(108) ملامح مرحلة ما بعد الإبادة الجماعية في البوسنة
د. أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 6550
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
في الأوَّل من يونيو 2010 كتَب "هارون كارسك" الباحِث المتخصِّص في شؤون الصحوة الإسلاميَّة في البوسنة في كلية "روبرتو روفائيلي للعلوم السياسية" بجامعة "بولون" مقالاً بعنوان: "الإسلام بعدَ الشيوعيَّة في البوسنة".
يقول "كارسك:"
"لقد بَرزتِ الصحوةُ الإسلامية في الشرق الأوسط خلالَ السبعينيات مِن القرن الماضي؛ نتيجةً لفَشل فِكرة القومية العربية، والهزيمة المُذِلَّة مِن إسرائيل في حرب 1967، ويمكن القولُ بنفس القدْر: إنَّ الصحوة الإسلامية التي ظهرَتْ بعدَ انهيار الشيوعيَّة في البلقان بصِفة عامَّة، وفي البوسنة بصِفة خاصَّة ما كانتْ إلا نتاجَ الحرْب على المسلمين ومحاولات قَمْع الإسلام، وتعبيرًا عن رغبة المسلمين في الاستفادةِ مِن قدْر الحرية المسموح لهم للعودة إلى الإسلام، سواء على المستوى العامِّ، أو مستوى الحياة الخاصَّة.
كما يُمكن القولُ كذلك بأنَّ الإبادةَ الجماعية التي تعرَّض لها المسلمون في البوسنة كانتْ مِن أكثرِ العوامل أهميةً في بروز الإسلام في أجزاءٍ كبيرة منها، وكذلك في ظهورِ الاتجاهات السلفية بها.
الرِّجال الملتحون، النِّساء المحجَّبات، عشرات المساجِد التي دَعَم العرب تأسيسَها ماليًّا (Karcic)، بما فيها مسجدُ الملك فهد الذي بُني في عام 2000م، وتكلَّف بناؤه ثمانيةً وعشرين مليون دولار، ويحتوي على مركز رِياضي وثقافي كبير، ويَؤمُّه الآلاف من المصلِّين، (Bilefsky)، وإنفاق التنظيمات السعودية ما يقرُب مِن سبعمائة مليون دولار في البوسنة بعدَ الحرب تَركَّز معظمها في بناءِ المساجد.
الأطفال يُصومون في رمضان، ويَذهبون إلى المساجدِ أكثرَ مِن آبائهم، أُعيد تسمية أسماء الشوارع بعدَ انتهاء الشيوعيَّة بأسماء الأبطال الإسلاميِّين.
الأحزاب السياسية ذات الهُويَّة الإسلامية حقَّقتِ نجاحاتٍ كبيرةً في الانتخابات، المؤلفات الدِّينية الوفيرة... كل هذه العوامل أدَّتْ إلى اعتقادِ الكثير مِن المراقبين إلى استنتاج أنَّ البوسنة تعيش صحوةً إسلاميَّة حقيقيَّة" (Amanavoice).
يقول الأستاذ محمد قطب:
لم يفطن الصليبيُّون واليهود إلى حقيقةٍ بدَتْ واضحةً فيما بعدُ، وهي أنَّ البذور السامة التي ألْقَوْها لتأكلَ جذور الدِّين لم تتعمَّقْ في التربة الإسلامية كما تعمَّقت من قَبلُ في التربة الأوربية؛ وذلك بسبب الفوارقِ الهائلة بين ما هنا وما هناك.
إنَّ الانفجارَ يحدُث دائمًا حين يستوي الموتُ والحياة عندَ الناس، أو حينما يكون الموتُ أيسرَ على الناس مِن الحياة!
وكلُّ الانفجارات التي حدَثَتْ في التاريخ سبَقَها سعارٌ محمومٌ لإبادة تيَّار متصاعِد، ظنَّ الطغاةُ أنهم يستطيعون القضاءَ عليه بالقهْر والتعذيب، والذي يجري في الأرْضِ كلِّها اليومَ من محاولات لإبادةِ المسلمين، سواء في البوسنة والهرسك، أو كشمير، أو فِلَسْطين، أو بورما، أو طاجكستان، أو داخل سجون التعذيب، لن تكونَ نتيجتُه إلا إخراجَ أجيال أصْلبَ عُودًا، وأكثرَ عنادًا، وأطول نفَسًا، وأكثر وعيًا بحقيقةِ المعركة التي تدور في الأرض بيْن دِين الله، وأعداء الله"؛ محمد قطب، "هلم نخرج مِن هذا التِّيه".
خلاصة ما توصَّلَتْ إليه دراسةُ "كارسك" كانت الآتي:
أولاً: هناك ثلاثةُ أحداث أساسية لا بدَّ مِن وضْعِها في الاعتبار، إذا أردنا أن نَفهمَ الأسباب التي أدَّتْ إلى بُروز الإسلام، وظهور السلفيَّة بدرجةٍ كبيرة في بعضِ أجزاء البوسنة:
العامل الأول: انهيار الشيوعية:
انهارتِ الشيوعية في عام 1991 بعدَ خمسين عامًا مِن سيطرتها الكاملة على البلاد، قمَع الشيوعيُّون الدِّينَ بصورة رسمية، لكنَّه كان قائمًا على المستوى غيرِ الرسمي، دمَّروا المساجدَ والمدارس الدِّينيَّة العُليا أو أغلقوها، لم تُشجِّع الدولة أي اتجاهات دِينية، حتى ولو اقتصرتْ على الحضورِ إلى المساجد، كان العملاءُ السِّريُّون يتابعون هؤلاءِ الذين يَذهبون إلى المساجد، كما كان المستقبل المِهني لهؤلاء المتديِّنين مُعرَّضًا للخطر.
انهار هذا الشكلُ مِن الإلحاد الرسمي بعدَ أنِ انهارت الشيوعيَّة، وأصبح بإمكانِ الناس ممارسةُ شعائرهم الدِّينية، وارتداء الزِّيِّ الذي يرمُز إلى دِيانتهم دون خوفٍ مِن فقد وظائفهم، أو تعرُّضهم للاحتجاز والتحقيق.
العامل الثاني: الحرب والإبادة الجماعية:
تركتِ الحربُ التي شنَّها جيش جمهورية الصِّرْب، وجيش الشعب اليوغسلافي ضدَّ استقلال جمهورية البوسنة وهيرزيجوفينا، وما صاحَبَها من إبادة للبوسنيِّين من عام 1992- 1995، تأثيرًا هامًّا على البوسني العادي، الذي دفَعَه غموضُ الحرب والحصار الذي تعرَّضت له بلادُه إلى التفكيرِ في قضايا الحياة والموت ووجود الله.
وعلى الرغمِ مِن أنَّ هذه الحربَ قد أدَّتْ إلى زِيادة التقوى عندَ البوسنيِّين، فإنَّ هذا التأثير كان محدودًا بالزمان والمكان بمعنى أنَّ هذه التقوى قد خفتَتْ بانتهاء الحرْب، لكنَّها كانتْ قويةً عند هؤلاء الذين فقَدوا أحباءَهم في الحرْب.
ورغم أنَّ البلادَ قدْ شهِدت تدميرَ الجيش الصربي واليوغسلافي لأكثرَ مِن سِتِّمائة مسجد، والترحيل الإجباري لآلافِ البوسنيِّين مِن شرق وشمال البلاد إلى المدن ذاتِ الغالبية، مثل سيراييفو، وتوزلا، وبيهاك، فإنَّه مع نهايةِ الحرْب أُعيد بناءُ المساجد المدمَّرة والمصابة، كما أُنشِئت مساجدُ جديدة في المدن التي استقرَّ فيها البوسنيُّون المرحَّلون، مارسوا فيها شعائرَهم الدِّينيَّة، وساعد الخليجيُّون العربُ على تمويلِ بناء هذه المساجِد بسببِ الافتقار إلى التمويل الداخلي.
العامل الثالث: العولَمة:
ساعدتِ العولمةُ - أو آثارها بمعنًى أصحَّ - على إظهارِ الإعلام لمأساة البوسنة، ونقْل أخبارها حيَّةً للعالَم بصِفة عامَّة، وللعالَم الإسلامي بصفة خاصَّة، ونتيجةً لغياب استجابة غربيَّة مناسِبة من التدخُّل العسكري لإنهاء الحرْبِ، أخَذَ بعضُ الأفراد مِن دول الشرق زمامَ المبادرة لمساعدة شعْب البوسنة في التغلُّب على معاناته، فكانتْ هناك هيئاتٌ إغاثية، وبعثات دِينية، ومجاهدون من الذين أطلقَتْ عليهم الولاياتُ المتحدة أثناءَ الحرْب الأفغانية - الروسية: "المقاتلون الأحرار" مِن الذين شدُّوا رِحالَهم إلى البوسنة، وجلَبوا معهم التفسيراتِ السلفيَّةَ الصافية الخاصَّة بالإسلام، وتبنَّى بعضُ أهالي البوسنة مذهبَهم.
ولما دخلتِ البوسنةُ فيما يُعرَف بالقرية العالمية، ومع الاستخدام الواسع لشَبكة الإنترنت، انتقلتِ الأفكار الإسلاميَّة بسهولة إلى شعْب البوسنة، وأصبَح بإمكان أي بوسني مُسلِم أن يقِفَ على الحُكم الشرعي في مسألةٍ ما بضغطة زِرٍّ على حاسوبه الآلي.
ثانيًا: هناك تحديات تُواجِه هذه الصحوةَ الإسلامية في البوسنة يُمكِن تلخيصُها فيما يلي:
التحدي الأوَّل: العلمانيون والإعلام البوسني:
الإعلام البوسني إعلامٌ علماني تُسيطر عليه عناصرُ المؤسسة الشيوعيَّة السابقة، وشأن هؤلاء هو نفْسُه شأن نُظرائهم في دول أوربا الشرقية السابقة، أعاد هؤلاءِ العلمانيُّون تسميةَ أنفسهم بأسماء جديدة، مثل: "الديمقراطيِّين الاجتماعيِّين"، و"الليبراليِّين"، وهم دائمًا على أُهْبَةِ الاستعداد لوأدِ كلِّ جُهْد يسعَى لاستعادة الإسلامِ، سواء على المستوى الرسمي، أو في مجالاتِ الحياة العامَّة، هذا بالإضافةِ إلى رِقابتهم الدقيقة لمسارِ الحركة السلفيَّة.
والمشكلة هنا هي أنَّ المراقبين الغربيِّين يعتمدون بدرجةٍ كبيرة على المعلومات التي تَخرُج مِن هذا الإعلام، دون أن يقوموا بتحليلٍ دقيق، أو تقديمِ نَظرةٍ نقدية أكثرَ عُمقًا للأحداث التي شكَّلت الإسلامَ البُوسني في العقدين الأخيرين، فكانتِ النتيجة هي الوصولَ إلى استنتاجٍ مُؤدَّاه أنَّ الإسلام يُعيد تأكيد نفسه، ومِن ثَمَّ يمثل تهديدًا للطبقة العلمانية ومؤسَّساتها المتعدِّدة الإثنيات. (karcic).
وقد حدَثَتْ بالفِعل مواجهاتٌ وصِدامات بين الإسلاميِّين والعلمانيِّين، ففي شهر رمضان الماضي نظَّم الشواذُّ احتفالاً خاصًّا بهم في سراييفو، اعتبر الإسلاميُّون أنَّ هذا الاحتفالَ استفزازٌ لمشاعر المسلمين في شهر رمضان، فقاموا بمهاجمة الشواذِّ وأخرجوا البعضَ منهم مِن سياراتهم، واعتدوا بالضرْب على الآخرين، مُهلِّلين "الله أكبر، اقتلوا الشواذ"، ودافَع مُنظِّمو الحفلِ عن أنفسهم بأنَّهم ما كانوا يقصدون الاستفزاز، ولكنَّهم كانوا يَدْعون إلى احترامِ حقوق الأقليَّات.
وكما نجَح الإسلاميُّون في إدْخال التعليم الدِّيني إلى دُور حضاناتِ الأطفال في بلدٍ تَزيد فيه عددُ البارات عن عددِ المساجد، لكن هذا أدَّى هذا إلى إثارة حفيظة الآباء العلمانيِّين، الذين اعتبروا أنَّ مثلَ هذا الأمر يُعتبَر خرْقًا لمبدأ الفصْل بين الدِّين والدولة (Bilefsky).
التحدي الثاني: استغلال الدول المجاورة للبُوسْنة، جو الخوف من الإسلام:
استغلت الدول المجاورة ما يُسمَّى بظاهرة "الإسلام فوبيا" التي انتشرَتْ بعد أحداث سبتمبر في تبريرِ حرْبها على البُوسنة، على أنَّها حربٌ ضدَّ الإرهاب وما يُسمَّى بالأصولية، ويمكن الوقوفُ على حجم الضغط الذي يَعيشه الشعبُ البوسني المسلِم إذا لاحظْنا أنَّ هذه الحرْب مِن قِبل الدول المجاورة تَلَتْ مباشرةً إفاقة البوسنيِّين من الكابوس الشيوعي، الذي جثَم على أنفاسهم ما يقرُب من خمسين سَنَة.
لكنَّه مِن المهمِّ هنا الإشارةُ إلى أنَّ هذه التبريراتِ لم تكنْ مُقنِعة للبوسنيِّين، كما لم يكن الربطُ بين إطلاق اللِّحَى أو الربط بين التقوى والأصوليَّة مقنعًا لهم كذلك.
يَخلُص "كارسك" إلى القول بأنَّ الوضع في البوسنة ما زال مُقلقًا، وأنَّه من الممكن أن نتوقَّع حربًا دِينيَّة بصورة أشدَّ ممَّا كانتْ عليه في السابق؛ ذلك لأنَّ عناصر المؤسَّسة الشيوعية السابقة ينظرون إلى الصحوةِ الإسلامية في البوسَنة بشكٍّ كبير، شأنُهم في ذلك شأنُ نظرائهم في دول أوربا الشرقيَّة، هؤلاء الشيوعيُّون السابقون يَدَّعون أنهم مدافِعون مخلصون عن العلمانية، لكنَّهم لا يزالون يحملِوُنُ في عقولِهم التفسيراتِ الماركسيةَ المسلحة، فهم يُدافِعون عن فِكرة الفصْل بيْن الدِّين والدولة، ليس لحمايةِ الدِّين مِن الدولة كما كانوا يَدَّعون من قبل، ولكن من أجل إخضاع الدين للدولة.
هذه خُلاصةُ دراسة "هارون كرسك": وهي دراسةٌ حديثة نُشِرت في الأوَّل من شهر يونيو من عام 2010.
لكن الأستاذ محمد قطب كان منذُ بدايات الحرْب على المسلمين في البوسنة قد صاغَ في كتابه "دروس من مِحنة البوسنة والهرسك" إطارًا عامًّا يُمَكن المتابعين لأحوال المسلمين في البوسنة مِن فَهْم ما جرَى وما يجرى هناك، ويمكن تحديدُ الملامح العامة لهذا الإطار على النحو التالي:
أولاً: ما حدَث في البوسنة والهرسك يكشِف عن حقيقتين هائلتين:
1- مدى الحِقد الصَّليبي الكامِن في نفوس الغرْب تجاهَ الإسلام، وسَعْي العالَم كلِّه إلى محوِ الإسلام مِن الأرض.
2- مقدار الزَّيْف في تلك الحضارة، التي زعمَتْ أنها حضارةٌ إنسانية تقوم على احترامِ الآخَر، وإعطائه حقَّه في الوجود، وحقَّه في التعبيرِ عن ذلك الوجود.
ثانيًا: الحِكمة من وراء مأساة المسلمين في البوسنة:
يَصِف الأستاذ محمد قطب حالَ مُسلمي البوسنة حتى وقوعِ المذبحة، فيقول: "لقدْ كان كثيرٌ من أهل البوسنة والهرسك قبل المذبحة الأخيرة قدْ ضاعوا تمامًا مِن وجهة النظر الإسلاميَّة، وكانوا تحتَ الضغط المستمر، أو ثقل الأمر الواقِع، سواء قبل الشيوعيَّة أو أثناءَها، لقدْ نسُوا إسلامَهم، رِجالاً ونساءً، ولم تعدْ تستطيعُ أن تُفرِّقهم في شيء عن جيرانهم من الصِّرْب أو الكروات، في مظهرِهم، ولا عاداتهم، ولا أفكارهم، ولا أخلاقِهم، كانوا كما أخْبَر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن بعضِ الأقوام في آخِر الزمان الذين يقولون: سمِعْنا آباءنَا يقولون: "لا إله إلا الله"، ثم جاءتِ المذبحة، وهم على ذلك الحال".
ولتفسيرِ ما حَدَث للمسلمين في البوسنة، رَبَط الأستاذ محمد قطب بيْن هذا التِّيه الذي تعيشه الأمَّة الإسلاميَّة في الوقت الحاضِر، وبيْن حِقبة تِيه بَني إسرائيل، فيقول:
"إنَّ التِّيه الذي تعرَّض له بنو إسرائيل يرجِع إلى أنَّ هؤلاء المستضعَفين الذين تربَّوْا على المذلَّة للفرعون، لم يكونوا صالحين لحمْل الأمانة المنوطة بهم على الوجهِ الذي يُؤهِّلهم لتحقيقِ الرِّسالة الربَّانية، وتحقيقِ منهجِ الله في الأرْض، فابتلاهم الله بذلك التِّيه في تلك الفترةِ المحدَّدة، التي انتهَى فيها ذلك الجيلُ المستضعَف المستذل، ووُلِد بعدَه جيلٌ جديد، وُلِد في التِّيه وفي المشقَّة وفي المعاناة، فكان أصلبَ عُودًا، وأقدرَ على تحمُّلِ المشاق، فأَذِن الله له أن يدخُلَ الأرض المقدَّسة، ومكَّن له في الأرض".
وقياسًا على ذلك، فإنَّ المِحنة التي تَعرَّض لها مُسلِمو البوسنة والهرسك قد تَرجِع إلى نفْس السبب، وهو أنَّ الله قد قدَّر نهاية جيل مستضعَف مُستذل، وولادة جِيل جديد، وُلِد في المشقَّة وفي المعاناة؛ ليكونَ أصلب عودًا، وأقدرَ على تحمُّلِ المشاق.
شَكَّل البوسنيون وقتَها جيشًا قوامه مائة وعشرون ألفًا، وكانوا يجاهدون جهادًا إسلاميًّا تحتَ راية "لا إله إلا الله"، وكلَّما أمعن الصربُ في أعمال الإبادة الوحشيَّة، ازداد البوسنيُّون يَقظةً لإسلامِهم، وتشبُّثًا به، وذَودًا عنه، وقتالاً في سَبيله.
لقدْ جاءتْ هذه الصحوةُ الإسلامية؛ لتثبتَ أنَّ الحُلم الذي كان يساور أعداءَ الإسلام في القضاء المُبرَم على الإسلام والمسلمين، وعلى الصحوة الإسلاميَّة، قوَّضتْه ذاتُ الوسائل التي استخدموها في حرْبِهم ضدَّها.
ثالثًا: أنَّ الصحوة الإسلامية ستُواجِه عقباتٍ، وأنَّ الطريق أمامَها ليس مفروشًا بالورود:
لا تزال الصحوةُ الإسلامية في البوسنة في أوَّل الطريق، وما زال هذا الطريقُ أمامَها طويلاً، ومليئًا بالعقبات والعثرات، والأشواك والآلام والدماء، لكنَّها ستصمُد - بحول الله وقوته - ذلك لأنَّ القاعدةَ: أنَّ العالَم كلَّه مُصِرٌّ على محو الإسلام مِن الوجود، ولو لم تكن الصحوة شيئًا حقيقيًّا ماثلاً في عالَم الواقع، ومبشِّرًا بالمزيد، لَمَا كان العالَمُ الصليبي الصِّهْيَوني ليتجمَع هذا التجمُّعِ الشَّرِس ضدَّها.
المصادر:
1- Bosnia’s Islamic Revival، amanavoice، al-amana.net/home/2008/12/27/bosnias-islamic-revival/.
2- "Bosnia's Islamic Revival"، Dhimmitude at Time Magazine: Tuesday، June 09، 2009 atlasshrugs2000.typepad.com/.../dhimmitude-at-time-magazine.html.
3- Harun Karcic، Islam after communism in Bosnia، www.todayszaman.com/.../news-211700-islam-after-communism-in-bosniabyharun-karcic.html.
4- DAN BILEFSKY، Islamic Revival Tests Bosnia's Secular Cast، www.ekopolitik.org/en/news.aspx?id=3721&pid=1814.
ٍ5- Sheikyermami “There are some people who want to turn Bosnia into a Muslim state” on December 27، 2008 sheikyermami.com/.../“there-are-some-people-who-want-to-turn-bosnia-into-a-muslim-state”/.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: