د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 10052
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
دخلنا في وهم الانتخابات والمواعيد ونحن أصلاً ثورة. والثورة، الذي يأتي بعدها ينبثق عنها ضرورة، ولا يمكن أن يخضع لآليات النظام السابق، أو حتى آليات أي نظام عادي من أنظمة الحكم الديمقراطي، لأن قيامها ذاته كان في مجتمع لا ديمقراطي.
ونحن لسبب أو لآخر، وربما لحرمان بعضنا البعض، كبقايا نظام سابق وأحزاب كانت في كوكبته أو قامت على أنقاضه ومنظمات مجتمع مدني، انخرطنا في مقولة أنها ثورة بلا رأس ولا زعامة حزبية، وبدل أن نخضع لمنطقها جررناها للخضوع لمنطقنا، وحيث جميع الأطراف في اختلاف هيكلي معها، أبت الجماهير أن تستبدل ثقتها في ثورتها بثقتها في الأحزاب والمنظمات ومن باب أولى في السلطة التي لم تنبثق عنها.
الاستثناء الوحيد الذي تشكل فجأة هو الأستاذ فرحات الراجحي، الذي لو حسمت الثورة اختيارها فيه لكان بإجماع ثوري حوله أول رئيس لها، ولانبثقت عن رئاسته حكومة ثورة مؤهلة لتنظيم انتخابات رئاسية عادية ومجلس تأسيسي ودستور، ونظام جديد هو ما يمكن أن نصطلح على تسميته بنظام الثورة التي قامت في سيدي بوزيد وقادها الشهيد محمد البوعزيزي.
لكن حكومة السيد محمد الغنوشي (الأولى والثانية) وحكومة السيد الباجي قائد السبسي التي خلفتها، أخذتا كل منهما من الشرعية ومن الوقت، وكذلك رئيس الجمهورية، أكثر ما يناسب لمثلهم لكي تشكر الثورة سعيهما لقيام نظام بديل بانتخابات أو بغيرها وإن خذلتهم الظروف.
والثورة التي رفعت شعار إسقاط النظام وأسقطته، لا تحتمل تطويلاً ولا انتخابات تقليدية بهيئة اشراف فنية وحيثيات نظام ديمقراطي متأصل في تربة تونسية أو تربة غربية. ولو كان كل ذلك وارد في حالة مجتمعنا لما قامت ثورة على حكم بن علي وأسقطته.
والرجوع للثورة فضيلة، لحسم الفوضى التي عممتها هذه المواعيد المخلوفة، والتي تتحكم في آخر الأمر فيها هيئات مستقلة تتكلم باسم الأسباب الفنية واللوجستية، وليس السياسية وبقدر أدنى الثورية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: