب لا محالة ؟

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله فى كتابه " مفتاح دار السعادتين " :" جعل الله ملوك العباد وولاة امورهم وأمرائهم من جنس اعمالهم إن خيرا فخير وان شرا فشر، بل وكأن اعمال العباد تظهر فى صور ولاتهم وملوكهم، فإن استقاموا - اى العباد – استقامت ملوكهم وان عدلوا عدلت ملوكهم وان جاروا جارت عليهم ملوكهم، وان ظهر فى العباد المكر والخديعة فولاتهم كذلك وان منع العباد حقوق الله إليهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم مالهم عند هم من الحق وبخلوا عليهم...................واذا اخذ العباد ممن يستضعفونه مالا يستحقونه فى معاملاتهم اخذت منهم الملوك مالا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والضرائب وكل ما يستخرجه العباد من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة. وليست الحكمة الإلهية أن يُولى الله رب العالمين على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم ولما كان الصدر الاول أخيار القرون، كانت ولاتهم كذلك فلما شابوا شيبت لهم الولاه. فحكمة الله تأبى ان يولى علينا فى مثل هذا الزمان مثل معاويه وعمرو بن عبد العزيز بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم كل من الامريين موجب الحكمة ومقتضاه "

إن الإصلاح يبدأ من إصلاح الأعمال، قبل إصلاح الولاة، وإن ولى الله على الناس واليا صالحا، أصلح الرعية بصلاحه، فهذه نعمة من الله وفضل، وتبقى القاعدة قائمة : "إذا صلحت الأعمال، صلح الولاة ". وصلاح الأعمال لا يبدأ إلا بالعلم بالدين وقوة الإيمان، ولا يكون العلم بالدين وقوة الإيمان إلا بالعلم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والتصديق به، والإقراربه، نطقا، والانقياد له محبة، وخضوعا، والعمل به باطنا وظاهرا، وتنفيذه والدعوة إليه قدر الاستطاعة. وكمال الأعمال لا يكون إلا فى الحب فى الله، والعطاء لله، والمنع لله، وأن يكون الله وحده هو الإله والمعبود، والطريق إلى تجريد متابعة رسوله ظاهرا وباطنا، وتغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو كمال الإيمان.

فأين الشعب، وأين الجنود من بعض هذا الإيمان. وقبل الشعب والجنود أين الطغاة وتابعيهم من بعض هذا الإيمان. لو كان المستقبل مشرقا حقا لما جرؤ نائب رئيس مجلس وزراء حكومة ما بعد الثورة أن يقول : "": ربنا لو اطرح في استفتاء وخد 70% في المائة يحمد ربنا " كما قال في تهكم وهو يضحك : يا سلام ربنا يحمد ربنا "، ولما وصف الإسلاميين بأنهم أسوأ خلق الله ". قال ذلك، ولم يحرك الشعب ساكنا، لأن الظلم هنا لم يقع على الشعب، ولكنه وقع على الله، تعالى الله عما يقولون.

نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية

المصادر :


1- إبراهيم الصحاري :عشرون عام على انتفاضة الأمن المركزي
http://www.e-socialists.net/node/3390
2- كمال خليل : كيف يتم حصار المظاهرات
www.e-socialists.net/node/5201
3- منال أبو العلاء ترسانة حبيب العادلي لقمع المظاهرات وحماية النظام السابق
www.bladi-bladi.com/.../egypt/729-2011-02-13-00-27-46.htm
4- أمن مركزى
digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=444041&eid).
ar.wikipedia.org/wiki/ (
5- الأمن المركزى المصرى
www.aljazeera.net/.../AEF73D5F-20EC-49EC-94AE-A126C756C050.htm?...
6- ردا على الدكتور يحيى الجمل
www.mohamedhassan.org/NewsDt.aspx?hID=38
7- عسكري الأمن المركزي.. إنسان درجة رابعة
klmty.blogspot.com/2011/03/blog-post_7901.html
8- لاشك أن الظلم ظلم ولكن...
www.forsanelhaq.com
9- Central Security Forces، en.wikipedia.org /wiki/Central_Security_Forces
10-Egypt Central Security Forces، CIA World Factbook
www.photius.com/.../egypt/ ...security/egypt_national_security_central_security_for ~60.htm

11-Egypt's security apparatus
mwcnews.net/news/.../8317 -egypts-security-apparatus.html

12- يحيي الجمـل الفيديو، لو ربنا عملنا عليه استفتاء وخد 70% يبقى ربنا...
www.bramjnet.com


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، إنتفاضة الأمن المركزي، الأمن المركزي، القمع،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-06-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  (378) الشرط الأول من شروط اختيار المشكلة البحثية
  (377) مناقشة رسالة ماجستير بجامعة أسيوط عن الجمعيات الأهلية والمشاركة فى خطط التنمية
  (376) مناقشة رسالة دكتوراة بجامعة أسيوط عن "التحول الديموقراطى و التنمية الاقتصادية "
  (375) مناقشة رسالة عن ظاهرة الأخذ بالثأر بجامعة الأزهر
  (374) السبب وراء ضحالة وسطحية وزيف نتائج العلوم الاجتماعية
  (373) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية (2)
  (372) التفكير النقدى
  (371) متى تكتب (انظر) و (راجع) و (بتصرف) فى توثيق المادة العلمية
  (370) الفرق بين المتن والحاشية والهامش
  (369) طرق استخدام عبارة ( نقلا عن ) فى التوثيق
  (368) مالذى يجب أن تتأكد منه قبل صياغة تساؤلاتك البحثية
  (367) الفرق بين المشكلة البحثية والتساؤل البحثى
  (366) كيف تقيم سؤالك البحثى
  (365) - عشرة أسئلة يجب أن توجهها لنفسك لكى تضع تساؤلا بحثيا قويا
  (364) ملخص الخطوات العشر لعمل خطة بحثية
  (363) مواصفات المشكلة البحثية الجيدة
  (362) أهمية الإجابة على سؤال SO WHAT فى إقناع لجنة السمينار بالمشكلة البحثية
  (361) هل المنهج الوصفى هو المنهج التحليلى أم هما مختلفان ؟
  (360) "الدبليوز الخمس 5Ws" الضرورية فى عرض المشكلة البحثية
  (359) قاعدة GIGO فى وضع التساؤلات والفرضيات
  (358) الخطوط العامة لمهارات تعامل الباحثين مع الاستبانة من مرحلة تسلمها من المحكمين وحتى ادخال عباراتها فى محاورها
  (357) بعض أوجه القصور فى التعامل مع صدق وثبات الاستبانة
  (356) المهارات الست المتطلبة لمرحلة ما قبل تحليل بيانات الاستبانة
  (355) كيف يختار الباحث الأسلوب الإحصائى المناسب لبيانات البحث ؟
  (354) عرض نتائج تحليل البيانات الأولية للاستبانة تحت مظلة الإحصاء الوصفي
  (353) كيف يفرق الباحث بين المقاييس الإسمية والرتبية والفترية ومقاييس النسبة
  (352) شروط استخدام الإحصاء البارامترى واللابارامترى
  (351) الفرق بين الاحصاء البارامترى واللابارامترى وشروط استخدامهما
  (350) تعليق على خطة رسالة ماجستير يتصدر عنوانها عبارة" تصور مقترح"
  (349) تعليق هيئة الإشراف على رسالة دكتوراة فى الخدمة الاجتماعية

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد اسعد بيوض التميمي، سلوى المغربي، علي عبد العال، فوزي مسعود ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سعود السبعاني، مجدى داود، عمر غازي، أ.د. مصطفى رجب، صلاح المختار، د- محمد رحال، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، العادل السمعلي، أحمد النعيمي، ياسين أحمد، د - مصطفى فهمي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلام الشماع، رمضان حينوني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، طلال قسومي، رضا الدبّابي، محمد الطرابلسي، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، د - عادل رضا، علي الكاش، حاتم الصولي، ضحى عبد الرحمن، وائل بنجدو، رافع القارصي، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، مراد قميزة، منجي باكير، إيمى الأشقر، الناصر الرقيق، سامح لطف الله، حميدة الطيلوش، محمد أحمد عزوز، ماهر عدنان قنديل، أحمد بوادي، كريم فارق، أحمد الحباسي، د- هاني ابوالفتوح، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، د. صلاح عودة الله ، عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، عواطف منصور، الهادي المثلوثي، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، محرر "بوابتي"، أشرف إبراهيم حجاج، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، أنس الشابي، محمود طرشوبي، حسن عثمان، سامر أبو رمان ، نادية سعد، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، عراق المطيري، كريم السليتي، د - المنجي الكعبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، المولدي الفرجاني، أحمد ملحم، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، عبد الغني مزوز، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، فتحي العابد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الرزاق قيراط ، فهمي شراب، د. أحمد بشير، محمد الياسين، سفيان عبد الكافي، مصطفى منيغ، أبو سمية، يحيي البوليني، د. أحمد محمد سليمان، عبد الله زيدان، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد شمام ، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، د. خالد الطراولي ، محمد يحي، د - محمد بنيعيش، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، د - صالح المازقي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة